قال الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان إن الجيش الإسرائيلي ملزم بالإفصاح عن عدد المحتجزين الذين قتلوا بنيرانه في قطاع غزة، وذلك بعد أيام من إقرار جيش الاحتلال بقتل 3 محتجزين عن طريق الخطأ.

ورغم تأكيد ميلمان أنه "من السيء طرح أسئلة قد تساعد على تحسين صورة (حركة المقاومة الإسلامية) حماس"، إلا أنه شدد على أن الجيش الإسرائيلي ملزم بقول الحقيقة، حتى ولو كان ذلك مؤلما، على حد قوله.

وكتب ميلمان -في تغريدة على موقع إكس- أنه من خلال تحقيقات الجيش الإسرائيلي بشأن المحتجزين الثلاثة، يبدو أن "خاطفيهم" قُتلوا في معركة مع الجيش الإسرائيلي، لكنهم لم يقتلوا المحتجزين، مشيرا إلى حديث محتجزين آخرين أُطلق سراحهم سابقا عن تأكيد عناصر المقاومة لهم أنهم لن يقتلوهم.

واستشهد الصحفي الإسرائيلي بما قاله القيادي في حركة حماس حسام بدران لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية من أن قوات الاحتلال قتلت 60 أسيرا إسرائيليا من أصل 150 كانوا محتجزين لدى المقاومة بعد الهدنة وصفقة تبادل الأسرى بين المقاومة وإسرائيل قبل نحو شهر.

ويستدرك ميلمان بالقول إن حديث بدران "قد يكون حربا نفسية وتمهيدا لتبرير قتلهم في الأسر"، لكنه يشدد على ضرورة توضيح الأمر من قِبل الجيش الإسرائيلي الذي أشار في وقت سابق إلى أن هناك 128 محتجزا في غزة حتى الآن.

رواية جيش الاحتلال

وكان تحقيق لجيش الاحتلال الإسرائيلي في قضية قتل 3 أسرى إسرائيليين في غزة من قبل جنوده بالخطأ قد كشف أن القتلى كانوا يلوّحون بالرايات البيضاء وأن أحدهم كان يستنجد باللغة العبرية قائلا "أنقذونا"، ورغم ذلك، أطلقت القوة النار عليهم.

ووقعت الحادثة في حي الشجاعية بقطاع غزة، والذي يعتبره الاحتلال من مناطق القتال الصعبة والمعقدة.

وغادر المختطفون الثلاثة مبنى يبعد عشرات الأمتار عن المبنى الذي توجد فيه قوة من جيش الاحتلال. وعندها شاهدهم جندي وهم يخرجون من المبنى دون قمصان ويحملون عصا بقطعة قماش بيضاء، اعتبر أنهم يشكلون تهديدا، وصاح برفاقه "إرهابيون" وبدء بإطلاق النار تجاههم.

ووفقا للإعلام الإسرائيلي، قُتل اثنان على الفور وفر الثالث مصابا إلى داخل المبنى مرة أخرى، وبدأ بالصراخ من داخل مخبئه "أنقذوني.. أنقذوني" باللغة العبرية.

وما إن سُمع صراخ الثالث حتى أعطى القائد العسكري -وهو برتبة رائد- الأوامر بوقف إطلاق النار، وهنا خرج الأسير الجريح مطمئنا من المبنى، فعاجله جندي بإطلاق النار عليه وأرداه قتيلا مخالفا بذلك أوامر القائد الميداني.

وبعد قتل "الرهائن" كانت الشكوك تراود جنود الاحتلال بشأن هوية القتلى فتم نقلهم لإسرائيل وبعد فحص الجثث تبين أنهم أسرى لدى المقاومة في غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی غزة

إقرأ أيضاً:

ترقب في طهران لزيارة ترامب لمنطقة الخليج

طهران- على وقع التطورات المتسارعة في الشرق الأوسط، يحزم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، غدا الاثنين، حقائبه قاصدا منطقة الخليج، في حين يتسع التباين في الخطوط الحمراء بين واشنطن وطهران بشأن برنامج إيران النووي، ما يجعل الأجندة التي يحملها في جعبته محل اهتمام واسع لدى الأوساط الإيرانية.

وقبيل زيارته، أعلن ترامب وقفا لإطلاق النار مع الحوثيين، لكن تصعيد المقاومة الفلسطينية في غزة يذكّره بوعده إبان حملته الانتخابية لوقف العدوان على القطاع المحاصر، ما يرسم علامات استفهام عن مدى التزام ترامب بمهلة شهرين -التي أوشكت على الانتهاء- للتوصل إلى اتفاق نووي جديد أو اللجوء إلى الخيار العسكري.

وبينما يستذكر الإيرانيون رؤية ترامب قبل نحو 100 يوم -في خطاب التنصيب- وقوله "أميركا أولا"، ومواقفه المتكررة التي تعتبر الصين التهديد الأول لبلاده، تستحوذ جولته الخليجية على القسم الأكبر من نقاشات الأوساط السياسية في طهران، بحثا عن تحليل لما ستخلِّفه الزيارة على الملفات الإقليمية.

أسبوع "مصيري"

وفي حين يقرأ خبراء إيرانيون الزيارة في سياق مساعي ترامب لعقد صفقات بمئات المليارات لتحسين اقتصاد بلاده، وتعويض الأضرار جراء حرب الرسوم الجمركية لا سيما مع بكين، تصف شرائح أخرى الأسبوع الجاري بـ"المصيري" لمستقبل المنطقة خلال الأشهر والسنوات المقبلة.

إعلان

ويعتقد أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة الخوارزمي، يد الله كريمي بور، أن الزيارة تحظى بأهمية كبيرة جدا، انطلاقا من توقيتها والأجندة التي يحملها ترامب، موضحا أنها تأتي عقب الجولة الرابعة من المفاوضات النووية وإصرار طرفيها على عدم النزول من على شجرة الخطوط الحمراء.

وفي تعليق نشره على حسابه بمنصات التواصل، يرجح كريمي بور، أن يبحث ترامب سبل خفض التوتر أو إنهاء الحروب بالشرق الأوسط وعلى رأسها العدوان على غزة والحد من نشاط حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في القطاع، كما لم يستبعد أن يفكر ترامب باعتراف بلاده -ولو بشكل منقوص- بتشكيل دولة فلسطين.

ويعتقد أن مواجهة الصين ستبقى الهم الأساس للإدارة الأميركية خلال الفترة المقبلة، وعليه، يضطر ترامب للتباحث مع أصدقائه الخليجيين بشأن قضايا الطاقة ومنها النفط والغاز لتعزيز الدولار الأميركي، ما سيجعل المطالب الإسرائيلية في المرتبة التالية الآن.

ملفات عربية

في المقابل، يولي إيرانيون آخرون أهمية في الملفات التي سيبحثها العرب مع ترامب، ويعتقد الباحث الإستراتيجي آرين خانقاهي رضائي، أن الدول العربية المجاورة تخشى احتدام التوتر بالمنطقة من بوابة الصراع الإسرائيلي الإيراني لا سيما على الأراضي اللبنانية والسورية واليمنية، ما يرفع احتمالات نشوب حرب إقليمية تنعكس سلبا على الاقتصادات الخليجية.

وفي مقال مطول تحت عنوان "الساحر في الصحراء" نشره بصحيفة "اعتماد"، يعتقد رضائي، أن الدول العربية ستطالب ترامب بإعادة النظر في سياسات واشنطن حيال سوريا الجديدة وإلغاء قانون قيصر عنها تمهيدا لعودة دمشق للمعادلات الإقليمية.

وحسب رضائي، فإن بعض الدول العربية المضيفة ستبحث مع ترامب تزويدها بأسلحة متطورة مثل المقاتلات والمضادات الجوية والمُسيَّرات، وكذلك برنامج نووي مدني لموازنة القوة مع إيران، إضافة للمطالبة بتقنيات الذكاء الاصطناعي وضمانات أمنية لبعض آخر منها.

إعلان محور المقاومة

أما الباحث السياسي علي رضا تقوي نيا، فيعتقد أن ترامب يبدو بحاجة إلى مناورة سياسية في الشرق الأوسط -للاستهلاك الداخلي- إثر فشله في تحقيق وعوده الانتخابية لا سيما بشأن وقف العدوان على غزة والحرب على أوكرانيا.

لكنه اصطدم -يقول تقوي نيا- بالحرب على الحوثيين التي كلفته غاليا، وما كان لطائرته أن تهبط في المطارات الخليجية إلا بعد الاتفاق شفهيا بوقف الهجمات المتبادلة بالبحر الأحمر، مستثنيا القصف الحوثي على مطار بن غوريون في إسرائيل.

ورأى، أن بلاده ساهمت في التهدئة بين صنعاء وواشنطن، بالرغم من أن وتيرة الصراع كانت تسير لصالح سياساتها من أجل إيصال رسالة بأن محور المقاومة لا يزال يمتلك أوراقا قد تفاجأ الجانب الصهيو-أميركي.

يتأثر اقتصاد المنطقة بفعل الحرب بين صنعاء وطهران مع إسرائيل (الجزيرة)

ويوضح تقوي نيا، أن طهران تدخلت إيجابيا بين واشنطن وصنعاء لدفع مفاوضاتها النووية المتواصلة مع الأميركيين لحل سياسي، وبين أنه يمكن لبلاده الاستفادة من التجربة اليمنية والصينية لحث ترامب على التراجع عن مواقفه المتشددة حيالها.

ويتابع، أن ترامب قد يجني منافع اقتصادية كبيرة جراء زيارته الخليجية لكنه سيعود "صفر اليدين" بخصوص أمنيته حول تطبيع دول عربية مع إسرائيل، أو التوصل لاتفاق مع إيران بشأن ملفها النووي، مضيفا أن تلميح ترامب حول عزمه إعلان "خبر مذهل" قبيل الزيارة قد يتعلق بفلسطين أو غزة.

حرب نفسية

وقال الباحث السياسي رضا بردستاني، إن تسريب بعض القضايا للإعلام، يأتي في سياق "الحرب النفسية" التي تمارسها واشنطن للتأثير على سلوك وفدها المفاوض الإيراني في مسقط، وإنها تحمل في طيّاتها مؤشرات سلبية حول جدية أميركا للتوصل إلى اتفاق يضمن عدم تصنيع إيران قنبلة ذرية.

وفي حديثه للجزيرة نت، يعتقد بردستاني أن حل القضايا الشائكة على مدى 46 عاما بين إيران وأميركا لا يمكن خلال 46 يوما ولا في مهلة شهرين، كما يخيّر ترامب بلاده بين الاتفاق بشأن ملفها النووي خلال هذه المدة أو الحل العسكري.

إعلان

وأكد أن الأميركيين تفاجؤوا بجدية إيران في المفاوضات المتواصلة وطرحها حلولا لملفها النووي، خلافا للجانب الأميركي الذي يعرف ماذا يريد لكنه يبدو متخبطا بشأن كيفية تحقيقه.

وأكد بردستاني أن بلاده ستراقب عن كثب مباحثات ترامب مع دول الجوار وستعلن مواقفها رسميا بشأن ما سيتمخض عنها.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعلن تسلّم الرهينة عيدان ألكسندر
  • إرادة المقاومة سلاح فلسطين الأبدي
  • بث مباشر: المقاومة تُفرج عن الأسير الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر من خان يونس
  • ‏الجيش الإسرائيلي: إصابة جندي بالرصاص خلال اشتباكات مع مسلحين فلسطينيين شمالي قطاع غزة
  • الجيش الإسرائيلي يوقف إطلاق النار بغزة لاستلام الأسير عيدان ألكسندر
  • أبرز هجمات المقاومة ضد جيش الاحتلال بعد استئناف الحرب
  • بلومبيرغ: الهند غاضبة من إعلان ترامب وقف إطلاق النار مع باكستان
  • ترقب في طهران لزيارة ترامب لمنطقة الخليج
  • ‏الجيش الإسرائيلي: إصابة 9 جنود بجروح نتيجة انفجار عبوة ناسفة في حي الشجاعية شمالي غزة
  • حدث أمني خطير في الشجاعية.. تصاعد عمليات المقاومة والجيش الإسرائيلي يتكبد خسائر فادحة