روسيا ودول الخليج العربية يقودان لعبة عالمية
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
حول فائدة تعزيز استقلال شركاء موسكو في شبه الجزيرة العربية، بالنسبة لروسيا، ولنظام عالمي مستدام، كتب مدير البرامج بمنتدى فالداي، تيموفي بورداتشوف، التالي في "فزغلياد".
تعدّ زيارة الرئيس الروسي إلى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، فضلاً عن برنامج المفاوضات المكثف للوفد المرافق له، مؤشراً ممتازاً على مدى حرية اتخاذ القرار التي اكتسبتها الدول الرائدة في الأغلبية العالمية، خلال العام ونصف العام الماضيين.
كانوا ينتظرون أن تسير الأمور خلاف ذلك. فمنذ 18 شهرًا، يجوب ممثلون رفيعو المستوى من مختلف الإدارات في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي العالم ويطالبون دولا مختلفة بتقليص علاقاتها مع موسكو. لكن التأثير جاء عكس ما أرادوا: التجارة والتعاون التكنولوجي والاتصالات المختلفة بين الدول غير الغربية وروسيا آخذة في الازدياد.
لا يتوقع أحد أن تحول السعودية أو الإمارات إلى حليفة روسيا ومناهضة للغرب بشكل كامل. لكن في الوقت نفسه، لا ينبغي النظر إلى السلوك المستقل لدول شبه الجزيرة العربية باعتباره مجرد وسيلة لزيادة حصصها في المساومة مع الولايات المتحدة. فهذا الفهم بسيط، ولا يتوافق مع المبادئ الأساسية لسلوك أي دولة في بيئة دولية تسودها الفوضى. تسعى المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والعديد من الدول الأخرى جاهدة ليس فقط إلى تحسين موقعها، بل وإلى خلق ظروف جديدة للحوار مع الأمريكيين.
وإذا نظرنا إلى البنود الرئيسية على جدول أعمال المفاوضات بين الزعيم الروسي وقيادتي الدولتين في شبه الجزيرة العربية، فسنرى أنها جميعها تعكس تغييرات كان من الصعب في السابق التفكير فيها. تتكون هذه الأجندة من ثلاث نقاط رئيسية: الطاقة، والصراع حول إسرائيل، ومجموعة بريكس. وفي القصص الثلاث، نرى خلافات جدية بين العرب وواشنطن، وعدم قدرة الأمريكيين على الوصول إلى حلول وسط، وثقة السعودية والإمارات بقدرتهما على تحقيق تغييرات مفيدة لهما. وتعمل روسيا هنا كقطب بديل، له مصلحة في إرساء قواعد أكثر عدلاً للعب.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
إقرأ أيضاً:
دعوات تغيير آلية اختيار أمين الجامعة العربية تثير جدل مغردين
وتأتي هذه التطورات في ظل المساعي الجارية لإصلاح وتطوير جامعة الدول العربية، والتي بدأت بقمة جدة في مايو/أيار 2023 التي استضافتها المملكة العربية السعودية، حيث تم تشكيل لجنة عربية برئاسة السعودية لمناقشة إصلاحات شاملة للجامعة.
وبحلول مارس/آذار 2024، اجتمعت اللجنة في العاصمة المصرية القاهرة لمناقشة ملف إصلاح وتطوير جامعة الدول العربية، في خطوة تهدف لتعزيز دور المنظمة العربية في المشهد الإقليمي والدولي.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2وزراء عرب يتهمون إسرائيل بالعنجهية والتطرف لمنعها زيارتهم للضفةlist 2 of 2منصب "نائب الرئيس" على طاولة المجلس المركزي الفلسطينيend of listوسط هذه التطورات، يبرز ملف منصب الأمين العام للجامعة كأحد القضايا الحساسة التي تثير جدلا واسعا في الأوساط السياسية وعلى منصات التواصل الاجتماعي، خاصة مع اقتراب انتهاء ولاية الأمين العام الحالي.
ومنذ تأسيس جامعة الدول العربية عام 1945، تولى منصب الأمين العام 8 دبلوماسيين مصريين، وهو ما يعكس عرفا دبلوماسيا جرت عليه العادة دون وجود نص قانوني ملزم بذلك، مما يفتح المجال للنقاش حول ضرورة التغيير.
والأمين العام الحالي أحمد أبو الغيط، الذي يشغل المنصب منذ 2016، من المتوقع أن تنتهي ولايته في عام 2026، لكن الحديث عن الدور المستقبلي لهذا المنصب يعود بقوة مع اقتراب موعد انتهاء ولايته.
آراء متباينةوعلى خلفية هذا النقاش، برزت تدوينات على منصة إكس تفاعلت مع دعوات تغيير آلية اختيار الأمين العام، رصد برنامج شبكات (2025/6/8) جانبا منها، حيث انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض لهذا التوجه.
إعلانوكتب محمد: "الجامعة لا يجوز أن تكون حكرا على أي دولة مهما كان حجمها. الإمارات كانت دوما في طليعة الدعم السياسي والمالي للمؤسسات العربية، ومن حقها أن تتقدم لتولي مواقع قيادية فيها".
في المقابل، دافع خالد عن الوضع الحالي قائلا: "مصر لم تستولِ على المنصب كما يدعي البعض، بل حافظت عليه لأنه كان دوما جزءا من التوازنات العربية. المنصب في القاهرة لأنه وُلد فيها، وخرج من رحم مؤسساتها، والجامعة لا تزال بحاجة إلى الثقل المصري".
وأيد عبد العزيز فكرة التغيير بالقول: "جامعة الدول العربية بحاجة إلى تجديد دماء حقيقي، يشمل آلية اختيار أمينها العام. السعودية اليوم تمتلك شبكة علاقات إقليمية ودولية واسعة، وخبرة دبلوماسية تخولها لأداء هذا الدور بفاعلية".
وطرح أحمد رؤية مختلفة حول معايير الاختيار بقوله: "الفكرة العاقلة الوحيدة حاليا والتي لا يختلف عليها اثنان، أن جامعة الدول العربية يجب أن يكون مقرها دولة قوية سياسيا واقتصاديا على مستوى المنطقة، أينما وجدتم هذه الدولة ورأيتموها مناسبة فأنا أتفق معكم".
بينما عبر بهجت عن تشاؤمه من دور الجامعة العربية بشكل عام قائلا: "الجامعة لم يعد لها صوت وقوة.. ولا يجب أن يزعجكم أي تغيير فيها علشان ببساطة بالعربي كده هي ملهاش أي لازمة".
وتبقى التطورات المقبلة في ملف إصلاح جامعة الدول العربية محل ترقب واهتمام، خاصة مع استمرار النقاشات حول ضرورة تحديث بنية المنظمة وآليات عملها لتواكب متطلبات المرحلة الراهنة والتحديات المستقبلية التي تواجه المنطقة العربية.
8/6/2025