بعد موقفها الأخير.. فرنسا تعيد ترتيب علاقاتها في لبنان
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
يبدو أن فرنسا من خلال اهتمامها المُبالغ به بالشأن اللبناني باتت ترغب في زيادة حجم الضغط لديها وتعزيز اندفاعتها في الملفّ اللبناني في المرحلة المُقبلة، إذ إنها لن تكتفي بزيارة مبعوثها جان ايڤ لودريان التي كانت من جهة استكمالاً لتحركاته السابقة ومن جهة أخرى رغبة واضحة ببدء مسار جديد من الحراك اللبناني.
تقول مصادر سياسية مطّلعة أن لدى باريس رغبة بإعادة تحسين علاقتها مع "حزب الله" الذي أوحى لمبعوثها لودريان خلال زيارته الأخيرة الى لبنان بأنّ تعامله مع فرنسا لن يكون كما كان عليه في مرحلة فائتة بل على العكس من ذلك سيجري التعامل معها على اعتبارها إحدى الدول التي دعت إلى قتال "الحزب" وتشكيل تحالف دولي ضدّه. لذلك فإن أحد أهم الأهداف الفرنسية يكمن في محاولة وصل ما انقطع مع "الحزب" وإعادة جذور العلاقة الى ما كانت عليه في السابق.
أما الهدف الثاني فهو تعزيز التواصل مع القوى المسيحية بعد أن كانت قد تراجعت هذه القوى عن علاقتها الوديّة مع فرنسا بسبب موقفها الأخير الذي كان، وللمفارقة الى جانب "حزب الله" في الملفّ الرئاسي. اما الهدف الثالث فيتركّز حول تثبيت دور فرنسا وحضورها في لبنان على اعتبار أن هذا الدور لا يمكن التخلّي عنه في المرحلة الحالية مهما بلغت الصعوبات، لأن خروج فرنسا من لبنان يعني حتماً خروجها بشكل كامل من الشرق الأوسط، وهذا ما بدا واضحاً في السنوات الماضية التي لم تكن خلالها باريس مشاركة أو مهتمّة بترتيب الأوضاع اللبنانية في حين أن عودتها بعد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب عام 2020 ساهمت في إعادة إنعاش دورها في المنطقة.
وأخيراً من الواضح أن باريس تعمل على نقل رسائل أميركية منسّقة الى لبنان بهدف منع "حزب الله" من الانزلاق الى حرب مع اسرائيل، وهذا بحدّ ذاته يمكن اعتباره دوراً لا بأس به في الملفّ الفرنسي تخدم من خلاله فرنسا الولايات المتحدة الاميركية من جهة وتستعيد من خلاله علاقة تواصل جديّة مع "الحزب" من جهة أخرى، وهذا كله مرتبط بكيفية تطور الاحداث في قطاع غزّة وجنوب لبنان، فإمّا أن تحفظ فرنسا دورها وتُعيد حضورها بعد أن سحب الدور القطري البساط من تحتها وإما أن تتراجع بشكل كبير على الساحة اللبنانية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: من جهة
إقرأ أيضاً:
طيران الاحتلال يحلق على ارتفاع منخفض في الجنوب اللبناني
عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن طيران الاحتلال ينفذ طلعات جوية مكثفة بالقرى الحدودية في الجنوب.
وجاء أيضًا أن الغارات الإسرائيلية امتدت لتصل إلى قضاء صيدا، والاحتلال يحلق على ارتفاع منخفض في الجنوب اللبناني.
شهدت الساعات الأخيرة تصعيدًا عسكريًا مفاجئًا في الجبهة اللبنانية، مع تنفيذ سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات متزامنة استهدفت مواقع متعددة لحزب الله في جنوب وشرق لبنان، وفق ما أفادت به قنوات إسرائيلية.
وقالت القناة 12 العبرية إن سلاح الجو الإسرائيلي بدأ بقصف "أهداف لحزب الله"، وزعمت أن الهجمات شملت مجمع تدريب وأهدافًا إضافية، بحسب ما نقلته القناة عن مصدر أمني إسرائيلي. من جهتها، زعمت القناة 14 أن الجيش استهدف "مستودعات أسلحة ومواقع عسكرية" للحزب.
وتزامنت هذه التصريحات مع إفادات ميدانية من مراسلين محليين، تفيد بتنفيذ غارة إسرائيلية على محيط بلدة زلايا في البقاع الغربي شرق لبنان، إضافة إلى غارتين على محيط البيسارية وأنصار جنوبي البلاد. كما سجلت غارات أخرى على جبل الرفيع ومناطق تبنا وسجد، إلى جانب استهداف مرتفعات الريحان جنوب لبنان.
خلفية التصعيد
تأتي هذه الغارات في سياق التوتر المستمر على الجبهة الشمالية منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر 2023، حين فتح حزب الله جبهة مساندة للفصائل الفلسطينية في القطاع. ومنذ ذلك الحين، شهد الجنوب اللبناني تبادلًا يوميًا للقصف والضربات الجوية الإسرائيلية، شمل مواقع عسكرية ومناطق مأهولة، وأدى إلى سقوط عشرات الضحايا من المدنيين ومقاتلي الحزب.
وفي الأشهر الأخيرة، تصاعدت وتيرة الاشتباكات مع توسع نطاق الغارات الإسرائيلية باتجاه العمق اللبناني، في ظل تهديدات إسرائيلية متكررة بـ"تغيير قواعد الاشتباك"، يقابلها تأكيد من حزب الله على استمرار "معادلة الردع" ومنع إسرائيل من تحقيق مكاسب ميدانية.
ويخشى مراقبون من أن يشكل هذا التصعيد الحالي مقدمة لمرحلة أكثر حدة، خاصة مع اتساع رقعة الأهداف المستهدفة وتزامن الغارات في عدة مناطق.