الجارديان: الصحافة الدولية تبحث عن سبل لتجاوز الحظر الإسرائيلي على دخول غزة
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
يبحث الصحافيون الدوليون الراغبون في تغطية الهجمات على قطاع غزة عن سبل لتجاوز الحظر الذي تفرضه عليهم إسرائيل ومصر لدخول القطاع.
وبحسب ما نشرته صحيفة الغارديان، اشتكى أعضاء الصحافة الدولية عدم قدرتهم على نقل التطورات الميدانية بشكل شامل بسبب إغلاق إسرائيل ومصر معبري إيرز ورفح الحدوديين أمام الصحافيين.
واتخذت جمعية الصحافيين الأجانب العاملين في إسرائيل خطوات لتقديم طلب للحصول على "الانتصاف القانوني" بعد الطلبات المقدمة إلى المكتب الصحافي للحكومة الإسرائيلية والجيش للسماح للصحافيين بدخول غزة، ولكن تم تجاهلها.
وذكر بيان صادر عن الجمعية، أنه تم تذكير إسرائيل بأنها سمحت بالدخول إلى غزة أثناء وبعد الاشتباكات السابقة.
وأشار إلى أن قرار المحكمة العليا الإسرائيلية في 2008 أكد أنه لا ينبغي منع الصحافيين من دخول غزة.
وجاء في البيان: "تتوقع جمعية الصحافيين الأجانب من الحكومة والجيش الإسرائيليين السماح للصحافيين بتغطية الأحداث بحرية".
كما دعا إلى زيادة العدد المحدود من حصة “الصحافيين الملحقين” التي يحتفظ بها الجيش.
وفي حديثه لصحيفة الجارديان، قال مراسل قناة الرابعة البريطانية سيكوندر كرماني: "إنه أمر محبط للغاية عدم القدرة على توثيق المشهد المروع في غزة بشكل مباشر"، مؤكداً أن هناك صحافيين فلسطينيين يكتبون أخباراً مهمة جداً.
اقرأ أيضاً
لماذا تخشى إسرائيل من دخول الصحفيين الأجانب لغزة خلال الهدنة المرتقبة؟
وذكر كرماني أن الوصول المستقل إلى غزة سيسمح بإجراء فحص أكثر تعمقًا للعديد من المزاعم، والادعاءات المضادة وفهم أفضل للديناميكيات الداخلية في غزة.
وأضاف: "إن عواقب هذه الحرب ستكون محسوسة في أجزاء كثيرة من العالم لسنوات عديدة، ومن المهم للغاية أن يتمكن الصحافيون الدوليون من إجراء تحقيقات صحافية بذلك."
من جهته، قال جيمي ويلسون، مدير الأخبار الدولية في صحيفة الغارديان: "إن هذه مسألة صعبة بالنسبة للمؤسسات الإعلامية، نريد تقديم أخبار شاملة من الميدان، ولكن الوضع في غزة خطير للغاية".
من جانبه أكد محرر الشؤون الدولية في "بي بي سي" جيريمي بوين: "إنه ليس هناك ما هو أفضل في تغطية الحرب من استخدام عينيك وأذنيك".
من ناحية أخرى، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفاع عدد الصحافيين الذين استشهدوا جراء الهجمات الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر الماضي، إلى 89.
اقرأ أيضاً
الخارجية الأمريكية: لا دليل على استهداف إسرائيل مدنيين أو صحفيين في غزة
المصدر | الأناضولالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: صحفيون العداون الإسرائيلي حظر غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الجارديان: الحر الشديد هو مستقبل أوروبا بلا مفر
بينما تجاوزت درجات الحرارة في باريس الأسبوع الماضي حاجز الـ38 درجة مئوية، وجدت صحيفة الجارديان البريطانية نفسها تتخيل القفز في مياه "قناة سان مارتان" كما يفعل السكان في نهر الليمات الصافي في زيورخ.
الحرارة الشديدة لم تعد استثناءً، بل أصبحت ملامح مستقبل المدن الأوروبية، التي تتحول خلال موجات الحر إلى "نقاط الصفر" في مواجهة آثار أزمة المناخ.
في باريس، التي تعاني من نقص حاد في المساحات الخضراء وتحتل المرتبة الأخيرة في مؤشر "المنظر الأخضر" لمعهد إم آي تي، بات السؤال الملح: كيف يمكن جعل الحياة في المدينة أكثر احتمالاً في ظل شوارع متعرقة وإسفلت يغلي تحت الأقدام؟.
حلول صغيرة في مواجهة أزمة كبيرةفي مواجهة هذه التحديات، لا تملك المدن سوى "التكيف". فالمبادرات المحلية، وإن بدت رمزية، أصبحت أدوات حيوية لمواجهة الواقع المناخي القاسي. من بين هذه المبادرات في باريس: جدران خضراء بجانب محطات المترو، تحويل مواقف سيارات إلى أحواض من الزهور والأعشاب، ومشاريع الغابات الحضرية كالغابة المزروعة أمام بلدية باريس.
ويوم الأحد الماضي، دشنت رئيسة بلدية باريس، آن هيدالجو، مشروعها الطموح لجعل نهر السين صالحاً للسباحة لأول مرة منذ قرن. قد يبدو الأمر للبعض مجرد "عرض دعائي"، لكن الباريسيين المتحمسين للنزول إلى النهر يرونه علامة على تحول ثقافي ومناخي.
في أحد تقاطعات باريس، تحول المشهد: الإسفلت الأسود الذي يمتص الحرارة استبدل بحجارة فاتحة اللون تعكس أشعة الشمس، ونصف المساحة السابقة رصع بالنباتات. “التحول البصري لا يمكن إنكاره” وما كان جزيرة حرارية خانقة، سيغدو خلال سنوات واحة أكثر برودة.
رغم الانتقادات الموجهة لهيدالجو، فإن تحولات مثل تحويل ضفاف السين لمناطق مشاة وانتشار مسارات الدراجات تعكس شجاعة سياسية نادرة. فوفقاً للناشط لوك بيرمان من شبكة "الدراجات والمشي"، ارتفعت نسبة الرحلات بالدراجات في باريس من 2% إلى 12% خلال عشر سنوات، بينما تراجعت السيارات من 12% إلى 4%. ويعلق بيرمان قائلاً: "لا توجد مدينة بهذا الحجم تحركت بهذه السرعة.. إنها مثال على ما يمكن للسياسة المحلية أن تحققه".
ورغم هذه التغيرات، تبقى الحرارة قاسية. فحتى الغرف المظللة لم تنج من ليالٍ لاهبة بلا نوم. في المقابل، تحاول أحزاب اليمين المتطرف كـ"التجمع الوطني" بقيادة مارين لوبان استثمار المطالب بتكييف الهواء كقضية انتخابية، دون تقديم حلول جذرية لأزمة المناخ.
وفي حين أن تكييف دور رعاية المسنين والمدارس ومترو الأنفاق أمر ضروري، فإن الحقيقة المرة أن عمارات باريس القديمة من القرن التاسع عشر ليست مؤهلة لتعميم أنظمة التكييف.
المستقبل القريب يبدو أكثر سخونة. وربما يكون كلام عالم البيئة الكندي ديفيد سوزوكي بأن "الأوان قد فات" قاسياً، لكنه يعكس الشعور المتزايد بالعجز. نعم، لا يزال بإمكاننا الحد من تفاقم الأزمة، لكن الضرر الذي لحق بالحاضر والمستقبل أصبح ملموساً.