إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد

أصبح اسم يحيى السنوار منذ هجوم حماس على إسرائيل، وخاصة في الآونة الأخيرة، ضمن العناوين الكبرى لوسائل الإعلام عبر العالم. وتتهم تل أبيب زعيم حماس في قطاع غزة بأنه مهندس الهجوم غير المسبوق على الدولة العبرية، والذي خلف 1200 قتيل، بينما اقتاد مقاتلو الحركة معهم 240 شخصا كرهائن.

وخرج السنوار، 61 عاما، من ظل المعتقلات الإسرائيلية إلى المراكز القيادية في حماس حتى أصبح "الرجل الحي الميت" بالنسبة لإسرائيل. وأمضى السنوار 23 عاما في السجون الإسرائيلية، ثم تولى مسؤوليات أمنية داخل حماس. 

اقرأ أيضاهجوم 7 أكتوبر: من هم أبرز قادة حركة حماس المطلوبين لدى إسرائيل؟

وتقول ليلى سورات من المركز العربي للأبحاث والدراسات السياسية في باريس إن التخطيط للهجوم استغرق ربما ما بين عام أو عامين، مضيفة "هذه استراتيجيته، هو من خطط له" قبل أن "يفاجئ الجميع" ويحاول "تغيير ميزان القوى على الأرض". وردت إسرائيل على الهجوم بقصف عنيف لقطاع غزة قتل خلاله زهاء 15 ألف شخص معظمهم من المدنيين.

بالنسبة للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ريتشارد هيخت، فإن السنوار يمثّل "وجه الشر". وأضاف أنه "رجل حي ميت". و لم يظهر السنوار علنا منذ يوم الهجوم.

في العام 2017، وبعد انتخابه زعيما للحركة في قطاع غزة، التقت وكالة الأنباء الفرنسية أبو عبد الله المنتمي إلى حماس والذي أمضى بضع سنوات مع السنوار في المعتقلات الإسرائيلية. وقال إن السنوار معروف بتكتمه خاصة لا سيما أنه رجل أمني "بامتياز".

وأضاف أن السنوار "يتخذ قراراته بهدوء تام لكنه صعب المراس عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن مصالح حماس".

يحيى السنوار، زعيم حماس في غزة، خلال مسيرة حاشدة في الأراضي الفلسطينية، 24 مايو 2021. أسوشيتد برس خنق متعاونا مع إسرائيل بالكوفية

ولد يحيى السنوار في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين في جنوب قطاع غزة وانضم لحركة حماس التي أسسها الشيخ أحمد ياسين قبل الانتفاضة الفلسطينية الأولى في العام 1987.

وأنشأ السنوار الجهاز الأمني للحركة في العام 1988، وهو المسؤول عن ملاحقة المتهمين بالتجسس لصالح إسرائيل ومعاقبتهم وأحيانا إعدامهم.

بحسب محضر التحقيق الذي خضع له في إسرائيل ونشر في وسائل إعلام عبرية، اعترف السنوار بخنقه متعاونا مع إسرائيل بالكوفية حتى الموت في مقبرة في خان يونس.

تخرج السنوار من الجامعة الإسلامية في قطاع غزة وتعلم اللغة العبرية التي يتحدثها بمستوى جيد خلال 23 عاما قضاها في السجون الإسرائيلية. ويقال إن لديه فهما عميقا للثقافة والمجتمع الإسرائيليين.

حكم على السنوار بالسجن المؤبد أربع مرات لقتله جنديين إسرائيليين. وكان من بين 1027 فلسطينيا أطلق سراحهم في صفقة أبرمت في العام 2011 مقابل إطلاق سراح الجندي الفرنسي الإسرائيلي جلعاد شاليط.

لاحقا، أصبح السنوار قائدا بارزا في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قبل أن يصبح زعيم الحركة في القطاع.

اقرأ أيضامن يمول حماس وما هي الجماعات التي تساندها... ما الذي نعرفه عن هذه الحركة الفلسطينية؟

"القوة من أجل المفاوضات"

يحلم السنوار بدولة فلسطينية واحدة تجمع بين قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة من إسرائيل إلى جانب القدس الشرقية منذ العام 1967. 

ووفقا لمجلس العلاقات الخارجية في الولايات المتحدة الأمريكية (مركز أبحاث)، تعهد السنوار بمعاقبة أي شخص يعرقل المصالحة مع حركة فتح. 

وخاضت الحركتان في العام 2006 نزاعا داميا أفضى إلى طرد حركة فتح من قطاع غزة وسيطرة حماس عليه. وعلى الرغم من تقارب واضح في العلاقات، إلا أن جهود المصالحة بين الحركتين الفلسطينيتين جميعها باءت بالفشل. وتقول سورات إن السنوار اعتمد مسارا "راديكاليا في التخطيط العسكري وآخر براغماتيا في السياسة". وتضيف "إنه لا يدعو إلى القوة من أجل القوة بل من أجل إجراء مفاوضات" مع إسرائيل.

في العام 2015، أضيف اسم السنوار إلى قائمة الولايات المتحدة لأكثر "الإرهابيين الدوليين" المطلوبين، إلى جانب محمد الضيف، القائد الحالي لكتائب عز الدين القسام والعقل المدبر الثاني لهجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وفق إسرائيل.

اقرأ أيضاتاريخه، مواقفه، ثروته وطموحاته...من هو إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحماس؟

وتقول مصادر أمنية خارج غزة إن السنوار والضيف موجودان في شبكة الأنفاق التي بنتها حماس تحت القطاع. وتعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في وقت سابق هذا الشهر بـ"العثور على السنوار والقضاء عليه"، وحض سكان قطاع غزة على تسليمه. وأضاف غالانت "إذا وصلتم إليه قبلنا فسيؤدي ذلك إلى تقصير مدة الحرب".

وتتواصل معارك عنيفة الخميس في قطاع غزة بين حماس والجيش الإسرائيلي الذي سيطر على خان يونس حيث يطارد يحيى السنوار. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء أن القوات الإسرائيلية "تحاصر منزل السنوار" في هذه المدينة. من جهته قال المتحدث العسكري دانيال هغاري أن "السنوار يختبئ تحت الأرض".

 

فرانس24/ أ ف ب

المصدر: فرانس24

كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل قمة المناخ 28 الحرب في أوكرانيا ريبورتاج غزة إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني حماس فلسطين الحرب بين حماس وإسرائيل إسرائيل غزة حماس النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا یحیى السنوار فی قطاع غزة فی العام

إقرأ أيضاً:

لبحث الأوضاع بغزة.. تفاصيل المباحثات في مجلس الأمن الدولي

انطلقت جلسة مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، مساء الأربعاء، من أجل ما وُصف بـ"بحث تطورات الأوضاع بالأراضي الفلسطينية".

وحذّر منسّق الأمم المتحدة لعملية السلام بالشرق الأوسط، تور وينسلاند، من "خطر نشوب نزاع إقليمي قائم في ظل ما يشهده قطاع غزة"، مضيفا خلال التصويت على مشروع قرار جزائري يدعو إلى وقف النار في غزة: "إن العاملون في المجال الإنساني يؤدون عملهم في بيئة بالغة الصعوبة في القطاع".

وأشار إلى أن "إسرائيل تشن عملية برية كبيرة في رفح وما حولها، وهذا يزيد حدّة الدمار وحجمه"، فيما دعا الأمين العام، للإفراج فورا عن كل الأسرى في غزة ووقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية.

وأضاف "أحثّ طرفي الحرب بقطاع غزة على العودة إلى طاولة المفاوضات فوراً وبحسن نية"؛ مذكّرا في الوقت نفسه أن "الضفّة الغربية المحتلّة تهدّد بخطر اندلاع حريق إقليمي يتصاعد كل يوم تستمر فيه هذه الحرب".

من جهته، قال نائب المندوبة الأميركية بمجلس الأمن، روبرت وود: "نؤمن بأن هناك بدائل لعملية واسعة النطاق في رفح الفلسطينية، وندين هجمات المستوطنين في الضفة الغربية".

وتابع: "يجب على إسرائيل القيام بالمزيد لحماية الفلسطينيين الأبرياء في قطاع غزة"، مبرزا أنه: "على إسرائيل ربط عمليّاتها بإستراتيجية تضمن هزيمة حماس والإفراج عن الأسرى".

إلى ذلك، أكد على أن "إلحاق أضرار جسيمة بالمدنيين نتيجة الغارات يقوّض أهداف إسرائيل في غزة؛ وأنه على إسرائيل تجنّب القيام بعملية عسكرية في رفح قد تعرّض المدنيين للخطر، فهناك بدائل للعملية من شأنها أن تعزّز بشكل أفضل هدف إسرائيل المتمثّل في هزيمة حماس مع حماية الفلسطينيين الأبرياء".


وختم كلمته، مؤكدا أنه "يتعيّن على إسرائيل أن تبذل المزيد لحماية الفلسطينيين الأبرياء في قطاع غزة وفعل المزيد لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع والتمكّن من توزيعه بصورة آمنة".

بدوره، دعا المندوب الفرنسي إلى تعزيز السلطة الفلسطينية وإلى عودة إدارتها إلى قطاع غزة، بالقول: "على إسرائيل وقف هجومها العسكري وأي عمل آخر في رفح وفقاً لأمر محكمة العدل الدولية".

وأضاف: "نكرّر معارضتنا للعملية الإسرائيلية ويجب أن تنتهي بدون تأخير"، متابعا: "ندين هجمات المستوطنين على قوافل المساعدات المتوجّهة إلى قطاع غزة، وعلى إسرائيل فتح معبر رفح فوراً لوصول المساعدات".

كذلك، اعتبرت نائبة المندوب الروسي أن "مقترح الجزائر لوقف الحرب في قطاع غزة" جيدا، متابعة بأن: "مزاعم إسرائيل بحدوث انتهاكات تم تفنيدها بينما تأكّدت انتهاكاتها بحق الأسرى الفلسطينيين".

واسترسلت بأن: "إسرائيل تعتزم مواصلة عمليّتها في غزة رغم عجزها الواضح والمتزايد عن تحقيق أهدافها المعلنة، ولا نتوقّع توقّفاً لآلة الحرب الإسرائيلية قريباً وبذلك لا سبيل لإطلاق الأسرى".


وأضافت: "يجب وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية على الفلسطينيين، فإن مقتل وإصابة المدنيين يتواصل بعد صدور أمر محكمة العدل الدولية"، معتبرة أن "إعادة عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية وإرساء وقف لإطلاق النار يبدوان وهما".

مقالات مشابهة

  • بايدن: إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ أى هجوم آخر
  • «بايدن»: إسرائيل تريد ضمان عدم قدرة حماس على تنفيذ هجوم آخر مثل 7 أكتوبر
  • صحيفة إسرائيلية : سببان وراء تنفيذ حماس هجوم 7 أكتوبر
  • هآرتس: سببان وراء شن حماس هجوم السابع من أكتوبر
  • ضربة جديدة لنتنياهو.. اقتراح رسمي للتصويت على حل الكنيست الإسرائيلي
  • ارتفاع حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية في غزة إلى 36 ألفا و224
  • إسرائيل تواصل الهجوم على رفح بعد السيطرة على محور فيلادلفيا
  • صحة غزة تعلن الحصيلة اليومية لضحايا الحرب في القطاع
  • لبحث الأوضاع بغزة.. تفاصيل المباحثات في مجلس الأمن الدولي (شاهد)
  • لبحث الأوضاع بغزة.. تفاصيل المباحثات في مجلس الأمن الدولي