بسنت حميدة توقع عقد رعاية مع شركة ايفا فارما في إطار استعداداتها لـ«أولمبياد باريس 2024»
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
وقعت اللاعبة بسنت حميدة، بطلة مصر وإفريقيا في ألعاب القوى، عقد جديد لرعايتها بواسطة شركة ايفا فارما -إحدى شركات الأدوية الوطنية الرائدة بمجال صناعة الدواء- وذلك في ضوء المسئولية المجتمعية للشركة.
وحصلت بسنت حميدة على ميداليتين ذهبيتين خلال مشاركتها في دورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط المنعقدة في مدينة وهران الجزائية العام الماضي، كما فازت بالعديد من الميداليات في البطولات المحلية والإقليمية والدولية.
وأكدت اللاعبة بسنت حميدة، في تصريحات صحفية على هامش توقيع الاتفاق، عن سعادتها لبدء وجود اهتمام بالرياضيين المصريين في الألعاب الفردية، بعد عدم وجود اهتمام أو رعاية لهم من كبرى الشركات الوطنية في السنوات الماضية، لافتًة إلى أن هذا الدعم بمثابة دفعة إضافية لها سعيًا للفوز بميدالية أوليمبية لمصر في «أولمبياد باريس 2024».
وقالت إن رحلة الرياضى شاقة وتحتاج إلى امكانيات ودعم، معربة عن سعادتها بأن شركة ايفا فارما قررت مشاركتها فى تلك الرحلة، وأن وهذا دعم معنوى قبل أن يكون دعم المادى.
وأضافت أن ما يزيد فرحتها هو اصرار شركة ايفا فارما على دعم رياضية مرأة، لأن طريق المرأة فى الرياضة أصعب وعوائقه أكثر، معربة عن أملها أن تستطيع شراكتها مع ايفا فارما فى تغيير الفكر وأن تكون الرياضة هى أسلوب حياة وليست مسابقات فقط.
وأكدت بسنت حميدة، أنها تسعى لرفع اسم مصر عاليًا في العديد من المسابقات الرياضية، مؤكدة على الدعم الكبير الذي توليه الدولة لإعدادهم لـ«أولمبياد باريس 2024»، للمشاركة المشرفة والحصول على ميداليات في المسابقة الأوليمبية، مشيرة إلى أهمية دعم كبرى الكيانات الوطنية للأبطال الرياضيين المصريين.
من جهته، أكد الدكتور رياض أرمانيوس، العضو المنتدب لشركة إيفا فارما، الراعية للاعبة بسنت حميدة، حرص الشركة على دعم عدد من الأبطال الرياضيين المصريين، لافتًا إلى أن «إيفا» سبق وأن وقعت بروتوكول تعاون في حضور الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، لرعاية العديد من فعاليات والأنشطة الرياضية في مصر.
وأضاف الدكتور رياض أرمانيوس، في تصريحات صحفية له على هامش توقيع عقد رعاية اللاعبة بسنت حميدة اليوم، أن الشركة بالإضافة لعملها لتصنيع العديد من الأدوية والمستحضرات الداعمة للرياضيين، مثل مستحضر «أكتي كولا سي»؛ فإنها حريصة على الدعم المادي، ودعم معسكرات إعداد وفعاليات تجهيز الأبطال الرياضيين المصريين للبطولات الدولية.
وقال إننا فى «ايفا فارما» نؤمن بأن الصحة ليست فقط هى تقديم العلاج للمرضى، بل الحياة الصحية التى نعيشها يوميًا، ونعمل يوميًا ليس فقط على تطوير الأدوية، بل نعمل على تحسين النتائج الصحية للمجتمع ككل.
وأشار إلى أن دعم شركة ايفا فارما للبطلة بنست حميدة، لا يمثل فقط دعم رياضية متميزة، وانما دعم للمرأة المصرية القومية والشباب الطموح، وهى رسالة للجميع بأهمية الرياضة فى حياتنا اليومية.
وأوضح أن شركة ايفا فارما ستقدم لبسنت حميدة كل ما لديها من خبرات تكنولوجية وعلمية وأفضل البرامج للتغذية والرعاية الصحية لتمكينها من الاستمرار فى التميز الرياضى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أولمبياد باريس 2024 شركة ايفا فارما
إقرأ أيضاً:
فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة
منذ يومين مرت الذكرى الرابعة والعشرون لرحيل رجل من أعظم رجال مصر فى القرن العشرين؛ رجل لم يكن مجرد سياسي أو صاحب منصب، بل كان مدرسة كاملة فى الوطنية والعناد الشريف والإصرار على أن تبقى مصر واقفة مهما حاولت قوى الاحتلال أن تكسر إرادتها.
أتحدث هنا عن فؤاد باشا سراج الدين، الرجل الذى ترك بصمة لا تمحى فى الوجدان المصرى، والذى رحل عن عالمنا فى التاسع من أغسطس عام 2000، لكنه لم يرحل يوما عن ذاكرة الوطن.
فى كل مرة تمر فيها ذكرى رحيله، أشعر أن مصر تعيد اكتشاف جزء من تاريخها؛ تاريخ لا يمكن فهمه دون الوقوف أمام شخصية بهذا الثقل وبهذه القدرة على الصمود.
ولد فؤاد باشا سراج الدين سنة 1910 فى كفر الجرايدة بمحافظة كفر الشيخ، وبدأ مشواره شابا يحمل حلم الوطن فى قلبه قبل أن يحمله على كتفيه.
تخرج فى كلية الحقوق، ودخل معترك الحياة العامة صغيرا فى السن، لكنه كبير فى العقل والبصيرة، وفى سن لم تكن تسمح لغيره سوى بأن يتدرب أو يتعلم، أصبح أصغر نائب فى تاريخ الحياة البرلمانية المصرية، ثم أصغر وزير فى حكوماتها المتعاقبة، فى زمن لم يكن الوصول فيه إلى المناصب بالأمر السهل ولا بالمجاملات.
لكن ما يجعل الرجل يستحق التوقف أمامه ليس كثرة المناصب، بل طريقة أدائه فيها، فقد كان نموذجا للمسؤول الذى يعرف معنى الدولة، ويؤمن بأن خدمة الناس شرف لا يباع ولا يشترى.
ومن يعيش تفاصيل تاريخه يدرك أنه لم يكن مجرد جزء من الحياة السياسية، بل كان جزءا من الوعى العام للمصريين، وصوتا قويا فى مواجهة الاحتلال، وسندا لحركة الفدائيين فى القناة، وواحدا من الذين كتبوا بدموعهم وعرقهم تاريخ كفاح هذا الوطن.
ويكفى أن نذكر موقفه الأسطورى يوم 25 يناير 1952، حينما كان وزيرا للداخلية، ورفض الإنذار البريطانى الداعى لاستسلام رجال الشرطة فى الإسماعيلية.
وقتها لم يتردد لحظة، واختار الكرامة على السلامة، والوطن على الحسابات السياسية، ذلك اليوم لم يصنع فقط ملحمة بطولية، لكنه صنع وجدانا كاملا لأجيال من المصريين، وأصبح عيدا رسميا للشرطة تخليدا لشجاعة رجال رفضوا أن ينحنوا أمام الاحتلال، وهذه الروح لم تكن لتظهر لولا وزير آمن برجاله وبمصر أكثر مما آمن بنفسه.
كما لا يمكن نسيان دوره الحاسم فى إلغاء معاهدة 1936، ودعمه لحركة الكفاح المسلح ضد الإنجليز، ولا تمويله للفدائيين بالمال والسلاح، كان يعلم أن المستقبل لا يهدى، وإنما ينتزع انتزاعا، وأن السيادة لا تستعاد بالكلام، وإنما بالمواقف.
وفى الداخل، قدم سلسلة من القوانين التى شكلت تحولا اجتماعيا حقيقيا؛ فهو صاحب قانون الكسب غير المشروع، وصاحب قوانين تنظيم هيئات الشرطة، والنقابات العمالية، والضمان الاجتماعى، وعقد العمل الفردى، وقانون إنصاف الموظفين.
وهى تشريعات سبقت عصرها، وأثبتت أن الرجل يمتلك رؤية اجتماعية واقتصادية عميقة، وميلا دائما للعدل والمساواة، وفهما راقيا لطبيعة المجتمع المصرى.
ولم يكن خائفا من الاقتراب من الملفات الثقيلة؛ ففرض الضرائب التصاعدية على كبار ملاك الأراضى الزراعية حين كان وزيرا للمالية، وأمم البنك الأهلى الإنجليزى ليصبح بنكا مركزيا وطنيا، ونقل أرصدة الذهب إلى مصر للحفاظ على الأمن الاقتصادى للدولة، وكلها خطوات لا يقدم عليها إلا رجل يعرف معنى السيادة الحقيقية ويضع مصالح الوطن فوق كل اعتبار.
ورغم الصدامات المتتالية التى تعرض لها، والاعتقالات التى مر بها فى عهود متعددة، لم يتراجع ولم يساوم، ظل ثابتا فى المبدأ، مؤمنا بالوفد وبالحياة الحزبية، حتى أعاد إحياء حزب الوفد الجديد عام 1978، ليبقى رئيسا له حتى آخر يوم فى حياته، وقد كان ذلك الإحياء بمثابة إعادة الروح لمدرسة سياسية كاملة ترتبط بتاريخ النضال الوطنى الحديث.
إن استعادة ذكرى فؤاد باشا سراج الدين ليست مجرد استدعاء لصفحات من التاريخ، بل هى تذكير بأن مصر لم تبن بالكلام، وإنما صنعت رجالا مثل هذا الرجل، آمنوا أن الحرية حق، وأن الوطنية فعل، وأن الكرامة لا تقبل المساومة.
وفى زمن تكثر فيه الضوضاء وتختلط فيه الأصوات، يبقى صوت أمثال فؤاد باشا أكثر وضوحا، وأكثر قوة، لأنه صوت نابع من قلب مصر، من تربتها وأهلها ووجدانها.
رحل جسد الرجل، لكن أثره باق، وتاريخه شامخ، وسيرته تذكرنا دائما بأن الوطن لا ينسى أبناءه المخلصين وأن مصر، رغم كل ما تمر به، قادرة دائما على إنجاب رجال بحجم فؤاد باشا سراج الدين.