دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تناقلت حسابات مقطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، مُدعية أنه يعرف لجانب من زيارة محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية، إلى مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور في غرب السودان، بعد سيطرة قواته عليها من الجيش السوداني.

حظي الفيديو بعشرات الآلاف من المشاهدات والتفاعلات عبر منصات اجتماعية عديدة.

 

ورافق المقطع وصف مُضلل يقول: "رئيس المجلس الرئاسي حميدتي وحاكم إقليم دارفور الهادي إدريس يطمئنون على المواطنين في الفاشر".

لقطة شاشة من الفيديو المتداول بسياق مٌضلل كشف تحقق CNN بالعربية أن الفيديو قديم ويعود إلى فترة ما قبل اندلاع الحرب الأخيرة في السودان، ولم يتم تصويره في في الفاشر.

ظهر الفيديو للمرة الأولى إبان زيارة حميدتي إلى المتضررين من أحداث محلية بليل في ولاية جنوب دارفور، في نهايات ديسمبر/كانون الأول 2022، ونشرت وسائل إعلام سودانية لقطات مصورة مشابهة للزيارة.

منشور قناة طيبة السودانية عن زيارة قائد قوات الدعم السريع إلى محلية بليل في جنوب دارفور

كانت اشتباكات وقعت بين قبيلتي الداجو والرزيقات بمحلية بليل، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى ونزوح الآلاف، وسط اتهامات لقوات الدعم السريع بالتورط في أعمال عنف على هامش الأحداث.

آنذاك، كان نائبًا لرئيس مجلس السيادة في السودان وقائد للدعم السريع، وحينها ذهب لتقديم "معينات إيواء وسكن للمتضررين". 

وحينها أدلى حميدتي بتصريحات قال خلالها إن "هناك جهات كانت تُريد تغيير النظام في دولة إفريقيا الوسطى وأرادت إلصاق التهمة بالدعم السريع".  

وجاء تداول الفيديو في غضون تحذيرات مسؤولين في الأمم المتحدة من انتهاكات لقوات الدعم السريع منذ سيطرتها على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش الرئيسية في دارفور، الشهر الماضي. وفي ظل تقارير عن مقتل أكثر من 450 شخصًا في أحد المستشفيات، وارتكاب القوات عمليات قتل عرقية استهدفت المدنيين، واعتداءات جنسية.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

خرائط السيطرة وطرق النزوح.. الدعم السريع ينتشر في دارفور والفاشر تدفع الثمن

تعيش مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، واحدة من أكثر الأيام دموية منذ اندلاع الحرب في السودان، فقد أدت سيطرة قوات الدعم السريع عليها في 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي إلى مقتل آلاف المدنيين خلال أيام قليلة، ونزوح أكثر من 62 ألف شخص في أقل من 4 أيام، في حين بقي نحو 177 ألفا عالقين تحت الحصار دون ممرات آمنة أو مساعدات.

أكثر من 62 ألف نازح في الفاشر خلال أيام (الجزيرة)

ومع اتساع رقعة العنف، يبرز اسم قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، بوصفه الشخصية الأكثر إثارة للجدل في البلاد، إذ يُتهم بقيادة حملة عسكرية واسعة نفذت خلالها قواته مجازر ممنهجة في دارفور وكردفان، ووُصفت بأنها تطهير عرقي بحق قبائل مثل المساليت.

وولد حميدتي عام 1974 في بادية دارفور، وترك مقاعد الدراسة في سن مبكرة لينضم إلى مليشيات الجنجويد التي برز دورها خلال حرب دارفور مطلع الألفية، حين استعان بها الرئيس السابق عمر البشير لقمع التمرد المسلح.

وفي عام 2013، تحولت تلك المليشيات إلى كيان رسمي تحت اسم "قوات الدعم السريع"، تابعة لجهاز الأمن والمخابرات، وبقيت تحت قيادة حميدتي الذي توسّع نفوذه عبر السيطرة على مناجم الذهب في دارفور وكردفان، مما جعله واحدا من أغنى وأكثر الرجال تأثيرا في السودان. وبعد سقوط نظام البشير عام 2019، أصبح حميدتي نائبا لرئيس مجلس السيادة الانتقالي، لكنه ظل في حالة توتر مع الجيش، خاصة بعد طرح خطة دمج قوات الدعم السريع في المؤسسة العسكرية.

عبد الفتاح البرهان قائد الجيش ورئيس مجلس السيادة السوداني (يمين) وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (وكالات)

وفي 15 أبريل/نيسان 2023 انفجرت المواجهة بين الجانبين لتتحول إلى حرب مفتوحة امتدت إلى ولايات دارفور وكردفان والخرطوم، وسقط خلالها آلاف القتلى، في حين اتُّهمت قوات الدعم السريع بارتكاب مجازر جماعية وانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، استهدفت مدنيين في مدن عدة، خصوصا في إقليم دارفور. وقد وثقت منظمات محلية ودولية عشرات الحوادث التي شملت القتل خارج نطاق القانون والاغتصاب والنهب والتطهير العرقي في بعض المناطق.

المنظمات الدولية تواصل توثيق الانتهاكات وتدعو إلى تحقيقات ومحاسبة المسؤولين عنها في الفاشر إقليم دارفور (أسوشيتد برس)

وتغيّرت خريطة السيطرة الميدانية غرب السودان اليوم، وباتت معظم ولايات دارفور وأجزاء من ولايات إقليم كردفان تحت قبضة قوات الدعم السريع، بينما يتمدد الجيش في باقي الولايات والمدن الشمالية والشرقية والوسط.

مناطق السيطرة في السودان (الجزيرة)إقليم دارفور في السودان (الجزيرة)

ومع استمرار القتال، تتزايد موجات النزوح، إذ تشير بيانات المنظمات الدولية إلى أن أكثر من 14 مليون شخص فروا من منازلهم داخل السودان أو عبروا الحدود، في حين يحتاج أكثر من 30 مليونا إلى مساعدات إنسانية عاجلة.

خريطة النزوح إلى الدبة هربا من الفاشر وكردفان في السودان (الجزيرة)خط النزوح من الفاشر إلى الدبة هربا من مجازر قوات الدعم السريع (الجزيرة)

وسقوط الفاشر لم يكن مجرد تحوّل عسكري، بل لحظة أعادت رسم خريطة الصراع سياسيا وإنسانيا، ووضعت المجتمع الدولي أمام معادلة شديدة التعقيد: قائد يراه البعض رجل المرحلة، وترى فيه الأمم المتحدة متهما محتملا بارتكاب جرائم حرب، وشعب يهرب من تحت النار نحو مجاهل الصحراء والحدود دون وطن أو أفق واضح.

إعلان

وفي ظل هذا المشهد، تبدو دارفور وكردفان على أعتاب واقع جديد، تُرسم حدوده بالنار والنزوح، وسط سؤال يزداد ثقلا كل يوم: هل يصعد حميدتي إلى قمة السلطة، أم يسقط تحت ثقل الدماء التي تُراق في الفاشر وغيرها من مدن السودان المنسية؟

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يتعهد بتحرير دارفور وكردفان من سيطرة الدعم السريع
  • استمرار الانتهاكات بحق المدنيين في الفاشر بعد أسبوع من سيطرة الدعم السريع
  • الأمم المتحدة: قوات الدعم السريع لا تزال تمارس الانتهاكات بحق المدنيين في الفاشر
  • خرائط السيطرة وطرق النزوح.. الدعم السريع ينتشر في دارفور والفاشر تدفع الثمن
  • هل تدفع سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر إلى تقسيم السودان؟
  • الجنائية الدولية تحقق فى جرائم الدعم السريع بالفاشر
  • “بطل السودان” الذي اغتالته “الدعم السريع”
  • محمد خميس دودا بطل السودان الذي اغتالته الدعم السريع
  • سفيران سودانيان يتوعدان بطرد الدعم السريع من الفاشر