صدى البلد:
2025-10-07@23:57:27 GMT

الجارديان: الحر الشديد هو مستقبل أوروبا بلا مفر

تاريخ النشر: 10th, July 2025 GMT

بينما تجاوزت درجات الحرارة في باريس الأسبوع الماضي حاجز الـ38 درجة مئوية، وجدت صحيفة الجارديان البريطانية نفسها تتخيل القفز في مياه "قناة سان مارتان" كما يفعل السكان في نهر الليمات الصافي في زيورخ.

الحرارة الشديدة لم تعد استثناءً، بل أصبحت ملامح مستقبل المدن الأوروبية، التي تتحول خلال موجات الحر إلى "نقاط الصفر" في مواجهة آثار أزمة المناخ.

 

في باريس، التي تعاني من نقص حاد في المساحات الخضراء وتحتل المرتبة الأخيرة في مؤشر "المنظر الأخضر" لمعهد إم آي تي، بات السؤال الملح: كيف يمكن جعل الحياة في المدينة أكثر احتمالاً في ظل شوارع متعرقة وإسفلت يغلي تحت الأقدام؟.

حلول صغيرة في مواجهة أزمة كبيرة

في مواجهة هذه التحديات، لا تملك المدن سوى "التكيف". فالمبادرات المحلية، وإن بدت رمزية، أصبحت أدوات حيوية لمواجهة الواقع المناخي القاسي. من بين هذه المبادرات في باريس: جدران خضراء بجانب محطات المترو، تحويل مواقف سيارات إلى أحواض من الزهور والأعشاب، ومشاريع الغابات الحضرية كالغابة المزروعة أمام بلدية باريس.

ويوم الأحد الماضي، دشنت رئيسة بلدية باريس، آن هيدالجو، مشروعها الطموح لجعل نهر السين صالحاً للسباحة لأول مرة منذ قرن. قد يبدو الأمر للبعض مجرد "عرض دعائي"، لكن الباريسيين المتحمسين للنزول إلى النهر يرونه علامة على تحول ثقافي ومناخي.

في أحد تقاطعات باريس، تحول المشهد: الإسفلت الأسود الذي يمتص الحرارة استبدل بحجارة فاتحة اللون تعكس أشعة الشمس، ونصف المساحة السابقة رصع بالنباتات. “التحول البصري لا يمكن إنكاره” وما كان جزيرة حرارية خانقة، سيغدو خلال سنوات واحة أكثر برودة.

رغم الانتقادات الموجهة لهيدالجو، فإن تحولات مثل تحويل ضفاف السين لمناطق مشاة وانتشار مسارات الدراجات تعكس شجاعة سياسية نادرة. فوفقاً للناشط لوك بيرمان من شبكة "الدراجات والمشي"، ارتفعت نسبة الرحلات بالدراجات في باريس من 2% إلى 12% خلال عشر سنوات، بينما تراجعت السيارات من 12% إلى 4%. ويعلق بيرمان قائلاً: "لا توجد مدينة بهذا الحجم تحركت بهذه السرعة.. إنها مثال على ما يمكن للسياسة المحلية أن تحققه".

ورغم هذه التغيرات، تبقى الحرارة قاسية. فحتى الغرف المظللة لم تنج من ليالٍ لاهبة بلا نوم. في المقابل، تحاول أحزاب اليمين المتطرف كـ"التجمع الوطني" بقيادة مارين لوبان استثمار المطالب بتكييف الهواء كقضية انتخابية، دون تقديم حلول جذرية لأزمة المناخ.

وفي حين أن تكييف دور رعاية المسنين والمدارس ومترو الأنفاق أمر ضروري، فإن الحقيقة المرة أن عمارات باريس القديمة من القرن التاسع عشر ليست مؤهلة لتعميم أنظمة التكييف.

المستقبل القريب يبدو أكثر سخونة. وربما يكون كلام عالم البيئة الكندي ديفيد سوزوكي بأن "الأوان قد فات" قاسياً، لكنه يعكس الشعور المتزايد بالعجز. نعم، لا يزال بإمكاننا الحد من تفاقم الأزمة، لكن الضرر الذي لحق بالحاضر والمستقبل أصبح ملموساً.

طباعة شارك فرنسا باريس نهر السين أوروبا الحر

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فرنسا باريس نهر السين أوروبا الحر فی باریس

إقرأ أيضاً:

ندوة حول مستقبل الشحن وإدارة المحيطات المستدامة

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة المنتدى البرلماني التشريعي الأول ينطلق اليوم في أبوظبي خلال فعاليات «ملتقى جودة المياه».. الإمارات تؤكد ريادتها في الابتكار

كشفت جامعة السوربون أبوظبي عن استضافة ندوة دولية يوم الثلاثاء 14 أكتوبر في حرم الجامعة بجزيرة الريم، بالتعاون مع مركز آسيا والمحيط الهادئ للقانون البيئي بجامعة سنغافورة الوطنية.
وتُعقد هذه الندوة تحت عنوان «مستقبل المحيطات.. تسريع وتيرة إزالة الكربون وتعزيز الابتكار في قطاع الشحن وحماية التنوع البيولوجي البحري، من خلال القانون والسياسات والذكاء الاصطناعي»، بالتعاون مع سفارة سويسرا في دولة الإمارات، ومملكة البحرين، ومبادرة «محيطات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» التابعة لمؤسسة جومبوك.
وتأتي هذه الفعالية في إطار عام المحيط الذي أطلقته جامعة السوربون أبوظبي، لتؤكد التزام الجامعة الراسخ بتعزيز البحث العلمي المتخصّص في علوم البحار، عبر معهد المحيطات التابع لها، والذي جرى افتتاحه خلال مؤتمر الأطراف كوب 28. وتجمع الفعالية نخبة من الخبراء الدوليين لمناقشة دور السياسات والقوانين والابتكارات في ضمان مستقبل أكثر استدامة لمحيطات العالم.
يُنقَل أكثر من 80% من حجم التجارة العالمية عبر الشحن، ويسهم بحوالي 3% من انبعاثات غازات الدفيئة على مستوى العالم، وفقاً للمنتدى البحري العالمي. وفي الوقت نفسه، تفرض الأنشطة البحرية عبئاً متزايداً على التنوع البيولوجي، بدءاً من التلوث السمعي وتشويه المواطن الطبيعية، ووصولاً إلى انتشار الأنواع الغازية. وفي ضوء ذلك، تركّز الندوة على ثلاثة محاور مترابطة، وهي التحوّل نحو تقليل الانبعاثات الكربونية من قطاع الشحن، وحماية التنوع البيولوجي البحري، وتوظيف الذكاء الاصطناعي والروبوتات والحلول المناخية القائمة على الطبيعة لتعزيز حوكمة المحيطات.

مقالات مشابهة

  • الأحمر يطمح لقطع أكثر من نصف الطريق في مواجهة قطر المونديالية
  • وداعًا للتعب.. رقية شرعية مجربة تنهي الألم الشديد
  • أمطار واضطرابات في حركة الملاحة.. الأرصاد تكشف حالة الطقس الحالية
  • غلق 24 منشأة طبية خاصة وإنذار 23 أخرى خلال أسبوع بالبحيرة
  • مستقبل وطن بالإسكندرية يُكرّم أمانة صناعة المحتوى على جهودها بالشيوخ
  • ندوة حول مستقبل الشحن وإدارة المحيطات المستدامة
  • مستقبل الاحتراف السعودي في أوروبا.. أسماء لامعة تطرق الأبواب
  • نور عريضة تضع الكوفية الفلسطينية في شوارع باريس
  • الأرصاد تحذر من تقلبات في حالة الطقس وسقوط أمطار على تلك المناطق
  • محمد أبو شامة: مصر تلعب دورًا محوريًا في مستقبل القضية الفلسطينية