أدى حجم إراقة الدماء الفلسطينية إلى تحفيز مجتمع جديد من الناشطين في بريطانيا وتوسيع الفجوة بين إرادة الجمهور وإرادة ممثليهم السياسيين، بحسب ليلى المغربي في تقرير بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE) ترجمه "الخليج الجديد".

ليلى قالت، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إنه منذ أن بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي شن حرب مدمرة على قطاع غزة " كان الفلسطينيون وحلفاؤهم في جميع أنحاء العالم منشغلين بأهوال العدوان الإسرائيلي، وساروا أسبوعا بعد آخر يعبرون عن غضبهم وسط ارتفاع مستمر في عدد القتلى".

وتابعت: "قُتل أكثر من 18 ألف فلسطيني حتى الآن، بينهم نحو 8 آلاف طفل، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين. ومع ذلك، يواصل الزعماء الغربيون تكرار نقاط الحوار المبتذلة، مشددين على "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، في حين يتحدثون عن الدعوات إلى ضبط النفس في قصفها المستمر".

وأضافت أن "بعض كبار السياسيين في بريطانيا وصفوا التضامن العام مع الفلسطينيين بأنه "بغيض"، وهؤلاء السياسيون استخدموا خطابا خطيرا عند وصف الاحتجاجات السلمية إلى حد كبير".

ومن بين هذه الاحتجاجات "التلويح بالعلم الفلسطيني أو الهتاف "من النهر إلى البحر"، فقد تم شيطنة العديد من أعمال التضامن داخل المجال السياسي، بينما تم تبجيلها من جانب الجمهور"، كما أوضحت ليلى.

وزادت بأن "الحرب على غزة تعمل على توسيع الفجوة بين إرادة الجمهور وإرادة ممثليه السياسيين. وحتى أولئك الذين اعتادوا على سياسات الاستقطاب التي سادت في الأعوام الأخيرة، اعتبروا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني واحدا من أكثر القضايا إثارة للانقسام في عصرنا".

اقرأ أيضاً

ثلثهم من الداعمين لإسرائيل.. اعتقال العشرات خلال مظاهرات لندن الداعمة لفلسطين

حركة متنامية

و"منذ أن شنت إسرائيل هجومها على غزة، تم تنظيم عشرات المسيرات في جميع أنحاء العالم كل أسبوع، مما يشير إلى ارتفاع كبير في الدعم العالمي لفلسطين"، بحسب ليلى.

وقالت إنه "في لندن، تضاعف عدد المتظاهرين كل أسبوع، من 150 ألفا إلى 300 ألف ثم إلى 800 ألف شخص، وفقا لحملة التضامن مع فلسطين التي أفادت بارتفاع أعداد وتنوع مؤيدي فلسطين".

وأردفت "وبطبيعته الشعبية، فإن الكثير من العمل الناشط الجديد بشأن فلسطين في بريطانيا لا مركزي من خلال حملات يقودها أفراد يستخدمون طاقتهم ومهاراتهم لتحقيق العدالة لفلسطين".

ليلي استطردت: "وسواء كانوا ينظمون وقفة احتجاجية أو مؤتمرا صحفيا أو يقدمون التماسات إلى النواب، فإن هؤلاء الأفراد يستفيدون من شبكاتهم للحصول على الدعم والانتشار وبناء مجتمعات أكبر متصلة بالتضامن مع فلسطين".

اقرأ أيضاً

مسيرة ضخمة في لندن دعما للفلسطينيين وتنديدا بجرائم الاحتلال

خطاب مضاد

قبل شهرين، بحسب ليلى، لم يتخيل الدكتور عمر عبد المنان أنه سيكون صوتا غزير الإنتاج عبر القنوات الإخبارية التلفزيونية البريطانية.

وقال عبد المنان، وهو طبيب أعصاب أطفال بريطاني- مصري، ومؤسس حساب "أصوات أطباء غزة" على وسائل التواصل الاجتماعي: "كنت أكره التحدث أمام الجمهور، لكن حاجز الخوف اختفى الآن. هناك أشياء أكثر أهمية من ذلك".

وبعد زيارته إلى غزة، كجزء من برنامج تدريب طبي إنساني، كانت اتصالات عبد المنان المباشرة مع القطاع الفلسطيني تعني أنه يستطيع أن ينقل للعالم مباشرة الظروف المروعة التي يعاني منها العاملون في القطاع الصحي في ظل سقوط القنابل الإسرائيلية، كما أضافت ليلى.

وقال: "عندما سمعت أن المستشفى الأهلي (المعمداني في غزة) تعرض للقصف (الإسرائيلي ما أسفر عن أكثر من 700 شهيد)، أردت أن أصرخ".

وتابع: "في اليوم التالي استيقظت وقررت أن أُسمع صوتي. كل المخاوف التي كانت لدي بشأن وظيفتي وعائلتي ومسيرتي المهنية ذهبت أدراج الرياح. فكرت فقط في أنه إذا لم أفعل ذلك، فلن أستطع التعايش مع نفسي".

وأفادت ليلى بأنه خلال أسابيع من مشاركة شهادات المسعفين والصور من غزة، جمع حساب عبد المنان أكثر من 90 ألف متابع على إنستجرام، وظهر في عشرات البرامج الإذاعية والتلفزيونية للدعوة إلى وقف إطلاق النار وحماية العاملين في مجال الرعاية الصحية، بعد أن قُتل منهم ما لا يقل عن 250 منذ 7 أكتوبر الماضي.

"أُدرك أن هذا ماراثون وليس سباق سرعة. لا أعتقد أن ظهوري الإعلامي سيوقف عدد القتلى اليوم، لكنني آمل أن يكون له تأثير طويل المدى.. أعتقد أن الحل سيأتي من أشخاص مثلنا في الغرب يمكنهم استخدام هياكلنا الديمقراطية وحرية التعبير لخلق خطاب مضاد"، كما ختم عبد المنان.

اقرأ أيضاً

بعد حكم بطلان وعد بلفور.. فلسطينيون يلاحقون بريطانيا قضائيا بلندن

المصدر | ليلى المغربي/ ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: فلس فی بریطانیا

إقرأ أيضاً:

نائب وزير الخارجية التركي: تمكين دولة فلسطين يستدعي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي

توجه نائب وزير الخارجية، نوح يلماز، بالشكر إلى المملكة وفرنسا، على رئاستهما أعمال المؤتمر الدولي حول التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين، في مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأضاف «يلماز»، خلال كلمته في المؤتمر، نرحب بإعلان فرنسا للاعتراف بدولة فلسطين ونأمل أن يفعل الآخرون مثلها، ولقد رأينا رغبة قوية لدى أصحاب المصلحة للمساهمة في إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني التي امتدت لعقود، لافتا إلى وجود «اقتراحات ببرامج لمساعدة السلطة الفلسطينية في بناء قدراتها»، وفق «الشرق بلومبيرج».

وتابع نائب وزير الخارجية التركي، أن تمكين دولة فلسطينية يستدعي إنهاء الاحتلال؛ لأنه العقبة الأساسية أمام إقامة الدولة الفلسطينية، ولذلك يجب أن تكون أدواتنا في ذلك فعالة وقوية، منوها بأن «الحالة الإنسانية المتردية والاعتداءات تدعوا إلى إجراءات عادلة مع فرض تدابير قسرية على إسرائيل لأنها تمكن الاستيطان غير القانوني».

وواصل، أن تشريد وطرد الفلسطينيين من أرضهم يجب منعه؛ ويجب أن يتصدر الأوليات حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين وضمها كدولة عضوة كاملة الأهلية في الأمم المتحدة مع دعم تمكين المؤسسات وفرض سيادة القانون.

تركياوزير الخارجيةأخبار السعوديةحل الدولتينآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • نائب وزير الخارجية التركي: تمكين دولة فلسطين يستدعي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي
  • التحالف العالمي من أجل فلسطين.. جبهة دولية ضد الاحتلال والفصل العنصري
  • لجان المقاومة في فلسطين تدين قرصنة العدو الصهيوني للسفينة حنظلة
  • جريمة إنسانية مكتملة الأركان: الجيش الإسرائيلي يتلف أكثر من 1000 شاحنة مساعدات مخصصة لغزة
  • انطلاق المؤتمر التأسيسي للتحالف العالمي من أجل فلسطين في لندن
  • تجاه فلسطين.. العكاري: مواقف القاهرة واضحة ومستمرة منذ أكثر من 70 عامًا
  • الضويني يوجه رسالة لطلاب الثانوية الأزهرية .. ويؤكد التضامن مع أهل فلسطين
  • النرويج التي أصبحت غنية أكثر من اللازم.. حين يتحول الازدهار إلى عبء
  • الرئيس الفلسطيني يشكر المملكة على جهودها التي أسهمت في الالتزام الفرنسي التاريخي بالاعتراف بدولة فلسطين
  • 220 نائبا بريطانيا يحضّون ستارمر على الاعتراف بدولة فلسطين