عين ليبيا:
2025-05-30@16:54:21 GMT

الدب الروسي في الصحراء الليبية

تاريخ النشر: 8th, December 2023 GMT

من المعروف أن تواجد الروس على التراب الليبي ولاسيما في الجنوب يتمثل في مرتزقة فاغنر وما يمكن أن يخلفه بعد تمرد ومقتل زعيمها يفغيني بريغوجين وهذا التواجد يأتي ضمن لعبة التوازنات والصراعات الدولية دون أي إرادة محلية في هذا الأمر.

من البوابات كانت البداية

في البداية كانت قوات المرتزقة تقف في البوابات داخل مدن بلدية الجفرة، ثم أصبحوا يُديرون البوابات الرئيسية على حدودها، وقد استقرت قوات الفاغنر في قاعدة الجفرة ومنها انطلقت وشاركت بقوة في الحرب على طرابلس سنة 2019.

أهالي المنطقة يعلمون بتواجد هذه القوات بشكل غير مباشر في الحقول النفطية وبأنها تفرض نفوذها وسيطرتها الجوية عليهم كما هو الحال في حقلي الشرارة والفيل النفطيين.

جدير بالذكر أن أعداد المرتزقة قد نقصت عن السابق خاصة بعد حرب السودان وأوكرانيا وانتقال بعضهم إلى دول أفريقيا، وقد يعود ذلك لتوسع نشاطها خارج القواعد المعروفة كقاعدة تمنهنت الجوية الواقعة جنوب سبها والتي يوجد فيها مقر قديم يتبع التصنيع الحربي سابقا.

الفاغنر وحفتر ..من يساند من؟

قوات الفاغنر لم تأت لمساندة المشير خليفة حفتر كما يعتقد البعض بل بحثاً عن أماكن وأنواع الثروات الليبية وكل ما يمثل مصالحها ومصالح روسيا ويُعزز وجودها وبقاءها في ليبيا وهي موجودة في الجنوب بمكانين رئيسيين هما قاعدة الجفرة وبراك الشاطئ، أما باقي القوات الأجنبية (السودانية والتشادية) فتتواجد في عدة معسكرات في الجنوب وحتى الزنتان.

قاعدة الجفرة في سطور

تأسست قاعدة الجفرة في الستينات من القرن الماضي، مساحتها أكثر من 4 كيلومتر مربع وبها 12 دشم (مخازن) طائرات كبير و12 حجم أصغر، وتعد قاعدة استراتيجية بالنسبة للقذافي واعتمد عليها كثيراً وترك فيها 3 طائرات نوع توبوليف 22، وطائرتان يوشن وانطونوف وعدد من المروحيات.

حالياً تستقبل هذه القاعدة طائرات قادمة من روسيا بشكل شبه يومي، وهناك تحديث وتوسع متواصل داخل القاعدة منذ وصول قوات الفاغنر حيث تمت صيانة وتوسعة المهبط وإضافة مخازن وحفر خنادق داخل وحول القاعدة كما تم نشر منظومات دفاع جوي ومدافع مضادة للطائرات شمال وجنوب القاعدة إضافة إلى الطائرات الموجودة داخلها الآن وهي أسراب حديثة من الميغ 25 والميغ 29 وقاذفات سوخوي 24 التي شوهدت تقوم بجولات في سماء الجفرة، ومؤخراً هناك حركة طائرات مكثفة في قاعدة براك الجوية ومنها نحو دول أفريقية مختلفة.

الأهالي وضريبة الرفض

يرفض الأهالي تواجد قوات الفاغنر والمرتزقة في مناطقهم وقد خرجوا في مدن الجفرة المختلفة للتعبير عن رفضهم وتم قمعهم واعتقال العديد منهم.

كما قتل العديد من أبناء الجفرة بسبب موافقهم المناهضة للمرتزقة والقوات الأجنبية مثل عبد العظيم محمد منصور العطشان والذي كان في مزرعته وتعرض لإطلاق رصاص مباشر من الفاغنر التي كانت تقوم بعمليات انتشار وتمشيط للمزارع المحيطة بمدينة هون أثناء العمليات العسكرية، كما قتل المواطن زياد عبدالهادي العربي عندما قاوم مجموعة من المرتزقة أثناء محاولتهم سرقة سيارته من أمام منزله، كما لقي البعض حتفه جراء التعذيب الوحشي الذي تعرضوا له كما هو الحال مع المواطن عماد عبدالسلام الجطيلاوي والذي أبلغوا ذويه بالوفاة بعد أشهر من الاعتقال وانقطاع الأخبار عنه.

أدت هذه الظروف إلى تهجير الكثير من الناشطين من مناطق الجنوب المختلفة ورحيلهم مع عائلاتهم إلى مدن مصراتة وطرابلس بسبب المضايقات والقيود على حرية التعبير ورفض تواجد المرتزقة في مناطقهم.

مستقبل المرتزقة

إن تواجد المرتزقة والقوات الأجنبية يخالف ما توصلت إليه لجنة (5+5) وقرار مغادرتهم من جميع الأراضي الليبية.

بقاء هذه القوات لا يقدم أي فائدة للمنطقة بل هو يخدم الأهداف الروسية والجماعات المرتبطة بها من ذوي المصالح، لذا يسعى الروس اليوم لتعزيز تواجدهم في شرق ليبيا من خلال السيطرة على الموانئ والمناطق الاستراتيجية.

ويبقى السؤال الذي يطرحه الأهالي عالقاً.. هل ستبقى قوات الفاغنر وغيرها بعد الانتخابات؟!.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: قاعدة الجفرة

إقرأ أيضاً:

مركز أفريقيا للدراسات: توسع العلاقات بين الحوثيين وحركة الشباب بالصومال يُفاقم التهديدات الأمنية لمنطقة البحر الأحمر (ترجمة خاصة)

قال مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية، إن تُفاقم الأدلة على تنامي التعاون بين حركة الشباب في الصومال والحوثيين في اليمن المخاطر على حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن وغرب المحيط الهندي، مع تعزيز القدرة التخريبية لكلا الجماعتين.

 

وأضاف المركز في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن حركة الشباب تحصل على معدات مُحسّنة (طائرات مُسيّرة مُسلحة، صواريخ باليستية) وتدريب من هذه العلاقة. كما تُمكّنها هذه العلاقة من توسيع وترسيخ المؤسسات الإجرامية التي تُموّل عملياتها.

 

وأفاد التقرير أن هذا التعاون يوسع من قدرات هذه الجماعات المسلحة المُزعزعة للاستقرار على جانبي مضيق باب المندب.

 

وحسب التقرير فإن الحوثيين يستفيدوا من دعم حركة الشباب لأنشطة القرصنة التخريبية في خليج عدن وغرب المحيط الهندي، بالإضافة إلى تنوع شرايين الإمداد. وهذا يُعزز قدرة الحوثيين على تهديد حركة الملاحة البحرية في المنطقة، ويعزز نفوذهم في مواجهة الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة في اليمن.

 

يُوسّع هذا التعاون وفق المركز قدرات هذه الجماعات المسلحة المزعزعة للاستقرار على جانبي مضيق باب المندب، ويُعقّد تحديات مراقبة 1800 ميل من السواحل المعرضة للخطر على طول البحر الأحمر وخليج عدن وغرب المحيط الهندي.

 

تعاون متنامٍ

 

في فبراير 2025، أفادت الأمم المتحدة بوجود أدلة على وجود اتصالات بين الحوثيين وحركة الشباب، بالإضافة إلى اجتماعات شخصية في عام 2024 تتعلق بنقل المعدات والتدريب من الحوثيين إلى حركة الشباب مقابل زيادة القرصنة وتهريب الأسلحة. في السابق، اعتقد معظم المراقبين أن حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة لا تتعاون مع الحوثيين، وهي جماعة ذات أيديولوجية وأجندة مختلفة تستفيد من دعم ومساعدة إيران.

 

يقول مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية "ما دام تحالف الحوثيين والشباب قائمًا، فإن الملاحة عبر قناة السويس ستظل في خطر دائم.

 

يضيف "حتى وقت قريب، لم يكن هناك ما يدعو الطرفين للتعاون. في الواقع، كان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فرع حركة الشباب في اليمن، هدفًا لهجمات الحوثيين في الماضي. ومع ذلك، ومنذ عام 2022، حافظت القاعدة في شبه الجزيرة العربية والحوثيون على اتفاقية عدم اعتداء تضمنت التعاون في مجالي الأمن والاستخبارات، وتوفير ملاذات آمنة لبعضهما البعض، وتنسيق الجهود لاستهداف القوات الحكومية اليمنية.

 

وحسب التقرير فإن اندلاع الصراع بين إسرائيل وحماس في أكتوبر/تشرين الأول 2023 أتاح للجماعات على جانبي المضيق فرصةً للاستفادة من الترتيبات البراغماتية بين الحوثيين وتنظيم القاعدة لبثّ حالة من انعدام الأمن في منطقة عمليات إقليمية أوسع، مع تعزيز مصالح كلٍّ منهما.

 

"يُحيط خليج عدن بالكامل تقريبًا بسواحل الصومال واليمن. وطالما حافظ الحوثيون وحركة الشباب على تحالفهما، وحسّنا قدراتهما في هذه العملية، فإن الشحن عبر قناة السويس سيظلّ مُعرّضًا باستمرار لخطر الهجوم، ودفع ضريبة "حماية"، أو فدية (بسبب القرصنة) لإحدى الجماعتين أو كلتيهما" وفق التقرير.

 

فوائد الحوثيين

 

وزاد "مع توسّع نفوذهم الإقليمي، عملوا على توسيع شبكة شركائهم الدوليين لتشمل روسيا والمقاومة الإسلامية في العراق. تحتفظ الأولى بأفراد استخبارات عسكرية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن، وقد شاركت بيانات استخباراتية عبر الأقمار الصناعية مع الجماعة. يعتمد هذا النطاق الأوسع من النشاط على الحفاظ على سلسلة توريد الأسلحة وتوسيع مصادر التمويل لتغطية تكاليفها".

 

واستدرك "نتيجةً لهجماتهم على السفن واستمرار عدم الاستقرار في منطقة البحر الأحمر، أفادت التقارير أن الحوثيين كسبوا ما يُقدر بنحو 180 مليون دولار شهريًا من الرسوم التي يدفعها وكلاء شحن لم يُكشف عن هويتهم لتأمين مرور آمن عبر المنطقة".

 

وطبقا للتقرير فإن التعاون مع حركة الشباب وتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية وفر للحوثيين وصولًا أكبر إلى بحر العرب وغرب المحيط الهندي. علاوةً على ذلك، تُتيح شبكة الشباب من المقاتلين والمتعاطفين والمهربين عبر الصومال وشمال كينيا للحوثيين فرصًا أكبر لتهريب شحنات الأسلحة (التي جاء الكثير منها من إيران) من المحيط الهندي إلى زوارق تلامس الساحل أو برًا إلى خليج عدن حيث قد تكون لديهم فرصة أفضل للوصول إلى الشواطئ اليمنية.

 

في يناير/كانون الثاني 2024، تم اعتراض مركب شراعي في المياه الصومالية يحمل مكونات صواريخ باليستية وصواريخ كروز، وتوجيهات ورؤوسًا حربية لصواريخ باليستية متوسطة المدى (MRBM)، وصواريخ كروز مضادة للسفن (ASCM) كانت مُوجّهة إلى اليمن. كانت هذه واحدة من بين 10 عمليات اعتراض على الأقل لتهريب أسلحة وثّقتها الأمم المتحدة وجهات أخرى بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 و2024. في أغسطس/آب 2024، استولت قوات المقاومة الوطنية اليمنية على سفينة تُهرّب خلايا وقود الهيدروجين، والتي يعتقد الخبراء أنها ستسمح لطائرات الحوثي المُسيّرة بحمل حمولات أكبر والسفر لمسافات أطول بكثير.

 

صور توضيحية لحالات اعتراض أسلحة بين الصومال واليمن منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023

 

فوائد حركة الشباب

 

يفيد "على الرغم من قدرتها على تصنيع العبوات الناسفة محلية الصنع، وسرقة الأسلحة من الجيش الوطني الصومالي وقوات الاتحاد الأفريقي، والحفاظ على تجارة تهريب الأسلحة (مثل قاذفات الصواريخ والرشاشات وبنادق القنص)، إلا أن حركة الشباب واجهت صعوبة في الحصول على أسلحة متطورة. ومن خلال المساعدة في إبقاء طرق التجارة الحوثية مفتوحة وزيادة القرصنة قبالة الصومال، تلقت حركة الشباب أسلحة متطورة وتدريبًا من الحوثيين، بما في ذلك طائرات مسيرة مسلحة".

 

وخلصت الأمم المتحدة إلى أن حركة الشباب تلقت تعليمات فنية من الحوثيين وشحنات أسلحة من اليمن بين يونيو وسبتمبر 2024. وقد استُخدمت هذه الأسلحة في هجمات الشباب ضد قوات الاتحاد الأفريقي في سبتمبر ونوفمبر. كما اكتشفت الأمم المتحدة أن حركة الشباب أرسلت أكثر من اثني عشر عنصرًا إلى اليمن لتلقي تدريب من تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك في مجال تكنولوجيا الطائرات المسيرة.


مقالات مشابهة

  • مصرع 12 شخصاً بينهم 11 مهاجراً سودانياً في حادث مأساوي قرب الكفرة الليبية
  • ماكرون يهدد الصين بتوسيع تواجد "الناتو" في آسيا
  • من الغابة إلى المائدة.. سلوفاكيا تسمح ببيع لحوم الدببة
  • الأزمة الليبية.. من يُعطّل الحل؟
  • مركز أفريقيا للدراسات: توسع العلاقات بين الحوثيين وحركة الشباب بالصومال يُفاقم التهديدات الأمنية لمنطقة البحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • الجيش الروسي يعلن السيطرة على ثلاث بلدات في شرق أوكرانيا
  • بين القاعدة والخرافة.. إنتر ميلان يختار القميص الثالث بنهائي أبطال أوروبا
  • في كارثة اقتصادية..المرتزقة يسعون لرفع سعر الدولار الجمركي الى 1500
  • لا ماء ولا دواء ولا كرامة .. هكذا يحكم حزب الإصلاح مدينة تعز
  • بعد رحيل كولر.. الأهلي يحسم مستقبل ميشيل يانكون بقرار مفاجئ