تغطية ـ سليمان الهنائي والعُمانية:
نظَّمت أمس وزارة الإعلام حلقة «الصحافة العُمانية.. الواقع وفرص الاستدامة» لمناقشة تطوير المؤسَّسات الصحفية العُمانية وضمان استدامتها؛ من خلال برنامج تطويري مستمر تتبناه الوزارة ويحتوي على مسارات عمل محدَّدة مربوطة بإجراءات تُنفَّذ وفق زمنٍ متَّفق عليه مع آليَّة متابعة وتقييم محدَّدة.

أقيمت الحلقة بحضور سعادة محمد بن سعيد البلوشي وكيل وزارة الإعلام ورؤساء التحرير والمديرين والمحررين في المؤسسات الصحفية المحلية وعدد من الخبراء الدوليين، وأكاديميين وطلبة جامعات مختصين بالصحافة وممثِّلي جمعية الصحفيين العُمانية، وممثِّلي بعض الوكالات الإعلانية.
تضمنت الحلقة كذلك عددًا من المحاور، وتتمثل في استعراض نتائج البرنامج الدولي لتنمية الاتصال التابع لمنظَّمة اليونسكو التي تهدف من خلال تبنِّي هذا البرنامج إلى دعم قطاع الإعلام والصحافة ومساندته للاستدامة على المستوى العالمي، وقد قامت بمسحٍ لواقع الصحافة في عدد من الدول بأنحاء العالم وأبرز التحدِّيات التي واجهتها والمبادرات التي قدَّمتها. كما ناقشت الحلقة التحدِّيات التي تواجه المؤسسات الصحفية بسلطنة عُمان (تشخيص الوضع الحالي، واستكشاف الممكن لدَوْر الحكومة في استدامة المؤسسات الصحفية، ودَوْر المؤسسات الصحفية في ابتكار نماذج أعمال أكثر استدامة وآفاق مستقبل التطوُّر التقني، ومدى قدرة المؤسسات الصحفية على الصمود والتكيُّف)، جاءت الجلسة الافتتاحية للحلقة بعنوان «نظرة عامة على التحدِّيات التي تواجه الصحافة عالميًّا»، وتطرقت فيها سورلا مكابي نائبة أمين البرنامج الدولي لتنمية الاتصال في اليونسكو، إلى نتائج أبحاث اليونسكو بشأن التحدِّيات التي تواجه المؤسسات الإعلامية بأنحاء العالم، وتوصيات البرنامج الدولي لتنمية الاتصال للدفع بقطاع الإعلام نحو الاستقلال والاستدامة، واستعرضت أهم الحلول وفرص استدامة هذه المؤسسات.
أمَّا الجلسة الثانية التي كانت بعنوان «تشخيص الواقع والتحدِّيات التي تواجه المؤسسات الصحفية الخاصة في سلطنة عُمان» فاستعرضت نماذج من الأعمال الحالية التي تتبعها المؤسسات الصحفية الخاصة بسلطنة عُمان، وأهمية تقييم نماذج الأعمال الحالية في الصحافة العُمانية الخاصة وأبرز العوامل الاقتصادية المؤثرة عليها، كما تحدثت الجلسة عن البيئة التنظيمية التي تعمل ضِمْنها المؤسسات الصحفية واتجاهات المتلقِّين لوسائل الإعلام في سلطنة عُمان، وأنماط تلقِّي الرسالة الإعلامية بمشاركة خالد بن الصافي الحريبي المدير التنفيذي لشـركة إرث المتكاملة، وخالد بن محمد البدوي من دائرة التراخيص بوزارة الإعلام، ومبارك بن خميس الحمداني مدير دائرة الاقتصاد السلوكي بوزارة الاقتصاد. وناقشت الجلسة الثالثة التي تمحورت حول دَوْر الحكومة في استدامة المؤسسات الصحفية الخاصة، الأدوار المقترحة للمؤسسات الحكومية وتجارب دولية في تنظيم الصحافة بمشاركة بدر بن عبدالله الهنائي مستشار وزير الإعلام، وسميّة بنت خميس اليعقوبية باحثة في الجوانب الإعلامية، وأحمد بن عيسى الزدجالي رئيس تحرير جريدة الشبيبة.
فيما استعرضت الجلسة الرابعة بعنوان «دَوْر المؤسسات الصحفية في ابتكار نماذج أعمال أكثر استدامة»، تجارب واقعية في إعادة تطوير نماذج أعمال للمؤسسات الصحفية في التحوُّل ومواجهة التغيير بمشاركة عبد الله بن زاهر العلوي خبير تطوير أعمال واستشاري تدريب، وجوان إسيدرو من مؤسسة «innovation».واختُتمت الحلقة بالجلسة الخامسة التي تطرقت إلى آفاق مستقبل التطوُّر التقني، ومدى قدرة المؤسسات الصحفية على الصمود والتكيُّف، وأبرز التوجُّهات المستقبلية في الصحافة في ظلِّ التطوُّرات التقنية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي بمشاركة عثمان كباشي مدرب الصحافة الرقمية والتحرير الصحفي بمعهد الـجـزيرة للإعلام والدكتور عامر بن عوض الرواس، رئيس مجلس إدارة مجموعة (كونكورديا).
«تصويرـ سعيد البحري»

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: المؤسسات الصحفیة الع مانیة

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي والتعلم.. متى يكون مساعدًا ومتى يحتاج العقل البشري للتدخل؟

منذ إطلاق "تشات جي بي تي" في نهاية عام 2022، اتجه ملايين المستخدمين إلى نماذج اللغة المتقدمة للحصول على المعلومات بسرعة وسهولة. ولا عجب في ذلك؛ فمجرد طرح سؤال واحد يمنحك إجابة جاهزة ومصاغة بعناية، لتواصل يومك وكأنك تعلّمت دون أي عناء.

 

وبحسب تقرير نشره موقع "ScienceAlert" فإن هذه السهولة التي توفرها نماذج الذكاء الاصطناعي قد تكون سلاحًا ذا حدّين. إذ تكشف ورقة بحثية جديدة، أعدّها باحثون من جامعة بنسلفانيا، عن أدلة تجريبية تُظهر أن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تلخيص المعلومات يؤدي إلى تكوين معرفة أقل عمقًا مقارنة بالتعلم عبر البحث التقليدي في جوجل.


 

وتستند نتائج الدراسة إلى سلسلة من سبع تجارب علمية شارك فيها أكثر من 10 آلاف شخص. طُلب من المشاركين تعلّم موضوع محدد، مثل كيفية إنشاء حديقة منزلية، ثم جرى توزيعهم عشوائيًا على مجموعتين:
الأولى استخدمت "تشات جي بي تي" أو نماذج لغوية مشابهة للحصول على المعلومات، بينما اعتمدت الثانية على أسلوب البحث التقليدي عبر "جوجل" والتنقل بين الروابط.

ولم يفرض الباحثون أي قيود على طريقة استخدام كل مجموعة لأدواتها؛ فالمشاركون الذين يستخدمون "جوجل" كانوا أحرارًا في استكشاف الروابط كما يشاؤون، بينما كان بإمكان مستخدمي "تشات جي بي تي" متابعة طرح الأسئلة والحصول على المزيد من التوليفات دون أي حدود.

بعد انتهاء عملية التعلم، طُلب من المشاركين كتابة نصائح لصديق حول الموضوع. أظهرت البيانات نمطًا ثابتًا: الذين تعلموا عبر نماذج الذكاء الاصطناعي شعروا أنهم تعلموا أقل، بذلوا جهدًا أقل في كتابة النصائح، وكتبوا نصوصًا أقصر، أقل دقة، وأكثر عمومية. وعندما عُرضت هذه النصائح على عينة أخرى من القراء الذين لم يعرفوا مصدر التعلم، قيّموا نصائح مستخدمي LLM بأنها أقل فائدة وأقل إقناعًا.


 

وللتأكد من أن المشكلة لا تتعلق فقط بنوعية المعلومات المعروضة، أجرى الباحثون تجربة إضافية قدّموا فيها للمجموعتين المعلومات نفسها حرفيًا، سواء عبر "جوجل" أو "تشات جي بي تي"، وكانت النتيجة ذاتها: التعلم من إجابة مُخلّصة وسهلة يقود إلى معرفة أضعف من تلك التي تُبنى من خلال البحث والقراءة والتحليل.

أخبار ذات صلة جرّب افتراضياً.. موجز تسوق جديد بالذكاء الاصطناعي من جوجل "Doppl" مارك زوكربيرغ يتخلى عن حلم "الميتافيرس" بعد خسارة 77 مليار دولار

ويُفسّر الباحثون هذه الظاهرة بالعودة إلى مبدأ جوهري في عملية التعلم: كلما ازداد الجهد المبذول، تعمّق الفهم. فالبحث عبر "جوجل" يتطلب تصفح بعض الروابط، وقراءة مصادر متنوعة، والمقارنة بينها لتكوين فهم شخصي.

هذا القدر من "الاحتكاك" المعرفي ينتج معرفة أكثر رسوخًا. أما عند استخدام نماذج الذكاء الاصطناعي، فإن هذه المراحل كلها تُنجز تلقائيًا، ما يحوّل التعلم إلى تجربة سلبية وسريعة لكنها أقل عمقًا.

ومع ذلك، لا يرى الباحثون أن الحل يكمن في التخلي عن نماذج الذكاء الاصطناعي. بل يشددون على ضرورة استخدامها بحسب الهدف. فإذا كان المطلوب إجابة سريعة أو معلومات مباشرة، فإن الذكاء الاصطناعي يعدّ خيارًا مناسبًا. أما في حال كان الهدف تطوير فهم عميق وقابل للتطبيق، فإن الاعتماد على ملخصات جاهزة لن يكون الطريق الأمثل.

كما حاولت الدراسة استكشاف إمكانية جعل التعلم عبر النماذج اللغوية أكثر تفاعلية. ففي تجربة إضافية، استخدم المشاركون نموذجًا متخصصًا يعرض روابط للمصادر الأصلية إلى جانب الإجابة. لكن المفاجأة كانت أن وجود الملخص الجاهز جعل معظم المشاركين أقل رغبة في استكشاف تلك الروابط، وانتهى بهم الأمر إلى اكتساب معرفة سطحية مشابهة للنتائج السابقة.

وتشير الباحثة شيري ميلوماد إلى أنها تعمل على تطوير أدوات ذكاء اصطناعي تفرض نوعًا من "الاحتكاك الصحي" داخل عملية التعلم مثل خطوات تحليلية أو مهام تفاعلية تدفع المستخدم للغوص أعمق بدل الاعتماد على الإجابات الجاهزة. وتؤكد أن هذه الأدوات ستكون حاسمة في التعليم المدرسي، حيث يحتاج الطلاب إلى تنمية مهارات أساسية في القراءة والكتابة والتحليل، في عالم سيغدو فيه الذكاء الاصطناعي جزءًا يوميًا من واقعهم.


إسلام العبادي(أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • العمانية للكتاب والأدباء تحتفي بالفائزين بجائزتها للإبداع الأدبي والإنجاز الثقافي في دورتها الـ15
  • ماذا نعرف عن إبراهيم السالمي رئيس التحرير الجديد لوكالة الأنباء العُمانية؟
  • إعداد قيادات الصف الثاني بـالشورى في الإبداع المؤسسي
  • "الجامعة الوطنية" تستعرض إرث الدولة البوسعيدية ومسيرة النهضة العمانية
  • افتتاحية.. تكنولوجيا العمل التي لا تنتظر أحدا
  • 10 أسئلة لا بد منها لفهم تحولات نماذج العمل والأعمال
  • فايزة الغيلانية تقرأ دلالات البحر الفنية والإنسانية في القصيدة العمانية
  • جندال ستيل بصحار تحتفل بانضمام 21 من المواهب العمانية كموظفين
  • ريادة تناقش الفرص والتحديات للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التعليم المدرسي
  • الذكاء الاصطناعي والتعلم.. متى يكون مساعدًا ومتى يحتاج العقل البشري للتدخل؟