صفقة مشبوهة تقود شركة BALEARIA لميناء طنجة المدينة والأسعار الملتهبة تنذر بحملة مقاطعة للجالية
تاريخ النشر: 6th, June 2025 GMT
زنقة20ا الرباط
ينتظر أن تثير شركة النقل البحري الإسبانية Baleària موجة استياء واسعة في صفوف الجالية المغربية بالخارج والسياح على السواء خلال التظاهرات الرياضية التي سينظمها المغرب، عقب توليها، في ظروف وصفت بـ”الغامضة”، مهمة تشغيل الخط البحري الرابط بين طنجة المدينة وطريفة الإسبانية، خلفًا لشركة FRS Iberia Maroc / DFDS التي كانت قد تنافست بشراسة على الصفقة في أواخر سنة 2024.
ورغم تطلع المسافرين إلى تحسين مستوى الخدمات وخفض الأسعار مع بداية هذا التغيير، إلا أن واقع ما بعد دخول “بالياريا” حيز الخدمة جاء مخيبًا للآمال، حيث سجل ارتفاع صادم في أسعار التذاكر مقارنة مع رحلاتها من إسبانيا نحو سبتة ومليلية، بالتزامن مع استمرار تراجع أسعار المحروقات في السوق الدولية.
تحذيرات مبكرة وشبهات إجرائية
الشركة الخاسرة بشكل مبهم وهي FRS كانت قد أطلقت في حينه إنذارات واضحة حول ما اعتبرته “سلوكيات غير شفافة” صاحبت عملية منح امتياز الرصيف رقم 3 بميناء طريفة، معبرة عن قلقها الشديد من الطريقة التي أعلنت بها “بالياريا” فوزها قبل صدور قرار رسمي من السلطة المينائية في الجزيرة الخضراء، وهو ما أشير إليه بكونه عمل غير سليم في تفويت الصفقة.
وفي بيانها، شككت FRS في جدية العرض الذي تقدمت به منافستها، معتبرة أنه بني على “توقعات غير واقعية” لحجم حركة المسافرين، كما طرحت تساؤلات تقنية حول مدى واقعية اعتماد سفن كهربائية في غياب تنسيق مسبق مع ميناء طنجة المدينة بشأن البنية التحتية الضرورية ليتبين بعدها أن البواخر التي شرعت الشركة الإسبانية لا تعتمد بشكل كامل على الطاقة النظيفة.
من وعود بيئية إلى أسطول مهترئ
ما كان يُفترض أن يكون “أول ممر بحري أخضر بين إفريقيا وأوروبا” تحول، بحسب العديد من شهادات المسافرين، إلى تجربة مريرة، حيث اشتكى الزبناء من تهالك أسطول الشركة، ضعف جودة الخدمات، وسوء المعاملة من طرف الطاقم البحري، في تناقض صارخ مع وعود “الاستدامة والابتكار” التي رافقت الإعلان عن الصفقة.
الأدهى أن أسعار الرحلات عبر الخط طنجة – طريفة تجاوزت نظيرتها في باقي خطوط الشركة نفسها، خصوصًا تلك التي تربط الجزيرة الخضراء بمدينتي سبتة ومليلية، ما عزز إحساسًا بالتمييز تجاه المسافرين المغاربة.
أسئلة برلمانية وشكايات متزايدة
وفي هذا الإطار، وجه البرلماني ادريس ساور المنصوري سؤالا كتابيا إلى وزير النقل واللوجستيك، نقل فيه شكاوى مواطنين تفاجأوا بما وصفه بـ”الارتفاع الصاروخي” في أسعار التذاكر خاصة وأن الشركة الإسبانية رفعت الأسعار بالمقارنة مع الفاعل المغربي AML.
واشار البرلماني المذكور إلى أن الوضع يثير القلق، خصوصا مع اقتراب موسم عودة مغاربة العالم، والتزامات المغرب بتنظيم أحداث رياضية كبرى في أفق احتضان كأس العالم 2030.
وكانت شركة “بالياريا” قد أعلنت عقب فوزها بالصفقة عن التزامها باستثمار 160 مليون يورو في المشروع خلال فترة امتياز تمتد لـ15 عامًا، من بينها 122 مليون يورو لبناء سفينتين كهربائيتين، و38 مليون يورو لتحديث البنية التحتية للموانئ من أجل دعم التحول البيئي.
لكن الواقع على الأرض كشف خلاف ذلك، حيث لم تترجم هذه الوعود إلى أي إنجاز ملموس، واكتفت الشركة بإضافة باخرة أو اثنتين فقط من الأسطول القديم بهدف رفع المردودية المالية، دون أي تحسن يذكر على مستوى البنية التحتية أو ظروف النقل، ما جعل شريحة واسعة من الزبناء تعتبر تلك الاستثمارات مجرد أرقام للترويج الإعلامي، لا أكثر.
غياب تام مجلس إدارة هيئة ميناء طنجة المدينة
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: بالياريا طنجة المدینة ملیون یورو
إقرأ أيضاً:
استثمار يتجاوز 300 مليون يورو.. DHL تراهن على مستقبل أفريقيا كقوة تجارية عالمية
أعلنت مجموعة DHL العالمية عن خطة استثمارية طموحة تتجاوز 300 مليون يورو في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، بهدف تعزيز بنيتها التحتية وتوسيع نطاق خدماتها اللوجستية ودعم نمو الشركات في قطاعات حيوية تشمل التجارة الإلكترونية، والسلع سريعة التلف، والطاقة، وعلوم الحياة والرعاية الصحية.
الاستثمار الجديد، الذي سيمتد على مدار عدة سنوات، يشمل وحدات DHL Express وDHL Global Forwarding وDHL Supply Chain، في خطوة تُجسّد التزام الشركة طويل الأمد تجاه واحدة من أسرع المناطق نموًا في العالم. وتأتي هذه المبادرة في وقت تتزايد فيه فرص التجارة البينية في أفريقيا، مدفوعة بجهود التكامل الإقليمي وإطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، التي تهدف إلى إنشاء سوق موحدة قادرة على تعزيز التعاون التجاري وفتح ممرات جديدة مع الأسواق العالمية.
أفريقيا في قلب خريطة النمو العالميبحسب مؤشر DHL العالمي لتتبع الترابط التجاري، تصدرت منطقة أفريقيا جنوب الصحراء جميع مناطق العالم في النصف الأول من عام 2025 بنسبة نمو بلغت 10% في قيمة التجارة، متقدمةً على أمريكا الشمالية (7%) وأمريكا الجنوبية والوسطى (5%). وتشير التقديرات إلى أن حجم التجارة في القارة سيواصل نموه بمعدل 4.3% سنويًا حتى عام 2029، ليحتل المرتبة الثانية عالميًا بعد جنوب ووسط آسيا.
ويقول جون بيرسون، الرئيس التنفيذي لشركة DHL Express، إن القارة تمر بمرحلة محورية في مسيرتها التجارية: "على الرغم من التقلبات العالمية، تواصل أفريقيا إظهار المرونة والزخم. استثمارنا يعكس ثقتنا في مستقبل القارة والتزامنا بتمكين التدفقات التجارية التي تدفع النمو الشامل، نريد أن نساعد الشركات الأفريقية، من الصغيرة إلى الكبرى، على المنافسة في الأسواق العالمية".
تخطط DHL Express لتحديث بوابات الشحن وزيادة خدمات النقل الجوي وتوسيع التغطية لتشمل المدن الثانوية الصاعدة كمراكز جديدة للطلب في إطار اتفاقية التجارة الحرة القارية، وبصفتها الشركة الوحيدة التي تمتلك شبكة جوية متكاملة في أفريقيا جنوب الصحراء، تعمل DHL على ربط هذه المدن بمسارات استراتيجية بين أفريقيا وأوروبا وآسيا، مستفيدة من النمو السريع في دول مثل إثيوبيا ونيجيريا.
أضافت هيني هيمانز، الرئيسة التنفيذية لشركة DHL Express في أفريقيا جنوب الصحراء، أن الهدف هو تسهيل التجارة عبر الحدود وتقديم خدمات أكثر موثوقية: "مع توسع التجارة، تحتاج الشركات إلى أوقات شحن دقيقة ودعم محلي متفهم للواقع الميداني. سنكون أقرب إلى عملائنا ونساعدهم على إدارة عملياتهم بكفاءة أعلى والمنافسة عالميًا بثقة أكبر".
أما وحدة DHL Global Forwarding، فتركز استثماراتها الجديدة على دعم القطاعات التي تمثل عصب التجارة في القارة. وتشمل الخطط توسيع حلول النقل في مجالات الطاقة والصناعة لدعم التحول العالمي نحو الطاقة النظيفة، وتعزيز سلاسل التبريد الخاصة بالمنتجات الزراعية سريعة التلف والبستنة، إلى جانب تطوير حلول نقل متخصصة لقطاع علوم الحياة والرعاية الصحية تعتمد على التحكم الدقيق في درجات الحرارة.
تابع أمادو ديالو، الرئيس التنفيذي لـ DHL Global Forwarding في الشرق الأوسط وأفريقيا، أن المرحلة المقبلة تتطلب مزيدًا من المرونة والابتكار، مضيفًا: "أنماط التجارة تتغير بسرعة، والقواعد التنظيمية تصبح أكثر تعقيدًا، لذا أصبحت الموثوقية والوضوح مطلبًا أساسيًا، نعمل على تطوير أدوات رقمية تمنح العملاء رؤية شاملة لشحناتهم من المصدر حتى الوجهة النهائية، بما يضمن حركة أكثر سلاسة للبضائع ودعمًا لنموهم في الأسواق الجديدة".
من جانبها، تعمل DHL Supply Chain على توسيع قدراتها في قطاع النقل وعلوم الحياة والرعاية الصحية، مع التركيز على الخدمات الحساسة لدرجات الحرارة التي تتطلب دقة في النقل والتخزين، خصوصًا للأدوية والمستلزمات الطبية، كما تسعى الشركة إلى زيادة كفاءتها في الخدمات اللوجستية التعاقدية وتوسيع طاقتها الاستيعابية في جنوب أفريقيا، التي تعد السوق الأكبر والأكثر نضجًا في القارة.
قال أوركون ساروهان أوغلو، الرئيس التنفيذي لسلسلة توريد DHL في الشرق الأوسط وأفريقيا: "تشهد الأسواق الأفريقية طلبًا متزايدًا على الخدمات اللوجستية المتخصصة، خصوصًا في قطاعات الرعاية الصحية والنقل، نحن نستثمر لتلبية هذا الطلب وتزويد عملائنا بحلول مرنة تساعدهم على تحسين الكفاءة وتقليل المخاطر والتوسع بثقة".
التزام بالاستدامة والرقمنةلا يقتصر استثمار DHL على البنية التحتية فقط، بل يمتد إلى دعم الاستدامة وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة، من خلال مبادرة GoTrade، توفر الشركة برامج تدريب وخبرة جمركية للشركات المحلية لتمكينها من دخول الأسواق العالمية.
كما تعمل على تجارب في مجال الطاقة المتجددة والوقود البديل داخل منشآتها، إلى جانب تطوير أدوات رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة المسارات وتقليل الاحتكاك في التجارة عبر الحدود.
وتُبرز هذه الخطوات رؤية DHL نحو مستقبل أكثر اتصالًا واستدامة، حيث تسعى لخلق منظومة متكاملة تربط أفريقيا بالعالم وتمنحها مكانة متقدمة في حركة التجارة الدولية، ومع امتلاكها لأوسع تغطية جغرافية في القارة، تؤكد الشركة أنها في موقع فريد لقيادة المرحلة التالية من نمو أفريقيا التجاري، وتعزيز دورها كقوة اقتصادية قادمة على الساحة العالمية.