أشرف عبد الغفور.. عاشق اللغة العربية
تاريخ النشر: 9th, December 2023 GMT
ودعت الساحة الفنية أحد فرسان المسرح المصري والعربي الفنان أشرف عبد الغفور، الذي رحل عن عالمنا الأحد الماضي، عن عمر ناهز 81 عامًا إثر حادث سير على طريق مصر الإسكندرية الصحراوي، ووالد الفنانة ريهام عبد الغفور، تاركا إرثًا فنيًا ضخمًا يظل باقيًا في وجدان الجميع رغم رحيله.
برع في تقديم الأدوار التاريخية المميزةبرع ابن مدينة المحلة الكبرى الفنان أشرف عبدالغفور في تقديم الأدوار التاريخية المميزة، التى تتطلب أداءً متمكنًا، وهو ما قدمه بسهولة ويسر، فهو صاحب الموهبة والصوت المميز الذى لا يختلف عليه أحد، جعلته حبيب الفنانين من الوسط الفنى، فانتخب نقيبًا للفنانين لفترة زمنية، أحبه الجميع من خلال صوته المميز فى أداء حلقات أسماء الله الحسنى بل وظل صوته فى أذهان الجميع.
عشق أشرف عبدالغفور الفن منذ الصغر، وبدأ هواية فن التمثيل من المسرح المدرسى، وبالتحديد مدرسة الجيزة الثانوية، وعقب ثورة ٢٣ يوليو نشأت منشآت فى الأحياء تحت عنوان «هيئة التحرير» التى تعتمد على النشاط السياسى، والاجتماعى، والثقافى، فكان أبناء حي الجيزة يجتمعون فى هذا المنتدى بهيئة التحرير، ومن هنا اندلعت شرارة بداية مشواره الفنى مع هيئة التحرير بالجيزة، ويشرف عليها الدكتور محمود على فهمى الطالب بكلية الهندسة.
وقد اختبر أشرف عبد الغفور وهو طالب بالصف الأول الثانوى، أثناء انضمامه للفرقة، حيث كان الاختبار منحصرًا فى ذلك الوقت، فقد قام بتقليد دور الفنان عبدالسلام النابلسي، واجتاز هذا الاختبار حتى أصبح عضوًا بفرقة هيئة التحرير، كان الملازم الأول والأخير والمرفق الآمن لكل الهواة فى هذا الوقت هى مسرحيات نجيب الريحاني.
وكانت أول أدواره فى مسرحية «قسمتي» قدم خلالها شخصية الولد الشقى الذي يدعى «صف صف»، وحصل على كأس التمثيل عن مسابقة الجمهورية، وهو طالب بالمرحلة الثانوية، وتسلم الجائزة بدار الأوبرا التى احترقت، وكانت بمثابة المرة الأولى التى يعتلي بها خشبة مسرح دار الأوبرا.
بدأ أشرف عبد الغفور مشواره الأكاديمي والفني بكل الوعي، فقرر أن يمتهن الفن والتحق بالمعهد العالى للسينما قسم التمثيل وتخرج فيه فى ١٩٦٣، وبدأ العمل الفنى من خلال مسرحيته «جلفدان هانم» للمؤلف على أحمد باكثير، وإخراج عبدالمنعم مدبولى، ولعب دور حفيد «جلفدان هانم»، وشاركه البطولة الفنانين: نعيمة وصفى، وفيفى يوسف، ومحمد عوض، والسيد راضى، ونوال أبوالفتوح وغيرهم، وبرزت موهبته العالية من خلال هذا الدور.
لم يكتشف موهبته بعد التحاقه بمعهد السينما بالشكل الحقيقى، فكانت موهبته تتجه نحو المسرح فى بداية ظهورها، وبدأ فى قراءة المترجمات والأعمال المسرحية العالمية، على الرغم أن المخرج يوسف شاهين كان يدرس له فى معهد السينما مادة الإخراج، وذلك من خلال كتيب مسرحى، فكان كل شىء يوجهه ويدفعه للمسرح.
وعندما وصل أشرف عبدالغفور للبكالوريوس فى معهد السينما، أعلن المسرح القومى، ومسارح التليفزيون التى أنشئت فى فترة الستينيات عن قبول ممثلين، وبالفعل تقدم لها واجتاز كل اختباراتها، وأصبح عضوًا بالمسرح القومى، وهو لم يتخرج فى المعهد، وتذكر اللجنة المهولة التى اختبرته.
وكان فى ذلك الوقت من الصعب الدخول للمسرح القومى فى ظل اختباراته التى كانت شديدة الصعوبة عكس الوقت الراهن، وعندما تطلع الفنان أحمد حمروش، رئيس اللجنة إلى أوراقه عقب الاختبارات فقال له: "إياك أن تتحول للسينما وتترك المسرح وخاصة بعد قبولك واختيارك عضوًا للمسرح القومى".
عشق أشرف عبدالغفور، اللغة العربية وبدأت العلاقة الترابطية معها فى مرحلة الثانوية العامة من الناحية الدراسية، أما الناحية العملية فى هذا الموضوع فيرجع ذلك للمخرج الإذاعى الشهير محمد الطوخي، الذى يمتلك استوديو خاصا بعنوان «القاهرة» بوسط البلد، وأنتج من خلاله أعمالا عديدة للمنطقة العربية، الـ«بى بى سى» بلندن، باللغة العربية الفصحى، على يد أساتذة متخصصين بها مستخدما التشكيل اللغوى فى النصوص.
ومن هنا بدأ أشرف عبد الغفور فى شراء القواميس، والمعاجم فى اللغة العربية من أجره بالإذاعة، وأخذ يبحث عن موضع الكلمة فى الرفع، والنصب، والجر، وغيرها، حتى وصل إلى درجة من الثقة بالنفس، ما أتاح له الفرصة فى إخراج بعض الأعمال الإذاعية لـلـ«بي بى سي»، التى ما زالت تذاع فى لندن والمنطقة العربية حتى الآن، جعلت حبه يزيد باللغة العربية واستمراره فى تمكنه منها لأنها فى حقيقة الأمر مجهود شخصي بحت نابع منه، وليس نابعا من دراسة بل من مجهود وإصرار حتى أصبحت عشقه الأول والأخير بجانب المسرح.
شارك أشرف عبدالغفور بالوقوف على خشبة المسرح مع مجموعة من كبار الفنانين من بينهم: حسين رياض، وشفيق نور الدين، وحسن البارودي، وعبدالمنعم إبراهيم، وتوفيق الدقن، ومحمد السبع، وسميحة أيوب، وسناء جميل، ونعيمة وصفي، وغيرهم.
كما أخرج له العديد من الأعمال كبار المخرجين من بينهم: كرم مطاوع، وسعد أردش، وكمال ياسين، وغيرهم، من خلال هذه العلاقات والممارسة وسط هذه النخبة العظيمة ساعدت فى تشكيل وجدانه وخاصة أن المسرح عالم قائم بذاته، يختلف تماما عن السينما.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أشرف عبدالغفور المسرح المصرى ريهام عبدالغفور فن التمثيل المسرح القومي معهد السينما اللغة العربية أشرف عبد الغفور أشرف عبدالغفور من خلال
إقرأ أيضاً:
وزير الاتصالات يفتتح فعاليات الاحتفالية السنوية لمبادرة قدوة. تك
أكد الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن استراتيجية مصر الرقمية التى أطلقتها وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات منذ أكثر من 7 أعوام تستهدف بناء مجتمع رقمى متكامل يتم من خلاله تمكين كافة المواطنين من استخدام التكنولوجيا والاستفادة من إمكانياتها فى جميع مناحى الحياة؛ مضيفا أن مبادرة قدوة. تك التى أطلقتها الوزارة منذ 6 أعوام تأتى فى إطار تنفيذ هذه الاستراتيجية حيث تستهدف المبادرة تمكين المرأة المصرية فى كافة أنحاء الجمهورية من استخدام تكنولوجيا المعلومات فى تطوير مسارها المهنى وتحقيق طموحاتها.
جاء ذلك فى كلمة الدكتور عمرو طلعت التى ألقاها خلال افتتاحه فعاليات الاحتفالية السنوية الخامسة لمبادرة "قدوة. تك": مستقبل تمكين المرأة فى عصر التحول الرقمى 2025، والتى تعقد هذا العام تحت شعار "شراكات تعزز الأثر". وذلك بالتزامن مع مرور 6 سنوات على انطلاق المبادرة التى تهدف إلى تنمية المهارات الرقمية للمرأة المصرية، من خلال توظيف أحدث تقنيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأكثرها توافقًا مع احتياجاتها العملية والمجتمعية. كما تتزامن هذه الاحتفالية مع اليوم العالمى للاتصالات الذى يقام هذا العام تحت شعار "المساواة بين الجنسين فى التحول الرقمى".
وأشار الدكتور عمرو طلعت إلى أن المرأة هى قوام وعماد الأسرة والمجتمع المصرى؛ ومن هذا المنطلق تحرص وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على إتاحة برامجها التدريبية لكافة السيدات مع إطلاق مبادرات مخصصة للمرأة ومنها مبادرة قدوة. تك التى نجحت على مدار 6 سنوات فى تدريب أكثر من 30 ألف سيدة من مختلف المحافظات، وتدريب 55 رائدة معرفة، أسهمن فى نقل المهارات الرقمية لأكثر من 16 ألف سيدة داخل مجتمعاتهن، بالإضافة إلى رفع الوعى المجتمعى حول استخدام التقنيات الحديثة بما فى ذلك الذكاء الاصطناعى من خلال التعريف بإمكاناته وسبل الاستفادة منه والتحوط من مخاطره.
وأكد الدكتور عمرو طلعت على استمرار الوزارة فى توسيع قاعدة المستفيدات من المبادرة؛ مشيرا إلى أنه يلتقى بشكل مستمر خلال زياراته إلى المحافظات بنماذج ناجحة من السيدات ممن استفدن من مبادرة قدوة. تك ونجحن فى توظيف المهارات الرقمية التى اكتسبنها فى التسويق الرقمى لمنتجاتهن الحرفية.
وفى ختام الجلسة الافتتاحية قام الدكتور عمرو طلعت بتكريم عدد من الخبراء وممثلى الجهات المحلية والدولية الشريكة لمبادرة قدوة. تك، تقديرا لدورهم الفاعل فى تعزيز المهارات الرقمية للمستفيدات من المبادرة خلال العام الماضى.
كما قام بتكريم عدد من القدوات من النماذج الناجحة ممن اكتسبن مهارات رقمية عبر مسارات المبادرة التدريبية؛ إلى جانب تكريم صانعات الأثر من رائدات المعرفة والشركاء، تثمينا لجهودهن المستمرة فى استدامة نشر المعرفة وتعزيز الشمول المجتمعى الرقمى للمستفيدات من المبادرة.
يجدر الإشارة إلى أن مبادرة "قدوة.تك" نجحت خلال 6 سنوات فى تمكين نحو 32 ألف سيدة فى مختلف محافظات الجمهورية، عبر برامج متكاملة لبناء القدرات الرقمية، وتقديم خدمات التوجيه والدعم المستمر لقياس الأثر وحل التحديات باستخدام الحلول التكنولوجية.
كما ساهمت فى رفع الوعى المجتمعى عن التكنولوجيا المالية الرقمية والشمول المالى، وموضوعات ليها ابعاد تنمية مستدامة مثل الصحة الالكترونية والحماية الرقمية من خلال أكثر من 100 فعالية توعوية، وقد رسخت المبادرة نموذجًا مجتمعيًا مستدامًا قائمًا على نقل المعرفة من سيدة إلى أخرى، حيث تؤدى رائدات المعرفة دورًا فاعلًا فى تمكين أقرانهن من استخدام التكنولوجيا وتبادل الخبرات فى مجالات الحرف وإدارة المشروعات، مما يعزز فرص السيدات فى ريادة الأعمال ويسهم فى توسيع نطاق التمكين الرقمى من داخل المجتمع نفسه.
وخلال الاحتفالية؛ ألقى غمار ديب نائب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائى فى مصر، كلمة أشار فيها إلى دور البرنامج فى تعزيز التمكين الاجتماعى والاقتصادى للسيدات والشباب فى محافظات مصر، من خلال التعاون الوثيق والدائم مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ودوره فى خلق المزيد من فرص العمل لكافة الفئات فى المجتمع، وزيادة الاستثمارات من أجل تعزيز المساواة بين الجنسين ودعم جهود الوطنية للدول لتحقيق خطط التنمية المستدامة، انطلاقًا من أهداف التنمية الدولية.
وقدمت المهندسة هدى دحروج مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتنمية المجتمعية الرقمية، عرضاً تناولت فيه أبرز إنجازات مبادرة "قدوة.تك"، مستعرضة مدى توافقها مع الاحتياجات الفعلية للمرأة المصرية، ودورها فى تمكين الكوادر المحلية من صاحبات الاعمال الحرفية والخدمية ؛ وبناء شبكة من القدوات القادرات على قيادة التحول الرقمى فى مجتمعاتهن. حيث سلّط العرض الضوء على الحلول الرقمية المبتكرة التى وفّرتها المبادرة، خاصة فى مجالات الذكاء الاصطناعى، إلى جانب أثر الشراكات الفاعلة التى وفرت فرصًا حقيقية لدمج النساء فى الاقتصاد الرقمى المحلى والإقليمى والدولى، مع تبنى المبادرة للبُعد البيئى فى كافة مراحل التنفيذ. والإشارة إلى الرؤية المستقبلية للمبادرة، التى ترتكز على استراتيجية شاملة للمشاركة المجتمعية، ضمت حتى الآن أكثر من 25 شريكًا وطنيًا وإقليميًا ودوليًا، وأسهمت فى تقديم نماذج تكاملية ناجحة بين الدولة والمجتمع المدنى والقطاع الخاص، بما يضمن استدامة التمكين الرقمى والاقتصادى للمرأة المصرية، ويبرز قصص النجاح والتغيير المجتمعى الناتجة عن هذا التعاون.