دراسة تكشف أثر عمليات الإغلاق بسبب “كوفيد-19”!
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
إنجلترا – كشفت دراسة، نشرت في مجلة “لانسيت”، أن كبار السن تعرضوا لانخفاض كارثي في الأداء الإدراكي خلال فترة تنفيذ سياسات الحجر الصحي في المملكة المتحدة بسبب فيروس كورونا.
واستمر التدهور المتسارع للذاكرة العاملة والمقاييس الفكرية الرئيسية الأخرى حتى بعد انتهاء الإغلاق.
وبتحليل البيانات التي جمعتها دراسة PROTECT الحكومية للبالغين الذين تبلغ أعمارهم 50 عاما فما فوق، قبل وأثناء وبعد عمليات الإغلاق الوبائية، وجد باحثون من جامعة إكستر وكلية كينغز لندن وإمبريال كوليدج لندن “تدهورا كبيرا في الوظيفة التنفيذية والذاكرة العاملة” لدى جميع المجموعات التي تمت دراستها.
وارتبط انخفاض ممارسة الرياضة وزيادة تعاطي الكحول بتدهور الذاكرة والأداء التنفيذي أثناء الإغلاق، حتى بين الأفراد الذين ليس لديهم تاريخ سابق من الضعف الإدراكي، في حين ارتبط الاكتئاب والشعور بالوحدة بقوة بتفاقم المشكلات المعرفية الحالية.
واستمر الانخفاض في الذاكرة العاملة حتى بعد انتهاء عمليات الإغلاق، وتفاقم التدهور المعرفي العام بمعدل ضعف ما كان عليه قبل عمليات الإغلاق.
ولوحظ هذا الانخفاض في الإدراك العام حتى لدى الأفراد المسنين الذين لم تظهر عليهم أي علامات ضعف قبل عمليات الإغلاق. ولم يقتصر الأمر على الأفراد الذين أصيبوا بفيروس كورونا، على الرغم من أن العديد من الدراسات أثبتت وجود صلة بين العدوى والعجز الإدراكي المستمر، حيث أبلغ ما يصل إلى 78٪ من المصابين عن صعوبات عقلية دائمة.
وافترض الباحثون أن انخفاض ممارسة الرياضة وزيادة استهلاك الكحول قد يكونان مسؤولين عن التدهور المعرفي المذكور، لكنهم حذروا من الخلط بين الارتباط والسببية، وأوصوا بإجراء مزيد من الدراسة.
واقترحوا فرضية “المخاوف المستمرة بشأن الوباء والتحول إلى المزيد من أشكال الاتصال الافتراضية، ما يؤدي إلى قضاء وقت أقل خارج المنزل ونمط حياة أقل نشاطا”، لشرح الوهن المستمر بعد الإغلاق.
ولم تميز الدراسة بين من تلقوا لقاح “كوفيد-19” وغير الملقحين. وارتبطت مجموعة واسعة من الآثار الجانبية العصبية بما في ذلك الضعف الإدراكي بالحقن، على الرغم من عدم إجراء دراسات شاملة حول هذا الموضوع حتى الآن.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
“بصمة في العين” تكشف الإصابة بفرط الحركة ونقص الانتباه بدقة مدهشة
يمانيون../
في تطور طبي ثوري، كشفت دراسة حديثة أن العين قد تحمل مفتاحاً دقيقاً لتشخيص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)، من خلال مؤشرات بيولوجية يمكن رصدها بصور قاع الشبكية، بمساعدة تقنيات الذكاء الاصطناعي.
الباحثون في كلية الطب بجامعة “يونسي” في كوريا الجنوبية، نجحوا في تدريب نماذج تعلم آلي متطورة على تحليل صور الشبكية الخلفية للعين، وربط خصائصها البصرية الدقيقة بتشخيص سريري للاضطراب، في خطوة قد تمهد الطريق لثورة في أساليب التشخيص العصبي السلوكي.
وبحسب ما أورده موقع Science Alert، فقد تم اختبار 4 نماذج من خوارزميات التعلم الآلي على مجموعة مكونة من 323 طفلاً ومراهقاً تم تشخيص إصابتهم بـ ADHD، مقابل مجموعة مماثلة من حيث الجنس والعمر لا تعاني من الاضطراب. وقد حقق النموذج الأفضل من بين الأربعة نسبة دقة مدهشة بلغت 96.9% في التنبؤ بالإصابة، اعتمادًا على صور العين فقط.
العين مرآة الدماغ؟
ركزت الدراسة على خصائص محددة في قاع العين مثل:
كثافة الأوعية الدموية
شكل الأوعية وعرضها
التغيرات في القرص البصري
ووجد الباحثون أن هذه الخصائص، التي تعكس حالة الدورة الدموية الدقيقة في الدماغ، كانت مؤشراً ثابتاً يمكن الاعتماد عليه في التنبؤ باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وكتب الفريق العلمي في دراسته المنشورة:
“أظهر تحليلنا لصور قاع الشبكية إمكانيات واعدة كمؤشر حيوي غير جراحي لفحص اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، وتصنيف أنماط قصور الانتباه البصري التنفيذي.”
خطوة نحو تشخيص أسرع وأكثر دقة
يعاني ملايين الأطفال والبالغين حول العالم من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، لكن تشخيصه غالبًا ما يعتمد على تقييمات سلوكية ونفسية قد تكون عرضة للخطأ أو التأخير. ومن هنا، تبرز أهمية هذا الابتكار القائم على الذكاء الاصطناعي، إذ يمكن أن يقدّم وسيلة تشخيصية أسرع، أكثر دقة، وأقل تدخلاً من الوسائل التقليدية.
الدراسة تفتح المجال أمام اعتماد تحليل صور العين كأداة طبية مستقبلية في رصد الاضطرابات العصبية الأخرى، خاصة وأن العين تُعد امتداداً مباشراً للجهاز العصبي المركزي.
بين التقدم العلمي والمسؤولية الأخلاقية
ورغم النتائج المبشرة، شدد الباحثون على ضرورة مواصلة الدراسات السريرية على نطاق أوسع، والتحقق من دقة النماذج في بيئات طبية متنوعة، قبل اعتماد التقنية كأداة تشخيص رسمية. كما نبهوا إلى أهمية مراعاة الجوانب الأخلاقية في استخدام الذكاء الاصطناعي بمجال الصحة النفسية.
ويبقى السؤال المطروح: هل نشهد في المستقبل القريب جهازًا بسيطًا يستطيع من خلال نظرة واحدة في العين أن يكشف ما تخفيه أعماق الدماغ من اضطرابات سلوكية؟ يبدو أن الإجابة تقترب أكثر مما نتخيل.