علي جمعة: القلب فوق العقل والعقل فوق السلوك.. وإذا عكست انتكست
تاريخ النشر: 5th, November 2025 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن أهل الله قالوا:" القلب فوق العقل، والعقل فوق السلوك، وإذا عكستَ انتكستَ.
وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أن القلب يجب أن يتحكم في العقل، ويضبطه، ويوقفه عند حدوده التي يتمكن فيها من التفكير المستقيم، لكن القلب يعلو ولا يُعلى عليه: «استفتِ قلبك وإن أفتاك الناس»، «الإثم ما حاك في القلب وخِفتَ أن يطّلع عليه الناس»، {لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا}.
وأشار الى أن القلب هو الذي يعلو عندما يقوم الإنسان بتخليته من القبيح، وتحليته بكل صحيح، فيحدث له التجلي المليح، فالتخلي ثم التحلي يُحدِث التجلي.
والعقل فوق السلوك، فهو يمنع الإنسان من فعل المعاصي والمنكرات. فالإنسان عندما يفكر أنه سيفعل شيئًا ينبغي أن يفعله بعد تفكّرٍ، وبعد استعمال عقله، حتى لا يخرج هذا العمل ضارًّا بالنفس، ضارًّا بالغير، ولذلك فالعقل ينبغي أن يعقل السلوك.
فالقلب فوق العقل، والعقل فوق السلوك، وهذا يختلف اختلافًا بيّنًا عمّا يتبناه كثير من الناس من أن السلوك هو الذي يتحكم في العقل، وأن العقل يمكن أن يُسكت القلب، وذلك بعد أن تحولت الأمور إلى مصالح ومنافع مادية ضيقة، مات فيها الإنسان أمام الله، ثم مات أمام نفسه، وتحول من كائنٍ ربانيٍّ تتجلى عليه الفيوضات، إلى كائنٍ بيولوجيٍّ لا يساوي قطعةَ لحمٍ.
إذن فلابد للقلب أن يعلو العقل، والعقل يعلو السلوك، ولو عكسنا انتكسنا. فلو أن السلوك تحكم في العقل فأفعل ما أشاء، فهذا تفلّت، وإذا أسكت العقلُ القلبَ، فهذه ظلمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة
إقرأ أيضاً:
ديك تشيني.. وفاة “الرجل القوي” في إدارة بوش والعقل المدبر لحرب العراق
رحيل ديك تشيني عن عمر يناهز 84 عاماً، لتطوى صفحة أحد أكثر السياسيين الأمريكيين تأثيراً وإثارة للجدل في العقود الأخيرة.
تشيني، نائب الرئيس الأسبق في إدارة جورج بوش الابن (2001–2009)، كان العقل المدبر وراء كثير من قرارات البيت الأبيض المصيرية، خصوصاً تلك التي غيرت وجه الشرق الأوسط بعد أحداث 11 سبتمبر.
وولد ريتشارد بروس تشيني عام 1941 في ولاية نبراسكا، ونشأ في بيئة محافظة بولاية وايومنج، التي ظل ممثلاً لها لاحقاً في الكونجرس.
تخرج من جامعة وايومنج، ثم بدأ مسيرته السياسية مبكراً في سبعينيات القرن الماضي، حين عمل في إدارة الرئيس ريتشارد نيكسون، ثم أصبح كبير موظفي البيت الأبيض في عهد جيرالد فورد، ما فتح أمامه أبواب النفوذ في واشنطن.
في عهد الرئيس جورج بوش الأب، تولى تشيني وزارة الدفاع الأمريكية (1989–1993)، وكان من أبرز مهندسي حرب الخليج الأولى عام 1991 لتحرير الكويت من الاحتلال العراقي، وهو الدور الذي منحه سمعة “الصقر الحازم” في قضايا الأمن القومي.
حين اختاره جورج بوش الابن نائباً له عام 2000، عاد تشيني إلى دائرة القرار الكبرى. لكنه لم يكن نائباً تقليدياً؛ بل كان الرجل القوي في إدارة بوش، وصاحب الكلمة العليا في قضايا الأمن والدفاع والطاقة.
بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، برز دوره في توجيه السياسة الأمريكية نحو الحرب في أفغانستان والعراق، ودفاعه الشرس عن استخدام التعذيب وأساليب التحقيق القاسية بدعوى “حماية الأمن القومي”.
ويعد تشيني أحد أبرز مهندسي غزو العراق عام 2003، إذ دعم بقوة الرواية القائلة إن نظام صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل وهي الذريعة التي ثبت لاحقاً زيفها. وقد تركت تلك الحرب، التي أطاحت بالنظام العراقي وفتحت باب الفوضى في المنطقة، وصمة دائمة في إرثه السياسي.
وبعد مغادرته البيت الأبيض عام 2009، واصل تشيني الدفاع عن سياساته الأمنية، منتقداً إدارة باراك أوباما لانسحابها من العراق وتقليصها صلاحيات أجهزة الاستخبارات. كما سطع نجم ابنته ليز تشيني، التي ورثت عنه الحضور القوي داخل الحزب الجمهوري، قبل أن تتحول إلى أحد أبرز خصوم دونالد ترامب بعد أحداث اقتحام الكونجرس.