يصدق الكثير من العرب أن في الشرائح السياسية الحاكمة في تل أبيب، يوجد بينها معتدل، ويوجد متطرف، ولكن الواقع الذي نراه أن هناك تطابق بين أقوال المتطرفين، وأفعال المعتدلين داخل هذا الكيان المحتل، وبينما تقوم حكومة الحرب التي يشارك بها كافة الأطياف السياسية بإسرائيل بكافة أنواع الجرائم الإنسانية داخل قطاع غزة، وقتل كل شيء حي وبريء، نجد أحد صقور التطرف زعم عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف أفيغدور ليبرمان، ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يخرج اليوم بتصريحات لا تخرج إلا من فحيح الأفاعي.

ففي تبريره للحرب الدموية بحق الشعب الفلسطيني، قال هذا السياسي الإسرائيلي إنه لا يوجد أبرياء داخل قطاع غزة، وإنه لا مجال لحل الدولتين، وأن الحديث عن تلك الرؤية أصبحت من الماضي، والواقع الحالي يفرض على الكيان الإسرائيلي القضاء على ما أسماه ببؤرة الإرهاب المتواجدة داخل قطاع، وفي مقاله العنصري المنشور بصحيفة وللا العبرية، قال بوضوح إن غزة هي عش دبابير يعج بالإرهابيين.

 

وأفيجدور ليبرمان هو سياسي وزعيم يميني متطرف إسرائيلي، كان يترأس منصب وزير خارجية إسرائيل منذ بداية 31 مارس 2009 في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حيث قدّم استقالته في يوم الاثنين 3 مايو 2015 وصرح بعدم مشاركته في الحكومة المقبلة، وهو نائب رئيس الحكومة وزعيم حزب إسرائيل بيتنا، وتم تعيينه في شهر مايو عام 2016 كوزير لوزارة الدفاع الإسرائيلي إلا أنّه استقلال من رئاسة وزارة الدفاع الإسرائيلية في 14 نوفمبر 2018.

 

التطرف السياسي في فجاجته .. حل الدولتين تلاشى

 

وفي تحدى واضح لكافة قرارات الأمم المتحدة، ورؤية كافة دول العالم من ضرورة حل الدولتين لمعضلة الشرق الأوسط، تحدث ليبرمان أن هذا الأمر تلاشى، حيث قال فيما نشرته الصحيفة العبرية، إن فكرة الدولتين التي كان يتحدث عنها الكثيرون من الأشخاص العاديين، تلاشت في السابع من أكتوبر وعملية طوفان الأقصى، وتحطم هذا الحلم إلى أشلاء، وبلغة عنصرية وصف السياسي الإسرائيلي غزة بأنها عش دبابير يعج ما وصفه بـ"بالإرهابيين"، وأن المواطنين الذين يبدو أنهم غير متورطين هم أيضاً غارقون في الإرهاب.

 

وطالب ليبرمان من العالم أن يتخلى عن الساذجة بأن هناك أناس طيبون وذوو نوايا حسنة في قطاع غزة، وذلك في تبريره لما يرتكبه الجيش الإسرائيلي من جرائم بحق المدنيين في غزة، وطالبهم بالتخلى عن الساذجة التي جعلت الكثيرين يؤمنون ويروجون لفكرة السلام بين إسرائيل وبين الفلسطينيين، وتأتي تلك التصريحات بعد حالة الغضب العالمي ضد جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني.

 

العنصرية متغلغلة .. لا أبرياء في غزة 

 

وفي تصريحات تعد جريمة عنصرية واضحة إذا ما حوكم ليبرمان في أي دولة تحترم القانون، تحدث عن الفلسطينيين بأنهم جميعا ليس لهم حق البحث عن حريتهم، وأنهم جميعا شاركوا ي طوفان الأقصى، وقال إن الأدلة التي تم الكشف عنها في أحداث طوفان الأقصى، تتحدث أن كافة سكان غزة شاركوا في هذا الهجوم، حيث قدموا معلومات استخباراتية عن منازل السكان، وقادوا الحشد في الموجة الثانية من غزو مستوطنات غلاف غزة.

وتحدث وزير الدفاع السابق، أن هناك ممن قتلوا في طوفان الأقصى كانوا ممن يؤمنون بضرورة مساعدة الشعب الفلسطيني، وطالبوا بزيادة أجور العاملين منهم داخل مستوطنات إسرائيل، ويأتي هذا الحديث دون الإشارة أو الاعتراف بأن تلك الأرض هي أرض محتلة وأن أصحابها هم الفلسطينيون، وأن إسرائيل هي سلطة احتلال. 

 

الدعم الشعبي لحماس يغضب ليبرمان

 

ومن الأمور التي أثارت غضب السياسي الإسرائيلي، وتضمنها في مقاله، هو الدعم الشعبي الذي تحظى به حماس داخل قطاع غزة، وهوو ما ظهر في مقاطع الفيديو التي تم تصويرها وقت تسليم المحتجزين داخل قطاع غزة في الهدنة التي انتهت الجمعة الماضية، ويرى ليبرمان أنه كان على أبناء غزة إدانة طوفان الأقصى حتى لا يتم معاقبتهم من قبل إسرائيل، ولكنه يرى أن المشاهد التي تم مشهدتها في الأيام الأخيرة كل مساء عندما يتم نقل مختطفينا للصليب الأحمر، لا يتركون مجالًا للشك بأن حماس تحظى بدعم ساحق في غزة، ولذلك يجب سحق غزة بالكامل.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، "مظاهرات الفرح والدعم للإرهابيين في جميع أنحاء غزة، تشهد على قسوة السكان الذين يربون أطفالهم على كراهية دولة إسرائيل وتقوم بتدريب جيل جديد من الإرهابيين وداعمي الإرهاب الذين هدفهم تدمير دولة إسرائيل لجميع مواطنيها، وهذا يجعل من الوجاب القضاء على القطاع بأكلمه"، وهي التصريحات التي تعد مطالبة بإبادة جماعية للسكان.

 

 

بوق يردد الأكاذيب.. هكذا يبرر ليبرمان استهداف المستشفيات

 

 

وفي تبرير لقصف المستشفيات، واستهداف الطواقم الطبية، ادعى ليبرمان، أنه يمكن العثور على دليل آخر على التعاون الكامل من جانب السكان في أروقة مستشفى الشفاء، حيث ساعد مدير المستشفى وغيره من كبار الأطباء المقاومين على إخفاء الرهائن وتحويل المستشفى إلى ملاذ للمقاومة، وهي نفس الأكاذيب التي رددتها أبواق الجيش الإسرائيلي، وكذبتها التقارير الإعلامية الإقليمية والدولية. 

ولم يترك ليبرمان أي جهة داخل غزة إلا واتهمها بدعم المقاومة، حتى المؤسسات الدولية، وفي دعوة لاستمرار استهداف كل شيء بالقطاع، قال المتطرف الإسرائيلي: "ليس فقط في المستشفيات التي تجد فيها متعاونين، بل أيضًا في المنازل الخاصة للمتخصصين الطبيين والمعلمين التابعين لإدارة الأمم المتحدة حيث تم احتجاز الرهائن، وتنعكس هذه الأمور أيضًا في شبكات التواصل الاجتماعي، في العالم العربي وفي غزة. 99.9% من جميع المنشورات عبارة عن كلمات مديح ودعم شامل لحماس ولعملية طوفان الأقصى، لذلك فلا يوجد الأبرياء غير المتورطين في الإرهاب في قطاع غزة"، وهي التصريحات التي تعكس فحيح الأفاعي التي تنسى أنها دولة احتلال.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدفاع الإسرائیلی داخل قطاع غزة طوفان الأقصى فی غزة

إقرأ أيضاً:

ليبرمان كشف المستور..عصابة أبو شباب في رفح أداة مؤقتة للاحتلال

بعد أيام قليلة من بدء الحرب الإسرائيلية على غزة جرى الإعلان مرارا عن أن إسرائيل سوف تستعين بنظام حمائل وعشائر لإدارة الوضع في قطاع غزة. وكان هذ الكلام يتكرر كلما ارتفع صوت في إسرائيل أو خارجها: من سيتولى الحكم أو السيطرة في قطاع غزة "في اليوم التالي"؟ ولخص رئيس الحكومة الإسرائيلية موقفه هذا بإعلان أن غزة لن تكون بعد الحرب "لا حماستان ولا فتحستان" مما فتح الباب للزعم أن البديل الوحيد المتوفر هو حكم العائلات. والواقع أن مثل هذا التفكير في إسرائيل ليس قصرا على قطاع غزة بل هو مطروح منذ سنوات كبديل للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية مثلما كان مطروحا في أواخر السبعينيات ضمن ما عرف بـ"روابط القرى". وينطلق هذا التفكير أساسا من فهم استشراقي لا يرى في العرب سوى قبائل وعشائر تعيش مرحلة ما قبل الوطنية والدولة القومية.

وقد جرت في غزة أثناء الحرب عدة محاولات لتأليب عشائر وعائلات ضد حكم حركة حماس واستغلال المصاعب التي يواجهها الناس في ظل اشتداد الحصار. ولقي عدد من المتواطئين مع الاحتلال مصرعهم خصوصا في غزة لأنهم كانوا يعيشون في منطقة ضيقة وبين الناس، وكان يصعب على الاحتلال حمايتهم. لكن هذا الوضع تغير بشكل جوهري بعد أن انتقلت الحرب بشدة إلى الجنوب عموما ورفح خصوصا. ونظرا لأن رفح مدينة حدودية من جهة، وهي آخر السهل الساحلي بالتقائه مع الصحراء سواء جنوبا مع سيناء، أو شرقا مع النقب يكثر وجود عائلات وقبائل يشتغل أبناؤها في تهريب البضائع والممنوعات والمخدرات. كما تكثر في هذه المنطقة التضاربات بين مصالح أي حكم ومصالح أبناء هذه العائلات والقبائل.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3ماذا تعرف عن مجموعة ياسر أبو شباب في قطاع غزة؟list 2 of 3خونة وعملاء.. مغردون يتهمون إسرائيل برعاية لصوص مساعدات غزةlist 3 of 3داخلية غزة: عملاء الاحتلال يستغلون حرب الإبادة لنشر الفوضىend of list إعلان

ولعموم السكان في قطاع غزة برز اسم ياسر أبو شباب كأحد قطاع الطرق الذين يتصدون لسرقة قوافل الإغاثة خصوصا بعد احتلال إسرائيل لمعبر رفح. وكانت عمليات سرقة القوافل تتم بشكل علني وأمام نظر جنود وقادة الدبابات الإسرائيلية في المنطقة. وانتشرت أنباء وإشاعات تفيد بأن أبو شباب جمع حوله مجموعة من المنتفعين من السرقات وبيعها، وشكلوا ما أشبه بأول مليشيا إجرامية تنشأ في غزة أثناء الحرب. وقد وصفت مذكرة داخلية للأمم المتحدة، سُرّبت إلى صحيفة "واشنطن بوست"، أبو شباب بأنه "العامل الأكثر تأثيرًا وراء النهب المنظم للمساعدات" في منطقة كرم أبو سالم، ويعمل برعاية "سلبية، إن لم تكن فاعلة، من الجيش الإسرائيلي". وقد وقعت صدامات دموية بين هذه المليشيا وقوات "سهم" التابعة لوزارة الداخلية في غزة أودت بأرواح كثيرين من أفراد الشرطة ومن أعضاء هذه المليشيات. لكن هذه الصدامات منعت تمدد قوة هذه العصابة وإن لم تمنع نشوء عصابات عائلية أقل وزنًا في مناطق مختلفة خصوصا قرب محاور حركة قوافل الإغاثة.

مذكرة داخلية للأمم المتحدة أرجعت مسؤولية عملية نهب المساعدات في معبر كرم أبو سالم لعصابة أبو شباب (غيتي)

وكان معلومًا أن عصابة ياسر أبو شباب تتمركز في منطقة الشوكة في رفح وهي منطقة تقع داخل منطقة أوسع احتلها الجيش الإسرائيلي شرقي رفح وجنوب شرق خان يونس. وكان كثيرون يرون في التمركز بهذه المنطقة والعمل فيها ضد القوافل نوعًا من التعامل مع إسرائيل. وكان هناك من برّر -إما لأسباب مصلحية أو لمكايدة حماس- أعمال عصابة أبو شباب، في حين كان آخرون وضمن نظرية مؤامرة يرون تعاونا بينهما. لكن الأمر الذي صدم كثيرين كان نشر كتائب القسام شريط فيديو يظهر عددا من أفراد عصابة أبو شباب المسلحين وهم يحاولون تفتيش بيوت ويتهمهم بأنهم يعملون في خدمة قوات الاحتلال. ويُظهر الشريط استهداف القسام لهذه القوة بعبوة ناسفة مما أدى إلى مقتل عدد منهم.

افتضاح اللعبة

في نطاق محاولات إنجاح مشروع المساعدات الأميركي-الإسرائيلي جرى استغلال أفراد هذه العصابة في العمل بمراكز توزيع المساعدات. وبعدها أعلن ياسر أبو شباب عن أنه افتتح مخيما لإيواء النازحين ودعا سكان شرق رفح إلى "العودة إلى منازلهم سالمين في ظل حمايتنا". وأظهر فيديو نشره عناصره وهم ينصبون خيامًا ويوزعون دقيقًا في المناطق الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية، رغم أن الجيش الإسرائيلي كان يطالب بإجلاء المدنيين من المنطقة آنذاك. وترافقت دعوته السكان إلى العودة للسكن في منطقته، بتبرير أن ذلك يمنع التهجير مؤكدا أنه منسَّق مع القوات الإسرائيلية وزاعما أن الأمر مرتب مع السلطة الفلسطينية. ونشر أبو شباب أشرطة تشير إلى تشكيله فرقة لمكافحة الإرهاب قبل أن يسميها "القوات الشعبية" على طريق مناهضة حماس ملمحًا إلى ارتباطه بالسلطة الفلسطينية في رام الله وداعيًا الشباب للالتحاق بهذه القوات مبينا كيفية الوصول.

وطبعا أثارت هذه الأشرطة جدلا واسعا في غزة ، بين من يرى في ظاهرة أبو شباب عنوانا للصراع الفلسطيني-الفلسطيني وبين من يحصر هذه الظاهرة في إطارها الإسرائيلي. وطبعا كانت هناك اتهامات لعدد من قادة الأمن في السلطة الفلسطينية مما زاد من انعدام الثقة بين الفلسطينيين. غير أن ما بدا للبعض لغزا شائكا ومعقدا سرعان ما وجد الحل من حيث لا يحتسب. فقد كشف وزير الحرب والمالية الأسبق في إسرائيل وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيغدور ليبرمان وفي مخالفة صريحة للرقابة العسكرية، عن السر. وأعلن في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية أن "دولة إسرائيل تنقل إلى جميع أنواع العشائر في غزة -بعضها تابع لداعش- أسلحة. زودت إسرائيل عائلات الجريمة في غزة ببنادق هجومية وأسلحة خفيفة، بأوامر من نتنياهو". وأضاف "في رأيي، لم يحظَ هذا بموافقة مجلس الوزراء. رئيس الشاباك يعلم، ولست متأكدًا من أن رئيس الأركان يعلم. نحن نتحدث عن ما يعادل داعش في غزة. وكما حاول في السابق بناء حماس كقوة مضادة للسلطة الفلسطينية، فهو الآن يبني داعش كقوة مضادة لحماس".

ليبرمان صرح علنا : الأسلحة مررت إلى أبو شباب بأمر من نتنياهو (رويترز) من دون إنكار

وفور ذلك أصدر ديوان رئاسة الحكومة الإسرائيلية بيانًا لم ينفِ فيه تصريحات ليبرمان، جاء فيه: "تعمل إسرائيل على هزيمة حماس بطرق متنوعة، بناءً على توصية جميع رؤساء الأجهزة الأمنية". ونقلت "معاريف" عن مسؤولين أمنيين قولهم إن "نتنياهو أمر الإدارة المدنية في غزة بتوزيع أسلحة على العشائر في جنوب قطاع غزة. بعض هذه المجموعات، وفقًا للمصادر، مُرتبط بجماعات سلفية. وتقول الأجهزة الأمنية إن الهدف من تعزيز هذه الجماعات هو الحد من نفوذ حماس في القطاع". وأضافت الصحيفة أن "إحدى هذه الجماعات، التي يُقدّر أنها تكتسب زخمًا، هي "القوات الشعبية"، بقيادة ياسر أبو شباب، المولود عام 1993، وهو أحد أفراد عشيرة الترابين البدوية. وكان أبو شباب نزيل سجون حماس حتى أكتوبر/تشرين الأول 2023 بتهمة السرقة والمخدرات، وجاء إطلاق سراحه تحت غطاء هجوم إسرائيلي على منشآت أمنية في قطاع غزة في بداية الحرب. ومنذ تلك اللحظة، برز اسمه كشخص يملأ الفراغ الأمني ​​في شرق رفح."

إعلان

وبحسب "يديعوت" هاجم الليكود والحكومة ليبرمان بشدة لكشفه السر. وقال مصدر حكومي "هذا الرجل ببساطة مجنون. لقد تسبب في أضرار جسيمة. لا حدود لها". وزعم مسؤولون كبار في الليكود أن هذا انتهاك لأمن إسرائيل وجنود الجيش الإسرائيلي: "يكشف ليبرمان مرة أخرى عن نفسه كشخص غير مسؤول، مستعد للكشف عن معلومات حساسة وتعريض جنودنا والمختطفين للخطر؛ بغرض تحقيق مكاسب سياسية". وأضافت أن هذه المسألة نوقشت في إحدى اللجان السرية في الكنيست. وأن مصادر أمنية نفت أي صلة بين مليشيا أبو شباب وتنظيم داعش، بل زعمت أن أعضاءها قاتلوا سابقًا ضد خلايا داعش في سيناء. وقالت لقد بادر جهاز الشاباك نفسه بهذه العملية وقادها، ونُفذت بموافقة القيادة السياسية، وكان رئيس الأركان، ووزير الدفاع، ورئيس الوزراء، والوزير ديرمر، من بين آخرين، مطلعين على الأمر.

حجم الظاهرة

لا ريب أن بوسع إسرائيل تجنيد عملاء بين الفلسطينيين لأسباب مختلفة لكن من المؤكد أنها لن تجد فعلا بينهم عميلًا أيديولوجيًا يؤمن بحق إسرائيل في نهب أرض وإرث الفلسطينيين. وليست بين الفلسطينيين كجماعة تناقضات اجتماعية أو سياسية تصل حد الارتباط بإسرائيل ضد جهات فلسطينية أخرى لصالح إسرائيل. ولذلك فإن كل جهة أو جماعة كبرت أو صغرت كانت تنتهي إذا ثبت ارتباطها بإسرائيل. هذا كان الحال حتى في مناطق 48 التي رفضت الأسرلة ورموزها وأصرت على الهوية الفلسطينية رغم كل الضغوط والظروف. كما أن ظاهرة روابط القرى سرعان ما انتهت ولم تعمّر طويلا رغم أنه تم منحها جزئيا غطاء وظيفيا أردنيا. ومن المؤكد أن ظاهرة أبو شباب هامشية ويصعب تخيل أن تزداد حجما حتى في ظل المجاعة والحصار الخانق المفروض على قطاع غزة. فلا شيء يبرر في نظر المجتمع الفلسطيني الارتباط بإسرائيل و تشبّه هذه الظاهرة بجيش لحد في جنوب لبنان.

حملة مكافحة التخابر  في غزة عام 2018 تزامنت معها حملة توعوية ضخمة لمحاصرة العملاء وإجبارهم على التوبة (الجزيرة)

وعصابة أبو شباب، مهما حملت من أسماء لا تهدف إلا لتحقيق مصالح شخصية للقائمين عليها والمشاركين فيها ويصعب تخيل وقوف شرائح اجتماعية أو قبلية أو عائلية إلى جانبهم. يدل على ذلك بيان قبلي لعائلة أبو شباب تبرأت من أفعال ياسر عندما ثبت بالدليل القاطع ارتباطه بإسرائيل. بل إن نظرة موضوعية إلى الأمر تثبت أن هذه ظاهرة عابرة إذْ رَغم كل ما بُذل معهم منذ احتلال رفح قبل أكثر من عام لا يزيد عددهم عن 300 شخص على أبعد تقدير. فأبو شباب يدعو سكان شرقي رفح للعودة تحت رعايته فيما إسرائيل تطالب الناس بإخلاء رفح بعد تدميرها. و"القوات الشعبية" ترى في عملها منعا للتهجير بينما هدف إسرائيل المعلن هو التهجير. وأخيرا يصعب تصور أن أبو شباب – حتى وفق التوصيفات الإسرائيلية المشار إليها- والذي يعمل وفق مصالحه المالية، يريد أن يكون تحت إمرتهم. فبحسب "يديعوت" لا صلة لهؤلاء بداعش فدافعهم الرئيس مالي، "وهم متورطون بشكل رئيسي في تهريب المخدرات والدعارة وحماية أنفسهم لزيادة ثرواتهم".

إعلان

 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تفرج عن 12 أسيرا من غزة بعد شهور من التعذيب
  • العدو الإسرائيلي يفرج عن 12 أسيراً فلسطينياً من غزة
  • رهائن الحقول في إسرائيل: لماذا كان التايلانديون في صدارة أسرى حماس في طوفان الأقصى؟
  • سفير مصر الأسبق في إسرائيل: الاحتلال يدمّر ويهجّر مليون غزّاوي داخليًا
  • سفير مصر الأسبق في إسرائيل: الاحتلال يدمر البنية التحتية لغزة
  • طبيبة أمريكية عائدة من غزة: ادعاء إسرائيل السماح بدخول المساعدات للقطاع غير صحيح
  • ليبرمان كشف المستور..عصابة أبو شباب في رفح أداة مؤقتة للاحتلال
  • "قبل الهجوم"... إسرائيل تصدر أوامر إخلاء جديدة في شمال قطاع غزة
  • مسؤول حكومي: إسرائيل تمارس إبادة زراعية وبيئية في غزة
  • تصريح أفيغدور ليبرمان بشأن تسليح عصابات بغزة يثير جدلا واسعا في إسرائيل