صدى البلد:
2025-07-12@03:20:08 GMT

الجارديان: الحر الشديد هو مستقبل أوروبا بلا مفر

تاريخ النشر: 10th, July 2025 GMT

بينما تجاوزت درجات الحرارة في باريس الأسبوع الماضي حاجز الـ38 درجة مئوية، وجدت صحيفة الجارديان البريطانية نفسها تتخيل القفز في مياه "قناة سان مارتان" كما يفعل السكان في نهر الليمات الصافي في زيورخ.

الحرارة الشديدة لم تعد استثناءً، بل أصبحت ملامح مستقبل المدن الأوروبية، التي تتحول خلال موجات الحر إلى "نقاط الصفر" في مواجهة آثار أزمة المناخ.

 

في باريس، التي تعاني من نقص حاد في المساحات الخضراء وتحتل المرتبة الأخيرة في مؤشر "المنظر الأخضر" لمعهد إم آي تي، بات السؤال الملح: كيف يمكن جعل الحياة في المدينة أكثر احتمالاً في ظل شوارع متعرقة وإسفلت يغلي تحت الأقدام؟.

حلول صغيرة في مواجهة أزمة كبيرة

في مواجهة هذه التحديات، لا تملك المدن سوى "التكيف". فالمبادرات المحلية، وإن بدت رمزية، أصبحت أدوات حيوية لمواجهة الواقع المناخي القاسي. من بين هذه المبادرات في باريس: جدران خضراء بجانب محطات المترو، تحويل مواقف سيارات إلى أحواض من الزهور والأعشاب، ومشاريع الغابات الحضرية كالغابة المزروعة أمام بلدية باريس.

ويوم الأحد الماضي، دشنت رئيسة بلدية باريس، آن هيدالجو، مشروعها الطموح لجعل نهر السين صالحاً للسباحة لأول مرة منذ قرن. قد يبدو الأمر للبعض مجرد "عرض دعائي"، لكن الباريسيين المتحمسين للنزول إلى النهر يرونه علامة على تحول ثقافي ومناخي.

في أحد تقاطعات باريس، تحول المشهد: الإسفلت الأسود الذي يمتص الحرارة استبدل بحجارة فاتحة اللون تعكس أشعة الشمس، ونصف المساحة السابقة رصع بالنباتات. “التحول البصري لا يمكن إنكاره” وما كان جزيرة حرارية خانقة، سيغدو خلال سنوات واحة أكثر برودة.

رغم الانتقادات الموجهة لهيدالجو، فإن تحولات مثل تحويل ضفاف السين لمناطق مشاة وانتشار مسارات الدراجات تعكس شجاعة سياسية نادرة. فوفقاً للناشط لوك بيرمان من شبكة "الدراجات والمشي"، ارتفعت نسبة الرحلات بالدراجات في باريس من 2% إلى 12% خلال عشر سنوات، بينما تراجعت السيارات من 12% إلى 4%. ويعلق بيرمان قائلاً: "لا توجد مدينة بهذا الحجم تحركت بهذه السرعة.. إنها مثال على ما يمكن للسياسة المحلية أن تحققه".

ورغم هذه التغيرات، تبقى الحرارة قاسية. فحتى الغرف المظللة لم تنج من ليالٍ لاهبة بلا نوم. في المقابل، تحاول أحزاب اليمين المتطرف كـ"التجمع الوطني" بقيادة مارين لوبان استثمار المطالب بتكييف الهواء كقضية انتخابية، دون تقديم حلول جذرية لأزمة المناخ.

وفي حين أن تكييف دور رعاية المسنين والمدارس ومترو الأنفاق أمر ضروري، فإن الحقيقة المرة أن عمارات باريس القديمة من القرن التاسع عشر ليست مؤهلة لتعميم أنظمة التكييف.

المستقبل القريب يبدو أكثر سخونة. وربما يكون كلام عالم البيئة الكندي ديفيد سوزوكي بأن "الأوان قد فات" قاسياً، لكنه يعكس الشعور المتزايد بالعجز. نعم، لا يزال بإمكاننا الحد من تفاقم الأزمة، لكن الضرر الذي لحق بالحاضر والمستقبل أصبح ملموساً.

طباعة شارك فرنسا باريس نهر السين أوروبا الحر

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فرنسا باريس نهر السين أوروبا الحر فی باریس

إقرأ أيضاً:

الاحترار المناخي يشعل "القيظ الأوروبي" بمقدار 4 درجات

جعل التغير المناخي الناجم عن استخدام مصادر الطاقة الاحفورية من موجة القيظ الأخيرة في غرب أوروبا أكثر حرًا حتى أربع درجات إضافية في مدن كثيرة، ما عرّض آلاف الأشخاص لإجهاد حراري خطر على ما أظهرت "دراسة سريعة" نشرت الأربعاء.
وبين نهاية يونيو ومطلع يوليو تجاوزت الحرارة الأربعين درجة مئوية في كثير من الدول الأوروبية، خلال موجة حر استثنائية أتت بشكل مبكر وأثارت تحذيرات صحية كثيرة.
أخبار متعلقة صور| الحر يتلاعب بطقس أوروبا.. حرائق وفيضانات وحالة تأهبصور| بسبب موجة أوروبا الحارة.. إغلاق جزء العلوي من برج إيفل في باريسموجة حر شديد تضرب جنوب أوروبا.. ومخاوف من اندلاع حرائقوقال بن كلارك من جامعة إمبريال كوليدج في لندن التي قادت الدراسة مع لندن سكول أوف هايجين أند تروبيكال ساينس "نرى أن الاحترار المناخي فاقم من موجة الحر بدرجتين إلى أربع درجات مئوية تقريبا في غالبية المدن" التي تمت دراستها.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } موجات حر غير مسبوقة تضرب أوروبا - أ ف ب
وخلصت هذه "الدراسة السريعة" إلى أن موجة القيظ هذه خلّفت عددا أكبر من الوفيات المرتبطة بالحر مما كان ليحصل لولا الاحترار المناخي. وأجرى هذه الدراسة أكثر من عشرة باحثين من خمس مؤسسات أوروبية بانتظار الحصيلة الرسمية التي لن تصدر قبل أسابيع عدة.
ومن أجل تقييم تأثير التغير المناخي، قام العلماء بمحاكاة شدة موجة الحر في عالم لم يشهد هذا الاستهلاك الكثيف للفحم والنفط والغاز انطلاقا من بيانات الأحوال الجوية المتوافرة.
وخلص العلماء هؤلاء إلى أن موجة الحر "كانت لتكون أقل بدرجتين إلى أربع درجات مئوية" من دون التغير المناخي الحاصل في 11 من المدن ال12 التي تمت دراستها.
وفاقمت هذه الدرجات الإضافية بشكل كبير من الأخطار على صحة سكان المدن المشمولة بالدراسة والبالغ عددهم 30 مليون نسمة، ومنها باريس ولندن ومدريد.
وقال كلارك لصحفيين "هذا الأمر يعرض بعض الفئات لخطر كبر. فللبعض الطقس حار وجميل. لكن بالنسبة إلى جزء كبير من السكان يصبح الوضع خطرا".حياة أو موت
وحاولت الدراسة للمرة الأولى تقدير عدد الوفيات الناجمة عن موجة الحر في 12 مدينة والنسبة منها المنسوبة إلى التغير المناخي.
وبالاستناد إلى وسائل علمية دقق فيها علماء آخرون، ودراسات معروفة حول الحر والوفيات، اعتبرت الدراسة أن موجة الحر تسببت على الأرجح ب2300 وفاة مبكرة بين 23 يونيو والثاني من يوليو في هذه المدن.
وما كانت 1500 وفاة تقريبا أي ثلثاها لتسجل لولا الدرجات الإضافية الناجمة عن اضطرابات المناخ.
وشدد معدو الدراسة الذين ينتمون إلى مؤسسات في المملكة المتحدة وهولندا والدنمارك وسويسرا، على أن هذا التقدير ليس سوى نبذة قبل ورود الحصيلة الرسمية.
خطر على المسنين
وتشكل موجات الحر خطرا خصوصا على المسنين والمرضى والأطفال الصغار والعمال في الهواء الطلق وأي شخص يتعرض لدرجات حرارة مرتفعة لفترات طويلة من دون أي راحة ولا سيما خلال توالي الليالي الحارة.
وعرفت مناطق واسعة في جنوب أوروبا "ليالي مدارية" متتالية لم تشهد تراجعا في درجات الحرارة تسمح لجسم الإنسان بالتعويض.
وقال غاريفالوس كونستانتينيديس من إمبريال كوليدج في لندن "بالنسبة إلى آلاف الأشخاص تشكل زيادة في الحرارة من درجتين إلى أربع درجات كل الفرق بين الحياة والموت".
وأضاف "لذا تعتبر موجات الحر قاتلا صامتا. فغالبية الوفيات تسجل في منازل أو مستشفيات بعيدا عن الأنظار ونادرا ما يبلغ بها".
وتفيد السلطات بأن وضع حصيلة نهائية للضحايا يحتاج إلى أسابيع. وسبق لموجات حر متتالية كهذه أن تسبب بعشرات آلاف الوفيات المبكرة في أوروبا في مواسم صيف سابقة.

مقالات مشابهة

  • الأرصاد: موجة الحر مستمرة ودرجات الحرارة المحسوسة تتجاوز الـ 39
  • حرارة شديدة قاتلة.. موجة أكثر فتكا تضرب العالم | ما القصة؟
  • دراسة تقدّر وفاة 2300 شخص بسبب موجة الحر في أوروبا
  • 2300 وفاة خلال 10 أيام.. موجة حر قاتلة تضرب أوروبا!
  • دراسة: التغير المناخي ضاعف ثلاث مرات حصيلة وفيات الحر في أوروبا
  • دعاء الحر الشديد .. اللهم خفف حرارة الشمس وأثرها علينا
  • أوروبا.. وفاة 2300 شخص جراء موجتي الحر الشديد
  • الاحترار المناخي يشعل "القيظ الأوروبي" بمقدار 4 درجات
  • دراسة: الاحتباس الحراري تسبب في ارتفاع 4 درجات خلال الموجة الأخيرة في أوروبا