بالذكاء الاصطناعي.. عمران خان يلقي خطبة لأنصاره من خلف القضبان قبل الانتخابات العامة
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
إسلام أباد، باكستان (CNN)-- ألقى رئيس الوزراء الباكستاني السابق، عمران خان، خطابا مثيرا أمام أنصاره من خلف القضبان، مستخدما الذكاء الاصطناعي (AI) لإنشاء نسخة صوتية، سمحت للسياسي المسجون بالقيام بحملة لصالح حزبه قبل أشهر من الانتخابات العامة المرتقبة.
وجرى حبس عمران خان منذ أغسطس/آب الماضي بعد إدانته بالفساد.
ومنعت الهيئة المنظمة للإعلام في البلاد محطات التلفزيون من بث خطابات عمران خان بعد أن أثار اعتقاله لفترة وجيزة في مايو/أيار الماضي، أعمال شغب دامية، مما دفع الحكومة إلى قطع الإنترنت لمدة ثلاثة أيام.
واتُخذت الإجراءات القانونية ضد عمران خان خلف أبواب مغلقة. ولم يتم نشر أي صورة له في السجن أو في المحكمة للجمهور، منذ اعتقاله في أغسطس/ آب الماضي.
وعقد حزبه "تحريك إنصاف الباكستاني" (PTI) مسيرة عبر الإنترنت، الأحد، استمرت حوالي سبع ساعات، أصدر خلالها مقطعا مدته أربع دقائق تقريبا مستخدما تقنية الذكاء الاصطناعي لتقليد صوت عمران خان. وتم تغليف الصوت بلقطات وصور قديمة للزعيم السابق للبلاد.
وجاء في تعليق على الفيديو: "صوت عمران خان الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي بناء على ملاحظاته لـ"جلسة" (تجمع حاشد) من السجن".
وقال الصوت عبر تقنية الذكاء الاصطناعي: "زملائي الباكستانيين، أولا، أود أن أشيد بفريق التواصل الاجتماعي الخاص بي على هذه المحاولة التاريخية، ربما تتساءلون عن حالتي في السجن... إصراري على الحرية الحقيقية قوي".
وأضاف الصوت: "حزبنا غير مسموح له بعقد مسيرات عامة.. شعبنا يتعرض للاختطاف والعائلات تتعرض للمضايقة".
وفي الفيديو، حث صوت الذكاء الاصطناعي الذي يقلد خان، أنصاره على التصويت في الانتخابات العامة المقبلة.
ووصل خان إلى السلطة في عام 2018 بناءً على برنامج قائم على مكافحة الفساد، وهو ما لاقى صدى لدى شباب البلاد، الذين يقول المحللون إنهم أصبحوا محرومين من حقوقهم من قبل الجهات السياسية والمؤسسات العسكرية التي حكمت باكستان طوال أكثر من سبعة عقود من تاريخها.
وبعد أربع سنوات من ولاية عمران خان، اتهمه المشرعون المعارضون بدفع البلاد إلى حافة الانهيار الاقتصادي. وتم عزله من السلطة في تصويت برلماني بحجب الثقة في أبريل/ نيسان عام 2022.
واجتذب تجمع خان الافتراضي، الأحد، أكثر من 1.4 مليون مشاهدة على يوتيوب، وشاهده عشرات الآلاف مباشرة على منصات التواصل الاجتماعي الأخرى. وقالت NetBlocks، وهي هيئة مراقبة الإنترنت التي تراقب الأمن السيبراني، إن منصات التواصل الاجتماعي تم تقييدها في باكستان لمدة سبع ساعات تقريبا، الأحد، خلال التجمع الافتراضي الذي عقده حزب "تحريك إنصاف الباكستاني".
ويُنظر إلى استخدام التسجيل الصوتي القائم على الذكاء الاصطناعي كمثال على كيفية استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، من قبل السياسيين الذين يقولون إنهم يحاربون قمع الدولة.
وبينما لا يزال خان خلف القضبان ولم يعد زعيما لحزب تحريك إنصاف الباكستاني، إلا أنه ما يزال يمثل واجهة للحزب.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الحكومة الباكستانية الذكاء الاصطناعي الانتخابات العامة الذکاء الاصطناعی عمران خان
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي.. إلى أين يقود العالم؟
تحوّل الذكاء الاصطناعي في العقود الأخيرة من فكرة خيالية ظهرت في روايات وأفلام الخيال العلمي إلى تقنية تحيط بنا في كل مكان، وواقع ملموس يؤثر في حياتنا اليومية.
من الترجمة الفورية إلى السيارات ذاتية القيادة، ومن التنبؤ بالأمراض إلى الروبوتات التي تتفاعل مع البشر، بات الـ(AI) قوة تقنية تغير ملامح العالم بسرعة غير مسبوقة.
وتُظهر بيانات شركة "OpenAI" أن نموذج "GPT-4" يستخدمه أكثر من 100 مليون شخص أسبوعياً.
من البداية إلى اليوم
ظهر مصطلح الذكاء الاصطناعي لأول مرة في منتصف القرن العشرين، وكان يُنظر إليه آنذاك كهدف بعيد المنال.
لكن اليوم، وبفضل التطورات الكبيرة في قدرات الحوسبة وتوفر البيانات الضخمة، تمكن الباحثون من بناء أنظمة ذكية قادرة على التعلم، والتكيف، واتخاذ قرارات معقدة مشابهة إلى حد كبير قدرات العقل البشري.
الأنظمة الحديثة لا تقتصر على أداء مهام محددة مسبقاً، بل يمكنها تحليل كميات هائلة من المعلومات، واكتشاف الأنماط، وحتى ابتكار محتوى جديد مثل النصوص والوسائط المتعددة.
وأثبتت النماذج مثل "ChatGPT" و"Gemini" أنها قادرة على توليد نصوص تفاعلية وإبداعية، تُغيّر قواعد اللعبة في مجالات متعددة.
أين وصل الذكاء الاصطناعي الآن؟
يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي حالياً في شتى المجالات، من الرعاية الصحية حيث يُستخدم في تشخيص الأمراض بدقة متزايدة، إلى التعليم حيث يقدم دعماً مخصصاً للطلاب، كما أصبح عنصراً رئيسياً في الصناعات الثقيلة، وتحليل البيانات المالية، وخدمات العملاء، وغيرها.
التعلم العميق والتعلم الآلي ساعدا على تطوير أنظمة تفهم اللغة الطبيعية وتترجمها، وتتعرف على الصور والأصوات، مما أتاح تطوير مساعدات رقمية ذكية وروبوتات قادرة على العمل بجانب الإنسان.
الذكاء الاصطناعي العام (AGI).. الحلم المخيف
يتحدث العلماء والمختصون عن مفهوم الذكاء الاصطناعي العام (Artificial general intelligence)، وهو الذكاء الذي يستطيع أداء أي مهمة عقلية يقوم بها الإنسان.
رغم أن (AGI) ما زال هدفاً بعيد المدى بحسب خبراء، يعتقد إيلون ماسك مالك شركة "إكس آيه آي" للذكاء الاصطناعي، أنه سيصبح حقيقة بحلول 2029.
وفي ظل التقدم المتسارع الذي نعيشه الآن، يتم طرح تساؤلات حول مدى قربنا من بناء أنظمة تستطيع التفكير والإبداع والتعلم بشكل مستقل.
ويمكن لهذا النوع من الذكاء أن يحدث ثورة حقيقية في حل المشكلات الكبرى مثل التغير المناخي، الأمراض المستعصية، والابتكارات العلمية، إلا أنه يثير في الوقت نفسه مخاوف كبيرة تتعلق بالسيطرة عليه، وتأثيره على سوق العمل والحياة الاجتماعية.
التحديات والاعتبارات الأخلاقية
بينما يستمر الذكاء الاصطناعي في التوسع، تتصاعد المخاوف حول خصوصية البيانات، التحيزات الخوارزمية، واستخدامه في مجالات حساسة مثل الهجمات السيبرانية والحروب، هناك ضرورة ملحة لوضع أطر قانونية وأخلاقية تنظم تطوير واستخدام هذه التقنيات، للحفاظ على حقوق الأفراد والمجتمعات.
كما يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن للإنسان والذكاء الاصطناعي أن يتعايشا ويتكاملا بشكل آمن وفعال، دون أن يفقد الإنسان دوره الأساسي في اتخاذ القرارات ومراقبة هذه الأنظمة؟
بين الحلم والواقع
الذكاء الاصطناعي ليس مجرد تقنية جديدة، بل هو تحول شامل يعيد تشكيل مستقبل البشرية، ومع كل خطوة نتقدمها نحو تقنيات أكثر تطوراً، نواجه مسؤولية كبيرة لضمان أن هذه الأدوات تخدم مصلحة الإنسان وتحترم القيم الإنسانية.
إلى أين سيقودنا الذكاء الاصطناعي؟ الإجابة لا تزال مفتوحة، وتعتمد كثيراً على كيفية تعاملنا اليوم مع هذه التقنية، وكيف نضع لها قواعد واضحة تساعد في الاستفادة منها بأمان وعدالة.
أمجد الأمين (أبوظبي)