ما الحكم في زوجة انفعلت في أثناء مشادة كلامية بينها وبين زوجها، وقالت لزوجها: “من اليوم أنا حرام عليك”؟ وهل هناك أثر شرعي لهذا القول منها؟، سؤال ورد لدار الافتاء وأجابت بالآتى: تحريم الزوجة نفسها على زوجها بغير عذر شرعي تصرف محرمٌ شرعًا، يلزمها به التوبة، ولا أثر لتحريمها نفسها على عقد الزواج وما يوجبه عليها أو يرتبه لها، ولا يلزمها بذلك كفارة يمين.

مفهوم تحريم الزوجة نفسها على زوجها وحكمه

التحريم في اللغة ضد التحليل، وهو المنع والتشديد، وأما المقصود من تحريم الزوجة نفسها على زوجها فالظاهر أنه منعه من أن يقربها وأن يستمتع بها.
وتحريم المرأة نفسها على الزوج بهذا المعنى تصرف مُحَرَّم؛ وقد قال الله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [المائدة: 87].

وقال تعالى: ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ﴾ [النحل: 116].

فالحلال هو ما أحلّه الله تعالى، والحرام هو ما حرمه الله تعالى، وليس لأحد أن يُغَيّر أحكام الله.
ومنع الزوجة زوجها من الاستمتاع بها بغير عذر امتناعٌ عن أداء ما أوجبه الشرع عليها بالعقد، وهو أمر محرم، والمقرر عند جماهير الفقهاء أن هذا التصرف من المرأة يعتبر نشوزًا تأثم به.

أثر تحريم الزوجة نفسها على زوجها على عقد الزواج

الزوجة ليس لها الامتناع عن زوجها بغير عذر شرعي، وليس لها إيلاؤه، أو ظهاره، أو أن تُحرِّم عليه الاستمتاع بها؛ لعدم قدرتها على قلب الحلال حرامًا؛ فلا أثر لتحريمها نفسها على عقد الزواج وما يوجبه عليها أو يرتبه لها.

آراء المذاهب الفقهية في انعقاد تحريم الحلال يمينًا مكفرة

اختلف الفقهاء في انعقاد تحريم الحلال يمينًا مكفَّرة؛ فذهب الأحناف والحنابلة إلى انعقاده يمينًا مع لزوم الكفارة.

مذهب المالكية والشافعية في هذه المسألة

ذهب المالكيّة والشافعيَّة إلى عدم انعقاده يمينًا وعدم لزوم الكفارة، وهو المختار للفتوى.
ويدل على ذلك قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ﴾ [المائدة: 87]، وقوله تعالى: ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللهِ تَفْتَرُونَ﴾ [يونس: 59].
وكذلك فإنَّ التحريم ليس بيمين، فلم تجب به كفارة في الأموال، كغيره من الألفاظ. ويخالف الأبضاع؛ فإنَّ للتحريم تأثيرًا في الأبضاع بالرضاع، والظهار، والعتق، والطلاق، فأثر به التحريم.
بناء على ما سبق: فتحريم الزوجة نفسها على زوجها تصرف مُحرَّمٌ، يلزمها به التوبة، ولا أثر لتحريمها نفسها على عقد الزواج وما يوجبه عليها أو يرتبه لها، ولا يلزمها بذلك كفارة يمين .

اليوم السابع

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: على عقد یمین ا

إقرأ أيضاً:

هل الحب حرام؟ علي جمعة: «من عشق فعف فكتم فمات فهو شهيد»

فسّر الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، معنى مقولته: «الحب ليس حلالًا ولا حرامًا ما لم يتحول إلى سلوك منحرف»، قائلاً: إن ابن القيم -رحمه الله- يقول في كتاب «روضة المحبين ونزهة المشتاقين»: كل ما كان في القلب لا يوصف بالحلال أو الحرام، ربنا - عز وجل- يقول: «وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ» (آل عمران: 134)، فالغيظ موجود فهو في القلب، لكنه نهى الإنسان أن يُخرج هذا الغيظ إلى الناس، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول «من عشق فعف فكتم فمات فهو شهيد».

ماذا نفعل لو أحببت امرأة؟

وأضاف الدكتور علي جمعة، في لقاء تليفزيوني سابق له، مجيباً عن سؤال: «ماذا نفعل لو أحببت امرأة؟» فقال: «لابد أن يكون بالالتزام بضوابط الشرع الشريف، وهذا الحب لا يدعوك إلى الفساد ولا إلى الخروج عن العفاف، أما وجوده في قلبك فليس بالحرام أو الحلال».

هل الحب حرام وإثم؟

وتابع: ويتساءل الكثير من الناس هل يدخلني الله النار لو أحببت فتاة؟الإجابة: لا، لكن بشرط ألا يخرجك هذا الحب عن حدود العفاف، ونحن نريد أن نُوصِل للناس رسالة مفادها: أن هناك عفافًا وأن هناك شرعاً وأن هناك الحلال والحرام، أما المشاعر فليست لها حرمة، لماذا؟ لأنها في الداخل -القلب-».

ما حكم الاحتفال بعيد الحب أو الفلانتين

نوه الشيخ أحمد ممدوح، مدير إدارة الأبحاث الشرعية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، بأن الشرع لا يمنع تخصيص يوم والاحتفال فيه بـ«الحب» واعتباره مُناسبة سنوية، طالما أنها لا تتعارض مع تعاليم الدين الحنيف.

وأضاف «ممدوح»، خلال إجابته عن سؤال «ما حكم الاحتفال بعيد الحب وتخصيص يوم له»: «كما أنه لا مانع من أن نخصص يومًا للاحتفال بالأم وإظهار مدى الحب، فكذلك لا مانع شرعًا أن نخصص يومًا في كل عام لكي يعبر كل شخص عن مشاعره تجاه الآخر»، لافتًا إلى أنه لا يشترط أن يكون هذا اليوم خاصًا بالشاب والفتاة، فقد يكون خاصًا بين الرجل وزوجته أو الرجل وأبنائه وأشقائه وأقاربه.

وتابع: «هناك آراء تنادي ببدعة أو حرمة هذه المناسبات، معللين ذلك بأنها ليس لها أصول إسلامية، بل إنها من ابتكار غير المسلمين، وهذا من باب التشبه بغير المسلمين"، مؤكدًا أنه اعتراض غير صحيح لأن التشبه لا يكون إلا بنية التشبه فعلًا.

وطالب «ممدوح» المحتفلين بهذه المناسبة بالحرص على عدم الوقوع في ما يغضب الله عز وجل أو يتنافى مع تعاليم الدين الإسلامي من خلال إظهار المشاعر بشكل لائق وكلمات مهذبة، أما القول إنه ليس لدينا إلا عيدان الفطر والأضحى فكلمة عيد تطلق على الشيء الذي يعود كل عام فسمي عيد الحب لأنه يأتي سنويًا.

حكم الاحتفال بعيد الحب .. دار الإفتاء تحدد الضوابط الشرعيةمن أول حب إلى آخر خيبة.. كيف تغيرت نظرة المصريين إلى عيد الحب؟

حكم الاحتفال بعيد الحب دار الإفتاء


أجاب الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى في دار الإفتاء، عن سؤال حول حكم الاحتفال بـ عيد الحب، وهل هناك ضوابط شرعية لهذا الاحتفال؟.

حكم الاحتفال بعيد الحب

وأوضح أمين الفتوى في دار الإفتاء، خلال تصريحات تلفزيونية، أن الحب في أصله شعور إنساني نبيل لا تُحرّمه الشريعة، بل جاءت النصوص الشرعية داعيةً إليه ومؤكدةً على مكانته في الإيمان، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».

وبيّن أمين الفتوى في دار الإفتاء أن الشريعة لا تنهى عن المشاعر الطيبة، وإنما تنهى عما يُرتكب تحت ستارها من أفعال أو أقوال محرّمة، مؤكدًا أن الحب المقبول هو ما يدفع الإنسان إلى الخير ويُترجم في إطار الحلال المشروع.

هل الاحتفال بعيد الحب حرام؟

وأشار أمين الفتوى في دار الإفتاء إلى أن لفظ "العيد" قد يُستخدم بالمعنى اللغوي للدلالة على يوم يتكرر كل عام، وليس بالضرورة أن يكون عيدًا شرعيًا كعيدي الفطر والأضحى، موضحًا أن النبي ﷺ أقرّ هذا المعنى حين قال لأبي بكر رضي الله عنه: «دعهما يا أبا بكر، فإن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا».

وأكد أمين الفتوى في دار الإفتاء على أن الاحتفال بيوم الحب لا حرج فيه إذا كان في حدود الآداب الشرعية، ولم يتضمن ما يُخالف أوامر الله أو يخرج عن الأخلاق الإسلامية، قائلًا: «الحب في ذاته قيمة جميلة، لكن الأهم أن يبقى في إطار ما أحلّه الله».

طباعة شارك حكم الحب هل الحب حرام هل يجوز الحب حكم الحب قبل الزواج حكم الحب في الإسلام حكم عن الحب والحياة حكم الحب الحب قبل الزواج حكم الحب الالكتروني حكم عن الحب الحقيقي حكم الاحتفال بعيد الحب عيد الحب حكم الاحتفال بعيد الحب دار الإفتاء الاحتفال بعيد الحب دار الإفتاء ماذا نفعل لو أحببت امرأة

مقالات مشابهة

  • هل الحب حرام؟ علي جمعة: «من عشق فعف فكتم فمات فهو شهيد»
  • هل تُؤثَّم الزوجة إذا أخفت راتبها الحقيقي عن زوجها؟.. عضو "الأزهر العالمي" تجيب
  • هل الاحتفال بـ عيد الحب حرام؟.. أمين الإفتاء: لا حرج فيه إذا كان في ما أحله الله
  • هل يمكن للمختلعة الرجوع لزوجها مرة ثانية
  • عرافة أونلاين تزعزع الثقة بين الزوجين
  • ماذا قال النبي عن الاستجارة من النار؟
  • ماذا قالت وسائل الإعلام العبرية عن “وحدة الظل” التابعة لكتائب القسام؟
  • عطاف: مجلس الأمن يرفض المسعى المغربي لفرض “الحكم الذاتي” ويُجدّد عهدة البعثة الأممية
  • جبروت إمرأة.. سيدة تقفز من الشرفة بعد ضبطها في أحضان الجار وتتهم زوجها بمحاولة التخلص منها