فى الطابق الثانى من المدرسة توجد واحدة من الورش التى يُقبل عليها طلاب متلازمة داون بسبب ما تتميز به من قدرة كبيرة على جذب انتباههم إلى كل محتوياتها لوجود العديد من الأنشطة التى تناسب جميع الطلاب بمختلف الإعاقات، حتى وإن كانت حركية، حيث يمكن للطلاب أن يساهموا فى تصميم قطع الملابس التى يتم التركيز على أن تكون بشكل طولى وعرضى فقط حتى يسهل التعامل معها.

 «عبير»: «بنعلّمهم أساسيات التفصيل علشان يقدروا ينتجوا بنفسهم ويفيدوا أسرهم»

الورشة يحبها الطلاب بشدة ويحرصون على زيارتها على مدار اليوم الدراسى حسب عبير إبراهيم، مُدرسة الخياطة والتفصيل بالمدرسة، مشيرة إلى أن الورشة مخصصة للفتيات من جميع الفئات العمرية ومصممة بشكل يتناسب مع قدرتهن على الاستيعاب، حيث يمكنهن التعامل مع المعدات الموجودة داخلها بكل سهولة دون أن يتعرضن للخطورة، وذلك لوجود وسائل أمان داخلها.

وتابعت: «الورشة مخصصة للفتيات وبنحاول نخلى البنات تعرف ازاى تتعامل مع الماكينات، ودى حاجة أساسية ومهمة جداً علشان نشيل من جواهم الرهبة والخوف، خصوصاً إن أصوات ماكينات الخياطة بتزعجهم وبيخافوا منها، علشان كده بنكون حريصين نعلمهم إزاى يتعاملوا مع المكن بشكل آمن ومن غير خوف».

عند دخول الطالبات إلى الورشة لأول مرة لا تسمح لهم «عبير» بالتعامل المباشر مع الماكينات إلا من خلال الاستعانة بورقة يتم استخدامها كبديل للقماش حتى يمكن وضعها تحت الإبرة بشكل أسهل من القماش الذى يحتاج مهارة حركية أثناء التعامل معه، مضيفة: «علشان الأمان بنعلمهم بورقة الأول علشان مايعوروش نفسهم، وبنختار الورق تحديداً علشان لما بيتحط تحت الإبرة بتاعة ماكينة الخياطة بيكون سهل نخيطه زى ما إحنا عايزين، عكس القماش اللى بيكون محتاج حد خبير يقدر يتحكم فى انسيابيته، وده مش مناسب أكيد لحالات الداون».

داخل الورشة تتعلم الطالبات أساسيات الخياطة، حيث يكون التعليم على حسب درجة الإعاقة وتأثيرها على الاستيعاب والحركة، وهو ما يجعل «عبير» تتعامل مع كل طالبة بمفردها، لذلك يكون الشرح فردياً لاختلاف القدرات الاستيعابية بين الطالبات، وفى حالة الشرح الجماعى لن يتمكنَّ من التواصل المباشر معها، تقول: «بعلمهم يتحكموا إزاى فى الماكينة، وبعد كده تيجى مرحلة التفصيل والخياطة، وفيها بيكون صعب نعلّمهم قصّات إبداعية، علشان كده بنعتمد على القص عرض وطول، وعلشان الأمان بقص أنا ومستحيل أخلى بنت منهم تستخدم المقص فى مراحل التدريب الأولية لأنه ماينفعش طالبة تتعامل بالمقص علشان فيه خطورة كبيرة عليها».

ويحاول القائمون على الورشة تعليم الطالبات أساسيات الخياطة التى تمكنهن من تفصيل ملابس طويلة لا توجد بها لمسات فنية كثيرة تعيقهن عن تنفيذها، وواصلت: «بنحاول نوصل معاهم لدرجة من الإبداع علشان بعد كده ممكن الطالبة تعمل مشروع صغير لإنتاج جيبة صلاة، ودى مش محتاجة مهارة لأنها بتعتمد على الطول والعرض بس فى التفصيل، وبكده هنبقى ساعدناهم فى الدمج مع المجتمع وكمان بنحولهم لمنتجين، والبنات شطار جداً وعارفين كويس بيعملوا إيه، لكن عشان مشكلة النسيان بنكرر كل درس بشكل يومى علشان نثبّت المعلومة، بخلاف دور الأسرة اللى بيكون عندها استعداد كبير فى مساعدتنا ومحاولة دمج الداون مع المجتمع بشكل يسمح لهم بالعيش بشكل طبيعى فى المجتمع».

وعلى مدار العام تشارك طالبات المدرسة فى المعارض التى تنظمها الوزارة لهنّ ويحصلن على مراكز متقدمة، وهو الأمر الذى تُرجعه «عبير» إلى الدور الكبير الذى تقوم به الأسر مع الطالبات من متابعة ومراجعة لكل ما يحصلن عليه من مواد علمية وفنية داخل المدرسة، وهو ما يجعلهن يُبدعن فى الخياطة وتصميم ملابس تجذب الأنظار.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: متلازمة داون

إقرأ أيضاً:

ورشة عمل بالمركز القومي للبحوث حول توظيف الذكاء الاصطناعي

أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أهمية دمج التقنيات الحديثة في منظومة التعليم العالي والبحث العلمي، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل أحد أبرز أدوات التطوير في هذا المجال، لما له من قدرة على تحسين جودة الأداء الإداري، وتعزيز كفاءة البحث العلمي. وأوضح أن الوزارة تدعم جهود المراكز البحثية في تبني هذه التوجهات بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

في هذا السياق، نظم المركز القومي للبحوث ورشة عمل حول "توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي في العمل الإداري والبحث العلمي"، وذلك تحت رعاية الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وبإشراف الدكتور ممدوح معوض، رئيس المركز القومي للبحوث، ومتابعة الأستاذ إيهاب خضر، الأمين العام للمركز، والأستاذ مختار سلام، رئيس الإدارة المركزية لشؤون رئاسة المركز.

هدفت الورشة إلى تعريف المشاركين بالمفاهيم الأساسية للذكاء الاصطناعي، واستعراض آليات توظيفه في البيئات الأكاديمية والإدارية، بما يسهم في دعم اتخاذ القرار ورفع كفاءة الأداء المؤسسي.

وتضمنت الورشة شقين: نظري وعملي، حيث تم تقديم شرح لعدد من التطبيقات الحديثة للذكاء الاصطناعي، مع عرض نماذج عملية لاستخدامها، كما شهدت الورشة تفاعلًا واسعًا من الحضور خلال النقاش العام الذي أُتيح في ختام الفعالية، والذي أسفر عن تبادل مثمر للأفكار والتجارب.

امتازت الورشة بتنوع في أساليب العرض، من خلال المزج بين الشرح التفاعلي والحوار المفتوح، مما ساهم في توصيل المفاهيم بشكل واضح، وتحفيز المشاركين على التفكير في الإمكانات المستقبلية لهذه التقنيات في تطوير الأداء البحثي والإداري.

حاضر في الورشة الدكتور أحمد علوي، مدرس الصحافة بالمعهد العالي للإعلام وفنون الاتصال، وخبير الذكاء الاصطناعي.

مقالات مشابهة

  • غرفة الحدود الشمالية تنظّم ورشة “التمكين النظامي في بيئة العمل”
  • آداب دمياط تطلق ورشة حول فن الترجمة الأدبية وتحدياتها
  • فرص التمويل والشراكات البحثية.. ورشة عمل متخصصة مع الاتحاد الأوروبي
  • بنغازي تستضيف ورشة عمل حول قانون «المصرف الدولي للطاقة والتعدين» ودوره بتنمية الاقتصاد
  • «تشريعية النواب» تنظم ورشة عمل حول المصرف الدولي للطاقة والتعدين
  • ورشة عمل عن الذكاء الاصطناعي في مجال ريادة الأعمال بمكتبة الإسكندرية
  • العدالة الاجتماعية بين الجنسين ورشة عمل في إيبارشية الإسماعيلية
  • اختتام الورشة التدريبية للرسم للطالبات المدارس الصيفية بالأمانة
  • ورشة عمل تدريبية في حجة حول الآلية التنفيذية لإعداد خطة المحافظة للعام 1447هـ
  • ورشة عمل بالمركز القومي للبحوث حول توظيف الذكاء الاصطناعي