WP تؤكد قصف قرية لبنانية بقنابل فسفور أبيض مقدمة من أمريكا للاحتلال
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
أكد تحقيق لصحيفة "واشنطن بوست" استخدام "إسرائيل" الفسفور الأبيض الذي أمدتها به الولايات المتحدة في هجوم على جنوب لبنان في تشرين الأول/ أكتوبر وأدى لإصابة تسعة مدنيين في وقت تدعو منظمات حقوق الإنسان للتحقيق به كجريمة حرب.
وبحسب التحقيق الذي اعتمد على معاينة قطع القنابل التي وجدت في قرية الظهيرة، عثر صحفي يعمل مع "واشنطن بوست" على بقايا ثلاثة قنابل مدفعية بحجم 155 ميلميتر أطلقت على القرية قرب الحدود مع "إسرائيل" والتي حرقت أربعة بيوت على الأقل حسب شهادات السكان.
وتخرج الطلقات أسافين مشبعة بالفسفور الأبيض يحترق على درجة حرارة عالية وتنبعث منه أدخنة من أجل إخفاء حركة القوات حيث تسقط بطريقة عشوائية على مناطق واسعة وتلتصق محتوياته بالجلد مسببة حروقا مميتة ومشاكل في الجهاز التنفسي.
ويحظر استخدام الفسفور الأبيض بموجب القانون الدولي قرب المناطق المدنية.
وتتطابق رموز الإنتاج لتلك القطع مع تلك التي يصنفها الجيش الأمريكي للذخيرة المنتجة محليا، وتظهر أن الذخيرة أنتجت في مصانع بلويزيانا وأركنساس في 1989 و 1992.
ويتطابق اللون الأخضر والعلامات على بقايا القنابل مثل "دبليو بي" مع طلقات الفسفور الأبيض، حسب الخبراء.
وقالت الصحيفة إن الطلقات الدخانية من نوع "أم825" والتي تطلق من مدفعيات هاوتزر بحجم 155 ميلميتر، يمكن استخدامها في ساحات المعارك بما في ذلك تحذير القوات الصديقة وتحديد الأهداف وإنتاج دخان أبيض لإخفاء الجنود عن أعين العدو، ولكن الطلقات ليست مصممة للاستخدام كأسلحة حارقة.
وتقول الصحيفة إن الأسلحة هي جزء من المساعدات العسكرية بالمليارات التي تتدفق على "إسرائيل" كل عام والتي غذت الحرب الإسرائيلية ضد قطاع غزة.
ومنذ نشر القصة قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي إنهم قلقون من الاستخدام وسيطرحون أسئلة كثيرة لمعرفة المزيد.
وتزايد التوتر منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر على جبهة الجنوب اللبناني، وأصبحت القرية التي يسكن فيها 2.000 مواطن نقطة محورية في المواجهات الدائرة وتبادل إطلاق النار بين مقاتلي حزب الله و"إسرائيل". وهي لا تبعد كثيرا عن برج رادار إسرائيلي على الجانب الآخر.
وكشفت لقطات الفيديو التي تحققت منها منظمة "أمنستي" وراجعتها "واشنطن بوست" عن حلقات الفسفور الأبيض الدخانية التي سقطت على الظهيرة في 16 تشرين الأول/ أكتوبر. وقال السكان إن القوات الإسرائيلية استمرت بقصف بلدتهم بالفسفور الأبيض لساعات حيث علقوا في بيوتهم ولم يستطيعوا مغادرتها إلا في الساعة السابعة صباحا في اليوم التالي. ويشير السكان إلى تلك الليلة بأنها "الليلة السوداء".
وغادر معظم السكان القرية. وقال عدي أبو ساري، (29 عاما/ مزارع) إنه علق في بيته مدة خمس ساعات خلال القصف ولم يكن قادرا على التنفس بسبب الدخان. وعانى من مشاكل في التنفس لعدة أيام بعد الهجوم. وقال: "لم أستطع رؤية إصبعي وأصبحت القرية كلها بيضاء".
ويشتعل الفسفور الأبيض عندما يتفاعل مع الأوكسجين ويحترق على درجة حرارة تصل إلى 1.500 درجة مما يؤدي للتسبب بجراح خطيرة. ويمكن للمواد الكيماوية التي علقت بالجسم إحداث ضرر بالأعضاء الداخلية، حسب منظمة "هيومان رايتس ووتش".
ولا يعرف سبب استخدام "إسرائيل" الفسفور الأبيض، بسبب عدم الحاجة إليه في الليل ولعدم وجود قوات إسرائيلية على الجانب اللبناني. إلا أن السكان يرون أنه محاولة لطردهم من بلدتهم والتحضير لعملية اجتياح في المستقبل.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن الفسفور الأبيض استخدم لبناء سحابة دخانية وليس التسبب بحريق أو استهداف السكان. وقال إن استخدامه للفسفور الأبيض "يلتزم بالمتطلبات الدولية". ولدى القوات الإسرائيلية قنابل أكثر أمنا مثل "أم150" ويمكنها خلق سحابة دخان بدون الحاجة للفسفور الأبيض.
وتحمل قنابل الفسفور الأبيض نفس الأرقام التي تظهر أنها منتجة في أمريكا وهو ما تحققت منه "هيومان رايتس" و"أمنستي"، وهي تشبه قنابل الفسفور الأبيض التي عثر عليها قرب دبابة إسرائيلية في سديروت قرب غزة بـ 9 تشرين الأول/ أكتوبر.
والولايات المتحدة مجبرة لمتابعة طريقة استخدام الأسلحة التي تقدمها لشركائها وحلفائها الذين يتلقون المساعدة من أجل الالتزام بالقانون الإنساني الأمريكي. ويعتبر استخدامها مشروعا في عمليات عسكرية ولكن ليس بالمناطق المدنية نظرا لسرعة انتشارها بين السكان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة امريكا غزة الاحتلال الفسفور الابيض صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الفسفور الأبیض تشرین الأول
إقرأ أيضاً:
نيويورك تايمز: مخيمات تنظيم الدولة في صحراء سوريا قنابل موقوتة
في قلب السهوب القاحلة شمال شرقي سوريا، والتي تمتد دون انقطاع تقريبا حتى الحدود مع العراق، تكمن واحدة من أخطر التركات التي خلفتها سنوات من الحرب الأهلية.
وتوضح صحيفة نيويورك تايمز أن هذا الخطر يتمثل في معسكرات احتجاز شاسعة تؤوي عشرات الآلاف من عائلات مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في مخيمي الهول وروج بمحافظة الحسكة أقصى شمال شرقي سوريا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2موقع إيطالي: هل تنافس غواصة "ميلدن" التركية نظيراتها الأوروبية؟list 2 of 2طقوس الفودو وحروب الموز.. سجل حافل بتدخلات واشنطن في أميركا اللاتينيةend of listويمثل وجود أكثر من 27 ألف امرأة وطفل من عائلات تنظيم الدولة الإسلامية في المخيمين -برأي الصحيفة- تحديا أمنيا وإنسانيا وسياسيا بالغ التعقيد، في حين يواصل نحو 8 آلاف من مقاتلي التنظيم قضاء فترات احتجاز في سجون قريبة، في وضع بات يضغط بقوة على الحكومة السورية الجديدة، وخاصة مع بدء الانسحاب التدريجي للقوات الأميركية من المنطقة.
وتُعدّ هذه المعسكرات من إرث الحرب التي مزّقت سوريا خلال 13 عاما، إذ أصبحت موطنا قسريا لعشرات الآلاف ممن تم احتجازهم خلال المعارك التي خاضتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) بدعم من الولايات المتحدة، لاستعادة الأراضي من التنظيم.
ومع تقلّص الدور العسكري الأميركي، تشير مراسلة الصحيفة أليسا روبن التي أعدت التقرير، إلى أن الحكومة السورية تواجه معضلة كبيرة في دمج "قسد" في جيشها وإدارة المخيمات، في حين تتجه واشنطن إلى مطالبتها بتحمّل مسؤولية هذه السجون والمخيمات.
لكن هذه الخطوة تصطدم بمخاوف كردية عميقة من الحكومة التي يقودها إسلاميون سابقون مرتبطون في مرحلة ما بتنظيم القاعدة، وسط اتهامات بأنها قد تطلق سراح بعض مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية أو تُهمل ملفهم.
ومع أن الحكومة السورية أعلنت التزامها بمكافحة التنظيم وانضمت الشهر المنصرم إلى التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربته، خصوصا مع توسّع هجمات التنظيم خلال العام الأخير داخل الأراضي السورية مستهدفا كنيسة في دمشق وقوات النظام السوري، مما يؤكد قدرته على الاستمرار رغم الخسائر الميدانية.
إعلانوتنقل مراسلة الصحيفة مشاهد من داخل مخيم الهول عن أطفال يتحركون داخل مساحات ضيقة، ونساء يرتدين البراقع ويصفن بهمس الزائرين بـالكفر، وأمهات يشتكين من الجوع، وغياب التعليم، وانعدام الرعاية الصحية، والظروف الصعبة.
وتقول أليسا روبن إن الكثير من الأطفال وُلدوا أو نشأوا داخل المخيم، ما يجعلهم عرضة لبناء وعيهم وفق منظومة فكرية متشددة ما تزال حاضرة بقوة عبر النساء الأكثر ولاء للتنظيم، خصوصا القادمات من دول خارج الشرق الأوسط، مثل روسيا وطاجيكستان وفرنسا.
وعلى الأرض، تبدو المخيمات كعالم معزول قائم بذاته، تقوم فيه النساء -خصوصا القادمات من دول القوقاز وأوروبا الوسطى- بتلقين أطفالهن أفكار التنظيم.
وتشير تقديرات إلى أن نحو 60% من سكان المخيمات هم أطفال دون سن الـ18 عاما، نشأ معظمهم داخل بيئة مغلقة يهيمن عليها الفكر "المتطرف"، ما يجعلهم عرضة لتكوين وعي مشوّه يقوم على العنف والكراهية والانفصال عن العالم.
وقد تفاقمت الأوضاع الإنسانية عقب قرار إدارة الرئيس دونالد ترامب وقف تمويل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ما أدى إلى انقطاع الخدمات الطبية والتعليمية وخدمات حماية الأطفال، والاكتفاء بإعادة توزيع الماء والخبز لاحقا.
هذه الفجوات الحادة في الخدمات دفعت المحتجزين إلى الاحتجاج ومهاجمة مكاتب منظمات الإغاثة، في حين ارتفعت وتيرة الهرب وشهد المخيم حوادث عنف واسعة ومحاولات الهرب، كما ورد في التقرير.
وتفيد شهادات من إدارات المخيمات بأن عمليات تهريب منظم تجري بشكل شبه يومي، وأن مئات السيارات التي تدخل لنقل الإمدادات تُستخدم في كثير من الأحيان لتهريب الأشخاص.
ونقلت أليسا عن مديرة مخيم الهول، جيهان حنان، القول إن الناس "يهربون كل يوم، ويبدو أنها عملية منظمة"، وأنهم يبنون "أماكن للاختباء في خزانات المياه".
وفي مشهد آخر، توسلت امرأة أخرى، تدعى لطف النسان (65 عاما) ، وهي تجذب كُم سترة الكاتبة وتقول لها "أحتاج إلى علاج طبي". وأوضحت أنها تعاني من مشاكل في القلب وأن دواءها قد نفد. وقال مسؤولو المخيم في أواخر الشهر الماضي إنهم لا يعرفون ما إذا كانت قد عادت إلى العراق.
وأكدت المراسلة أنها شهدت داخل المخيمات هجمات على مكاتب الإغاثة وحوادث أمنية خطرة، كان أبرزها إقدام زوجين على ارتداء سترات ناسفة محلية الصنع وتهديدهما بالتفجير، مما انتهى بقتلهما على يد قوات سوريا الديمقراطية.
وعلى الرغم من التزام العراق وسوريا بإعادة مواطنيهما، فإن الآلاف من النساء والأطفال لا يزالون عالقين. وتمكن العراق من إعادة نحو 19 ألفا من مواطنيه ويسعى لاستعادة البقية، في حين أعادت سوريا بضع مئات فقط.
وترفض دول أخرى عديدة استعادة مواطنيها بسبب المخاوف الأمنية، مما يترك نساء مثل البلجيكية إيفلين دي هيردت، التي فقدت زوجها وابنتها في الصراع، في حالة من الانتظار المرير.
ويؤكد مديرو المخيمات في الهول وروج أن هناك حاجة ملحة لتقليص عدد السكان المحتجزين لتهدئة "هذه القنبلة الموقوتة" في الصحراء السورية.
إعلان