يعود حلم النخب الثقافية إلى سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي عندما أُعلن آنذاك عن إقامة المركز الثقافي وظل الحلم قيد الانتظار إلى قبل عدة أشهر التي كشف فيها عن إمكانية إنجاز واجهة ثقافية أدبية حضارية تتمثل في إنشاء مبنى مجمع عُمان الثقافي بمرتفعات المطار بمحافظة مسقط وقد اقترب الحلم من الواقع بتوقيع صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب يوم أمس الأول على البدء في إنشاء المشروع بقيمة 147.
أهمية هذا المشروع التاريخي، تكمن أنه سيضم ثلاثة مرافق في غاية الأهمية وهي المسرح الوطني والمكتبة الوطنية وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، وبمجرد أن تجمع هذه المرافق في مكان واحد فإن ذلك سيتيح لتلك النخب الثقافية والفنية والباحثة في التاريخ والمهتمة بالجوانب الأدبية في إيجاد ضالتها تحت سقف واحد.
المشروع الذي يستغرق وقت إنجازه 3 سنوات وسيبنى على مساحة 400 ألف متر مربع، سيمثل وجهة ثقافية وفنية ومعلما حضاريا وسياحيا واستثماريا في الوقت ذاته، حيث سيعمل على رفع وتيرة الأنشطة الثقافية والفنية التي ستقدم أفضل العروض المسرحية الموسمية واستضافة العروض والفعاليات العربية والدولية، وكذا الحال بالمكتبة الوطنية التي ينتظر لها أن تكون زاخرة بأمهات الكتب والمراجع الورقية والإلكترونية ومرجعا مهما للباحثين، إضافة إلى دورها داخليا وخارجيا في المشاركات الثقافية الفاعلة، إلى جانب الأهمية التي سيمثّلها وجود هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية إلى جانب المرافق السابقة، وقد أسهمت هذه المؤسسة في تقديم أدوار كبيرة خلال العشر سنوات الماضية في تعريف العالم بالحضارة العمانية وتاريخها وحفظ المحفوظات الوطنية القيمة التي تمثّل تراثا مهما.
المجمع سيمثل قيمة مضافة كونه سيشكل وجهة سياحية ذات قيمة اقتصادية، ويعكس إنشاؤه استكمالا لمنظومة الاهتمام الثقافي والفني والوثائق التاريخية بما يواكب تحقيق أهداف ومستهدفات «رؤية عُمان 2040» في هذا الجانب، مستكملا الأدوار التي تقدمها المؤسسات الثقافية الأخرى مثل جائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب، ودار الأوبرا السلطانية، ومعرض الكتاب السنوي، وأنشطة الأندية ومراكز الفكر في عمل تكاملي.
كما سيتيح هذا المركز مساحة أكبر لفرص الإبداع والابتكار، وسيوفر بيئة عالمية لاحتضان الفعاليات العالمية واستضافة الاجتماعات الإقليمية والدولية. المشروع بدأ يخطو خطواته الأولى نحو الإنجاز الذي ينتظر منه أن يشكل فارقا في تعزيز ودعم مسيرة سلطنة عُمان الأدبية والثقافية الغنية بمخزونها ووثائقها ومحفوظاتها وحركتها المسرحية الفنية عبر حاضنة ثقافية بمركز عُمان الثقافي.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
نادي طاقة يكرّم المتفوقين في مسابقة الإبداع الثقافي العاشرة
نظّم نادي طاقة ممثلاً باللجنة الشبابية حفلاً تكريمياً في جمعية المرأة العمانية بطاقة، لتكريم المتفوقين في مسابقة الأندية للإبداع الثقافي على مستوى النادي في نسختها العاشرة. وتضمّنت المسابقة عشرة مجالات مختلفة تشمل الشعر الفصيح والشعر الشعبي والمناظرات والفنون التشكيلية والتصوير الضوئي والموسيقى والإنشاد والابتكار وريادة الأعمال، إضافة إلى مسابقة الألعاب الإلكترونية والتعليق الرياضي.
وألقى الدكتور سالم بن سهيل العوائد، رئيس اللجنة الشبابية بنادي طاقة، كلمة أكد فيها أن الإبداع ليس مجرد كلمات تُكتب أو أشعار تُلقى، بل هو روح تبني الإنسان وتعزز قيم الانتماء والعطاء والمثابرة. وأوضح أن المسابقة تمثل نافذة للاطلاع على الطاقات الواعدة وصناعة مستقبل أكثر إشراقاً، مباركاً لجميع المشاركين على جهودهم ومتمنياً لهم المزيد من النجاح.
وفي الحفل، قام محمد بن حسن سعيد العوائد، نائب رئيس نادي طاقة وراعي الحفل، بتكريم الأوائل في مختلف المجالات، حيث حصل مسلم بن سعيد سالم المعشني على المركز الأول في الشعر الفصيح، فيما نال سعيد بن محاد عيسى المعشني المركز الأول في الشعر الشعبي، وفازت فاطمة بنت سهيل محاد المعشنية بالمرتبة الأولى في المناظرات، بينما حصل الخطاب بن أحمد علي صعر على المركز الأول في التصوير الضوئي.
أما في الموسيقى، فقد حقق هادي بن محمد علي كشوب المركز الأول، وحصل البراء بن عامر سهيل العوائد على المركز الأول في الإنشاد، فيما نال أحمد بن محمد سهيل المعشني المركز الأول في الابتكار وريادة الأعمال، وتصدر فيصل بن محمد مسعود العوائد مجال التعليق الرياضي.
ويأتي هذا التكريم في إطار حرص نادي طاقة على دعم المواهب الشابة وتشجيعها على الإبداع والمشاركة في الفعاليات الثقافية والفنية، بما يسهم في تنمية قدرات الشباب وتعزيز الحراك الثقافي في الولاية.
... والحمراء تحتفي بالمبدعين في المسابقة
احتفل نادي الحمراء الرياضي الثقافي في قاعة النادي بتكريم المجيدين على مستوى النادي في مسابقة الأندية للإبداع الثقافي لعام 2025، وذلك تحت رعاية سعادة الشيخ جمال بن أحمد العبري، عضو مجلس الشورى ممثل ولاية الحمراء. استهل الحفل عامر بن علي العبري، رئيس اللجنة الشبابية، بكلمة أشار فيها إلى أن مسابقة الأندية للإبداع الثقافي تُعد منصة رائدة لإبراز طاقات الشباب المبدعين في المجالات الأدبية والفنية والتقنية، وأن المسابقة شهدت مشاركة واسعة من مختلف الفئات العمرية، مما يعكس الوعي الكبير بأهمية صقل المهارات وتعزيز الإبداع. وأضاف "العبري": "إن هذا التكريم هو ثمرة تخطيط دقيق وتنفيذ متميز، وهو دليل على التزامنا بتوفير بيئة محفزة للشباب للتعبير عن مواهبهم وإبراز إبداعاتهم." ودعا الشباب المبدعين إلى مواصلة العمل والاجتهاد، والمشاركة في كل فرصة تتيح لهم صقل مواهبهم وإظهار قدراتهم، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي. بعد الكلمة، استمتع الحضور بوقفة بصرية مميزة مع عرض مرئي بعنوان "كنوز الحمراء" سلط الضوء على جماليات ولاية الحمراء وتاريخها العريق، وعرض آخر بعنوان "قصة جسد" استعرض محطات من مسابقة الأندية للإبداع الثقافي في الولاية، عكس جهود الشباب وتفاعلهم الإبداعي. وقدمت فقرة إنشادية من أداء المنشد عبدالله بن سعيد الناعبي من مدرسة الشيخ ماجد بن خميس العبري، وأختتم الحفل بتكريم راعي الحفل المجيدين في مسابقتي البحث العلمي والقصة المصورة، بالإضافة إلى المجيدين في مسابقة الأندية للإبداع الثقافي بولاية الحمراء. وجاءت نتائج مسابقة البحث العلمي كما يلي: المركز الأول من نصيب ريان بنت علي بن سعيد الخيارية عن بحثها "أثر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي على القيم والأخلاق لدى طلبة البكالوريوس في سلطنة عمان"، والمركز الثاني حصلت عليه زينب بنت يوسف الهاشمية عن بحثها "دور التعليم الرقمي في تعزيز القيم والأخلاق". وفي مسابقة القصة المصورة، فازت بالمركز الأول مريم بنت محمد الناصرية، وحصل على المركز الثاني زياد بن عبدالله الهطالي، بينما جاءت في المركز الثالث ميار بنت حمد العبرية. أما نتائج مسابقة الأندية للإبداع الثقافي فكانت في مجال الشعر الفصيح حصلت على المركز الأول أروى بنت منيب العميرية، وفي الشعر الشعبي فازت شوق بنت عامر الدرعية بالمركز الأول، وفي الإنشاد حلّ أولاً عبدالله بن سعيد الناعبي، أما في المناظرات "التناظر الفردي" فقد جاءت سارة بنت غمن العبرية في المركز الأول. وفي الخط العربي، حصلت غيد بنت عبد الباسط العبرية على المركز الأول، وفي التصوير الضوئي فازت اليمامة بنت عبد الله العبرية بالمركز الأول، وفي الموسيقى نال ليث بن مظفر الهنائي المركز الأول. وفي التعليق الرياضي تمكن محمد بن سليمان العبري من الحصول على المركز الأول، فيما كانت مسابقة الابتكار وريادة الأعمال من نصيب سلطان بن أحمد الريامي.