أكدت سعادة الشيخة علياء أحمد بن سيف آل ثاني، المندوب الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة، أن الوضع المتفاقم في غزة يؤثر بشكل كبير على السلم والأمن الدوليين، والنظام العالمي القائم.
وأفادت سعادتها في كلمة عبر تقنية الاتصال المرئي خلال حلقة نقاشية في منتدى الدوحة 2023، بعنوان «رسم ملامح السلام: مسارات متكاملة لمنع نشوب النزاعات والعمل الإنساني وبناء السلام»، بأن الأمين العام للأمم المتحدة عمد في إجراء نادر، إلى استخدام المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، من أجل حث مجلس الأمن رسميا على الوفاء بالتزاماته بصون السلم والأمن الدوليين وضمان ألا يكون أحد فوق القانون الدولي، مضيفة أن أوساط الأمم المتحدة في نيويورك في حالة تأهب قصوى.


وأكدت سعادتها أن دولة قطر تسعى جاهدة إلى تفعيل دور مجلس الأمن والجمعية العامة، لافتة إلى أن تركيزها الأساسي ينصب على العمل بشكل سريع وفعال لإنهاء سفك الدماء ومعالجة الأزمة الإنسانية التي يعيشها القطاع.
وذكرت سعادتها أن النزاعات الإقليمية والعالمية الحالية تظهر العواقب الوخيمة المحتملة لإدارة النزاعات دون حلها، لافتة إلى أنه من المهم معالجة الأسباب الجذرية والسعي بفعالية إلى حل النزاعات.
وفي هذا الصدد، تطرقت سعادتها إلى الوضع الحالي في قطاع غزة، مشيرة إلى أنه يشكل واحدا من عوارض النزاع الإسرائيلي الفلسطيني المستعصي ويبين بوضوح الفرصة الضائعة للحفاظ على السلام.
وقالت سعادتها: «من الواضح أنه في ظل النزاع الدائر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لا يمكننا منع نشوب النزاع أو تحقيق سلام دائم بتجاهل قضيتي الاحتلال والمستوطنات غير القانونية. وعلى غرار ذلك، فإن فرض سياسات تحرم الشعب الفلسطيني من كرامته الإنسانية وتطلعاته المشروعة إلى الحرية والعدالة والسلام يعوق التقدم».
وشددت سعادتها على أن الحصار الطويل الأمد المفروض على غزة منذ أكثر من 17 سنة يشكل انتهاكا للقانون الدولي والمبادئ الإنسانية، وأن إهمال حل الدولتين وحرمان الفلسطينيين من حقهم في السلام المستدام لا ينتهك القانون الدولي فحسب، بل يقوض أيضا السلام والأمن الإقليميين والدوليين.
وأوضحت سعادتها أن دولة قطر ستظل ثابتة في التزامها الراسخ بتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني وفي جهودها الرامية إلى تعزيز السلام والأمن الإقليميين والدوليين، مضيفة أن الدولة تلعب دورا نشطا في الوساطة بهدف تخفيف حدة الصراع والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأبرزت سعادتها النجاح الملموس الذي حققته جهود الوساطة التي قامت بها دولة قطر في تسهيل تحقيق الهدن الإنسانية التي سمحت بدخول العديد من القوافل الإنسانية وتقديم المساعدات الإغاثية، وتبادل محتجزين من النساء والأطفال، والأسرى الفلسطينيين من النساء والأطفال، مؤكدة مواصلة العمل مع المجتمع الدولي لتهدئة الأوضاع حتى يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار.
وذكرت سعادتها أن الهدف النهائي هو تهيئة بيئة مواتية لعملية سلام مجدية تؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق سلام شامل وعادل ومستدام بين الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وفقا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وأكدت سعادتها مجددا على الشراكة الراسخة والاستراتيجية لدولة قطر مع الأمم المتحدة في مختلف المجالات، بما فيها تقديم المساعدات الإنسانية، ومنع نشوب النزاعات، وصنع السلام، وبناء السلام، وإطلاق مبادرات التنمية المستدامة.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر الأمم المتحدة قطاع غزة النظام العالمي منتدى الدوحة الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

“رويترز”: الخارجية الأمريكية تبحث تقديم نصف مليار دولار لمؤسسة “غزة الإنسانية”

غزة – كشف مصدران أمريكيان مطلعان أن وزارة الخارجية الأمريكية تبحث تقديم منحة بقيمة 500 مليون دولار لصالح “مؤسسة غزة الإنسانية”.

وأوضح المصدران الذين لم يكشف عن هويتهما، أن التمويل المزمع تقديمه سيأتي من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، والتي تمر بعملية دمج داخل وزارة الخارجية.

وأفادا بأن الخطة تواجه معارضة من بعض المسؤولين الأمريكيين الذين أعربوا عن قلقهم من كفاءة المؤسسة، لا سيما في ظل وقوع حوادث إطلاق نار أودت بحياة عشرات الفلسطينيين قرب مواقع توزيع المساعدات.

وأشارا إلى أن بعض المسؤولين الأمريكيين يطالبون بإشراك منظمات غير حكومية ذات خبرة في عمليات الإغاثة ضمن خطة التمويل، وهو توجه قد يواجه رفضا من الجانب الإسرائيلي.

وتعرضت المؤسسة، التي بدأت عملياتها مؤخرا في غزة، لانتقادات من منظمات إنسانية بما فيها الأمم المتحدة، متهمة إياها بانعدام الحيادية، كما شهدت استقالة مديرها هذا الأسبوع وتوقفت عملياتها مرتين نتيجة ازدحام وفوضى في مراكز التوزيع، التي تديرها بدعم من شركات أمريكية خاصة للخدمات الأمنية واللوجستية.

وفي الوقت الذي لم تصدر وزارة الخارجية الأمريكية ولا “مؤسسة غزة الإنسانية” أي تعليق رسمي، أفادت وكالة “رويترز” بعدم تمكنها من التحقق من الجهة الحالية التي تمول عمليات المؤسسة، والتي افتتحت حتى الآن ثلاثة مراكز توزيع، اثنان منها فقط يعملان حاليا.

وذكرت الوكالة أن شركة “ماكنالي كابيتال” الاستثمارية، ومقرها شيكاغو، تمتلك مصلحة مالية في الشركة الأمريكية الربحية التي تشرف على الخدمات اللوجستية والأمنية للمؤسسة.

وبحسب أحد المصادر، فإن الاقتراح يحظى بدعم كين جاكسون، القائم بأعمال نائب مدير USAID، والذي أشرف سابقا على تفكيك برامج الوكالة في إطار سياسة إدارة ترامب التي ركزت على شعار “أمريكا أولا”.

وتفيد المصادر بأن إسرائيل دفعت بطلب الحصول على هذا التمويل لتأمين عمليات المؤسسة لمدة 180 يوما، لكنها لم تصدر تعليقا رسميا بعد.

من جهتها، اتهمت الولايات المتحدة وإسرائيل شبكة الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية في غزة بتحويل المساعدات إلى حركة الفصائل، وهو ما تنفيه الأخيرة.

وفي الفترة ما بين 1 و3 يونيو، أفادت مصادر طبية في غزة بمقتل أكثر من 80 فلسطينيا وإصابة المئات قرب مراكز توزيع المساعدات.

المصدر: رويترز

مقالات مشابهة

  • زيلينسكى: بوتين لا يريد السلام بل الهزيمة الكاملة لأوكرانيا
  • إسرائيل تدعو لسحب قوات الأمم المتحدة مع لبنان
  • أحمد ياسر يكتب: مؤسسة غزة الإنسانية.. سلاح جديد قاس
  • بن جفير يطالب نتنياهو بمناقشة عاجلة بشأن المساعدات الإنسانية لغزة
  • جوني مور.. قس أميركي موال لإسرائيل يقود مؤسسة غزة الإنسانية
  • برلماني يطالب المجتمع الدولي بالتوقف عن الصمت المريب تجاه الكارثة الإنسانية في غزة
  • الكونغو الديمقراطية: صندوق الأمم المتحدة لبناء السلام يكشف عن خطته للفترة 2025-2029
  • شهباز شريف: باكستان تسعى دائما إلى الحفاظ على السلام والأمن في المنطقة
  • “رويترز”: الخارجية الأمريكية تبحث تقديم نصف مليار دولار لمؤسسة “غزة الإنسانية”
  • فتوح: مجزرة الاحتلال بحق عائلة خضر تعد جريمة إبادة جماعية ضد الإنسانية