قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن العبقرية التي تجلَّت في شخصية الرئيس عبد الفتاح السيسي ظهرت في توجهه بالحلول العلمية نحو جذور مشكلاتنا الفكرية والدينية والتنموية والاقتصادية، لكي يقتلعها من جذورها، فلم ينتهج سياسة العلاج بالمسكنات والتسويفات والتأجيلات، بل كان منهجه يقوم على الوعي بطبيعة المشكلة، والحل الجذري حتى لو كان مؤلمًا.

مؤتمر مصر السيسي

جاء ذلك خلال فعاليات النسخة الثالثة من مؤتمر مصر السيسي وبناء الدولة الحديثة، ضمن فعاليات الحب والامتنان للرئيس القائد عبد الفتاح السيسي قائد المسيرة الوطنية ومجدد نهضة مصر الحضارية وباعث مجدها التليد.

وأضاف المفتي أننا نحتفل بمسيرة عطاء كبيرة تمازج فيها حب الوطن بعبقرية البناء والتجديد والتنمية، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد تولى رئاسة مصر، وتراكمت عليها ظروف عصيبة مثمِّنًا وحدة الشعب الوطنية فهي أكبر عامل من عوامل الانتصار تجاه الأحداث الجسام.

وأشار إلى أنه لولا توفيق الله واستجابة الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن ورائه جيش مصر العظيم الذي وصفه نبينا صلى الله عليه وسلم بأنهم خير أجناد الأرض- لنداء الشعب والوطن، لكانت مصر في مهب الريح.

تجديد الخطاب الديني ومحاربة التطرف

وأوضح أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أعطى الفرصة والصلاحية الكاملة للمؤسسات الدينية الرسمية أن تعمل بحرية كاملة للمحافظة على روح الوسطية والاعتدال والتعايش السلمي وقبول التعددية الدينية في الإطار الوطني، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء المصرية أنجزت العديد من المشروعات الواعدة التي أَثْرَت حركة تجديد الخطاب الديني وَفق الرؤية التجديدية الشجاعة للرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي جعل معركة الوعي وتجديد الخطاب الديني أساسًا لحل مشكلة الإرهاب ولم يكتفِ بالحلول الأمنية والعسكرية لأن المعركة متكاملة ولا بدَّ من استئصال الورم من جذوره.وأما على مستوى التنمية والعمران.

وتابع: لا أبالغ إذ أقول إن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد بنى مصر من جديد وواجه المشكلات المزمنة، مثل الفقر والمرض والعشوائيات بعزم وحزم، فضلًا عن التطرف والإرهاب؛ وهذا هو سر عبقرية مشروع الرئيس عبد الفتاح السيسي في البناء والتجديد، حيث إنه لم يعالج مشكلات مصر الفكرية والتنموية بشكل منفرد، أي بمعالجة كل مشكلة بمعزل عن الأخرى، بل إنه أدرك وَفق رؤية علمية متخصصة أن هذه المشكلات تتصل جميعًا برباط واحد، فكانت الحلول الجذرية أنجع الطرق وأقصرها لبناء الجمهورية الجديدة».

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية دار الإفتاء السيسي تجديد الخطاب الديني الرئیس عبد الفتاح السیسی

إقرأ أيضاً:

زياد .. عبقرية «السهل الممتنع»

كان القاص الراحل عبد الستار ناصر يردّد كثيرًا أغنية فيروز (كيفك أنت؟)، وحين قرأ قصيدتي (زعل) ورأى فيها تناصًا مع أغنية فيروز (زعلي طول)، قال لي: لو أصغيت جيدًا إلى أغنية (كيفك أنت؟)، ستخرج بنصّ تمتزج فيه الأسئلة مع حرارة العاطفة، وراح يروي حكاية الأغنية التي وُلدت من سؤال عابر من فيروز لولدها زياد، حين تفاجأت بوجوده في بيروت وكان يومها مقيمًا في لندن. ذلك السؤال يكشف عن تلميحات لفجوة حصلت بينهما، لكنّ الفجوة لم تقطع حبل المودّة، والسؤال يندرج ضمن أسئلة عابرة عن الحال، نقول مثلها الكثير يوميًا على وزن «كيفك أنت؟» تعقبها جمل مبطّنة بعتب وتلميحات للفجوة: «عم بيقولوا صار عندك ولاد، أنا والله كنت مفكرتك برّات البلاد»، لكنّها بالنسبة لفنّان حادّ الإحساس مثل زياد الرحباني تعني لآلئ مختبئة في جوف صدفة تحتاج إلى يد بحّار ماهر لاستخراج الكنز المخبوء تحت قشور الصدفة. فتحوّل ذلك السلام، وتلك التحيّة، على يد زياد الرحباني إلى أغنية لامست الوجدان الجمعي، فردّدت كلماتها ولحنها الملايين من محبّي فيروز في الوطن العربي، رغم أنّ زيادًا حين عرضها على (فيروز) المعروفة بدقّة اختياراتها لكلمات أغانيها، تردّدت طويلًا قبل أن تغنّيها، ربمّا ظنًا منها أن كلماتها عاديّة لا ترقى أن تكون شعرًا. تلك (العاديّة) صارت ميزة لكلمات وألحان زياد، الذي كان يلتقط أغانيه من الطريق، فإذا كان الجاحظ يقول: «المعاني مطروحة في الطريق، إنما الشأن في إقامة الوزن، وتخيّر اللفظ، وسهولة المخرج، وكثرة الماء»، فإن معاني الأغاني أيضًا مطروحة في طرق الحياة، لذا يقول الشاعر سعدي يوسف:

«كلّ الأغاني انتهت

إلّا أغاني الناس»

في إشارة إلى أن الأغاني كلّما نبعت من حياة الناس، ومعاناتهم، ضمنت بقاءها وخلودها في قلوبهم.

ولو دقّقنا في الأغاني التي كتبها ولحّنها زياد الرحباني، للاحظنا أنّ القاسم المشترك فيها بساطة التعبير، فهو مبدع أغاني (السهل الممتنع). فلو أصغينا إلى أغنية (عَ هدير البوسطة) التي غُنّيت للمرّة الأولى في مسرحيّة زياد الرحباني (بالنسبة لبكرا.. شو؟) المعروضة عام 1979م، فمن يعرف موضوعها ويقرأ كلماتها لا يمكن أن يتخيّل أنّها يمكن أن تُغنّى، بل وتنال شهرة كبيرة حتى عُدّت من أشهر أغاني فيروز! فكلماتها تتحدّث عن مجموعة شباب ركبوا حافلة النقل (البوسطة) التي تسير على الطريق الواصل من (حملايا) إلى (تنّورين) القريتين اللبنانيتين، وخلال الرحلة تحضر عينا (عليا) الجميلتان، ثم تتداعى تفاصيل الرحلة عبر رسم صور كاريكاتيرية، فقد كانوا:

«طالعين بهالشَّوب وفطسانين

واحد عم ياكل خسّ وواحد عم ياكل تين

وفي واحد هوّي ومرتو

وْلُو شو بشعة مرتو

نيّالُن ما أفضى بالُن

ركّاب تنّورين

مش عارفين عيونِك يا عليا شو حلوين»

والكلام نفسه ينطبق على كلمات أغنية (عودك رنّان) البسيطة، الخالية من البلاغة التقليدية، والتكلّف، والكلمات التي تنبع من القلب تدخل القلب بلا استئذان:

«عودك رنّان.. رنّة عودك إلي

عِيدا كمان.. ضلّك عيد يا علي

سمّعني العود عَ العالي، عيدا كمان»

ومن الخفّة في أداء الجمل القصيرة التي ترتكز عليها كلمات الأغنية، إلى الأداء الساخر في أغنية (تلفن عيّاش) الساخرة، التي تتحدّث عن عيّاش الذي اعتاد على الكذب عليهم حتى صار أصحابه يتقبّلونه منه برحابة صدر، لتتحوّل أكاذيبه إلى موضوع للتندّر:

«تلفن عيّاش لمّا توقّعنا وناطرينه

تلفن عيّاش تلفن يعني الله يعينه

تلفن عيّاش ما بيحلف إلّا بدينه»

وجاء اللحن منسجمًا مع الكلمات، فهو سريع، وخفيف، وفيه من روح السخرية الكثير، فقد استمدّ مادّته وإيقاعاته من بساطة المفردات، كما هو الحال مع أغنية «الحالة تعبانة يا ليلى» لجوزيف صقر، الذي غنّى «عَ هدير البسطة» قبل فيروز، وقد غنّتها تحيّة لروحه:

«الحالة تعبانة يا ليلى خطبة ما فيش

إنتِ غنيِّة يا ليلى .. ونحنا دَرَاويش

إنتِ بِوادي ونحنا بِوادي

وكل لحظة تبعّدنا زيادة

أرض الْـ عنّا بلا سجادة

وإنت معوّدة تمشي عالريش»

وتحت هذه البساطة والسخرية يقبع فكر عميق، ومواقف وطنية وإنسانية معروفة عن زياد الرحباني، الذي ذكر في لقاء له أنّ والده عاصي كان معجبًا ببساطة أغاني سيّد درويش، لكنّ مرضه حال دون إظهار تلك البساطة في فنّه بشكل أوضح، ويبدو أنّ الابن حمل على عاتقه ذلك الهدف، فأكمل ما كان يخطّط له والده، حبًا به وبفن سيّد درويش، الذي وُلدت أغانيه من رحم الواقع، والثقافة الشعبية، والموروثات. والمعروف أن الأغاني التي تنتمي للواقع، وتنبع منه، تحظى بنجاح، وأغاني زياد الرحباني من النوع المعجون بطين الواقع، فجاءت قريبة من تطلّعات وأحاسيس الناس، لذا ستبقى أغانيه خالدة، فقد نالت فرادتها كونها من أغاني (السهل الممتنع).

مقالات مشابهة

  • زياد .. عبقرية «السهل الممتنع»
  • وزير الأوقاف: خطاب الرئيس عن غزة يجسد الضمير المصري الحي
  • مناشدة من سوداني الى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي
  • خالد أبو بكر عن خطاب الرئيس السيسى : عبّر عن كل مصري واعٍ ومُدرك لتحديات الأمن القومي
  • خالد أبو بكر: الإخوان تخوض معركة ثأر شخصية ضد الرئيس السيسي
  • رئيس الجمهورية يخص ضيف الجزائر الرئيس اللبناني باستقبال رسمي 
  • الرئيس السيسي يُصدر قانونًا جديدًا - تفاصيل
  • دعاه لزيارة ألمانيا.. رئيس الجمهورية يتلقى مكالمة من الرئيس فرانك شتاينماير
  • الشعب الجمهوري: كلمة الرئيس السيسي عبرت عن خارطة طريق واضحة لدعم الشعب الفلسطيني
  • برلمانية: حديث الرئيس السيسي بشأن معبر رفح يعكس موقف مصر تجاه فلسطين