بوابة الوفد:
2025-07-01@15:20:03 GMT

ليتهم كانوا جبناء!

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

لسنا من دعاة التهليل، ولسنا من الميالين إلى غرس الإحباط، لكن مجرى أحداث وتطورات الحرب على غزة يكشف بعد نحو شهرين من عملية طوفان الأقصى عن جوانب مذهلة بشأن صمود المقاومة ويكشف عدم صحة ما ذهب اليه البعض بأنها – المقاومة–ربما لم تعد للأمر عدته. أقول هذا رغم أن المعارك ما زالت جارية على الأرض لم تحسم بعد، ورغم ضخامة وفداحة الخسائر التى لحقت بغزة وأهلها، شعبا ومقاومة، إلى حد إشارة الإتحاد الأوروبى إلى أن الدمار الذى أصاب غزة أكبر مما تعرضت له مدن ألمانيا فى الحرب العالمية الثانية.

كان من المفترض أن يفت ذلك فى عضد الغزاويين ويجعلهم يستسلمون ويثورون ضد المقاومة ولكن العكس هو الذى حدث، إلى حد تشكيك الكثيرين داخل إسرائيل من جدوى الحرب ونتائجها. وإذا كان هذا جانبا من الصورة فإن باقى الجوانب تشير إلى ملامح يجب أن يتوقف عندها المرء كثيرا. أشير هنا إلى ما ذهب اليه أحد المعلقين الإسرائيليين من مساعى الدولة العبرية لرفع معنويات مواطنيها بوصف عناصر المقاومة بالجبناء بقوله: ليتهم كانوا جبناء لخرجوا من فوهات الأنفاق رافعين الأيادى والأعلام البيضاء.

وإذا كان بعضنا أصيب بالعمى–حفظ الله لك بصرك وبصيرتك–فلم يعد يرى قدرة المقاومة على الصمود فينعق فينا كالبوم بأن الخراب قد حل بقطاع غزة، دون أن يرى ما هو غير ذلك من نجاحات، فلك أن تدهش من تأكيد كاتب إسرائيلى وبلاغته فى وصف فشل جيش الاحتلال كما يقول فى مواجهة تنظيم «لا يملك قوة جوية ولا دبابات ولا يملك سفنًا ولا أسلحة غربية دقيقة أو قبة حديدية لحماية مواطنيه. مضيفا : لقد مر شهران والجيش الإسرائيلى لا يسحق غزة، رغم أنه لم تفرض عليه قيود دولية ولا تعوقه معارضة داخلية».

لا شك أن كل ذلك يتم بثمن فادح نلمسه ونراه رأى العين أمامنا فى مشاهد البؤس والدمار فى غزة، ولكن المهم فى كل ذلك هو النتائج التى ستفرزها نهاية الحرب. فى اعتقادى أن ذلك ربما سيقلل كثيرا من سقف التوقعات الإسرائيلية وهو ما يمثل نجاحا للمقاومة بغض النظر عن خسائرها فى ضوء تباين قوة الطرفين على النحو الذى أشار إليه بوضوح التعليق السابق المشار إليه للكاتب الإسرائيلى.

فغزة لن تكون محررة كما كانت قبل 7 اكتوبر، وقد تكون أسيرة، وإسرائيل ستحاول أن تفرض رؤيتها الأمنية لإدارة القطاع، وهناك سيناريوهات عدة فى هذا الصدد ولكن تكلفة الحرب الضخمة على إسرائيل أيضا وطول أمدها فضلا عن أنه يقوض مفاهيم القوة التى عملت على غرسها، سيلقى تبعاته على الأوضاع هناك وسيكون له تداعياته السلبية سواء على الاقتصاد أو حتى رؤية المواطن الإسرائيلى لوضع دولته وقدرتها على حمايته. لعله من المفيد هنا الإشارة إلى ما ذكرته تقديرات أولية لوزارة المالية فى حكومة الاحتلال من أن تكلفة قوات الاحتياط بجيش الاحتلال منذ بدء عملية «طوفان الأقصى» فى 7 أكتوبر وحتى نهاية نوفمبر الماضى، بلغت 5.5 مليارات دولار. هذا فضلا عما كشفت عنه صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن جانب آخر يتعلق بواقع الإصابات بين الجنود الإسرائيليين فى المعارك حيث أكدت وجود أرقام تظهر زيف ادعاءات الاحتلال بشأن عدد الجنود المصابين فى العدوان على قطاع غزة، مشيرة إلى أن الأعداد أكبر بأضعاف.

ربما لا يلقى هذا الطرح قبول الكثيرين ولكن الدرس الأساسى لما يجرى أن العدو الإسرائيلى لا يعرف سوى لغة القوة، وأن هذا هو الفهم الذى ينبغى على العرب جميعا القبول به واستخدامه فى إطار من الحنكة السياسية.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تأملات غزة أصاب غزة

إقرأ أيضاً:

كريمة أبو العينين تكتب: وحش الكون

لم تكن مجرد جملة غازل فيها أحد الفنانين محبوبته فى واحدة من المسلسلات الحصرية ولكن عبارة " وحش الكون " أصبحت تليق ويستحقها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.

 بالفعل أصبح وحشا فى هذا العالم لكونه رئيس القطب الأوحد فى الكرة الأرضية، فمنذ أن وطأت قدماه البيت الأبيض والعالم كله أصبح بين أصابع يديه يحركه كيفما شاء ووقتما يشاء ؛ صار هو الآمر الناهى فبتصريح منه ودعم متناهى واصلت دولة الاحتلال الاسرائيلى استباحة الحدود والسيادات بل وقل والكرامات والاخلاقيات والانسانيات جمعاء ، فهاهى تبيد أبناء غزة جهارا نهارا وبدم بارد ولامن معاقب ولا حتى شاجب أو مدين. 

بل ان الادارة الامريكية لم تتوقف عن ارسال الاسلحة الفتاكة لقتل المزيد والمزيد من النساء والأطفال فى غزة ، الغطاء الامريكى للصهيونية الحالية دعم قتل الفلسطينيين الباحثين عن لقمة تسد جوعهم ورمقهم.

وفى بث مباشر صدرت الأوامر للجنود الإسرائيليين القائمين على توزيع المساعدات الانسانية والغذائية لأهل غزة بقتلهم بدون أى ذنب أو جريرة، وليس هذا فقط بل ان المساعدات وضع فيها مواد مخدرة وأخرى للهلوسة وكل مامن شأنه الذهاب بعافية أهل غزة جمعاء .

 شبح الكون يبارك ما تقوم به حكومة الاحتلال بقيادة رئيسها نتنياهو الذى لا يدخر وسعا ولا مجهودا فى الاستفادة العظمى من فترة حكم شبح الكون  ويعيد تشكيل خريطة الشرق الأوسط على حد زعمه ، فعلى مدى شهور هذه السنة تحديدا ونتنياهو يعيث فى منطقتنا فسادا وتجبرا  ولم يتوقف عن قتل رموز المقاومة الفلسطينية بل وتوسع فى مخططه واغتال رموز المقاومة عامة فى لبنان وسوريا وايران . 

شبح الكون بارك عزم اسرائيل مهاجمة ايران واعطاها ضوءا أخضر وغض طرفه عن كل من تحدث عن ان الاجراء الاسرائيلى ضد ايران يمثل انتهاكا صارخا وصريحا لسيادة دولة على اراضيها ، بل وكعادة شبح الكون تحدث عن حق اسرائيل فى الدفاع عن نفسها وحماية حدودها الذى تهدده ايران ببرنامجها النووي  غير المرحب به.

وعندما أكدت طهران التصدى لاسرائيل بل وقصفها فى عقر دارها وتدمير أجزاء واسعة من تل أبيب حينها نفض وحش الكون عن جسده بقايا الإنسانية وواصل الدعم الأعمى لدولة الاحتلال واعطى اوامره لطياريه بتدمير المفاعل النووى على حد ماصرح به ترامب حينذاك.

وحش الكون لم يتحمل أنين ودموع اولاد عمه بنو صهيون المفزوعين مما خلفته طهران فى مساكنهم وأراضيهم المغتصبة من الفلسطينيين ولذا فقد تدخل الوحش الكونى واعطى اوامره بوقف الحرب الاسرائيلية الايرانية بعد ١٢ يوم فقط فى حين ترك تل أبيب تواصل إبادة أهل غزة على مدى ما يقرب من عامين.

 وحش الكون ليس فقط بيده الزر النووى وسلطة اشعال الحروب وايقافها ، بل هو ايضا يتحكم فى الاعلام والاقتصاد وكل كليلة مع الاعتذار لاهلنا اهل الصعيد . 

وحش الكون أصبح يشبه فرعون واقترب من القول" بأنا ربكم الأعلى "؛ وذلك من خلال ما يتحدث به فى وسائل الاعلام ويغرد فى وسائل التواصل الاجتماعي. الغريب ان وحش الكون والذى شارف على الثمانينات يفعل كل المعاصى وهو غير خائف من رب الكون.

ويدهشني انه فى هذه السن ولايتوقف عن الظلم وقتل الأبرياء وتهديد الأمن والسلم والفساد فى الارض ؛ وكلما رأيت وحش الكون أو سمعت لتصريحاته أو قرأت تغريداته أتخيله او كان من اهل منطقتنا وهو فى هذا السن والكل يقول له ياحاج وهو يعد العدة للقاء ربه وملاقاته ، واسمع الناس وهم يقولون عنه بأنه رجل كبير ياجماعه وهو يرد ويقول منتظرين المعاد وطالبين حسن الختام . 

فى سن شبح الكون فى منطقتنا يكون كل همه أن يترك سيرة طيبة تتذكره وتترحم عليه فى آخرته بعدما يترك دنياه ، فى سن شبح الكون رجال منطقتنا وان شئت الدقة شيوخها يمشون بصعوبة هذا ان استطاعوا المشى من الاساس بدون مساعدة طبية او بشرية ، فى منطقتنا شبح الكون كان سيطلب من الناس الدعاء له بحسن الختام وكان سيوصى كل من يعرفه بأن يطل عليه ولايتركه يموت وحيدًا وسيزيد فى التوصية بالدعاء عليه وبتذكره بعدما يصبح الجسد ترابا والسيرة هى العالقة الباقية.

وحش الكون صناعة أمريكية مثلها مثل صناعة الكاوبوى أى انها صناعات لجذب الانتباه وحصد الأموال ، شبح الكون مرحلة من مراحل العلو الذى يعقبه سقوط ينهى امبراطورية القطب الأوحد ولعله أصبح قريبا كقرب نهاية العقد الذى تنتهى به دولة الاحتلال التى كتب عليها الا تتم عقدها الثامن أبدًا.

طباعة شارك وحش الكون الرئيس الأمريكى دونالد ترامب دونالد ترامب

مقالات مشابهة

  • الطريق إلى وقف الحرب على غزة
  • المقاومة ترفع تكلفة عربات جدعون والاحتلال يمهّد للانسحاب
  • كيف تغلّبت المقاومة على تقدم الاحتلال من محاور عدة بخان يونس؟
  • إعلامي عن 30 يونيو: «كانوا بيكتبوا تحت بيتي الموت لخيري رمضان»
  • توقيف أشخاص في الضاحية الجنوبيّة... الجيش يكشف ما كانوا يُخطّطون له
  • إسرائيل لا تنتصر.. بل تغرق في وحل غزة
  • الجبل الأخضر.. وجهة سياحية ولكن!
  • كريمة أبو العينين تكتب: وحش الكون
  • رضوى الشربيني: «أنا لا أهاجم الرجال.. ولكن أشباههم»
  • محللون وخبراء: المهلة الزمنية التي حددها ترامب لوقف إطلاق النار بغزة غير واقعية