جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-12@18:56:20 GMT

القرية العالقة 12

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

القرية العالقة 12

بقلم / حمد الناصري
 

 عَلم المسؤول أنّ نفرٌ من رجال رفضوا المشروع وتجمهروا أمام موقع الإدارة التنفيذية للمشروع.

انطلق المسؤول مُسرعاً إلى حيث اجتمع الناس وتحدّث إليهم بلغة ليّنة:

 ـ إنّي أحدثكم بأن رفضكم فيه كثير من التجاوز  ، ولا أرى ما تفعلونه مُقنعاً، ولا أريد أنْ يحدث هذا في قريتكم. ومال برأسه إلى أحمد الجبل وسَرّه بكلام خافت:

 ـ صدّقني هذا لن يُغيّر شيئاً ، فخدمة المُجتمع ، في ما ينفعهم .

؛ نحن أن  تكون ذو مقام كبير في القرية وتكون محلّ ثقتنا  وأنت بين أهلك وناسك.؛ وهذا المشروع الكبير من أجل خدمة القرية وأهلها ،  بكلّ ما يحمله من تفاصيل.

 وقفتكم معنا سيذكرها التاريخ ، ولنْ تُمّحى من ذاكرة الأجيال ، أبيك صنع جميلاً للقرية لكن أعداؤها ، ظنوا بأن مجد القرية في مُعارضة المشروع. وهذا لن يكون.؛

   اسمع يا ـ أحمد ـ بُلهاء القوم قد ظنوا أننا نحسدهم على قريتهم وأننا نريد بهم شراً وكيداً ، حاولنا بكل ما أؤتِينا من عقل أن نُبصّرهم لكنهم يرفضون بحمق ولا يُصدّقون ما نقول. فالواقع يا أحمد ، هو ما تراه العيون ، وسعادة الناس فيما ندافع عنه بأفكارنا ونحن به مُقتنعون.؛

 قال أحمد مُحدثاً نفسه :

ـ إذا كان المشروع مُجدياً فلماذا أخالفهم؟ أيعقل أن أعارض مشروعاً ضخماً له علاقة بالمجتمع وذا فائدة للقرية؟ ثم أنّ أبي لم يكن يُعارض المشروع وإنما عارض نقل أهل القرية من قريتهم.؟ سحب نفساً عميقاً وهزّ رأسه ، ورفّت أهداب عينيه وانتضبت عيناه.. استشعر صوت خاله حمود يأتيه ثقيلاً .. المشروع الساحلي له مَفاسد وضرر لأبناء القرية.؟ أخبرني ما هيَ تلك الفوائد التي سنجنيها من مُعارضتنا للمشروع لو كان خيراً للقرية وأهلها.؟ وما هو مُستقبل القرية في المشروع الساحلي .؟

ليس لي جواباً غير هذا .. المَمر العميق وقرى الساحل. القرية العالقة. ثلاثة ورابعهنّ المجتمع ،  جميع أؤلئك قضيّة واحدة .. والخامسة البَلْدات الساحلية، تاريخاً وحضارة جميعهنّ امتداد طبيعي للقرية .. والبحر العميق كنز لم يطّلع عليه أحد.؛

يومئذٍ تحدّث أبيك بقوة شامخة .. قرية البحر والمَمر العميق والجبل الاعلى والقرية العالقة والبَلدات الساحلية خط أحمر .؛ ونحن مُستعدون لمواجهة تهديدهم بعزمنا وإنّا على ذهابِ مَكرهم لقادرون .؛ ولن نسمح بتقطيع القرية او تجزئتها، ولن نرضخ للغُرباء ما حيينا .؛

كان أهل قريتنا رجال عقيدة ، لم يتخلّوا عنها ،  رجال صدقوا فانتصروا وأخلصوا لأهلهم وكانوا سنداً حقيقياً للقرية.؟ 

رفع بصره ومدّهُ في عين المسؤول وتقدم خُطوة منه :

ـ  أنا ابن رجل دافع عن القرية ، وكانت رسالة أبي التاريخية ، عدم إلحاق الضرر بالقرية.؛ وقد اشتق جبلها الاصمّ من اسْمها .؛ وكُنيته إبن البحر.؛ وقد عُرف بحرنا الكبير بأنه امتداد للبحار العميقة وبحر الظلمات .. ويُلقب جدي بالبحار العظيم ، ذلك البحار كان خطراً كبيراً على تجارة الغُرباء في بحرنا الكبير شرقاً وغرباً .. ولستُ بغريب عليكم ،  فأمي خديجة بنت الأسعد ، عُرفت ببنت الراس. نسبة إلى قرية الراس بالجبل الاعلى.

تراءتْ أمام عينه، بُيوتُ قديمة، أمكنةُ رائعةٌ، خلاّبة، انتفختْ وجنتاه وبانَ صدره وقد مُلئ غيضاً وكراهية.. وهزّ رأسه :

ـ لا يُمكنني فِعْل ذلك ، للأسباب التي سَمعتموها ، لن أتعاون معكم .. تُراب القرية وبحرها وجبالها ومن عليها ، خط أحمر.؛

ردّ المسؤول هامساً لـ أحمد:

ـ انتظر يا أحمد لا تتسرع، لا نُريد منك خيانة القرية ، ولا نريد عرقلة أهلها فرأي الناس تجاه المشروع مُهم لنا ، لكنا ننظر إلى منافع قادمة لهم .. نحن نُريدك أنْ تقنعهم بأنّ ما نفعله لأجلهم، وأنّا نهتمّ بما ينفع القرية وساكنيها .؛ فالمشروع كبير، يخدم القرية والبَلدات الساحلية كافة.؛ وأذكرك بأنّ نصيبك سيكون كبيرا.؛

  وقف المسؤول مَشْدوهاً وهو يرى تغييراً في فكر أحمد ومدهوشاً من الردّ الصادم وأخذ يُفنّد له الاسباب ومقاصد المشروع ثم اردف:

 

ـ ما رأيك ، أن تقول لهم ، البحر والجبل لنا والزرع والارض لكم ، إنها قسمة عادلة .. أليس كذلك.؛

تخايل أحمد مَشهد الجرّافة وهي تزلزل الأرض أمام عينيه رجفت أفكاره وارتعب جسده واهتز .. وأردف بسخط وغضب :

ـ التاريخ لن يرحمنا إنْ سكَتْنا ، وقرية البحر العالقة تُفتدى بدماء العِزة والكرامة.؛

              يتبع 13

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«تريندز»: تعزيز الوعي حول حوكمة الذكاء الاصطناعي العسكري

أبوظبي (الاتحاد)
أكدت ندوة «الذكاء الاصطناعي الأخلاقي من أجل حوكمة دفاعية مسؤولة»، التي نظمها مركز تريندز للبحوث والاستشارات بالشراكة والتعاون الوثيق مع اللجنة العالمية للذكاء الاصطناعي المسؤول في المجال العسكري (GC REAIM)، على الأهمية المتزايدة لتطوير أطر أخلاقية وتنظيمية قوية ومتينة لمواكبة التطورات المتسارعة وغير المسبوقة في مجال الذكاء الاصطناعي، خاصة في القطاعات الحسّاسة والاستراتيجية مثل الدفاع.
واستضاف مركز «تريندز» الحدث المهم على مدى ثلاثة أيام بمقره الرئيس في أبوظبي، بدعم من مكاتبه الخارجية المنتشرة حول العالم، وذلك ضمن فعاليات الاجتماع الرابع للجنة العالمية للذكاء الاصطناعي المسؤول في المجال العسكري، حيث سيتم رفع مخرجات الاجتماع إلى الأمم المتحدة كخطة استراتيجية عالمية.
شارك في الندوة نخبة متميزة من الخبراء والمتخصصين رفيعي المستوى من مختلف القطاعات الحيوية، بما في ذلك القطاعات الحكومية والدفاعية والأكاديمية المرموقة والشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا، حيث اجتمعوا لتبادل الرؤى والأفكار واستكشاف الدور المتنامي لتطوير الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي، مع التركيز بشكل خاص على الجوانب الأخلاقية الدقيقة وأطر الحوكمة الفعالة والتطبيقات العملية في القطاعات الحيوية والاستراتيجية، التي تخدم الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

كلمة افتتاحية
افتُتحت أعمال الندوة بكلمات افتتاحية قيّمة ومستنيرة ألقتها شخصيات بارزة وقيادية في مجال الذكاء الاصطناعي والحوكمة، وأكد الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، في كلمته الافتتاحية، أهمية الشراكة بين المركز واللجنة العالمية للذكاء الاصطناعي المسؤول في المجال العسكري (GC REAIM) في تعزيز الوعي والتفاهم حول حوكمة الذكاء الاصطناعي العسكري. 
وأشار إلى أن هذا التعاون يهدف إلى دعم وضع معايير أساسية تنظم التطورات المتسارعة في هذا المجال وتوجّهها لخدمة الأمن والسلام العالميين.
كما استعرض مشاركة المركز في فعاليات أخرى ذات صلة، وأكد على التزام «تريندز» بدعم جهود حوكمة الذكاء الاصطناعي.
وتلت كلمة الدكتور العلي كلمات ترحيبية للدكتور تيم سويجس، مدير الأبحاث في مركز لاهاي للدراسات الاستراتيجية وأمين سر اللجنة العالمية للذكاء الاصطناعي، المسؤول في المجال العسكري، وكلمة رئيسية لجيمس أنتوني موريس، رئيس أكاديمية ربدان، حيث تم التأكيد على أهمية الموضوع وضرورة تضافر الجهود الدولية.

رؤى خليجية
عقب ذلك، بدأت الجلسة الأولى وأدارها ستيفن سكاليت، المستشار العلمي في قطاع «تريندز» غلوبال، وشارك فيها كل من الدكتور سعيد الظاهري، مدير مركز دراسات المستقبل بجامعة دبي وعضو اللجنة العالمية للذكاء الاصطناعي المسؤول في المجال العسكري، والدكتورة ابتسام المزروعي، الرئيسة التنفيذية والمؤسِّسة لشركة AIE3، وأحمد الخوري، نائب الرئيس الأول للاستراتيجية والتميّز في مجموعة EDGE، وشمسة القبيسي، الباحثة في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، وعبدالله الكعبي، المدير التنفيذي الأول لاستشارات التكنولوجيا في PwC الشرق الأوسط.
واستعرض المتحدثون رؤى دول الخليج وجهودها، في تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي، بشكل مسؤول في المجال العسكري.

أخبار ذات صلة رئيس «مايكروسوفت» يدعو لاستلهام نموذج أبوظبي المتقدم في الذكاء الاصطناعي «شرطة دبي» تستعرض تجربتها في التحليل والتنبؤ الأمني

استخلاص العبر
أما الجلسة الثانية، التي أدارها الدكتور تيم سويجس، مدير الأبحاث في مركز لاهاي للدراسات الاستراتيجية، والمستشار العلمي للجنة العالمية للذكاء الاصطناعي، المسؤول في المجال العسكري، وشارك فيها كل من نور المزروعي، باحث أول ورئيس برنامج الذكاء الاصطناعي في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، والدكتور بتروس فيولاكيس، الأستاذ المساعد في أكاديمية ربدان، والدكتورة دينيس غارسيا، الأستاذة المتفرغة بجامعة نورث إيسترن، وعضوة اللجنة العالمية للذكاء الاصطناعي المسؤول في المجال العسكري، والدكتورة ياسمين أفينا، الباحثة في برنامج الأمن والتكنولوجيا بمعهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح (UNIDIR) وخبيرة في اللجنة العالمية، والدكتور لي تشيانغ، الأستاذ المشارك في القانون ومدير معهد القانون العسكري بجامعة الصين للعلوم السياسية والقانون وخبير في اللجنة العالمية.
وقد ناقش المشاركون الدروس المستفادة من مبادرات حوكمة التسلح السابقة وتطبيقها على مجال الذكاء الاصطناعي العسكري.

المشهد العالمي
في الجلسة الثالثة، التي أدارتها صوفيا رومانسكي، المحلّلة الاستراتيجية في مركز لاهاي للدراسات الاستراتيجية ومنسقة مشاريع اللجنة العالمية للذكاء الاصطناعي المسؤول في المجال العسكري، وشارك فيها كل من الدكتور مايكل هورويتز، مدير بيري وورلد هاوس وأستاذ ريتشارد بيري بجامعة بنسلفانيا وعضو اللجنة العالمية للذكاء الاصطناعي المسؤول في المجال العسكري، والدكتورة إنغفيلد بودي، الأستاذة المشاركة في مركز دراسات الحرب بجامعة جنوب الدنمارك وخبيرة في اللجنة العالمية، والدكتور جياكومو بيرسي باولي، رئيس برنامج الأمن والتكنولوجيا بمعهد الأمم المتحدة لبحوث نزع السلاح (UNIDIR) وخبير في اللجنة العالمية، والسيد ناصر الراشدي، الرئيس التنفيذي لشركة 5iR Technology Consultancy، استعرض المشاركون الوضع الحالي للمناقشات الدولية المتعلقة بحوكمة الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري.

آليات عملية
الجلسة الختامية التي أدارها عيسى المناعي، الباحث في «تريندز» وشارك فيها كل من الدكتور سعيد الظاهري، مدير مركز دراسات المستقبل بجامعة دبي وعضو اللجنة العالمية للذكاء الاصطناعي المسؤول في المجال العسكري، والفريق خوسيه ماريا ميان مارتينيز من وزارة الدفاع الإسبانية، والدكتور نيلس آرني نورلاندر، المقدم (متقاعد) والأستاذ المساعد في الدفاع والأمن بأكاديمية ربدان، وجيسيكا دورسي، الأستاذة المساعدة في القانون الدولي والأوروبي بجامعة أوتريخت وخبيرة في اللجنة العالمية. وقد ناقش المشاركون الآليات العملية لتطبيق مبادئ حوكمة الذكاء الاصطناعي على امتداد دورة حياته في التطبيقات العسكرية.

حوكمة قوية وفعالة
تم التأكيد بشكل خاص خلال الندوة على الحاجة الملحة لتطوير أُطر حوكمة قوية وفعّالة، لتوجيه عملية نشر واستخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع الدفاعي. كما نوقشت بعمق المخاطر الرئيسة المحتملة، مثل تطوير الذكاء الاصطناعي المستقل بشكل كامل في تطبيقات الدفاع والرعاية الصحية، وتأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل واحتمالية فقدان الوظائف، وقضية المساءلة الخوارزمية المُعقدة.
بالإضافة إلى ذلك، تم التأكيد بشكل متكرّر على الحاجة إلى وضع معايير عالمية متفق عليها، وضمان الرقابة البشرية الفعالة على أنظمة الذكاء الاصطناعي، وبناء القدرات اللازمة بين صانعي السياسات والجهات التنظيمية لمواكبة التطورات السريعة في هذا المجال.
وخلُصت الندوة المهمة إلى مجموعة من العناصر الرئيسة للعمل المستقبلي، شملت ضرورة التعاون الوثيق مع مبادرة AI71 لتطوير مهارات جميع المعنيين في صناعة الدفاع في مجال الذكاء الاصطناعي، وتشجيع التطوير المشترك لحلول الذكاء الاصطناعي المبتكرة مع المستخدمين النهائيين لضمان التطبيقات العملية والأخلاقية لهذه التقنية، والاستثمار بشكل مكثّف في أبحاث وأطر الذكاء الاصطناعي الأخلاقي، مع التركيز بشكل خاص على مبادئ الشفافية والعدالة والتوافق الدولي، ومعالجة التحديات المعقدة المتعلقة بقابلية تفسير أنظمة الذكاء الاصطناعي واتخاذ القرارات المستقلة، وتعزيز التعاون التنظيمي العالمي الفعّال.

مقالات مشابهة

  • الشباب والرياضة بدمياط: حل المشكلات العالقة بالمشروعات الاستثمارية
  • خالد بن محمد بن زايد يزور القرية الثقافية والتراثية في أستانا
  • رافقه خلالها الرئيس الكازاخستاني.. ولي عهد أبوظبي يزور القرية الثقافية والتراثية في العاصمة أستانا ويطّلع على الموروث الثقافي الكازاخستاني
  • القرية العالمية تمدد موسمها حتى 18 مايو
  • واشنطن: متفائلون بنتائج المفاوضات مع ايران اليوم
  • المفاوضات النووية.. ماذا قالت أمريكا وإيران عن الجولة الرابعة بعد اختتامها؟
  • نائب رئيس جامعة أسيوط يتفقد أعمال صيانة وتطوير القرية الأوليمبية استعدادًا للموسم الصيفي
  • مشروع مجتمعي لتجميل مركز شباب الميناء بالغردقة بمشاركة فرق الجوالة
  • هلا السعيد تسحر القلوب بإطلالة جذابة على البحر
  • «تريندز»: تعزيز الوعي حول حوكمة الذكاء الاصطناعي العسكري