استهتار واشنطن يقضي على ما تبقى من زعامة الولايات المتحدة
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
الولايات المتحدة تغدو أسيرة للسياسة الإسرائيلية، ومضطرة لتحمل خسائر هائلة بسبب سياسة تل أبيب التي لا تحسب حسابًا لأحد. حول ذلك، كتب غيفورغ ميرزايان، في "فزغلياد":
في السنوات الأخيرة، واجهت الدبلوماسية الأمريكية سلسلة من التحديات. ولكن التحدي الأكثر خطورة هو الصراع العسكري في قطاع غزة. ليس لأنه قد يؤدي إلى حرب عالمية؛ وليس لأن حليف الولايات المتحدة في وضع صعب.
من خلال دعمها الكامل وغير المشروط لتل أبيب، أصبحت واشنطن في الواقع متورطة في كل ما تفعله إسرائيل في غزة.
نعم، من الناحية النظرية البحتة، يمكن للأمريكيين إجراء محادثات توضيحية مع تل أبيب، وشرح أن من غير الجائز القصف الشامل للمناطق المدنية. ومع ذلك، يدرك الجميع أن إسرائيل لن تتصرف بشكل مختلف. لأنها لا تستطيع، بل ولا تريد ذلك.
وهكذا، يتحول الأمر إلى مأزق دبلوماسي بالنسبة لواشنطن. فقد أصبحت الولايات المتحدة بدرجة ما رهينة للسياسة الإسرائيلية. وهي مضطرة لتحمل أضرار جسيمة بسبب تصرفات حليفتها، التي لا تستطيع التخلي عنها ولا السيطرة عليها بشكل كامل.
ولكن، كان يمكن للإدارة الأمريكية على الأقل التكيف مع الوضع الحالي، بتخفيض حماسة التعاطف الدبلوماسي، والتصرف بهدوء أكبر قليلاً. ولكن، كما اتضح، لا يستطيع الدبلوماسيون الأمريكيون إيقاف تعاطفهم المنافق حتى في هذا الموقف.
ونتيجة لذلك، تعارض واشنطن إحالة قضية غزة إلى مجلس الأمن الدولي، مدعية أنها تفعل ذلك لحماية المدنيين الفلسطينيين. وليس من المستغرب أن يؤدي مثل هذا الموقف، الذي يمثل قمة الاستهتار، وذروة سياسة المعايير المزدوجة، إلى إثارة غضب شديد في العالم الإسلامي. وهذا، على خلفية تزايد السيادة الاقتصادية والسياسية للدول العربية، يوجه ضربة قوية لبقايا الزعامة الأمريكية للعالم.
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الحرب على غزة الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تطالب إسرائيل بالتعاون مع الأونروا..وتل أبيب ترد بحدة
أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الجمعة، قراراً يدعو إسرائيل إلى التعاون مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، بعد أن داهمت القوات الإسرائيلية مقر الوكالة في القدس الشرقية في وقت سابق من هذا الأسبوع.
صوت لصالح القرار 139 دولة، بينما عارضته 12 دولة وامتنعت 19 دولة عن التصويت، واعتبرت الأونروا أن القرار يمثل "دليلاً على دعم الغالبية العظمى من المجتمع الدولي لمهمتها الإنسانية".
وردت إسرائيل على القرار بحدة، حيث وصف السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، الوكالة بأنها "منظمة تدعم الإرهاب"، مؤكداً أن بعض موظفيها شاركوا في عمليات اختطاف وقتل خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.
كما أدانت وزارة الخارجية الإسرائيلية القرار، ووصفت الأمم المتحدة بأنها "آلة سياسية انتهازية" تلجأ إلى المحاكم الدولية لأغراض سياسية.
من جهته، أكد المفوض العام للأونروا، فيليب لازاريني، أن الادعاءات حول اختراق الوكالة من قبل حماس غير مثبتة، وأن الوكالة تظل "الفاعل الإنساني الرئيسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة"، داعياً المجتمع الدولي إلى دعم جهودها لتلبية الاحتياجات الإنسانية في غزة وتعزيز خدمات التعليم والصحة العامة.
وكانت القوات الإسرائيلية قد داهمت مقر الأونروا في حي الشيخ جراح، صادرت معداتها وقطعت الاتصالات مع الموظفين، في انتهاك وصفته الوكالة بأنه "غير مقبول ويخالف حصاناتها وامتيازاتها كجهة تابعة للأمم المتحدة".
يأتي ذلك في ظل توترات مستمرة بعد قانون الكنيست لعام 2024 الذي يقيد أنشطة الأونروا في إسرائيل ويستهدف عملها في القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة، مما يشكل تحديات إضافية أمام الوكالة في أداء مهامها الإنسانية.