جدة- مدرين المكتومية

في أجواء يحفها الإبداع الفني والتألق، أسدل الستار على النسخة الثالثة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، بعد أيام من الانعقاد في عروس البحر الأحمر مدينة جدة السعودية، بمشاركة ألمع نجوم الفن السابع، من الوطن العربي والعالم.

الحفل الختامي شهد تتويج الفائزين بجوائز المهرجان في فئاته المختلفة، وأهمها جوائز اليُسر، فيما ذهبت جائزة اليُسر الفخرية الذهبية إلى ممثل هوليود الأيقوني الحائز على جائزة الأوسكار نيكولاس كيج، وذلك تقديرًا لمواهبه الاستثنائية ومساهمته في صناعة السينما.

وفي الحفل الختامي أمس السبت، عُرض فيلم الرعب الكوميدي "دريم سيناريو" للمخرج كريستوفر بروجلي وبطولة نيكولاس كيج.

وتعد جوائز اليُسر من أكبر الجوائز في المنطقة التي تُمنح للأصوات الصاعدة والراسخة في فروع الأفلام الروائية والوثائقية وأفلام التحريك. وتُقدم لأصحاب المواهب من السعودية والعالم العربي وآسيا وأفريقيا، على مرأى مجتمع السينما الدولي الذي يضم أفضل المواهب العالمية في مجال الأفلام، مما يضعهم على خريطة السينما العالمية.

وبعد مداولات لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام الطويلة التي يرأسها باز لورمان، بجانب لجنة تحكيم مسابقة البحر الأحمر للأفلام القصيرة التي ترأسها هناء العمير، تم تحديد 14 فئة للفائزين، حيث تضمنت المنافسة 17 فيلماً طويلاً، و23 فيلماً قصيراً، تنافست فيما بينها على جوائز اليُسر.

من جهتها، قالت جمانا الراشد رئيسة مؤسسة البحر الأحمر السينمائي: "على مدى الأيام الثمانية الماضية، رحّبنا بضيوفنا من جميع أنحاء العالم في جدة واحتفلنا معًا بمجتمع السينما العالمي النابض بالحياة. هدفنا من وراء ذلك مد الجسور بين الثقافات وتأسيسنا لعلاقات جديدة، عبر استضافتنا لأكثر من 125 فيلمًا من المملكة العربية السعودية، والأردن، ومصر، والمغرب، ورواندا، وأرمينيا، وماليزيا، وباكستان، ونيوزيلندا، وفرنسا، والهند، وتايلاند، وغيرها الكثير. إلى جانب برامج سوق البحر الأحمر التي ضمت 348 مشروعًا مقدمًا، و44 عملاً قيد التنفيذ من أكثر من 26 دولة. وأضافت قائلة: في الحقيقة نفخر بأننا أسسنا مكانًا للقاء الأفكار والأعمال وتَشارك الإلهام، لتكون بمثابة محفزٍ لنا للعام المقبل".

وقال محمد التركي الرئيس التنفيذي لمؤسسة البحر الأحمر السينمائي: " نحتفي سويًا، بالعديد من النجاحات في حفل اختتام دورة هذا العام من المهرجان، ومنها احتضان العرض الأول في منطقة الشرق الأوسط للفيلم المدعومة من قِبل صندوق البحر الأحمر -فيراري- للمخرج المبدع مايكل مان، إلى جانب تكريمنا لأحد ألمع النجوم في هوليوود؛ الممثل المبدع نيكولاس كيج، بالإضافة لاحتفائنا سويا بالمتنافسين في مسابقة البحر الأحمر للأفلام الطويلة والقصيرة، وتتويج الفائزين منهم بجوائز اليُسر، لنختتم هذه الدورة الفريدة من نوعها بمستوي رفيع لم يسبق له مثيل.

وتأتي دورة هذا العام من مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بدعم من الرعاة الرئيسين وهم: ڤوكس سينما، نيوم، ومجموعة MBC، إلى جانب الرعاة الرسميين، وهم: المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، وشوبارد، والصندوق الثقافي، وشيري برو، ومجموعة محمد الصغير، إضافة للرعاة الداعمين، وهم: نوڤا، وتلفاز 11، ووكالة الأنباء العالمية "بلومبيرغ"، بجانب فيلم العلا الراعي الإستراتيجي للحدث.

وذهبت جائزة الشرق لأفضل فيلم وثائقي، بقيمة 10000 دولار للفائزة كوثر بن هنية، عن فيلم "بنات ألفة"، في حين حصد جائزة النجم الصاعد من شوبارد نور الخضراء. أما عن الجوائز المقدمة من فيلم العُلا فقد ذهبت لأفضل فيلم من اختيار الجمهور: بقيمة 50000 دولار لفيلم "فاقد الأمل" من كوريا الجنوبية، وفاز "نورة" من المملكة العربية السعودية بجائزة أفضل فيلم سعودي بقيمة 50000 دولار.

وفي مسابقة البحر الأحمر للفيلم القصير، حصل على اليُسر الفضي: فيلم "حقيبة سفر" من إخراج سامان حسین بور، وآكو زاندكاريمي بقيمة 12500 دولار. أما اليُسر الذهبي فذهب إلى فيلم "بتتذكري" من إخراج داليا نملش بقيمة 25000 دولار.

وفي مسابقة البحر الأحمر للفيلم الطويل، ذهبت جائزة أفضل إنجاز سينمائي إلى فيلم "نذير شؤم" من إخراج بالوجي، وحصد صالح بكري على جائزة أفضل ممثل، عن فيلم "الأستاذ". وفازت منى حوا بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم "إن شاء الله ولد". وذهبت جائزة أفضل سيناريو بقيمة 10000 دولار إلى فيلم "ما فوق الضريح"، من إخراج كريم بن صالح وجمال بلماهي. أما جائزة أفضل إخراج بقيمة 10000 دولار فكانت من نصيب شوكير خوليكوف،عن فيلم "الأحد". وانتزع فيلم "الأستاذ" جائزة لجنة التحكيم بقيمة 10000 دولار لفرح النابلسي. ونال فيلم "عزيزتي جاسي" من إخراج تارسم سينج داندوار جائزة اليُسر الفضي لأفضل فيلم طويل بقيمة 30000 دولار، وفاز بجائزة اليُسر الذهبي لأفضل فيلم طويل  بقيمة 100000 دولار فيلم "في ألسنة اللهب" من إخراج زارّار كان.

يُشار إلى أن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي احتفل بنجاح دورة هذا العام، وذلك كأضخم دورة له حتى الآن؛ حيث بلغ عدد الحضور أكثر من 6000 ضيف، وحقق شباك التذاكر أكثر من 40000 تذكرة في جميع العروض والجلسات الحوارية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: مهرجان البحر الأحمر السینمائی الدولی مسابقة البحر الأحمر جائزة أفضل لأفضل فیلم أفضل فیلم من إخراج عن فیلم فیلم ا الی سر

إقرأ أيضاً:

مهرجانات بلا سينما

أن يتزايد عدد المهرجانات والتظاهرات الفنية وتحديدا الفن السابع؛ لهو مؤشر لاهتمام المعنيين بالأمر بأهمية ودور القوي الناعمة في التأثير والتواصل والتفاعل بيننا وبين المجتمعات الإنسانية من حولنا إقليميا ودوليا.

فإلى جانب مهرجان القاهرة الدولي السينمائي، هناك مهرجان الإسكندرية الدولي، وهناك مهرجان السينما الأفريقية الذي يُقام في محافظة أسوان، وهناك مهرجان السينما الأوروبية الذي قل توهجه مع الأسف إلى درجة التلاشي برحيل مؤسسه المخرج الكبير محمد كامل القليوبي، هذا إلى جانب أكثر من مهرجان للأفلام القصيرة.

إذن كل هذه المهرجانات التي ذكرناها على سبيل المثال لا الحصر تعكس أن هناك عشقا لا يفتر ولا ينتهي بالفن السابع، ولكن لا تسير الأمور بهذه الطريقة، والنوايا الطيبة لا تصنع صناعة سينما حقيقية تحترم عقل وأدمية المتفرج.

ولكننا نقف على أعتاب مفارقه مؤسفة محزنة، ملخصها: حركة مهرجانات كثيرة أمام إنتاج هزيل للسينما المصرية؛ يفتقد لشخصيتها وطموحها بموضوعاتها الحقيقية لا المنقولة نقلا معيبا يصل إلى حد السرقة الفنية. بالطبع والحالة هكذا تكاد مشاركتنا كسينما مصرية في المهرجانات العالمية الكبرى: كان وبرلين وفينسيا، تكون منعدمة أو هي منعدمة بالفعل، لأنها ببساطة يتم رفضها نظرا لركاكة الفكرة وضحالة الإخراج. فأمام هذا التراجع المخزي كثرت في الجانب الآخر من النهر أفلام "التيك أوي"، وهي أفلام يصفق لها الزمارون والطبالون من ذوي المصالح الضيقة، والكل يعلم أنها أفلام وليست سينما حقيقية.

ولهذا كانت الدهشة عندما نشطت مهرجانات السينما في غياب السينما المصرية الحقيقية، بل وأكثر من هذا، نجد أن هذه المهرجانات ذاتها تعاني من سوء الإدارة والتخطيط، ولهذا نجدها برغم جدية القائمين عليها، لكنها تفتقد الكثير؛ فهي على سبيل المثال تعاني من الرقابة برغم عدم تدخل الرقابة نسبيا بالأفلام المعروضة في المهرجان، لكنها لم ترفع يديها كلية عنها.

ومن العجيب والغريب أن السينما المصرية في خمسينيات القرن المنصرم كانت حاضرة بأكثر من فيلم داخل المسابقة الرسمية، كفيلم صراع في ،خراج يوسف شاهين، وفيلم شباب امرأة، إخراج صلاح أبو سيف، وفيلم بين السما والأرض لصلاح أبو سيف أيضا.

هكذا كان تمثيل السينما المصرية في أبهى صورة، والذي افتقدناه اليوم لأكثر من سبب؛ كانسحاب رأس المال الحقيقي من السوق السينمائي، لتضج ساحة الإنتاج السينمائي بكل ما هب ودب، وبالطبع هؤلاء يذبحون السينما ليل نهار.

ولهذه الأسباب وغيرها تراجعت السينما، ولكن قريبا ستعود المسائل إلى نصابها، وبالنهاية لا يصح إلا الصحيح..!!

مقالات مشابهة

  • المهرجان المصري الأمريكي للسينما يطلق مسابقة "إبداع وأجيال" في دورته الرابعة
  • بجوائز 5 ملايين دولار.. انطلاق بطولة "السعودية الدولية للجولف"
  • متى ينتهي وقت الأضحية وأفضل موعد للذبح؟.. «الإفتاء» توضح
  • أحمد رزق أفضل ممثل دور ثاني بمهرجان همسة للأداب والفنون
  • مهرجانات بلا سينما
  • فيلم "عيسى" يفوز بالجائزة الكبرى من مهرجان "هارلم" السينمائي الدولي الأمريكي
  • "بنت الرمل" يحصد جائزة "أفضل فيلم وثائقي" في مهرجان بالجزائر
  • أيام البحر الأحمر للأفلام الوثائقية تجذب عشاق السينما في جدة
  • بنت الرمل أفضل فيلم وثائقي في مهرجان جزائري
  • الثانوية العامة 2024.. "تعليم البحر الأحمر" ينتهي من الاستعدادات النهائية للامتحانات