حزب الله باقٍ على الجبهة ويرفض هذا الأمر
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
تعرف إسرائيل قبل غيرها أن ما تطالب به لجهة إبعاد "حزب الله" إلى شمال نهر الليطاني، وإن كان القرار 1701 ينصّ على ذلك، أمر متعذّر لبنانيًا، بل مستحيل. فالمنطق يقول إنه إذا كان ما تطالب به إسرائيل وتسوقّه له كل من واشنطن وباريس وبعض العواصم العربية بإقامة منطقة عازلة ومنزوعة السلاح جنوب نهر الليطاني فالأحرى أن تبدأ بتطبيق ما تطالب به في شمالها، بحيث تُقام منطقة عازلة بعمق 40 كيلومترًا جنوبًا، وذلك مقابل طمأنة أهل القرى الحدودية في الجنوب اللبناني في مقابل طمأنة سكان المستوطنات الشمالية والمحاذية للحدود اللبنانية، وعلى طول الخطّ الأزرق.
وهذا ما خلص إليه الرئيس نبيه بري جوابًا على سؤال عن رأيه بما تطالب به إسرائيل عبر الموفدين الأميركيين (آموس هوكشتاين) والفرنسيين (جان ايف لودريان وبرنارد ايمييه)، عندما قال "خليهن يعملو منطقة عازلة عندن". ولأن جميع المفاوضين الأميركيين والفرنسيين والقطريين وغيرهم يعرفون مسبقًا أن مثل هذا الأمر يستحيل تطبيقه، أقّله ليس قبل أن تتوقف آلة الموت في غزة، وقبل أن تنجلي غبار المعارك الدائرة في أكثر من منطقة في القطاع، الذي يعاني الأمرّين نتيجة هذه الحرب المدّمرة والممنهجة، فإن الأنظار تتجه اليوم إلى تبيت ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل في النقاط العالقة وفي مزارع شبعا وكفرشوبا بعد تقديم الوثائق، التي تثبت لبنانيتها بالتفاوض المباشر مع السلطات السورية المعنية، وإن كان البعض يجزم بأن التفاوض مع سوريا في أحقية لبنان بملكية هذه المزارع قد يكون أصعب من التفاوض مع إسرائيل في هذا الشأن. إلاّ أن هذا الموضوع غير محسوم لا لبنانيًا ولا سوريًا ولا اسرائيليًا أقّله ليس قبل وضوح صورة ما سيكون عليه الوضع في ضوء ما يمكن أن تسفر عنه حرب غزة والمناوشات القائمة في الجنوب بعدما فرض "حزب الله" نفسه "شريكًا أساسيًا في أي عملية تفاوضية، وإن ليس بالمباشر، على غرار ما حصل في اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية، إذ لولا موافقة ضمنية لـ "الحزب" لما كان هذا الاتفاق قد أبصر النور وأصبح واقعًا معترفًا به دوليًا وأمميًا. إذاً، فحرب الاستنزاف القائمة في غزة واحتمال انتقالها إلى الضفة الغربية، وإن بطرق مختلفة، وما يحصل من مناوشات على طول الخطّ الأزرق بين جيش العدو ومقاتلي "حزب الله"، سيقود حتمًا، كما يرى ذلك أكثر من مراقب سياسي وعسكري، إلى مفاوضات غير سهلة وغير مضمونة النتائج بالنسبة إلى ما يكون قد تحقّق على أرض الواقع من نتائج، وما يكون قد أفرزته هذه الحرب من انعكاسات على صعيد غزة، التي أصبحت منطقة منكوبة. ولذلك فإن "حماس" التي تقاتل وتصمد في أرضها، وكذلك يفعل "حزب الله"، سيحاولان بما لديهما من إمكانات ونقاط قوة أن يحظيا بالموقع الذي يسمح لهما بأن يجلسا إلى طاولة المفاوضات ويفرضا الشروط المرتبطة بما يمكن أن يتحقّق على أرض الواقع. بالتوازي، تؤكد مصادر متابعة، بما أن فكرة إبعاد "حزب الله" نحو شمال الليطاني هي فكرة غير قابلة للتطبيق، فإن هناك مَن اقترح أن يكتفي "الحزب" بإبعاد "قوة الرضوان" عن الحدود، وهذا ما ترفضه "حارة حريك" رفضًا كاملًا.
وبحسب هذه المصادر، يبدو أن الجبهة اللبنانية ستكون ضمن تسوية تتخطى حدود القرار 1701، وقد تكون فرصة مثالية لـ "حزب الله" لأن يفرض تسوية شاملة تتعلق بالوضع اللبناني المعلّق منذ العام 2019، تاريخ بدء الانهيار الاقتصادي. وفي الانتظار فإن التصعيد على جبهة الجنوب سيستمر، حيث شهدت معارك هي الأقوى منذ بداية الحرب على غزة، وكأن ثمة ارتباطًا بين التفاوض والتصعيد، إذ كلما ارتفعت وتيرة البحث عن الحلول الممكنة، ارتفعت وتيرة التصعيد العسكري، على أمل الا تصل المفاوضات الى مرحلة تحتاج فيها الى "حرب" لكي تستمر، وبالتالي فكل الاحتمالات مفتوحة، حيث لا تزال مطالب طرفي التفاوض عالية السقف، ولا يمكن أن تتحقق، أقله في المدى المنظور.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: ما تطالب حزب الله
إقرأ أيضاً:
إسرائيل: التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد
كشف مسؤول أمني إسرائيلي أن التطورات على الحدود مع حزب الله تتجه نحو التصعيد، مؤكدًا أن تل أبيب ستتخذ قراراتها وفق ما تقتضيه مصالحها الأمنية خلال المرحلة المقبلة.
وقال المسؤول إن إسرائيل لا تعتقد أن حزب الله سيقبل بالتخلي عن سلاحه عبر أي اتفاق سياسي أو تفاهمات دولية، في إشارة إلى غياب الثقة في إمكانية الوصول إلى تسوية طويلة الأمد مع الحزب.
توتر متصاعد على الجبهة الشماليةوفي السياق نفسه، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن إسرائيل لن تنتظر إلى ما لا نهاية، في تلميح إلى احتمال اتخاذ خطوات ميدانية إذا لم تتغير المعادلة القائمة على الحدود اللبنانية–الإسرائيلية.
وتأتي هذه التصريحات وسط استمرار التوتر وعمليات القصف المتبادل، وفي ظل تحذيرات من أن أي خطأ أو تصعيد مفاجئ قد يدفع المنطقة إلى مواجهة أوسع.
وبدأت المواجهة الحالية بين إسرائيل وحزب الله في أعقاب حرب غزة التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، حيث فتح الحزب جبهة محدودة في الجنوب اللبناني دعمًا لحركة حماس، مستهدفًا مواقع عسكرية إسرائيلية عبر الحدود.
وردت إسرائيل بسلسلة من الضربات الجوية والمدفعية التي امتدت تدريجيًا لتشمل عمق الجنوب والبقاع، ما أدى إلى موجات نزوح واسعة في لبنان وإجلاء عشرات آلاف الإسرائيليين من بلدات الشمال.
على مدى الأشهر اللاحقة، تصاعدت الضربات المتبادلة إلى مستوى غير مسبوق منذ حرب يوليو 2006، مع استخدام الحزب صواريخ دقيقة ومسيرات انتحارية، في حين نفذت إسرائيل اغتيالات نوعية داخل لبنان، بينها استهداف قادة ميدانيين من حزب الله وفصائل حليفة.
جهود التهدئةمع ارتفاع المخاوف من انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، دخلت أطراف دولية خصوصًا الولايات المتحدة وفرنسا والأمم المتحدة على خط الوساطة لفرض تهدئة بين الجانبين.
وتم طرح سلسلة مقترحات لوقف إطلاق النار تشمل:
انسحاب قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني وفق القرار 1701.نشر قوات لبنانية ودولية إضافية.ضمانات أميركية–فرنسية لإسرائيل بشأن أمن الحدود.الهدنة الحاليةمع إعلان واشنطن عن "هدنة مؤقتة" في غزة أواخر 2024، خفض حزب الله وتيرة الهجمات نسبيًا من دون توقف كامل، فيما أبقت إسرائيل على طلعات جوية وهجمات، ما جعل الهدنة هشة وغير رسمية.
وبقي الطرفان في حالة استنفار عسكري واسع، وتبادل تحذيرات دائمة من أن أي خرق كبير قد يشعل حربًا شاملة.