الأرصاد: المؤشرات المناخية ترفع من معدلات الخطر وتستدعي زيادة الانتباه
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
أكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للأرصاد الدكتور أيمن بن سالم غلام أن المؤشرات المناخية ترفع من معدلات الخطر وتستدعي زيادة الانتباه وإعداد الخطط المستقبلية للتعامل مع الأزمات والكوارث ورفع الجاهزية، لافتاً النظر إلى أن المركز يسهم بدوره في تعزيز إدارة المخاطر من خلال القدرات والممكنات الأرصادية.
جاء ذلك خلال ترؤسه اليوم، الجلسة الأولى لمؤتمر إدارة المخاطر والطوارئ بمدينة الرياض، واستعرض خلالها إحصائات البيانات الدقيقة لأهم الأنظمة والمنصات التي يعمل عليها المركز ومن أهمها: التوقعات المناخية المحتملة، وأنظمة النمذجة العددية، وأداء نموذج الطقس السعودي.
ونوّه الدكتور أيمن غلام بالخدمات التي يقدمها المركز عن دراسات تأثيرات التيارات الهوائية على المباني متعددة الأدوار بالمناطق الحرجة، وتأثيرات التغيرات المناخية وعلاقة ظاهرة "النينو" بمناخ المملكة.
ونظم المركز الوطني للأرصاد معرضاً مصاحباً لمؤتمر إدارة المخاطر والطوارئ لإبراز القدرات والممكنات الأرصادية في الحفاظ على الأرواح وسلامة الممتلكات من خلال التنبؤ بالظواهر الجوية الشديدة للحد من آثار المخاطر والكوارث واستعراض الأنظمة المختلفة والمراكز الإقليمية والنظام الآلي للإنذار المبكر والنماذج العددية وآلية إرسال التقارير للجهات المعنية وشرائح المجتمع المستفيدة.
المصدر: صحيفة عاجل
إقرأ أيضاً:
"اقتصاد الانتباه".. كيف تُباع عقولنا كل يوم دون أن نشعر؟!
محمد بن زاهر العبري
في عالمٍ غارق بالمعلومات، لم يعد النفط أو الذهب الثروة الأغلى؛ بل أصبح "الانتباه" هو السلعة الأهم.
"اقتصاد الانتباه" ليس مجرد مصطلح؛ بل هو واقع نعيشه في كل لحظة ونحن نتصفح هواتفنا أو نشاهد فيديوهات أو نقرأ منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
فمُنذُ لحظة استيقاظك، تتسابق التطبيقات والإعلانات والمنصات الرقمية لجذب انتباهك، لأن كل ثانية تقضيها على إحداها تساوي مالًا؛ إذ يتم تحليل سلوكك وتفضيلاتك بدقة، لتُعرض عليك محتويات مُصمَّمة خصيصًا لك، لا لغاية التسلية فقط؛ بل لتطيل مدة بقائك على المنصة، وتزيد من احتمالية استجابتك للإعلانات أو الأفكار المعروضة.
هذه الأفلام القصيرة جدًا، أو الـReels، الذين يصممونها يستلمون رواتبهم مقابل "جذب انتباهك" وكلما تمكنوا من التفوق عليه وإخراجه من طبيعته وجعله تحت سيطرتها، أغدقت تلك المؤسسات على أولئك الموظفين رواتبا عالية.
المطلوب عندهم "شراء" انتباهك، فهو السلعة، والبائع أنت ليس أحدا سواك. إنه مُنتج لا يُقدر بثمن. هذا الانتباه أو الوعي الذي به ندرك مصالحنا ونشخص نقاط ضعفنا، وإذا بنا قد عرضناه للبيع دون أن ندري، لأننا لا نقبض ثمنه، وإنما مصممو هذه الـReels هم من يقبضون الثمن، مقابل إقناعك ببيع "انتباهك".
كما إن كُل "لايك" (إعجاب) تنقره، وكل فيديو تشاهده، وكل كلمة تكتبها، تتحول إلى بيانات تُستثمر وتُباع إلى المعلنين وصنّاع القرار. هكذا تُبنى إمبراطوريات الهيمنة على القدرة على الانتباه بمليارات الدولارات، فهل كنَّا يوما نعي بأنَّ وعينا وانتباهنا لا يُقَّدرُ بثمن؟ والأمر لا يتوقف عند الإعلانات التجارية؛ بل يمتد إلى التأثير في الرأي العام، والتلاعب بالاتجاهات السياسية، وحتى تشكيل نظرتك للعالم. عندما يُعاد تشكيل المحتوى ليخاطب غرائزك أو مخاوفك، فأنت لا تختار بقدر ما يتم توجيهك دون أن تدري.
في هذا المشهد، لم تعد المشكلة في كثرة المعلومات؛ بل في ندرة الانتباه. عقولنا أصبحت عُملة تتداولها الأسواق الرقمية دون أن نشعر. ولذلك، فإنَّ الوعي بهذه الآليات هو أول خطوة لاستعادة السيطرة على وقتنا وتفكيرنا.
الحل ليس في مقاطعة التكنولوجيا؛ بل في أن نكون أذكى من خوارزمياتها. أن نختار متى وأين نمنح انتباهنا، وأن ندرك أن ما يبدو مجانيًا، غالبًا ما ندفع ثمنه من تركيزنا، وهدوئنا، واستقلال تفكيرنا.
خاتمة المطاف، نحن لسنا مجرد مستخدمين. نحن المادة الخام لهذا الاقتصاد الجديد. والسؤال الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا يوميًا: من يملك انتباهي؟ ولماذا أسلمته إياه؟
وأصدق موعظة تصلح لأن تكون خاتمة لهذا المقال هي قوله تعالى في سورة "الحاقة": "وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ"، نلاحظ كيف ألزم تعالى الوعي والانتباه للأذن، فليس للأذن أن يسد صوتًا يريد المرور عبره، ولكن للانتباه والوعي أن يقول كلمته.