الخصاونة يعلق على دعوات الإضراب في الأردن: تستهدف المساس بأمننا وسلمنا المجتمعي واقتصادنا
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
عمّان، الأردن (CNN)-- وجه رئيس الوزراء الأردني، بشر الخصاونة دعوة إلى الأردنيين، الأحد، لتشجيعهم على التبرع بيوم عمل لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة، بدلا من تنفيذ "إضراب عام"، وأكد أن الادعاءات بمرور بضائع برا إلى إسرائيل عبر الأردن، تندرج في باب "الأكاذيب".
وجاءت تصريحات الخصاونة خلال جلسة لمجلس الوزراء عُقدت، صباح الأحد، علق فيها على قضيتي الإضراب المرتقب، والمزاعم بشأن سماح الأردن بمرور جسر بري عبر أراضيه لنقل بضائع إلى إسرائيل.
وفي التصريحات التي نقلتها وزارة الاتصال الحكومي لوسائل الإعلام، وحصلت CNN بالعربية على نسخة منها، قال الخصاونة: "سمعنا ونسمع الكثير من أوجه التشويه والتضليل والكذب عن نشاطات تجري في الأردن وعبر الأردن، من شأنها أن توفر غطاءً أو دعماً لاستمرار آلة التقتيل التي نعمل بدأب وجدية على وقفها".
وأضاف الخصاونة: "نقول بملء الفم وللمرة الأخيرة، النقل الذي يمرّ ويخرج من وإلى الأردن لم تتغير ترتيباته منذ سنوات طويلة، وترتيبات النقل الحاكمة والضابطة لدخول الأشخاص والبضائع عبر الترانزيت هي ذات الترتيبات القائمة منذ عقود، ولم يجرِ عليها أي تغيير أو تعديل أخيراً، وما بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
وجدد الخصاونة في تصريحاته التأكيد، على مواقف الأردن الثابتة والمعروفة من دعم الفلسطينيين والتحركات الدولية التي يقوم بها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وأكد رئيس الحكومة الأردنية أن الجميع يقف "مع الحالة الوطنية العامة والحالة الدولية العامة، في إطار إنتاج الضغط الدَّولي اللازم لوقف هذا التقتيل والعدوان والجرائم الآثمة التي تقترفها إسرائيل بحقّ الأطفال والمسنين والمدنيين والأبرياء في غزّة".
وكانت مصادر حكومية أردنية أكدت، السبت، لوكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا"، أن "ما يتم تناقله من أخبار منسوبة لوسائل إعلام عبرية ووسائل التواصل الاجتماعي، عن وجود جسر بري بديل للبحر الأحمر، عبر موانئ دبي مروراً بالسعودية والأردن، لنقل بضائع إلى إسرائيل، لا صحة لها أبداَ".
وبشأن الإضراب المتوقع تنفيذه، الاثنين، على غرار إضراب سابق شاركت به قطاعات اقتصادية وتجارية على نطاق واسع في 11 ديسمبر/كانون الأول الجاري، قال الخصاونة: "نشجع على التبرع بعمل يوم بدلاً من الإضراب لصالح النشاط الإنساني والإسناد الإنساني، لأهلنا في قطاع غزة".
وأضاف: "أيّ إضراب أو نشاط هو تعبير يستهدف الضغط السياسي للوصول إلى موقف معين، ونحن لدينا موقف متحِد ما بين القيادة والحكومة والشعب، وبالتالي تصبح هذه الدعوات ضرباً من إيذاء الذات وإنتاج الوهن في الجبهة الداخلية الأردنية".
وأشار الخصاونة في حديثه، إلى أنه من "المطلوب اليوم أن تكون الجبهة الداخلية قوية اقتصادياً واجتماعياً، وفي وضع تستطيع فيه أن تخدم وتقدم العون اللازم لأهلنا في غزة والضفة الغربية"، لافتا إلى ما قال إنه وعي المواطنين تجاه هذه القضايا المختلفة، وأنّ "هناك ملايين راغبين في تقديم الدعم العيني والنقدي والوجداني لأهلنا في فلسطين وغزة".
وتحدث رئيس الوزراء الأردني أيضا عن الحالة الوطنية والاجتماعية والاقتصادية المتماسكة، قائلا إنها "تصبح مطلباً وطنياً أساسياً"، وإن "الدعوات المتعلقة بشلّ النشاط الاقتصادي من إضرابات وغيرها، لم ولا تخدم دعم أهلنا في غزة وإسنادهم بشيء، وتفضي وتؤدي إلى ضرر بأرزاق الناس وبالحالة الاقتصادية".
وأكد الخصاونة "ضرورة أن نُعمل العقل تجاه التعامل مع هذه الدعوات، ونحن نثق في حكمة وعقل ووجدانيات أهلنا ونتساءل: بماذا يخدم الإضراب العام في الأردن التي يوجد اتحاد بين موقفها الرسمي والشعبي تجاه دعم وإسناد أهلنا في غزة وفلسطين؟".
وأكد الخصاونة، أن شريان الدعم والإسناد الذي يقدمه الأردن للأشقاء الفلسطينيين، شمل إرسال أدوية ومستلزمات صحية وطبية وقمح وحبوب، وقوافل مساعدات وعمليات إنزال بالطائرات، لإيصال المساعدات للمستشفيات الميدانية في غزة، لدعم صمود الأشقاء في هذه الظروف.
وأوضح أن الشعب الأردني كما هو دأبه "يرتقي دوماً إلى مستوى الحدث والمسؤولية الوطنية، ويدرك أن دعوات التحريض والتشكيك مغرضة، وتستهدف المساس بأمننا وسلمنا المجتمعي واقتصادنا، ولم يسمح بأن تجرّ فئة قليلة ضالة البلاد إلى أتون هذه الاتجاهات التي تستهدف حالة الاستقرار الوطني".
وأشار رئيس الحكومة الأردنية، إلى أن بلاده بدأت "تلمس" تغييراً وانعطافاً في المواقف الدولية تجاه "الجرائم التي تقترفها إسرائيل"، وأضاف: "ونقول بأمانة واعتزاز إنّ لجلالة الملك عبدالله الثاني دوراً طليعياً وكبيراً فيها".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الحكومة الأردنية الملك عبدالله الثاني قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأردن: إسرائيل تمعن في التعدي على حق الشعب الفلسطيني
عمان - أدان الأردن، الخميس، موافقة إسرائيل على بناء 22 مستوطنة جديدة بالضفة الغربية، واعتبرها "انتهاكا صارخا" للقانونين الدولي والإنساني و"إمعانا في التعدي على حق الشعب الفلسطيني".
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية، أدانت فيه "بأشد العبارات" قرار إسرائيل.
واعتبر البيان مصادقة الكابينت "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وإمعانًا واضحًا في التعدي على حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة".
وأكد على "رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدة لهذا القرار الذي يخالف قرارات مجلس الأمن الدولي (..)".
وأشار إلى أن "جميع الإجراءات والقرارات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية وغير شرعية"، مشددا على أن "لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة".
وطالبت الخارجية الأردنية، المجتمع الدولي "بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، وقف عدوانها على غزة وتصعيدها الخطير في الضفة الغربية المحتلة".
كما دعته إلى "توفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، وتلبية حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، ووقف الجرائم بحقه ومحاسبة المسؤولين عنها".
وفي وقت سابق الخميس، أكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية مصادقة المجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينت" على بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية.
وقالت الوزارة الدفاع في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه، إن "المجلس الوزاري السياسي والأمني المصغر (الكابينت) صادق على قرار تاريخي للاستيطان، بالموافقة على إنشاء 22 مستوطنة جديدة في أنحاء يهودا والسامرة (التسمية اليهودية للضفة الغربية).
وأوضحت في بيانها إن "القرار يشمل إنشاء 4 مستوطنات في منطقة الحدود الشرقية مع الأردن، في إطار تعزيز الحدود الشرقية لدولة إسرائيل، وأمنها القومي، وسيطرتها الاستراتيجية على المنطقة".
وفي 19 يوليو/ تموز 2024، قالت محكمة العدل الدولية، خلال جلسة علنية في لاهاي، إن "استمرار وجود دولة إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني".
وشددت على أن للفلسطينيين "الحق في تقرير المصير" وضرورة "إخلاء المستوطنات الإسرائيلية القائمة على الأراضي المحتلة".
ومنذ أن بدأت الإبادة الجماعية بقطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تكثف إسرائيل جرائمها لضم الضفة الغربية إليها، لا سيما عبر الهدم وتهجير الفلسطينيين وتوسيع الاستيطان، وفق السلطات الفلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 972 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.