دعم أبوظبي للرباط سبب الأزمة.. الجزائر تَطلب وساطة دولة خليجية لإنهاء الخلاف مع الإمارات
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
أخبارنا المغربية ـــ ياسين أوشن
تواجه الجزائر عزلة إقليمية غير مسبوقة، بعدما اتضح أن علاقاتها الدبلوماسية مع عدد من الدول العربية والخليجية ليست في أحسن أحوالها.
وليست علاقة "الجارة الشرقية" مع دولة الإمارات العربية المتحدة بمنأى عما تعيشه من عزلة سياسية ودبلوماسية، ما دفعها إلى البحث عن سبل لإنهاء أزمتها مع أبوظبي على وجه التحديد.
وفي هذا الصدد؛ أفادت مجلة "مغرب أنتلجنس" أن "النظام الجزائري طالب الكويت، بشكل غير رسمي وسري، بلعب دور الوساطة مع دولة الإمارات العربية المتحدة"، مضيفة أن "العلاقات الثنائية بين الجزائر وأبو ظبي تمر بمأزق حقيقي".
وزادت المجلة أن "السلطات الإماراتية، على ما يبدو، فقدت كل صبرها أمام العدوانية الدائمة أو المتكررة للسياسيين والإعلاميين الجزائريين المحسوبين على النظام الجزائري، التي تؤجج باستمرار وتنشر مشاعر عميقة معادية للإماراتيين بين الشعب الجزائري".
وفي الجزائر كما في أبوظبي، يردف المصدر عينه، "لا يزال القادة متمسكين بموقفهم، ولا يبدو أن أيا من الطرفين يرغب في تقديم تنازلات للآخر"، لافتا إلى أن "الجزائر تنتقد الإمارات بسبب دعمها ماليا وسياسيا للمغرب ومصالحه الاستراتيجية".
من جانبها، يشرح "مغرب أنتلجنس"، "تنتقد الدولة الإماراتية النظام الجزائري بسبب ولائه لتركيا وقطر، فضلا عن تصرفاته المعادية للمصالح الإماراتية في شمال إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى".
ولنزع فتيل هذه الأزمة، توضح المجلة المذكورة، "يجرب النظام الجزائري طريق الكويت؛ وهي الإمارة التي تتمتع بمصداقية كبيرة واحترام من جميع دول الخليج".
وتابع المصدر المذكور: "يريد الرئيس الجزائري "عبد المجيد تبون" وقف التصعيد مع هذه الدولة الخليجية الغنية، التي تحافظ على صداقات ممتازة مع الغرب وروسيا والصين، وكذلك جميع القوى الناشئة".
قبل عام واحد من الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها عام 2024، تبرز مجلة "مغرب أنتلجنس"، "أدرك تبون خطر البقاء مرتبطًا بهذا العداء المسموم مع واحدة من أكثر الدول نفوذاً في العالم الإسلامي والعربي، التي أصبحت الآن لاعبًا ديناميكيًا في مجموعة البريكس".
تجدر الإشارة إلى أن "الكويت لعبت دورا حاسما في عودة تطبيع العلاقات بين السعودية وحلفائها مع قطر، إثر ما سمي بالأزمة الخليجية بين 2017 و2021. وبالتالي يأمل النظام الجزائري الاستفادة من هالة الكويت، لإيجاد حلول تسمح له برفع العوائق التي تهدد علاقاتها مع الإمارات العربية المتحدة، لكن في الوقت الحالي، لا شيء يشير إلى أن هذا الرهان سيكون فائزًا حقًا للجزائر"، تختم المجلة نفسها.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: النظام الجزائری
إقرأ أيضاً:
تلغراف: داخل وكالة المساعدات التي تزرع الخوف والفوضى في غزة
سلّط تقرير لصحيفة "تلغراف" البريطانية الضوء على الفوضى والدماء التي رافقت النظام الجديد لتوزيع المساعدات في قطاع غزة ، والذي تديره شركة أميركية وسط اتهامات باستخدام المساعدات كأداة سياسية وتجاهل حقوق الإنسانية الأساسية.
وأورد التقرير، الذي أعده مراسل الصحيفة من القدس هنري بودكين، ورويدا عامر في خان يونس:، شهادات ميدانية من سكان قطاع غزة ومعاناتهم مع نظام التوزيع، الذي تديره ما تُسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب روسي: هذا هو الرجل الذي لم يستطع بوتين قتلهlist 2 of 2ميديا بارت: مرحبا بصحوة الضمير العالمية بشأن فلسطين رغم تأخرهاend of listأشار بودكين ورويدا إلى أن إسرائيل بدأت تطبيق هذا النظام أوائل الشهر المنصرم بهدف تجاوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وذكر التقرير أن النظام الجديد يتطلب من المدنيين السفر مسافات طويلة إلى أربعة مراكز للتوزيع في جنوب القطاع، حيث يُفترض أن يتم فحصهم باستخدام تقنيات بيومترية، رغم أن شهودا أكدوا غياب هذا الإجراء في الواقع.
مجازر
ووصف التقرير مراكز التوزيع بأنها "سجون مفتوحة"، حيث يُحشر آلاف الناس داخل ممرات ضيقة بين الأسوار وتحت شمس قاسية.
وقال إن مقاطع مصورة لأشخاص يركضون تحت إطلاق نار انتشرت، وسُجلت خلال أسبوعين فقط حالتان على الأقل لوقوع مجازر قرب المراكز، منها حادثة يوم الأحد قُتل فيها أكثر من 20 شخصا وأخرى يوم الثلاثاء قُتل فيها 24 على الأقل.
إعلانوأقر الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار "قرب" مدنيين انحرفوا عن المسار المحدد، في حين قالت الأمم المتحدة إن النظام الجديد "يمس بكرامة البشر" ويعرض المدنيين للخطر.
وصرح مفوض حقوق الإنسان الأممي فولكر تورك بأن الوضع يظهر "تجاهلا تاما" لحياة المدنيين، الذين يُجبرون على الركض خلف الطعام وسط ظروف مرعبة.
تسييسمن جهة أخرى، ترفض الأمم المتحدة وعدة منظمات إغاثية كبرى التعامل مع "مؤسسة غزة الإنسانية"، متهمة إياها بتسييس المساعدات، واستخدامها كوسيلة ضغط على السكان، في وقت يفتقر فيه الناس للغذاء والدواء منذ أشهر.
وأورد التقرير شهادات من الغزيين تصف مشاهد الذعر والخوف في المراكز، إذ قال أحد المواطنين للصحيفة: "المكان مرعب، يشبه السجن، لكنني مضطر للذهاب إليه رغم بُعده عن منزلي المؤقت، خوفا من موت أطفالي جوعا"، ووصف آخر بأنه "مكان للقتل".
أماكن للقتلوقال عمر بركة (40 عاما) من خان يونس: "نذهب إلى مناطق حمراء خطِرة، والجيش يطلب منا السير كيلومترات. لا يوجد أي نظام. الآلاف يتجمعون هناك. في اليومين الأولين وُزّعت مساعدات، ثم تحولت المراكز إلى أماكن للقتل".
وذهب سالم الأحمد (18 عاما)، وهو طالب ثانوي، عدة مرات إلى مركز التوزيع للحصول على الطحين. يقول: "كنت أهرب راكضا لمسافة 3 كيلومترات مع الطحين، لأن الجيش يبدأ إطلاق النار لإخلاء المنطقة. وجدت كثيرا من الطعام مرميا على الأرض، لأن الناس لا يستطيعون حمله والركض في نفس الوقت. أنا أخذت أكياس طحين صغيرة تزن واحد كغ فقط حتى أستطيع الهرب".
ووصف المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، فولكر تورك، طريقة توزيع المساعدات بأنها "غير مقبولة" و"تمس بالكرامة الإنسانية"، وقال: "تخيلوا أناسا ينتظرون طعاما ودواء منذ 3 أشهر، ثم يُطلب منهم الركض وسط إطلاق النار".
عربات جدعونكما وُجهت اتهامات إلى الحكومة الإسرائيلية بأنها تستخدم هذا النظام لإجبار السكان على التوجه جنوبا، مما يُفسح المجال أمام تنفيذ عملية "عربات جدعون"، التي يتوقع أن تشمل تدميرا واسعا لممتلكات شمال القطاع.
إعلانوما يثير الجدل أيضا، هو هوية المؤسسة الأميركية التي تدير المشروع، وصلاتها المحتملة بـ الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية.
المدير الأمني للشركة الشريكة "سيف ريتش سوليوشنس" هو فيليب ريلي، الضابط السابق في الاستخبارات المركزية الأميركية، خدم سابقا في نيكاراغوا وأفغانستان.
ويُعتقد أن ريلي على صلة بشبكة غير رسمية داخل الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تُعرف باسم "منتدى ميكفيه يسرائيل"، كانت تسعى منذ ديسمبر/كانون الأول 2023 إلى إنشاء نظام مساعدات مواز يستبعد الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية.
وتفيد تقارير بأن مؤسسة التوزيع تأسست عبر محامٍ مشترك مع مؤسسات أمنية، وتلقّت تبرعا قيمته 100 مليون دولار، مما أثار تكهنات في إسرائيل بأن المشروع تموله الموساد.