نجح عام الاستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة على مدار العام الماضي في تشجيع سكان دولة الإمارات العربية المتحدة للعمل الجماعي عبر ثلاث مجالات رئيسية هي الاستهلاك المسؤول، والحفاظ على البيئة، والعمل المناخي.

وقد أدى العمل عن كثب مع الجميع من القطاعين الحكومي والخاص بما يتواءم مع المبادرات الوطنية والعالمية مثل مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) وعيد الاتحاد الثاني والخمسين لدولة الإمارات وبيت الاستدامة وغيرها من المبادرات الأخرى ضمن أجندة الاستدامة الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة.

ارتكز عام الاستدامة الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله تحت شعار “اليوم للغد”، على إرث الأجداد وقدرتهم على التأقلم والعمل على حماية أرضنا اليوم وتخيل إمكانيات الغد.

استطاع عام الاستدامة خلال مرحلة الاستهلاك المسؤول وعبر العديد من الأنشطة والفعاليات التشجيع على ممارسات تقليل هدر الطعام، وتبني سلوكيات استهلاك كميات طعام مسؤولة، وتعزيز الأنظمة الغذائية النباتية من أجل عادات استهلاكية أكثر صحة واستدامة. كما ركز أيضًا على الدعوة نحو التحول للأزياء المستدامة بتشجيع السكان على التحول إلى الموضة البطيئة ودعم المزيد من العلامات التجارية الصديقة للبيئة.

وركزت مرحلة الحفاظ على البيئة إلى تشجيع السكان على تبني أسلوب حياة صديق للبيئة بتركيز الجهود على التحول إلى بدائل خالية من البلاستيك، وحماية النظم البيئية في الإمارات من المخلفات المتبقية، وفصلها وإعادة تدويرها، إضافة إلى تشجيع استخدام وسائل النقل العام.

كما دعت مرحلة العمل المناخي، والتي تزامنت مع انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28)، إلى دعوة الجماهير للالتزام بالعادات المستدامة في حياتهم اليومية، مثل اختيار وسائل النقل الصديقة للبيئة، وتقليل المخلفات وتوفير المياه والطاقة وكذلك زراعة النباتات في المنزل. كما ركزت المرحلة على التعريف بالتأثير المباشر للعمل الجماعي على المناخ.

وقال عيسى السبوسي، مدير مشروع عام الاستدامة : ” في بداية المشروع، أردنا التأكد من أنه سيتم تناول الجوانب المختلفة للاستدامة على مدار العام. حيث أن أغلب الأفراد يعرفون ما يتعين عليهم القيام به، لكنهم غير مطلعين على أسباب القيام بذلك، أو أهميته ضمن السياق المحلي والإقليمي. لقد قدم لنا علماء تغيير السلوك، الذين ساهموا في تصميم استراتيجية عام الاستدامة، خبراتهم من أجل تحفيز التغيير السلوكي المستدام ذي الصلة والذي يمكننا تحقيقه.

ومع اقترابنا من عام 2024، نشعر بسعادة غامرة إزاء العدد الكبير من الأبحاث والمشاركات العامة ضمن مفهوم الاستدامة. لقد تشكل لدينا فهم أعمق للتغيير الذي نحتاج إلى إجرائه بشكل جماعي، بالإضافة إلى تطوير المزيد من الأبحاث الكمية التي تشير إلى تحول مؤثر نحو تبني الاستدامة والالتزام بهذا النهج مدى الحياة.”

 

 

المحتوى التعليمي وأدلة الاستدامة وفعاليات العمل المجتمعي

قدم كل مجال من مجالات مبادرة عام الاستدامة دافعًا ماليًا أو صحيًا أو اجتماعيًا أو بيئيًا يوضح شكل الفائدة التي سوف تعود على الناس عند اتخاذ خيارات مستدامة، والتي هدفت إلى تحقيق المزيد من التأثير وتحفيز تغير سلوكي مستدام.

كما ساهم عام الاستدامة في تبسيط مفهوم الاستدامة عبر نشر مقاطع فيديو تعليمية ذات محتوى تفاعلي موجهة للجمهور تتضمن أمثلة يومية حول طرق تبني الأفراد لأسلوب حياة أكثر وعياً بالبيئة. وشجعت المبادرة الجمهور على إعادة التفكير في الاستدامة بطرق أبسط. على سبيل المثال، دعا أحد مقاطع الفيديو الخاصة بمبادرة عام الاستدامة الأفراد إلى التفكير في الاستدامة على أنها شكل من أشكال العافية الجسدية، وتحسين الصحة النفسية، وإعادة الاتصال بالطبيعة، وبالتالي جعل الاستدامة ممارسة متأصلة في حياتنا اليومية.

 

وتضمنت المقاطع الأخرى نصائح عملية من خبراء مقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة حول فوائد اعتماد السلوكيات المستدامة، وروايات أرشيفية غنية تعتمد على قيم الاستدامة الراسخة في البلاد، وتوفير حقائق وأرقام للجمهور لتمكينهم من فهم أهمية أفعالهم اليومية من أجل بناء مستقبل أفضل لكوكبنا.

كما قدمت سلسلة مقاطع خاصة بوسائل التواصل الاجتماعي بعنوان “أمي تعرف أكثر” نظرة فكاهية حول ممارسات الاستدامة بين الأجيال وسعة الحيلة التي تتمتع بها جميع الأمهات. واستُلهمت مقاطع أخرى من شهر رمضان لتسليط الضوء على أهمية المشاركة وتجنب الإسراف والحفاظ على الموارد. كما سلطت إحدى المقاطع الضوء على ممارسة “النايبة”، وكيف احتضن أسلافنا أسس ممارسات الاستهلاك المسؤول.

ركز عام الاستدامة على قصص الأجداد وتدبيرهم لأمور الحياة من خلال سلسلة “إرث الاستدامة”، ومنها قصة امرأة إماراتية قامت بإعادة تدوير أعواد المصاصات واستخدامها لصنع البرقع، وهو أسلوب ذكّرت من خلاله مبادرة عام الاستدامة الجماهير بالتراث المستدام لدولة الإمارات العربية المتحدة، وغرست فيهم الشعور بالفخر بقيمنا المشتركة.

 

زراعة أشجار القرم

لتشجيع ممارسات الحفاظ على البيئة بشكل أكبر، تم تنظيم العديد من الفعاليات المجتمعية مثل “مشروع أشجار قرم عيد الاتحاد: اليوم للغد” الذي يسعى إلى استرجاع زراعة غابات القرم على طول سواحل دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن تعهدات دولة الإمارات العربية المتحدة بزراعة 100 مليون شجرة قرم بحلول عام 2030.

 

دليل الاستدامة وشبكة الخبراء

انطلاقًا من إيمان راسخ بأن اتخاذ خطوات صغيرة يمكن أن يؤدي إلى تغيير كبير، أصدر فريق عام الاستدامة ثلاثة أدلة دعت الجمهور إلى تبني عادات أكثر استدامة من خلال تقديم نصائح عملية ورؤى لخبراء ومعلومات مفيدة لإلهام العمل الجماعي، والتي يمكن للجمهور الاطلاع عليها عبر الموقع الإلكتروني لعام الاستدامة. تتضمن هذه الأدلة، سلسلة من المداخلات من مجموعة مختارة من أعضاء شبكة خبراء الاستدامة، التي تتألف من خبراء مقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة ممن يحملون فهماً عميقاً بأجندة الاستدامة في الدولة.

 

موقع عام الاستدامة: رحلة غامرة للاستدامة

يأخذ موقع عام الاستدامة المستخدمين في رحلة غامرة لرواية قصة التراث الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تتداخل حكايات الموارد والناس والتجارة والابتكار المتجذرة بعمق في قيمنا.

تصور صفحة “عبر الزمن” رحلة دولة الإمارات العربية المتحدة التي تأخذ زوار الموقع عبر جولة في الماضي والحاضر والمستقبل لتسليط الضوء على تطور الدولة – بما في ذلك حلول المياه المبتكرة التي أدت إلى استدامة الحضارات حتى الموانىء التي جذبت الناس من جميع أنحاء العالم، والتي شكلت دليلاً على نهج دولة الإمارات الذي يركز على الإنسان والتطور الذي تشهده الدولة.

ودعت صفحة “كلنا معًا اليوم” زوار الموقع إلى إجراء اختبار تحليل الشخصية من أجل الاستدامة لتقييم بصمتهم الكربونية. وقام الاختبار بتذكير المستخدمين بتأثير أفعالهم اليومية في صنع مستقبل أكثر إشراقًا وتشجيعهم على البدء في رحلتهم الخاصة في مجال الاستدامة.

وقدمت صفحة “واجبنا” موارد تعليمية ومسارات وظيفية في مجال الاستدامة للجمهور ، فضلاً عن مبادرات عام الاستدامة التي يمكن للجمهور المشاركة فيها.

المشاركة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (cop28):

 

بيت الاستدامة وبوب كوب

 

أطلق عام الاستدامة، بهدف تشجيع العمل المناخي الشامل وإشراك الجمهور في مؤتمر (cop28)، مبادرة بوب كوب – وهي عبارة عن مجموعة من فعاليات العمل المجتمعي التي تدعو جميع من يعتبرون دولة الإمارات العربية المتحدة وطنًا لهم لاستكشاف مستقبل أكثر جودة وازدهارًا لكوكبنا والتخطيط والعمل من أجله. وقد عقدت فعاليات بوب كوب في موقع بيت الاستدامة لإتاحة الفرصة للزوار للتعرف على الاستدامة بطريقة شاملة.

كما كان لعام الاستدامة حضور قوي في مؤتمر cop28، حيث أظهر التزامًا على مستوى الدولة تجاه الاستدامة من خلال بيت الاستدامة ومركز داعمي العمل المناخي في المنطقة الخضراء في إكسبو دبي.

قدم بيت الاستدامة والذي استقطب ما يقرب من 60 ألف زائر من أصل 130 ألف من الحضور في مؤتمر (cop28)، تجربة زوار متعددة الحواس عرضت مدى عمق رحلة دولة الإمارات العربية المتحدة نحو الحياد المناخي. وقد استلهمت التجارب المتنوعة التي قدمها المكان من صمود الأسلاف في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما أتاحت فرصة فريدة للزوار من جميع أنحاء العالم لفهم قيم الاستدامة الراسخة في الدولة عبر تراثها الغني، وإلهام أجيال الغد من أجل مستقبل مزدهر مستدام بما قدمه الناشطون وصانعو التغيير الذين ساهموا في لحظات بارزة في رحلة التقدم الجماعية للوطن.

ومن خلال تجارب غامرة مثل “العشاء في 2050” و”حلول مع الطبيعة”، دعت المساحة الزائرين لاستكشاف تأثير تغيير خياراتهم اليوم مما يعزز من القدرة على الصمود الغذائي، وبالتالي تكرار دعوة عام الاستدامة نحو التغييرات السلوكية المستدامة. كما وضع مركز داعمي العمل المناخي الزوار – والواقع على الجانب الآخر من بيت الاستدامة – في طليعة المحادثات والعروض التقديمية وورش العمل والأفلام الوثائقية الملهمة للابتكار والاستدامة.

 

عيد الاتحاد الـ 52

تميز العرض الرسمي لعيد الاتحاد الثاني والخمسين لدولة الإمارات في مدينة إكسبو بدبي، والذي تزامن مع انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (cop28 باستخدام تقنيات مبتكرة وعروض آسرة، تجسد التراث الغني لدولة الإمارات والنسج الذي يصل معاني الاتحاد والاستدامة عبر التاريخ، التي رُمز إليها من خلال عناصر مختلفة من نسيج السدو.

وسلط العرض الضوء، انطلاقاً من جذور الثقافة والتراث الإماراتي، على تراث الأجداد والعلاقة الوثيقة بين عراقة التقاليد وحداثة التكنولوجيا، والذي عكس الالتزام المشترك برعاية عالمنا المترابط والحفاظ عليه. كما ركز العرض على رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة لمستقبل مستدام مشترك يتعاون فيه العالم للتغلب على التحديات المناخية من خلال الابتكار، والعمل المشترك – مستلهمين من جهود داعمي العمل المناخي من دولة الإمارات العربية المتحدة وجميع أنحاء العالم.

حصل العرض على شهادة أيزو 20121، المعيار العالمي لإدارة الفعاليات المستدامة، في ظل تضمينه العديد من العناصر المستدامة في جميع مراحل إنتاجه. كما قدم خلال العرض 84 طالبًا وطالبةً من جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة مجسمات مصنوعة من مواد مستدامة لعرض المناظر الطبيعية المفضلة لديهم تماشيًا مع “عام الاستدامة” والتراث الوطني الغني. وتضمن العرض تقنيات يدوية تحاكي التأثيرات الضوئية للألعاب النارية، صممت بغاية الاستدامة.

 

ماذا بعد ذلك؟ مواصلة إرث الاستدامة

وحول مواصلة نهجنا نحو الاستدامة، قال السبوسي: “لقد أظهرت لنا جهودنا هذا العام أن التغيير يستغرق وقتًا. إنها ليست مجرد فكرة يمكن تنفيذها خلال عام واحد فقط.فخلال عام 2023، انخرط الجمهور في أجواء طموحة تجاه العمل المناخي حيث تمكنوا من فهم ما يمكنهم المساهمة فيه في المعادلة الأوسع للعمل المناخي. والآن، يجب أن نسأل أنفسنا كيف يمكننا الحفاظ على هذا الزخم والاستمرار فيه في العام المقبل وما بعده؟ ومع أخذ COP28 في الاعتبار، نتساءل، كيف يمكننا ضمان مواصلة هذه الجهود مدى الحياة؟

“وبعيدًا عن التغييرات السلوكية التي نجريها كأفراد، علينا أن نبقى على اطلاع والالتزام بممارسات مستدامة طوال حياتنا. إن تراث أسلافنا يعلمنا أن العيش مع الطبيعة يعني اعتماد إعادة التدوير واستخدام الموارد بعناية كأسلوب حياة.”

 

مع اقتراب عام 2023 من نهايته، تواصل مبادرة عام الاستدامة جهودها لتعزيز العمل الجماعي والتغيير السلوكي المستدام من خلال مشاريع مستمرة ومنها:

 

مختبر المواد

أطلق عام الاستدامة برنامجه “مختبر المواد”، وهو نموذج تعاوني للإنتاج المستدام، أشرك خلاله مبدعين ومبتكرين وشركات في دولة الإمارات العربية المتحدة لإعادة النظر في مفاهيم التصميم والإنتاج – من الفكرة إلى التصنيع. يضم نهج البرنامج ذو المستويين الإنتاج المستدام وإعادة استخدام المواد، حيث ركز هذا النهج على ابتكار مواد التصنيع وإعادة استخدام الموارد والمواد المتوفرة.

جاء مختبر المواد تتويجًا للتعاون مع مبدعين ومبتكرين محليين لإعادة اكتشاف المواد الموجودة في الطبيعة في دولة الإمارات والاستفادة من المخلفات الزائدة وغيرها لإنتاج مواد مستدامة وقابلة للتحلل البيولوجي أو مواد صديقة للبيئة وتعزز امكانية تغيير مفهوم الإنتاج في دولة الإمارات العربية المتحدة. قام المصممون والعلماء المشاركون في البرنامج بتوثيق وتقديم الابتكارات المادية من خلال دراسات الحالة التي توضح بالتفصيل الأبحاث والتقنيات والتجارب التي تم إجراؤها لتحقيق الابتكار والإنتاج والتصميم المستدام.

 

بضائع مستدامة

أطلق عام الاستدامة “دبوس الاستدامة “المبتكر والمصنوع من نوى التمر المهدر وفتات الصدف كما تم تغليفه بورق ممزق مُعاد استخدامه، والذي يستطيع الأفراد زراعته في حديقتهم. صمم الدبوس بناءً على رؤية جماعية وبحث وتعاون مع خبراء التصميم المحليين حيث تناولوا من خلاله رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة للإنتاج المستدام المتكامل.

كما أطلق فريق عام الاستدامة بالتعاون مع “أ فريند أوف ماين” منتجاته الرسمية التي تم تصنيعها من خلال إعادة تدوير مجموعة المنتجات المتبقية من “عام الخمسين” لدولة الإمارات. وقد عملت المنتجات المُعاد تدويرها بمثابة مصدر إلهام للإنتاج للشركات المحلية، للاستفادة من المواد الفائضة الموجودة لإعادة تصميمها واستخدامها لإعادة الإنتاج.

وتأكيدًا على قيم الإنتاج والتصنيع المُستدامين المحليين، تضمنت المنتجات الرسمية لعام الاستدامة، منتجات مُتعددة الوظائف صالحة للارتداء، مثل القمصان والحقائب القماشية والجاكيتات.

مع نجاح عام الاستدامة ومؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (cop28) واستمرار جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في رحلتها لتحقيق الحياد المناخي، سيتم الإعلان عن تفاصيل مبادرة عام 2024 قريبًا.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

مسؤولة إماراتية: ملتزمون بهدنة إنسانية في السودان لكن لا نريده أن يصبح ملاذا للإرهابيين

(CNN) -- أكدت مسؤولة إماراتية رفيعة المستوى في مؤتمر صحفي، الخميس، أن دولة الإمارات العربية المتحدة ملتزمة بتحقيق هدنة إنسانية في السودان الذي مزقته الحرب، لكنها تصر على أن البلاد لا يمكن أن تصبح ملاذاً للإرهابيين.

وقالت لانا نسيبة، وهي وزيرة دولة في الإمارات: " نحن ملتزمون تجاه شعب السودان، وملتزمون بتحقيق هدنة إنسانية فورية في السودان ووقف إطلاق النار، وشركاؤنا في الاتحاد الأوروبي يقدمون المساعدة والدعم". 

وأضافت نسيبة أن الدول التي تعمل على التوسط في هدنة بين الأطراف المتحاربة في السودان- الولايات المتحدة ومصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة- تتفق على أنه يجب ألا يصبح السودان ملاذاً للإرهابيين وأنه ينبغي ألا يكون هناك "مستقبل لجماعة الإخوان المسلمين" هناك.

وقالت: "إن حكومة مستقلة بقيادة مدنية هي مستقبل السودان المستقر والآمن"، مشيرة إلى أن الطرفين المتحاربين في السودان استخدما "المساعدات الغذائية كسلاح".

ورفضت جماعة "الإخوان المسلمين" العنف علنًا، لكنها مصنفة من قبل الإمارات العربية المتحدة وبعض الدول العربية الأخرى كمنظمة إرهابية. وقد لعبت الحركات المستوحاة من فكر الإخوان المسلمين دورًا بارزًا في الحياة السياسية السودانية على مدى عقود.

في مقابلة مع بيكي أندرسون من شبكة CNNالشهر الماضي، قال المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش إن الإمارات تريد، على المستوى الجيوسياسي، أن ترى السودان "مساهمًا في استقرار المنطقة".

وقال قرقاش إنه لكي يحدث هذا، يجب ألا يكون لجماعة الإخوان المسلمين و"الجماعات المتطرفة الأخرى" أي تأثير.

وصرّح قرقاش قائلا: ""نحن دولة مؤثرة في المنطقة. ربما لا يعجب ذلك البعض، ولكن في الواقع، نحن كذلك، ونتيجة لذلك أعتقد أن لدينا رؤية إقليمية لما نريد أن نراه في الدول المحيطة بنا". 

ومنذ إبريل/نيسان من عام 2023، انخرط اثنان من أقوى جنرالات السودان- عبد الفتاح البرهان، الذي يقود القوات المسلحة السودانية، وحليفه السابق محمد حمدان دقلو قائد قوات الدعم السريع شبه العسكرية - في صراع دموي للسيطرة على البلاد المنقسمة بين معاقلهما.

وتسببت الحرب الأهلية المستمرة في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، وقد فشلت الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع.

الإماراتالسعوديةنشر الخميس، 11 ديسمبر / كانون الأول 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • المملكة تواصل جهودها الإغاثية لإيواء نازحي جنوب غزة من آثار المنخفض الجوي
  • الإمارات تستضيف الاجتماع الــ 43 للّجنة رفيعة المستوى للاقتصاد المستدام للمحيطات
  • اختيار الأمم المتحدة.. مصر أول دولة على مستوى العالم لتطبيق مبادرة CHAMPS لتعزيز أنظمة الوقاية الموجهة للأطفال
  • الإمارات تؤكد الالتزام بمواصلة العمل لمواجهة الاحتياجات الإنسانية المتزايدة
  • نهيان بن مبارك يشهد العرس الجماعي الثاني لـ«خليفة الإنسانية» في الشارقة
  • القلوب الرحيمة تواصل جهودها الإغاثية لمساعدة أهالي غزة في ظل البرد القارس
  • الإمارات تستضيف اجتماع اللجنة رفيعة المستوى للاقتصاد المستدام للمحيطات
  • جامعة أبوظبي تختتم «المؤتمر الدولي لمستقبل أكثر استدامة»
  • «راكز» تحصد الجائزة الفضية عن «أفضل مبادرة لتحويل النفايات»
  • مسؤولة إماراتية: ملتزمون بهدنة إنسانية في السودان لكن لا نريده أن يصبح ملاذا للإرهابيين