خطوة تعيد الأمل للمدرجات.. رئيس الوزراء يتدخل ويعلن عودة الجماهير لملاعب كرة القدم

في تطور لافت يعكس توازناً بين متطلبات الأمن وشغف الجمهور الرياضي، أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، توجيهات رسمية بالسماح بعودة الجماهير إلى ملاعب كرة القدم، وذلك بعد أيام من قرار الاتحاد الليبي لكرة القدم بمنع حضور الجماهير لما تبقى من مباريات الدوري الممتاز، على خلفية التوترات الأمنية الأخيرة التي شهدتها العاصمة طرابلس.

وكان قرار الاتحاد الليبي، أثار موجة من الاستياء الشعبي، خصوصاً في الأوساط الرياضية وبين مشجعي الأندية الكبرى، حيث اعتبر كثيرون أن هذا القرار يُعاقب الجماهير ويزيد من عزلة الرياضة المحلية في وقت هي بأمس الحاجة إلى الدعم المعنوي والحضور الجماهيري.

التوترات الأمنية وتأثيرها على القرار الرياضي

جاء قرار المنع من قبل اتحاد الكرة نتيجة الأحداث الأمنية التي شهدتها العاصمة في الأسابيع الماضية، والتي تخللتها اشتباكات محدودة في بعض المناطق، ما دفع السلطات الرياضية إلى تبني مقاربة احترازية تقوم على تقليص التجمعات العامة ومنها المدرجات، تحسباً لأي طارئ أمني قد يُستغل في ظل الأجواء المشحونة.

ورغم تفهم البعض لاعتبارات السلامة، إلا أن القرار قوبل بانتقادات من قبل الأندية وعدد من الشخصيات الرياضية، التي رأت فيه حلاً سهلاً لكنه مكلف على المستوى الجماهيري والرياضي.

تدخل حكومي يعيد التوازن

وفي استجابة مباشرة لتلك الانتقادات، بادر رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة اليوم، بإصدار تعليمات لوزارة الداخلية تسمح بإقامة مباريات الدور السداسي للدوري الليبي الممتاز بحضور الجماهير، مؤكدًا في الوقت ذاته على أهمية اتخاذ كافة الترتيبات الأمنية اللازمة لتأمين هذه الفعاليات الرياضية.

وجاء في البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة أن وزارة الداخلية ستعمل على وضع خطة أمنية محكمة تضمن سلامة الجماهير وتنظيم عملية الدخول والخروج من الملاعب بما يحفظ النظام ويعزز الثقة في المؤسسات الأمنية.

ردود فعل إيجابية وأخرى متحفظة

لاقى هذا القرار ترحيباً واسعاً من قبل عدد من الأندية والمشجعين الذين عبروا عن ارتياحهم لعودة الحياة إلى الملاعب، معتبرين أن وجود الجماهير عنصر لا غنى عنه في إنجاح الدوري المحلي، سواء على المستوى الفني أو النفسي للاعبين. في حين استغرب البعض تدخل رئيس الوزراء في الشأن الرياضي وعودته لاتخاذ قرار بحضور الجماهير دون تقييم شامل للوضع الأمني الحالي.

وقال أحد مسؤولي الأندية الكبرى في تصريحات خاصة: “هذا القرار يثبت أن الدولة تستمع للجماهير وتأخذ بعين الاعتبار أهمية الرياضة كعنصر استقرار، ونأمل أن تكون هذه العودة بداية لتطوير شامل للمنظومة الرياضية في البلاد.”

بين الأمن والرياضة.. توازن مطلوب

يُنظر إلى هذه الخطوة باعتبارها اختباراً حقيقياً لقدرة الدولة على فرض الأمن وتنظيم الفعاليات الجماهيرية في وقت دقيق، كما تُعد إشارة سياسية بأن الحكومة ماضية في دعم الحياة المدنية وإعادة الثقة بين المواطن ومؤسساته.

آخر تحديث: 24 مايو 2025 - 21:27

المصدر: عين ليبيا