تساؤلات غاضبة لصحفي إسرائيلي بشأن قتل الاحتلال أسراه في غزة
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
قال الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان إن الجيش الإسرائيلي ملزم بالإفصاح عن عدد المحتجزين الذين قتلوا بنيرانه في قطاع غزة، وذلك بعد أيام من إقرار جيش الاحتلال بقتل 3 محتجزين عن طريق الخطأ.
ورغم تأكيد ميلمان أنه "من السيء طرح أسئلة قد تساعد على تحسين صورة (حركة المقاومة الإسلامية) حماس"، إلا أنه شدد على أن الجيش الإسرائيلي ملزم بقول الحقيقة، حتى ولو كان ذلك مؤلما، على حد قوله.
وكتب ميلمان -في تغريدة على موقع إكس- أنه من خلال تحقيقات الجيش الإسرائيلي بشأن المحتجزين الثلاثة، يبدو أن "خاطفيهم" قُتلوا في معركة مع الجيش الإسرائيلي، لكنهم لم يقتلوا المحتجزين، مشيرا إلى حديث محتجزين آخرين أُطلق سراحهم سابقا عن تأكيد عناصر المقاومة لهم أنهم لن يقتلوهم.
واستشهد الصحفي الإسرائيلي بما قاله القيادي في حركة حماس حسام بدران لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية من أن قوات الاحتلال قتلت 60 أسيرا إسرائيليا من أصل 150 كانوا محتجزين لدى المقاومة بعد الهدنة وصفقة تبادل الأسرى بين المقاومة وإسرائيل قبل نحو شهر.
ويستدرك ميلمان بالقول إن حديث بدران "قد يكون حربا نفسية وتمهيدا لتبرير قتلهم في الأسر"، لكنه يشدد على ضرورة توضيح الأمر من قِبل الجيش الإسرائيلي الذي أشار في وقت سابق إلى أن هناك 128 محتجزا في غزة حتى الآن.
رواية جيش الاحتلال
وكان تحقيق لجيش الاحتلال الإسرائيلي في قضية قتل 3 أسرى إسرائيليين في غزة من قبل جنوده بالخطأ قد كشف أن القتلى كانوا يلوّحون بالرايات البيضاء وأن أحدهم كان يستنجد باللغة العبرية قائلا "أنقذونا"، ورغم ذلك، أطلقت القوة النار عليهم.
ووقعت الحادثة في حي الشجاعية بقطاع غزة، والذي يعتبره الاحتلال من مناطق القتال الصعبة والمعقدة.
وغادر المختطفون الثلاثة مبنى يبعد عشرات الأمتار عن المبنى الذي توجد فيه قوة من جيش الاحتلال. وعندها شاهدهم جندي وهم يخرجون من المبنى دون قمصان ويحملون عصا بقطعة قماش بيضاء، اعتبر أنهم يشكلون تهديدا، وصاح برفاقه "إرهابيون" وبدء بإطلاق النار تجاههم.
ووفقا للإعلام الإسرائيلي، قُتل اثنان على الفور وفر الثالث مصابا إلى داخل المبنى مرة أخرى، وبدأ بالصراخ من داخل مخبئه "أنقذوني.. أنقذوني" باللغة العبرية.
وما إن سُمع صراخ الثالث حتى أعطى القائد العسكري -وهو برتبة رائد- الأوامر بوقف إطلاق النار، وهنا خرج الأسير الجريح مطمئنا من المبنى، فعاجله جندي بإطلاق النار عليه وأرداه قتيلا مخالفا بذلك أوامر القائد الميداني.
وبعد قتل "الرهائن" كانت الشكوك تراود جنود الاحتلال بشأن هوية القتلى فتم نقلهم لإسرائيل وبعد فحص الجثث تبين أنهم أسرى لدى المقاومة في غزة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی غزة
إقرأ أيضاً:
تحذير إسرائيلي من استفاقة محور المقاومة وتكرار انتكاسة تل أبيب
حذر مؤرخ إسرائيلي مما وصفه "استفاقة" محور المقاومة، عقب ضربات تل أبيب المتعددة في العامين الأخيرين، وتحديدا في غزة ولبنان وسوريا واليمن وإيران، مشيرا إلى أن "التاريخ يعيد نفسه، فبعد الانتصار في حرب الأيام الستة عام 1967، جاءت كارثة حرب يوم الغفران عام 1973".
وقال المؤرخ الإسرائيلي بجامعة حيفا عيران شاليف إنه "بعد سنوات من الظن أن حركة حماس قد تراجعت وضعفت، جاء هجوم السابع من أكتوبر"، موضحا أن "الانتصار الحالي على إيران، يستدعي تذكر أن هذه ليست نهاية الحملة العسكرية".
وتابع شاليف في مقال نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية وترجمته "عربي21": "من لا يستطيعون تذكر الماضي محكوم عليهم بتكراره، ونحن الإسرائيليون مطالبون عام 2025، الا نقع بذات الشرك، ومن لم يلاحظ، فإن الحكومة ما زالت تتجنب بشكل واضح التحقيق في أكبر كارثة حلّت بإسرائيل منذ عامين".
ولفت إلى أن "إسرائيل في نفس اللحظة التي يبدو فيها نجاحا باهرا بالحرب ضد إيران ومشروعها النووي، تواجه طبقة أخرى من هذه الحملة، والتي تزعم أن هجوم حماس في السابع من أكتوبر كان الكارثة الأعظم في تاريخ إسرائيل".
وأردف قائلا: "صحيح أنّ الجيش تعافى من أعظم النكسات، وأصاب حماس وحزب الله بجروح قاتلة، وبالتالي مهّد الطريق أمام طهران، لكن السؤال ما الذي يمكن تعلمه من سلسلة الأحداث التي مرّت بها تل أبيب خلال العامين الماضيين".
ونوه إلى أنه عندما كان طالبا في الجامعة، طلب أحد الطلاب من المحاضر مثالا على قانون تاريخي، فأجابه: "لا تغزو روسيا في الشتاء"، وكان يشير إلى غزوات نابليون الكارثية عام 1812، وانتهت بسحق الجيش الكبير الفرنسي على مشارف موسكو، وتكرار هتلر لنفس الخطأ القاتل في عملية "بارباروسا" بعد 130 عاما، وشكلت بداية نهاية العهد النازي.
وأكد أن ذلك يطرح على الإسرائيليين فرصة للتعلم من الكارثة التي حلت بهم في السابع من أكتوبر 2023، كي يتمكنوا من منع وقوع كوارث أخرى في المستقبل، مبينا أن "الحكومة وزعيمها استمعوا لتحذيرات أمنية مرارا وتكرارا في الأشهر التي سبقت الهجوم، لكنهم اعتقدوا كما قال نتنياهو أن هناك بعض المبالغة".
وتابع: "هذا أول درس من عدم الاستماع لتحذيرات الأمن بعد الآن، لأن دور القيادة ضمان السلام والأمن للشعب، ويجب على القادة أن يبادروا بالتحركات العسكرية والسياسية مسبقا، وليس انتظار وقوع مذبحة أو غزو جماعي أسفر عن آلاف القتلى وعلميات اختطاف لمدة عامين تقريبا في الأسر".
وختم قائلا: "استعادة حماس وحزب الله وإيران لعافيتهم، قد تقود محورهم إلى انتصارات باهرة في المستقبل، ولسوء الحظ فإن حروبنا لم تنته ولن تنتهي في المستقبل المنظور، وليس لدينا لحظة واحد تنكشف لنا فيها المؤامرة بأكملها، ولكي نواجه التحديات المستقبلية، يجب ألا ننسى السابع من أكتوبر، ويتعين علينا الاعتراف بالإخفاق والتحقيق فيه بدقة، والتعلم منه عبر لجنة تحقيق حكومية، وإلا فسنكون محكومين بتكرار الإخفاق والكوارث الأشد خطورة".