غزة- تجلس الفلسطينية ريهام جغلوب على حافة الدرج وبطنها ممتد أمامها، تتنظر موعد ولادتها ولا تدري ماذا تفعل، فلا ملابس أو مستلزمات عندها لولادتها، ولا لمولودها الجديد كي تحميه من البرد وليالي الحرب الصعبة.

وأضافت والحسرة واضحة على ملامحها "لا أجد مكانا أجلس وأرتاح فيه، ففي النزوح لا توجد حتى غرفة لي أو فرشة أنام عليها، ظهري انقسم نصفين من الألم، جميعنا عائلة واحدة مكونة من 11 فردا، ننام على حافة الدرج، حتى الماء النظيف والطعام غير متوفر".

أمّا سارة، فلديها أيضا معاناتها، وتروي للجزيرة نت بصوتها المتعب "حكايتي حزينة، أنا حامل في الشهر السابع وكل صاروخ يسقط حولنا أشعر أنه في قلبي، لا أستطيع تحمل صوت القصف العنيف".

وتضيف قائلة "نزحنا 4 مرات، في كل مرة ننجو من الموت المحقق، وقعت على الأرض وسقطت على بطني خلال نزوحي من غزة إلى خان يونس، لليوم أشعر بألم كبير في أحشائي، وهمّي الأكبر ولادتي في الحرب، فلا يوجد معي ملابس لا لنفسي ولا لإبني".

وعند سؤالنا لها عن الغذاء والماء قالت "لا يوجد لدينا طعام أو ما يكفينا من الماء، يومين كاملين لم أشرب ماء، لا حلو ولا مالح، الالتهابات ذبحتني ولا أجد من يساعدني، حتى حبوب الدواء (الفوليك أسيد) اللازمة لي في كل أشهر حملي لا أجد من يوفرها لي، فقد نفدت من كل الصيدليات".

"لا رعاية صحية"

وقال مدير مستشفى التحرير للولادة وليد أبو حطب للجزيرة نت، إن "بيئة العمل داخل المستشفى لمتابعة الحوامل سيئة للغاية، نتيجة زيادة أعداد النازحين الذين يأخذون من المكان ملجأ ومأوى لهم، إضافة لتخصيصنا الأسرّة للجرحى، الأمر الذي سبب عجز في تلك الخاصة بالحوامل، واضطررنا إلى تنويم الكثير من الحالات على الأرض".

ويقول أبو حطب "منذ اليوم الأول للعدوان على غزة كانت تصلنا نحو 50 حالة ولادة طبيعية، وبين 15 إلى 17 حالة ولادة قيصرية، ولاحظنا زيادة الالتهابات والتجرثم بعد العمليات الجراحية، بسبب عدم مقدرتنا على مقاومة الأمراض البيئية، نتيجة النقص الكبير في مواد ومستلزمات التنظيف".

وقال مدير المستشفى "للأسف الشديد لا توجد أية رعاية صحية للنساء الحوامل في الفترة الأخيرة، ولا تقدم لهم المكملات الغذائية، بالإضافة لسوء التغذية بسبب نقص الغذاء والماء، الأمر الذي سبب زيادة في فقر الدم لدى الحوامل، وأتوقع زيادة في نسبة الأمراض والوفيات بخصوص خدمات الصحة الإنجابية".

مناشدات أممية

وحذّرت منظمة اليونيسف ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وصندوق الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الصحة العالمية من تعطل الخدمات الصحية للأمهات والأطفال حديثي الولادة، بسبب عمليات القصف المستمرة، وتضرر المرافق الصحية أو توقفها عن العمل، حيث يوجد في قطاع غزة نحو 50 ألف امرأة حامل، يفتقدن للرعاية الصحية اللازمة.

وتوقعت الوكالات أن ترتفع وفيات الأمهات في غزة، كما حذرت من الآثار النفسية الناجمة عن الحرب، وما لها من عواقب مباشرة على الصحة الإنجابية، بما في ذلك ارتفاع حالات الإجهاض والولادات المبكرة الناجم عن التوتر والخوف.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

لإنقاذ ضحية زواج مبكر.. وزير الصحة يكرم رئيسة قسم النساء والتوليد بمستشفى المنيرة

كرم الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، الدكتورة تغريد معروف، رئيس قسم النساء والتوليد بمستشفى المنيرة، بحضور الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان، تقديرًا لدورها الإنساني والمهني في إنقاذ حياة طفلة كانت ضحية لزواج وحمل مبكر، بعد أن فقدت جنينها في ظروف صحية حرجة، ويأتي هذا التكريم في إطار دعم الوزارة للجهود الطبية المخلصة، وتسليط الضوء على خطورة الزواج المبكر وآثاره الصحية والنفسية على الفتيات، مؤكدًا التزام الوزارة بتكثيف حملات التوعية المجتمعية، وتعزيز خدمات الرعاية الصحية.

وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن زواج الأطفال من أخطر الممارسات الاجتماعية التي تهدد مستقبل الفتيات، وتؤثر سلبًا على المجتمع بأسره، لأنه يحرم الطفلة من حقها في التعليم والنمو النفسي السليم، إلى جانب دفعها إلى أدوار ومسؤوليات لا تتناسب مع عمرها، مما يساهم في تعرضها لصدمات نفسية، كما يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة نتيجة الحمل والولادة المبكرة، فضلًا عن تفكك الروابط الأسرية وارتفاع معدلات الطلاق والعنف الأسري، لافتًا إلى أن الدولة تبذل جهودًا متواصلة للحد من هذه الظاهرة، من خلال إطلاق حملات توعوية.

وقال "عبدالغفار" إن الوزير أكد على احترافية الفريق الطبي بمستشفى المنيرة، إلى جانب توافر التجهيزات الطبية المتقدمة، كان لهم دور أساسي في إنقاذ حياة الطفلة، مشيدًا بسرعة ودقة تقييم الحالة فور وصولها إلى المستشفى، وتحديد التدخل الطبي المناسب في الوقت المناسب، مما يعكس مستوى عالٍ من الكفاءة المهنية والتنسيق الفعّال، معربًا عن شكره وتقديره لكافة أفراد الفريق الطبي، ولدكتورة تغريد معروف، لما بذلوه من جهد.

وأضاف "عبدالغفار" إن الطفلة، البالغة من العمر 16 عامًا، تم استقبالها بقسم الطوارئ في مستشفى المنيرة يوم السبت الموافق 15 مارس 2025، وهي تعاني من حالة إعياء شديدة، شملت آلامًا حادة في البطن، وسرعة في التنفس، وارتفاعًا في درجة الحرارة، بالإضافة إلى انتفاخ ملحوظ بالبطن وأعراض تشير إلى حمى النفاس، وعلى الفور، تم تحويلها إلى قسم النساء والتوليد، حيث أظهر الفحص الطبي إصابتها بالتهاب بريتوني حاد مع وجود غرغرينا في الرحم.

وتابع "عبدالغفار" أنه تم التعامل السريع مع الحالة، وإجراء عرض جراحي عاجل، بالإضافة إلى عمل أشعة مقطعية على البطن والحوض، وبناءً على التقييم الطبي، تقرر إدخال الطفلة إلى غرفة العمليات لإجراء تدخل جراحي مشترك بين فريقي النساء والتوليد والجراحة العامة، حيث تم تنفيذ الإجراءات الطبية اللازمة، وقد استقرت الحالة الطفلة، وهي بحالة جيدة الأن.

مقالات مشابهة

  • حادث مؤلم لعدد من المشجعين قبل مباراة برشلونة وإسبانيول ... بسبب أحد النساء
  • «فخر الوطن»: الإمارات تُعزّز ريادتها الصحية
  • لإنقاذ ضحية زواج مبكر.. وزير الصحة يكرم رئيسة قسم النساء والتوليد بمستشفى المنيرة
  • لإنقاذها حياة قاصر.. وزير الصحة يكرم رئيس قسم النساء والتوليد بمستشفى المنيرة
  • عندها 16سنة.. فريق طبي بالمنيرة ينقذ طفلة حامل من الموت المحقق
  • زقوت: غزة تواجه كارثة طبية مع تصاعد العدوان ودمار المنشآت الصحية
  • بسبب زيادة الكليات.. نقيب الأسنان يحمل التعليم العالي أزمة تكليف الخريجين
  • ماريان جرجس تكتب: الأجندة الصحية المصرية
  • تحذيرات عالمية: أيام الصيف الحارّة خطر على النساء الحوامل
  • وزير الصحة: تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي يعزز من زيادة الإنتاجية