5 ديسمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث: اكتشف باحثون أقدم بعوض أحفوري في الكهرمان اللبناني، مما يدل على أن ذكور البعوض القديم كانوا على الأرجح يتغذون على الدم.

يلقي هذا الاكتشاف الذي نُشر في مجلة “كورينت بيولوجي”، في 4 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، ضوءًا جديدًا على تطور البعوض وعلاقته بالنباتات المزهرة.

عثر الباحثون على أقدم بعوضة أحفورية معروفة في كهرمان العصر الطباشيري السفلي في لبنان، علاوة على ذلك، فإن الحشرات المحفوظة جيدًا عبارة عن ذكرين من نفس النوع مع أجزاء فم ثاقبة، مما يشير إلى أنه من المحتمل أنهما كانا يمتصان الدم، وهذا أمر جدير بالملاحظة لأنه من بين البعوض في العصر الحديث، فإن الإناث فقط هي من النوع الدموي، مما يعني أنها تستخدم أجزاء الفم الثاقبة لتتغذى على دماء الناس والحيوانات الأخرى.

وصرح داني عازار من معهد نانجينغ للجيولوجيا وعلم الحفريات التابع للأكاديمية الصينية للعلوم: “يعتبر العنبر اللبناني حتى الآن أقدم أنواع العنبر الذي يحتوي على شوائب بيولوجية مكثفة، وهو مادة مهمة جداً حيث أن تكوينه يتزامن مع ظهور وبداية إشعاع النباتات المزهرة، مع كل ما يلي من تطور مشترك بين الملقحات والنباتات”.

وقال أندريه نيل من المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي في باريس: “يشير التأريخ الجزيئي إلى أن عائلة “كوليسايدا” نشأت خلال العصر الجوراسي، لكن أقدم سجل سابقًا كان في منتصف العصر الطباشيري أي قبل نحو 30 مليون سنة”.

تضم فصيلة المفصليات “كوليسايدا” أكثر من 3000 نوع من البعوض، وتشير النتائج الجديدة إلى أن ذكور البعوض في الماضي كانت تتغذى على الدم أيضًا، وفقًا للباحثين.

 

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

غزّة .. كربلاء العصر

في كل زمانٍ يُولد كربلاء جديد. ليست كربلاء واقعة منتهية في التاريخ بل روح متكررة تختبر ضمير الأمة وتقيس مدى صدقها في مواجهة الطغيان والوقوف مع المظلوم. واليوم تقف غزة في قلب كربلاء المعاصرة والدم الفلسطيني يسيل على درب الحسين متحدياً جبروت يزيد العصر: الكيان الصهيوني.

كربلاء لم تكن معركةً عسكرية فقط بل كانت صرخة في وجه الاستسلام والذل ثورة على الانحراف الثقافي والسياسي والأخلاقي الذي أصاب الأمة بعد رحيل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم). والحسين (عليه السلام) لم يخرج طالباً سلطة بل خرج “لطلب الإصلاح في أمة جده” وهي ذات الروح التي تحرك المقاوم الفلسطيني اليوم حين يقف وحيداً في الميدان مدركاً أن ميزان القوى لا يرجّح كفته لكنه يؤمن كما آمن الحسين أن الدم إذا سُفك في سبيل الله يُحدث في وعي الأمة ما لا تفعله الجيوش.

غزة منذ شهور تخوض كربلاءها. الأطفال يُذبحون كما ذُبح الرضيع عبد الله في أحضان أبيه والبيوت تُحرق كما أُحرقت خيام آل بيت النبوة والنساء تسبى وتُشرد وتُقتل كما سُبيت زينب وكُنّ في قلب المصيبة. وكل ذلك يجري على مرأى ومسمع «أمة المليار» التي صمت أغلبها كما صمتت الأمة وأهل الكوفة وتخاذلت كما تخلّى أهل الشام وتفرّجت كما تفرّجت القبائل حين عُرض رأس الحسين على رمح في طرقات الدولة الأموية.

بعد أن ذُبحت غزة هل سيبقى العالم كما هو؟ هل تستقر أوضاع الأمة؟ أم تبدأ الأمة تغلي وتبدأ اللعنات تتوالى والنكبات تتساقط عليها جيلًا بعد جيل وحتى نعيش نحن اليوم في زمنٍ تتساقط فيه العروش وتُفضح فيه الشعارات وتُكشف فيه كل وجوه الزيف والتطبيع والعمالة.

لن تسلم للأمة قضيّتها لن تسلم لها كرامتها لن تسلم لها هويتها. وما أسوأ الإنسان حين يسمع صرخات الأبرياء من غزة ثم يجد نفسه يخذل غزة ويبرر للجلاد أو يصمت في وقتٍ تكون الكلمة فيه أشرف من ألف رصاصة. إنه أسوأ من ذلك الذي نشأ في حضن الكيان الصهيوني وتربى على الولاء له. لأنه خذل وهو يعلم ورضي وهو يسمع وسكت وهو يرى الدم ينزف.

وانظروا إلى التاريخ… أليست غزة اليوم مثل الحسين بالأمس .. أليست محاصرة غريبة مستضعفة تواجه طغيان يزيد العصر وحدها.. أليست الأمة تتفرج كما تفرجت الأمة على الحسين آنذاك؟ ثم ستندم كما ندم أهل العراق لكن بعد فوات الدم بعد فوات الأبطال بعد فوات زمن العظماء.

لو كان الموقف في وقته لو كانت الغضبة في أوانها لو كان السيف صادقاً يوم طُلب منه أن ينصر لربما تغير وجه الأمة من جذوره. لربما عادت فلسطين محررة وعادت القدس شامخة ولربما لم نكن نعيش اليوم زمن الذل والتطبيع والانهيار.

لكن العرب يفرّطون كما فرّطوا بآل البيت… ثم لن يبقى لهم سوى الندم. يندبون الحسين وهم خذلوه واليوم يبكون غزة وهم خذلوها.

ويا لها من خسارة… ليست كخسارة أرض أو مدينة. بل هي خسارة أمّة حين تفقد أعظم رجالها حين يتم اغتيالهم وهي تعلم أنهم على الحق حين يقتل عليٌّ ويُذبح الحسين وتُخنق غزة تحت ركام الصمت.

هي نكبة الأمة أن تذبح عظماءها أو تتركهم وحدهم في الميدان. هي النكبة حين لا ندرك القيمة إلا بعد أن تُفقد ولا نفيق إلا بعد أن يسقط الجدار ويدخل العدو .

لكن في غزة كما في كربلاء هناك “حسين” وهناك “زينب” وهناك من يقول بملء القلب والدم: «لن نركع»، «لن نساوم»، «لن نبيع القضية». والمقاومة الفلسطينية رغم الألم والحصار والجراح تؤكد بدمها أنها ليست مجرد حركة مقاومة بل نهج كربلائي أصيل يحمل روحية «هيهات منا الذلة».

وإذا كانت كربلاء قد أخرجت للأمة معياراً خالداً للحق والباطل فإن غزة اليوم تعيد ترسيم هذا المعيار. ليس الحياد موقفاً ولا الصمت خياراً. من لم يكن مع الحسين، فهو مع يزيد ومن لم يقف مع غزة فهو شريك في الجريمة حتى بصمته.

غزة تفضح المواقف كما فضحت كربلاء جُبن القاعدين. تفرز الصفوف وتكشف الأقنعة وتحفر في وجدان الأمة سؤالاً لا يسقط بالتقادم: أين كنت حين ذُبح الحسين .. وأين تقف اليوم وغزة تُذبح ويُباد أهلها؟

فغزة اليوم، هي كربلاء العصر… وأطفالها شهداء الطف… ومقاوموها هم آل بيت الكرامة… و”هيهات منا الذلة” شعارهم في زمنٍ غاب فيه الشرف عن كثير من العواصم.

 

 

مقالات مشابهة

  • الطريق إلى الحسين: مواكب تتحدى الزمان والمكان
  • وائل القباني: هذا موقفي من اعتزال شيكابالا.. ولم أقدم توصية
  • في مشهد بديع.. اقتران القمر الأحدب المتزايد ونجم السماك الأعزل
  • سباق «بايك أبوظبي جران فوندو» للدراجات 21 ديسمبر
  • تحليل أقدم حمض نووي فرعوني يكشف مفاجأة
  • مشهد من غزة.. كيس الطحين أغلى من الروح
  • أقدم خريطة وراثية مصرية.. ماذا يوجد بها؟
  • مشهد غريب في أضنة… ما الذي يربطه الطهاة على أجسادهم تحت لهيب الصيف؟
  • غزّة .. كربلاء العصر
  • السوبر الإيطالي يُقام في السعودية ديسمبر 2025