الكافيين يؤثر بالسلب على لاعبي الكرة .. دراسة توضح
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
استهلاك الكافيين يمكن أن يحسن دقة تمريرات كرة القدم، لكنه يؤثر سلبا على عملية اتخاذ القرار لدى اللاعبين ومهاراتهم التكتيكية
توصلت دراسة حديثة إلى أن تناول الكافيين قبل مباريات كرة القدم يمكن أن يحسن دقة تمريرات اللاعبين، إلا أنه يمكن أن يكون له تأثير سلبي على اللعب التكتيكي، بحسب ما ورد في تقرير نشره موقع Neuroscience News.
وأوضح الدكتور بويا سلطاني، المحاضر في تكنولوجيا الألعاب بجامعة ستافوردشاير الإيرانية، قائلاً إن "الكافيين يعد أحد المكملات الغذائية الأكثر شعبية والتي ثبت أنها توفر فوائد أثناء ممارسة التمارين، بما يشمل كرة القدم. وأظهرت الدراسات أن الكافيين يمكن أن يعزز الانتباه والدقة والسرعة، بالإضافة إلى قياسات الطاقة والحالة المزاجية". وأكد أن "تأثيرات الكافيين على الوظائف المعرفية العليا، مثل حل المشكلات واتخاذ القرار، غالباً ما تكون موضع نقاش، لذلك تم إجراء هذه الدراسة، التي شملت 12 لاعب كرة قدم شاب، تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاماً، والذين قاموا بالمشاركة في سلسلة من المهام لاستكشاف تأثير الكافيين على اتخاذ القرار ودقة التمريرات".
وأجرى المشاركون خمس تمريرات قصيرة (10 أمتار) وخمس تمريرات طويلة (30 متراً)، بالإضافة إلى اختبار "لوبورو" للتمرير في كرة القدم الذي يقيم المهارات بما يشمل التمرير والمراوغة والتحكم واتخاذ القرار.
واستخدم الباحثون بعد ذلك معادلة حاسوبية لقياس عملية صنع القرار في سيناريوهات اللعب المختلفة، حيث طُلب من المشاركين تحديد أفضل خيار لعشرة سيناريوهات (محاكات) من اللعب. وأكمل المشاركون المهام مرة بعد تناول 3 ميليغرام لكل كيلوغرام من كتلة الجسم من الكافيين، ومرة أخرى بعد تناول كميات مماثلة من مادة "وهمية".
وسجل المشاركون في الدراسة نتائج أكثر دقة بنسبة 1.67% في التمريرات القصيرة وأكثر دقة بنسبة 13.48% في التمريرات الطويلة عندما تناولوا الكافيين مقارنةً بالمادة الوهمية، ولكن كانت عملية اتخاذ القرار لدى المشاركين أقل دقة بنسبة 7.14% وكانت درجات النجاح في اختبار لوبورو أقل بنسبة 3.49% عندما تناولوا الكافيين مقارنة بالمادة الوهمية.
وقالت الدكتورة نيغار جعفري من جامعة شيراز إن هذه النتائج تشير إلى "أن المهام الأكثر تعقيداً التي تحتوي على عدد أكبر من التمريرات قد تتأثر سلباً بجرعات الكافيين التي يتم تناولها قبل ساعة من اللعب".
لكن توصيات الدراسة لا ترجح أن على لاعبي كرة القدم تجنب الكافيين تماماً، وإنما توصي بإجراء مزيد من الأبحاث حول تأثيراته على عملية صنع القرار في اللعبة، إذ أنه "خلال مباراة كرة القدم، يجب على اللاعبين معالجة إشارات مختلفة مثل مواقع الخصم، وتنظيم الفريق، وضغط الوقت".
وأضافت جعفري أن "النتائج تُظهر أن الأداء يمكن أن يتأثر بتناول الكافيين وقد يجد المدربون أنه يمكن الاستفادة من مقاييس الأداء أثناء الحصص التدريبية. يمكن أن يشمل ذلك عدداً من العوامل - جرعة الكافيين بالنسبة لوزن الجسم، وتكرار تناول الكافيين، وأوضاع معينة للاعبين أو أساليب لعبهم. على سبيل المثال، قد يكون الانخفاض الطفيف في دقة التمرير أمراً حاسماً بالنسبة للاعب خط الوسط ولكنه أقل تأثيراً بالنسبة لحارس المرمى".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التكتيكية كرة القدم الكافيين دراسة الحالة المزاجية سيناريوهات الجسم کرة القدم یمکن أن
إقرأ أيضاً:
كيف يؤثر نظام المناوبات الليلية على الصحة النفسية
في الوقت الذي يخلد فيه كثيرون إلى النوم، يبدأ آخرون رحلتهم مع "الوردية"، من أطباء وممرضين وصحفيين وعمال مطارات ومصانع ورجال أمن، ممن تفرض طبيعة وظائفهم العمل وفق نظام المناوبات (الشفتات).
نظام المناوبات.. متى بدأ؟ ولماذا؟ورغم أن هذا النظام ضروري لضمان استمرارية العمل والإنتاج، إلا أنه قد يترك آثاراً نفسية وجسدية عميقة على العاملين، ويؤثر على حياتهم الاجتماعية والعائلية.
منذ الثورة الصناعية، بدأ اعتماد هذا النظام في قطاعات التصنيع والخدمات، بهدف تعزيز الإنتاجية وتحقيق الربح. إلا أن الآثار الصحية المترتبة عليه لم تبدأ في الظهور بوضوح إلا منذ التسعينيات.
وكشفت الدراسات عن تداعياته الخطيرة، مثل: ارتفاع نسبة الإصابة بسرطان الثدي بين الممرضات العاملات ليلاً، والتي تتزايد كلما طالت سنوات العمل بنظام المناوبات.
وتشير أبحاث حديثة إلى أن العمل بنظام المناوبات يخلّ بتوازن "الساعة البيولوجية"، وهي المسؤولة عن تنظيم هرمونات الجسم والنوم والمزاج.
ووفقاً لأخصائيين نفسيين، فإن هذا الخلل قد يؤدي إلى اضطرابات في النوم، ضعف التركيز، مشاكل في الذاكرة، وانخفاض في المهارات الإدراكية والاجتماعية.
ونشرت دراسة في مجلة Journal of Occupational Health Psychology أظهرت أن العاملين بنظام المناوبات معرضون بنسبة أكبر للإصابة بالاكتئاب، القلق، واضطرابات النوم مقارنة بمن يعملون بدوام ثابت.
وتشير الإحصائيات إلى أن النساء العاملات في هذا النظام أكثر عرضة للاكتئاب بنسبة تصل إلى 70%.
بحسب أخصائيين نفسيين وتغذويين، فإن هناك عدة خطوات يمكن اتباعها للتقليل من آثار العمل بنظام المناوبات، منها:
ـ تثبيت أوقات النوم بعد المناوبة، في غرفة مظلمة وهادئة.
ـ التعرض للضوء الطبيعي فور انتهاء المناوبة الليلية.
ـ تجنب التحولات المفاجئة بين الشفتات الليلية والنهارية.
ـ اتباع نظام غذائي متوازن، وتقليل الكافيين والسكريات ليلاً.
ـ ممارسة الرياضة ثلاث مرات أسبوعياً.
ـ تخصيص وقت للعائلة وممارسة التأمل والأنشطة الذهنية.
ـ مراجعة أخصائي نفسي عند ظهور مؤشرات للإجهاد أو الاكتئاب.
وتنصح أخصائية التغذية بتحضير الوجبات مسبقاً، وتناول أطعمة غنية بالبروتينات والدهون الصحية، وشرب كميات كافية من الماء، مع اختيار وجبات خفيفة تحتوي على المغنيسيوم وأوميغا 3، مثل المكسرات والموز والحليب.
رغم التحديات النفسية والعقلية التي يفرضها نظام المناوبات، إلا أن التأقلم معه بات ضرورياً للعديد من العاملين. ومع التخطيط الجيد والدعم النفسي، يمكن تقليل الأضرار وتحقيق توازن نسبي بين متطلبات العمل ومتعة الحياة.