الذكاء الاصطناعي (AI)أداة مهمة في مختلف الصناعات
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
الأستاذ الدكتـور #يوســــــف_الدرادكــــــــــة
أصبح #الذكاء_الاصطناعي (AI) أداة مهمة في مختلف #الصناعات حيث يقود #الابتكار والأتمتة مع تطور #التكنولوجيا، فإنها تضع معايير جديدة في مجالات مثل #الرعاية_الصحية والتمويل والتعليم.
يؤدي قدرة الذكاء الاصطناعي على #تحليل مجموعات #البيانات الضخمة والتنبؤات إلى زيادة الكفاءة وتطوير تقنيات جديدة لحل المشكلات.
الذكاء الاصطناعي وأدوات الأمان عندما يتعلق الأمر بالذكاء الاصطناعي وأدوات الأمان، فهناك العديد من المجالات التي يجب مراعاتها:
مقالات ذات صلة اليوم التالي للحرب على غز ة 2023/12/20خصوصية البيانات وأمانها: تعد الأدوات التي تضمن خصوصية وأمن البيانات (التشفير والمعالجة الآمنة للبيانات والامتثال للناتج المحلي الإجمالي) المستخدمة في أنظمة الذكاء الاصطناعي أمرا بالغ الأهمية.
قابلية تفسير النماذج وقابليتها للتفسير: هناك حاجة لأدوات حل المشكلات النموذجية للذكاء الاصطناعي؛ يجب أن تكون شفافة ومفهومة للمستخدمين والمنظمين. هذا مهم لبناء الثقة وتحديد التحيزات أو الأخطاء المحتملة.
كشف التحيز والتخفيف منه: هذه أدوات يمكنها اكتشاف وتخفيف التحيزات في أنظمة الذكاء الاصطناعي؛ هذا مهم لضمان العدالة في عمليات صنع القرار.
المتانة والمرونة: من المهم تطوير أدوات تساعد في اختبار أنظمة الذكاء الاصطناعي والتحقق من صحتها، والثقة في موثوقيتها وقدرتها على التعامل مع المواقف أو الهجمات غير المتوقعة.
الاعتبارات الأخلاقية: أصبحت الأدوات التي توفر التوجيه أو تختبر الاعتبارات الأخلاقية في تطوير الذكاء الاصطناعي ونشره مهمة.
الامتثال التنظيمي: يتيح شرط الأداة هذا للشركات التأكد من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها تفي باللوائح والمعايير مثل معايير السلامة للمركبات ذاتية القيادة أو أنظمة الذكاء الاصطناعي الطبية.
المراقبة والإشراف المستمران: الأدوات التي توفر المراقبة والإشراف المستمرين لأنظمة الذكاء الاصطناعي للكشف عن المشكلات الأمنية المحتملة ومنعها ضرورية.
يتم تحقيق هذه المتطلبات من خلال نهج منهجي لسلامة الذكاء الاصطناعي، باستخدام مجموعة متنوعة من الأدوات والتطبيقات لمواجهة التحديات الأمنية المختلفة واستخدامها الأخلاقي.
إن تكامل الذكاء الاصطناعي عبر الصناعات له تأثير عميق على المهن واتجاهات التوظيففي حين أن الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على أتمتة المهام الروتينية، فإنه يخلق أيضا فرصا جديدة ويغير طبيعة وظائف معينة. فيما يلي بعض الجوانب الرئيسية للذكاء الاصطناعي ومدى ارتباطه بالمهن.
أتمتة المهام الروتينية. غالبا ما يستخدم الذكاء الاصطناعي لأتمتة المهام المتكررة والروتينية مثل إدخال البيانات وخدمة العملاء الأساسية وعمليات خط التجميع. يمكن أن تؤدي هذه الأتمتة إلى زيادة الكفاءة وتوفير التكاليف للأعمال، ولكنها قد تؤدي أيضا إلى فقدان الوظائف للمهام التي يمكن أتمتة المهام بسهولة. في الوقت نفسه، يتم تشكيل منافذ جديدة لاستخدام الإمكانات البشرية.
خلق فرص عمل جديدة: إن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي وتنفيذها وصيانتها يخلق أنواعا جديدة من العمل. هناك طلب على المسميات الوظيفية مثل مطوري الذكاء الاصطناعي وعلماء البيانات ومهندسي التعلم الآلي وعلماء أخلاقيات الذكاء الاصطناعي حيث تبحث المنظمات عن محترفين مؤهلين لتصميم تقنيات الذكاء الاصطناعي وتنفيذها وإدارتها.
تمكين البشر: الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على تعزيز القدرات البشرية من خلال جعل العمال أكثر إنتاجية. تستخدم بعض الصناعات الذكاء الاصطناعي كأداة لمساعدة الناس على اتخاذ القرارات وتحليل المشكلات وحلها. هذا النهج التعاوني يحسن الكفاءة العامة وجودة العمل.
إعادة التدريب والتدريب المتقدم. نظرا لأن بعض الوظائف أصبحت آلية، هناك تركيز متزايد على إعادة مهارات القوى العاملة وترقيتها. قد يحتاج العمال إلى تعلم مهارات جديدة للتكيف مع مشهد العمل المتغير، والتأكيد على الإبداع والتفكير النقدي وحل المشكلات المعقدة التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي حلها – بدون مدخلات بشرية.
الاعتبارات الأخلاقية والاجتماعية. يثير تبني الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع مخاوف أخلاقية تتعلق بفقدان الوظائف، والتحيز في الخوارزميات، والتأثير العام على المجتمع. يجب على صانعي السياسات وقادة الصناعة العمل معا لوضع مبادئ توجيهية ولوائح لضمان التطوير المسؤول للذكاء الاصطناعي ونشره.
الذكاء الاصطناعي في صناعات محددة. يتم الشعور بتأثير الذكاء الاصطناعي بشكل مختلف عبر الصناعات. على سبيل المثال، في الرعاية الصحية، يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتشخيص المرض وتخصيص أساليب العلاج. في مجال التمويل، يساعد على منع الاحتيال ومنع المخاطر. يرى التعليم استخدام الذكاء الاصطناعي في أنظمة التعلم التكيفية. يعد فهم الآثار الخاصة بالصناعة أمرا بالغ الأهمية للاستخدام المتكامل للذكاء الاصطناعي والأنشطة المهنية.
التحولات الاقتصادية العالمية. إن اعتماد الذكاء الاصطناعي له آثار عالمية، مما يؤثر على القدرة التنافسية الاقتصادية والديناميكيات الجيوسياسية. يمكن للبلدان التي تستثمر في البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي أن تكتسب ميزة تنافسية في الاقتصاد العالمي، مما قد يؤدي إلى تغييرات في العرض والطلب على العمل المهني على المستوى الدولي.
للتلخيص، فإن تأثير الذكاء الاصطناعي على المهن متعدد الأوجه ويشمل كلا من التحديات والفرص. تتطلب الإدارة الفعالة لهذه التأثيرات اتباع نهج متوازن يأخذ في الاعتبار معدل الدوران والاعتبارات الأخلاقية وتنمية المهارات المستمرة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الصناعات الابتكار التكنولوجيا الرعاية الصحية تحليل البيانات أنظمة الذکاء الاصطناعی للذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
هل روبوتات الذكاء الاصطناعي مجرّد ضجيج أم أمل حقيقي؟
ترجمة: بدر بن خميـس الظفري
طالما حلم الإنسان بأن تتولّى الآلات عنه الأعمال الشاقّة، وأن تساعده في المهام الذهنية كذلك. وعلى مدى القرون، ازداد اعتماد البشر على الآلات بوتيرة متسارعة، حتى وصلنا اليوم إلى مرحلة باتت فيها الروبوتات تؤدي شتى أنواع المهام اليدوية، وتُظهر مهارات لافتة.
وينطبق الأمر نفسه على الأنشطة الفكرية. فمنذ ظهور برنامج «تشات جي بي تي»، أصبح الجميع يدرك حجم الإمكانات التي يحملها الذكاء الاصطناعي. والمشهد مذهل بالفعل: كيف يمكن لبرامج أن تمتلك هذا القدر من المعرفة، وأن تنتج نصوصا واستنتاجات تبدو منطقية؟ وهل هناك حدّ لما قد تبلغه؟ ولماذا تحتاج هذه الأنظمة إلى موارد هائلة من البيانات والطاقة الحاسوبية؟
لكن لنبدأ من البداية، فمصطلح «الذكاء الاصطناعي» ظهر في خمسينيات القرن الماضي، وصاغه عالم الرياضيات الأمريكي جون مكارثي خلال ورشة عمل كانت مخصّصة للبحث في مستقبل قدرات الحواسيب. وقد قال لاحقا إن المصطلح لم يأت نتيجة تفكير علمي عميق، بل لأنهم أرادوا عنوانا مثيرا يجذب التمويل اللازم للورشة!
ومع ذلك، فإن فكرة الآلة الذكية سبقت ذلك بكثير؛ ففي عام 1939 عرضت شركة «وستنغهاوس» خلال معرض نيويورك العالمي نموذجا بشريّ الشكل يدعى «إلكترو»، قادرا على المشي والكلام والسمع.
وبمعايير اليوم، كان الروبوت بدائيا للغاية، لكنه جسّد مبكرا مفهوم الروبوت الإنساني، وكان يرافقه جهاز آخر على شكل كلب يُسمى «سباركو». وفي عام 1941، قدّم المهندس الألماني كونراد تسوزه أوّل حاسوب حديث، ثم طُوّرت أنظمة التحكم بالحركات الكهربائية عبر الحاسوب في أوائل الخمسينيات ودخلت مرحلة الإنتاج. تلك الخطوات كانت الأساس الذي قامت عليه الأنظمة الحالية، وإن كان أحد في ذلك الوقت لا يتخيّل مدى ما ستصل إليه الحواسيب اليوم.
هذه التطورات تطرح سؤالا أساسيا: هل يمكن للآلات أن تضاهي الذكاء البشري، أو حتى تتجاوزه؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك؟ أرى أن المسألة تقوم على ثلاثة مستويات.
أولا، درج الذكاء الاصطناعي التقليدي على محاكاة قدرات معرفية بشرية معينة، ولكن ضمن نطاق ضيّق، ومع ذلك، يمكنه إنجاز المهام بسرعة وكفاءة أكبر. من ذلك التفكير الرياضي، ولعب الشطرنج، وقراءة الخرائط للملاحة. اليوم، يُعدّ من المسلّم به أن هذه مهارات بشرية يمكن نقلها إلى الآلات، لكن في عام 1956 كانت أقرب للخيال العلمي.
لقد أصبحت هذه الأحلام واقعا، لكنها لم تعد تُصنّف ضمن «الذكاء الاصطناعي» بالمعنى الشائع. وكما قال مكارثي: «عندما يعمل النظام جيدا، لا يعود أحد يسمّيه ذكاء اصطناعيا». أما الجيل الجديد من الذكاء الاصطناعي، وهو الذكاء الاصطناعي التوليدي، فقد دخل الوعي العام بقوة، ويمتاز بقدرته على إنتاج نصوص وصور وأصوات جديدة استجابة لتعليمات تُكتب بلغة طبيعية.
غير أن تدريب هذا النوع من «الذكاء الاصطناعي غير المجسّد» يعتمد على كميات ضخمة من البيانات المأخوذة من الفضاء الرقمي، ويتطلب قدرة حسابية هائلة. وهذا يعني أنه يرتبط بعالمنا الواقعي بشكل غير مباشر للغاية. ثانيا، يمكن إيجاد بيئة رقمية تحاكي قوانين الفيزياء في العالم الحقيقي بهدف إنتاج بيانات أقرب إلى الواقع لتدريب الأنظمة الذكية. في هذه البيئة، تُحاكي الأشياء الافتراضية خصائص الأشياء المادية بدقة كبيرة. فمثلا، تسقط قطرة الماء وتتحرك كما تتحرك في الطبيعة.
وفي هذا «العالم الافتراضي»، أو ما يُعرف بـ«الميتافرس» (العالم الماورائي الرقمي)، يمكن تدريب أنظمة التعلم الآلي على الاستكشاف والتجربة، وتنمية حسّ الفضول والقدرة على التعامل مع تنوّع المواقف.
غير أن هذا العالم، مهما بلغ تشابهُه مع الواقع، يظل من صنع الإنسان ويُصوّر العالم من منظور الإنسان فقط. وبالتالي، لا يمكن أن نتوقع فيه المفاجآت الحقيقية التي شكّلت مسار حياتنا وأسهمت في تطوّر الذكاء البشري.
في المستوى الثالث، يمكن تجاوز تلك القيود من خلال تمكين الحواسيب من العمل باستقلالية داخل العالم الحقيقي عبر الروبوتات التي تستشعر بيئتها باستخدام المجسّات. وبفضل أدوات الحركة المدمجة فيها ـ مثل الأيدي والأذرع والأرجل ـ تستطيع هذه الروبوتات تغيير بيئتها، ثم ملاحظة النتائج المترتبة على ذلك.
وهكذا تنشأ «حلقة مغلقة» تجمع بين الإدراك، والفهم الذكي، وتنفيذ الأفعال. وبذلك يصبح بإمكان الآلة المزوّدة بنظام ذكاء اصطناعي مدمج أو متصل بها خارجيا أن تخرج إلى العالم «بمفردها»، وأن تتعلم وتطوّر ذكاءها الخاص. ويُطلق على هذا النوع من الذكاء اسم «الذكاء المجسّد»، لأنه مرتبط بجسد، ومصمّم بما يتناسب مع خصائص الروبوت نفسه، من طريقة إدراكه للعالم إلى قدرته على التفاعل معه.
ماذا يمكن أن نتوقع في المستقبل؟ من الواضح أن دمج الذكاء الاصطناعي بالروبوتات ـ وليس بالضرورة الروبوتات الشبيهة بالبشر التي تمتلك سيقانا، بل بمختلف أشكالها ـ هو الطريق الذي سيُسهم في جعل الآلات الذكية قادرة على أداء مهام مفيدة.
فإذا استطاعت هذه الكيانات «المجسّدة» أن تفهم عالمنا الحقيقي مباشرة، وأن تمزج هذا الفهم بما اكتسبته من الفضاء الرقمي، فقد يؤدي ذلك إلى تآزر أو علاقة تكاملية تجعل الإنسان أكثر ذكاء وتفتح أمامه آفاقا أوسع بكثير.
ويتحمل واضعو السياسات والباحثون مسؤولية رئيسية في الاستثمار في هذا النوع من الروبوتات باعتباره جزءا أساسيا من مهمتهم في دعم تطور الإنسان. كما أن الفوائد العملية لاستخدام هذه الآلات في عمليات الإنتاج ستظهر بوضوح في المدى القصير والمتوسط.
إن البلدان التي تمتلك أعلى كثافة من الروبوتات ـ مثل الصين، وكوريا الجنوبية، وسنغافورة، وألمانيا، واليابان ـ تتمتع بأفضلية إنتاجية هائلة. ومن المتوقع أن يتّسع هذا الفارق بدرجة كبيرة مع دخول الوكلاء المجسّدين إلى خط الإنتاج.
أما الدول التي تمتلك قاعدة صناعية واسعة وموارد بيانات كبيرة، وتعرف كيف توفّق بين البرمجيات وأنظمة الحوسبة المدمجة والمجسّات والميكاترونكس والذكاء الاصطناعي، فهي الأكثر قدرة على طرح هذه الآلات في الأسواق.
وليس من قبيل المصادفة أن هذه الدول هي بالفعل في طليعة صناعة الروبوتات.
ومع الإنجازات اللافتة التي تحققها الشركات الناشئة الصينية في مجال الروبوتات الشبيهة بالبشر، ومع الهدف المعلن للصين بأن تصبح رائدة في الذكاء الاصطناعي المجسّد ـ كما ورد في توصيات الخطة الخمسية الصينية الخامسة عشرة (2026-2030) ومبادرة «الذكاء الاصطناعي بلس» ـ فإننا نتوقع إنجازات كبيرة إذا ما نُفّذت هذه الخطط بذكاء.
كما أن المنافسة الدولية تتصاعد، ما يجعل السنوات المقبلة حبلى بابتكارات لافتة في هذا المجال. وأنا شخصيا لا أطيق الانتظار لرؤية ما سيظهر.