ألقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسى، كلمة، للشعب المصري، اليوم الإثنين، عقب فوزه بالانتخابات الرئاسية لفترة رئاسية ثالثة حتى عام 2030 بنسبة 89.6%.

وجاء نص كلمة الرئيس المصري كالتالي؛

بسم الله الرحمن الرحيم

شعب مصر العظيم،

 أتحدث إليكم اليوم وقد غمرتنى السعادة بمشهد اصطفافكم وانخراطكم فى صفوف الناخبين فى الاستحقاق الانتخابى الرئاسى وهو ما يعد دلالة واضحة لكل متابع فى الداخل أو فى الخارج عن حيوية وفاعلية المجتمع المصرى بكافة أطيافه وفئاته ويؤكد على أن إرادة المصريين نافذة بصوت كل مصرى ومصرية.

 

ذلك المشهد الذى تابعته عن كثب ويدفعنى لأن أعبر عن عظيم تقديرى وامتنانى لكل المصريين الذين شاركوا فى هذا الحدث المهم، فى هذا الظرف الدقيق، والذى تواجه فيه الدولة حزمة من التحديات على كافة المستويات يأتى فى مقدمتها، تلك الحرب الدائرة على حدودنا الشرقية، والتى تستدعى استنفار كل جهودنا للحيلولة دون استمرارها بكل ما تمثله من تهديد للأمن القومى المصرى بشكل خاص وللقضـية الفلسطينية بشـكل عـام، وكأن اصطفاف المصريين كان تصويتا للعالم كله من أجل التعبير عن رفضهم لهذه الحرب غير الإنسانية، وليس لمجرد اختيار رئيسهم لفترة رئاسية، فى مشهد حضارى راق تضافرت فيه جهود الدولة - حكومة وشعبا - ليخرج بهذا المظهر المشرف، والذى لم يشهد أية تجاوزات أو خروقات أمنية، على الرغم من هذه الحشود غير المسبوقة.

أبناء مصر وبناتها،

أقول لكم بالصدق المعهود بيننا إننى أدرك يقينا حجم التحديات التى مررنا بها، وما زلنا نواجهها كما أؤكد إدراكى بأن البطل فى مواجهة هذه التحديات هو المواطن المصرى العظيم الذى تصدى للإرهاب وعنفه وتحمل الإصلاح الاقتصادى وآثاره وواجه الأزمات بثبات ووعى وحكمـة، وأجدد معكم العهد بأن نبذل معا كل جهد، لنستمر فى بناء الجمهورية الجديدة، التى نسعى لإقامتها، وفق رؤية مشتركة تجمعنا دولة ديمقراطية، تجمع أبناءها فى إطار من احترام الدستور والقانون، وتسير بخطوات ثابتة نحو الحداثة والتنمية قائمة على العلم والتكنولوجيا محافظة على هويتها وثقافتها وتراثها تضع بناء الإنسان فى مقدمة أولوياتها وتسعى لتوفيـر الحياة الكريمة له تمتلك القدرات العسكرية والسياسية والاقتصادية، التى تحافظ على أمنها القومى، ومكتسبات شعبها هذه مصر، التى نحلم بها جميعا، وهؤلاء هم المصريون، الذين يحدوهم الأمل فى بناء وطن عظيم وسأكون صوتهم جميعا مدافعا عن حلمهم لمصر وسنستكمل حوارنا الوطنى بشكل أكثر فاعلية وعملية  مستفيدين من تلك الحالة الثرية، التى شهدتها العملية الانتخابية وهو ما أفرز تنوعا فى الأفكار والرؤى، ناتجا عـن تنـــوع المرشحين واتجاهــاتهم السـياسـية.

ومن كل قلبى أتوجه لكل المرشحين المنافسين بتحية واجبة على ما قاموا به من عمل عظيم وأداء سياسى راق يمهد الطريق أمام حالة سياسية مفعمة بالحيوية والتنوع.

أبناء مصر الكرام،

 إن فخرى بكم لا حدود ولا نهاية له واختياركم لى فى مهمة قيادة الوطن  هو تكليف أتحمل أمانته أمام الله "عز وجل" وأمامكم، وسيشهد التاريخ به وكم ازداد فخرى، وأنا أشهد بعين متأملة جموع الشعب المصرى تعبر عن نفسها فى المقدمة كان شباب مصر، يعبر عن نفسه، وعن حيوية مصر ومستقبلها وكالعادة والعهد، تثبت المرأة المصرية مرة أخرى، بأنها صوت الضمير الوطنى، المعبر عن صمود وصلابة أمتنا  كما كان عمال مصر وفلاحوها، نموذجا للوعى والإرادة ويؤكدون مرة أخرى، على أنهم صناع المستقبل، وزارعو الأمل والشكر موصول لجيش مصر وشرطتها وقضائها، الذين أمنوا وأشرفوا على خروج هذه الملحمة الوطنية، بتلك الصورة التى استدعت الفخر والاعتزاز.

وفى نهاية حديثى إليكم أؤكد أننى كما عاهدتكم، رجل مصرى، نشأ فى أصالة الحارة المصرية العريقة، أنتمى إلى المؤسسة العسكرية، ولا أملك فى مهمتى التى كلفتمونى بها، سوى العمل بكم، ومن أجلكم لا أدخر جهدا، ولا أسعى سوى لإرضاء الله تعالى، وتحقيق آمالكم وتطلعاتكم.

إن اختياركم لى لقيادة الوطن، إنما هو أمانة، أدعو الله أن يوفقنى فى حملها بنجاح، وتسليمها بتجرد فلنعمل معا، لأجل مصرنا العزيزة وبقوة شعبها واصطفافه الوطنى، دائما وأبدا.

تحيا مصر.. تحيا مصر.. تحيا مصر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية السيسى

إقرأ أيضاً:

شموعى التى لا تنطفئ

تتكسر الأعوام على أيامنا، كرماحٍ يقذفها القدر.. فسنة تلو سنة، ونحن نقف على طرف ممر لا نهاية له، ننتظر ضوءا ينير ظلمة كادت أن تبتلعنا. 
هكذا مع كل عام يغادرنى، أقف مع ذاتى موقف الجلاد، كم حلما تمنيته واستطعت إنجازه فى ذاك العام المنقضى؟ كم قصة كتبتُ أو قصيدة، كم كتابا أصدرتُ؟ هل استطعت تعلم تلك اللغة التى أردت؟ هذا البحث الذى أفكر فى إنجازه.. هل تم؟ هل حققت لأبنائى ما يصبون إليه؟ أم أن فى نفوسهم طلبا منعه الخجل عنى؟
هل.. وهل...
أمسك بأمنياتى التى حققت بيمينى، بينما ترقد تلك التى لم تحقق بيسارى، كجثة هامدة، فيما أصر مطلع كل عام من عمرى، على تغيير دفة تفكيرى، لربما حققت ما عصى على التحقق يوما..
يتعجب الأولاد والأحباب من رفضى لكعكة عيد الميلاد، رغم فرحتى بها التى ما زالت تشبه فرحة طفلة فى الخامسة، لكننى أعذر جهلهم بما يموج داخلى من أفكار حين أتوسطهم وأنظر إلى الرقم الذى ينغرز فى الكعكة ويتكون من شمعتين، تمثلان رقمين حاصل مجموعهما هو عمرى الجديد، أقف وأنا أنتظر لحظة إطفائى للشموع بتخوف، فأى أمنية سأطلقها لتتعلق ساخنة بالدخان المتصاعد نحو السماء، علّها تتحقق؟ 
وهل عساى أفكر فى الجديد وما مضى من أحلام لم أحقق معظمه بعد؟ 
اليوم أتأمل أربعة وأربعين شمعة أطفأها نيابة عنى المحبون وتمنوا لى فى نفوسهم المحبة ما تمنوا، لكننى أنظر إلى الشمعة الخامسة والأربعين والتى تبتسم لى ابتسامة غامضة أعرفها حق المعرفة، فأتحسس موضع قلبى، وأحوقل.. لا، لن أطفئها، فماذا عساه يحدث إن أنا تركتها مشتعلة، ينبعث منها دخان هادئ، لا يحمل شيئا من أحلامنا أو أوهامنا؟ دعوه يتخفف منها لعام واحد، علّ الأمنيات حين تبقى على الأرض تتحقق.. ولعلى أراها من زاوية جديدة، ومبررات جديدة. 
على الضفة الأخرى من التفكير أنظر لنفسى نظرة لوم عظيم، فما تحقق ربما فاق ما تمنيته، حتى وإن جاء متأخرا، فلعل التأخر خير، والمنع خير، ويكفى المرء منا لحظة سكينة، ورضا عن أولاده، وعن إنجازات يراها عادية ويراها الآخرون إعجازا، يكفينى من الحياة ألمًا مر وصحة استرددتها بعد مرض طال، ولطفًا من الله شمل ضعفى وعجز من حولى أمام معاناة لا سبيل لهم فى محوها، فإذا برحمةٍ من الله تنجينى..
يكفينى منحة حب الناس ودعائهم حين الكرب، وفرحهم فى لحظات السعادة.. يكفينى أننى لست وحدى، رغم ما يبدو ظاهرا للغير، فمن رُزق عناية الخالق ليس بوحيد، ومن التف حوله الأحباب والأصدقاء والأولاد ليس وحيدا، بل الوحيد من حُرم لطف الله، ومن تخلى عنه المحيطون وانتفت عنه أسباب الحياة.
إذن.. فلأشعل شمعتى الجديدة.. ولكن ليس انتظارًا للقادم من الأمنيات، فأنا هذا العام سأطارد أحلامى، حلما وراء حلم، حتى أحققها ولو صعبت، فما نيل المطالب بالتمنى ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.

مقالات مشابهة

  • منظمات أممية وإغاثية لـ«الاتحاد»: تحديات إنسانية غير مسبوقة تواجه السودان
  • وليد مصطفى العضو المنتدب لـ«مدى للتأمين»:استراتيجيات جديدة لمواجهة تحديات السوق
  • شموعى التى لا تنطفئ
  • شريف الجبلي: صناعة البلاستيك تواجه تحديات نسعى لحلها بالتعاون مع وزارة البيئة
  • مدبولي: الرئيس السيسي وجه بإطلاق حزمة تيسيرات لنمو الاقتصاد.. ونواب: أي تسهيلات تقدمها الدولة للمصدرين تصب في الصالح العام
  • «السيسى» وبناء الدولة
  • الفلاحة ماتت ولازم نسلّم نفسنا!
  • مدبولى: توجيهات من الرئيس بإطلاق حزمة تيسيرات متكاملة لمختلف القطاعات في الدولة
  • فريد موسى: التمثيل البرلماني الحالي للمصريين بالخارج لا يعكس حجمهم الحقيقي ولا يتوافق مع احتياجاتهم
  • "علوم الإسكندرية" تناقش تحديات الأمن القومي المصري ومواجهة الشائعات