أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الجمعة، أنه لا مجال للعثور على الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة وأنها لن تعرض موظفيها للخطر وسط إطلاق النار المتواصل في القطاع، ردا على دعوى قضائية رفعتها ضدها عائلات الرهائن ووسط انتقادات تلقتها المنظمة الدولية من الحكومة الإسرائيلية بالتقصير في دورها بمداواة المحتجزين في مناطق النزاع.

 

ورفع عشرات الأشخاص، ممن اختطفوا أو تجمعهم قرابة بمن اختطفتهم حماس من إسرائيل في 7 أكتوبر، دعوى قضائية ضد اللجنة الدولية للصليب الأحمر في محكمة إسرائيلية، بحجة أن المنظمة لم تف بالتزامها بمساعدة ضحايا الصراع المسلح والعنف والحفاظ على حياتهم وكرامتهم، وفق ما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز".

وتأتي الدعوى القضائية في الوقت الذي يتعرض فيه الصليب الأحمر لضغوط سياسية متزايدة من الإسرائيليين وقادتهم، بمن فيهم رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، لبذل المزيد من الجهد لإقناع حماس بالسماح لعمال الإغاثة والمسعفين بزيارة الرهائن المتبقين. وتعتقد إسرائيل أن 129 شخصا، معظمهم من الرجال، ما زالوا محتجزين.

وقد دعا نتانياهو الصليب الأحمر إلى ممارسة الضغط العلني على حماس للسماح لها بالوصول إلى الرهائن، لكن رئيسة المنظمة، ميريانا سبولجاريك، قالت: "كلما زاد الضغط الشعبي الذي سنمارسه، أغلقوا الباب أكثر".

وتقول الدعوى المرفوعة أمام محكمة في القدس، الخميس، إن الصليب الأحمر فشل في زيارة الرهائن في الأسر للاطمئنان على صحتهم وتزويدهم بالأدوية ثم إبلاغ أقاربهم بشأن حالتهم الصحية. وتؤكد الشكوى أيضا أن الصليب الأحمر "لم يفعل ولا يفعل ما يكفي لإطلاق سراحهم".

وتم تقديم الشكوى المدنية نيابة عن الرهائن السابقين وأقاربهم من قبل مركز شورات هادين للقانون الإسرائيلي، وهي مجموعة إسرائيلية لحقوق الإنسان، وتطالب بتعويض قدره 2.8 مليون دولار، بالإضافة إلى أمر من المحكمة يوجه الصليب الأحمر لزيارة جميع الرهائن المتبقين وتزويدهم بالأدوية ونقل المعلومات عنها إلى أسرهم.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن جيسون سترازيوسو، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، قوله إن المنظمة لم تطلع على الدعوى القضائية بعد، مضيفا أن مسؤولي الصليب الأحمر لا يعرفون مكان احتجاز الرهائن في غزة ولا يمكنهم زيارتهم دون ضمان مرور آمن من حماس والجيش الإسرائيلي بسبب القتال الدائر.

وقال سترازيوسو: "حتى لو كنا نعرف مكان احتجاز الرهائن، فمن المحتمل جدا أن يؤدي الظهور على عتبة الباب بشكل غير معلن إلى تعريضهم للخطر، ولن نفعل ذلك أبدا ما لم يتم التوصل إلى اتفاقات". 

وأكد أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر لا يمكنها توصيل الأدوية لنفس السبب.

وقالت المتحدثة باسم المنظمة في القدس، أليونا سينينكو، إن جهود المنظمة للوصول إلى الرهائن كانت تتم خلف أبواب مغلقة ولم تكن واضحة للعامة، وفق ما ذكرته "نيويورك تايمز". 

وقالت سينينكو: "لقد مر الأشخاص الذين تم احتجازهم كرهائن وعائلاتهم بتجربة مروعة، ومن السهل فهم غضبهم وإحباطهم".

واعترفت المحامية التي تمثل العائلات، نيتسانا دارشان لايتنر، أن الدعوى كانت غير عادية. 

وتنص الشكوى على أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر تحتل مكانة فريدة بموجب القانون الإنساني الدولي واتفاقية جنيف، ما يمنحها تفويضا وواجبا أخلاقيا لزيارة الرهائن والتحقق من سلامتهم والنضال من أجل إطلاق سراحهم، وتشير الدعوى القضائية إلى أن المنظمة لم تتصرف كما كان "متوقعا بشكل معقول".

وقالت لايتنر إن "الصليب الأحمر لا يتواجد في فراغ" وإن "هناك طرقا يمكن للمنظمة من خلالها الضغط على حماس من خلال الأمم المتحدة، ومن خلال ما يقرب من 196 دولة تمولها، ومن خلال السلطة الفلسطينية. إنهم يلعبون دورا هاما، دور الحياة والموت، وكل يوم وكل ساعة تمر هو أمر بالغ الأهمية".

وفي حين أن اتفاقية جنيف تمكّن اللجنة الدولية للصليب الأحمر من القيام بذلك، لزيارة أسرى الحرب وضحايا العنف في مناطق النزاع، قالت المنظمة إنها لا تستطيع اقتحام الأماكن التي يُحتجز فيها الرهائن. 

وقال سترازيوسو: "يقول الناس: 'اذهبوا لزيارتهم فحسب'، لكنهم قد لا يفهمون مدى صعوبة القيام بذلك".

وقال نتانياهو إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه، في أواخر نوفمبر، لتبادل الرهائن مع سجناء فلسطينيين يتضمن بندا ينص على قيام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتسليم رهائن إلى إسرائيل لزيارة جميع الرهائن المتبقين المحتجزين في قطاع غزة، لكن هذا الجانب من الصفقة لم يتم تأكيده من قبل الأطراف الأخرى، وفق ما ذكرته الصحيفة الأميركية.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: اللجنة الدولیة للصلیب الأحمر الصلیب الأحمر

إقرأ أيضاً:

المنظمة الدولية للهجرة: الأمطار تعرض النازحين في غزة للخطر

قالت المنظمة الدولية للهجرة إن الأمطار تعرض النازحين في غزة للخطر مع منع دخول إمدادات الطوارئ.

وقال هاكان فيدان، وزير الخارجية التركي، إنهم يبذلون جهوداً مع مصر والسعودية والإمارات والأردن وقطر لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.

وأضاف :"ستتولى قوات أمن فلسطينية إحلال الأمن في غزة في مرحلة ما ويجب ألا تكون هناك مجموعات مسلحة".

وأصيب طبيب فلسطيني برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، في مدينة جنين.

اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

 

وأفادت مصادر طبية بأن الطبيب أصيب بالرصاص الحي في الفخذ أثناء مغادرته أحد بيوت العزاء داخل مخيم جنين، حيث أطلقه جنود الاحتلال المتواجدون في المكان. وتم نقل المصاب إلى مستشفى ابن سينا لتلقي العلاج، وسط استمرار انتهاكات الاحتلال في المناطق الفلسطينية.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، امس الخميس، الشاب إبراهيم حبش، بعد محاصرة منزله في البلدة القديمة بمدينة نابلس.

وأفاد مراسلنا بأن قوات خاصة إسرائيلية تسللت إلى حي القيسارية، وحاصرت المنزل الذي كان يتواجد فيه الشاب، قبل أن تقوم آليات الاحتلال باقتحام البلدة ومحيطها، في استمرار لعمليات الاعتقال والمداهمات التي تنفذها قوات الاحتلال في المدينة.

ودعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم علي أبو زهري، إلى إدراج التعليم الفلسطيني ضمن منظومة الحماية والأولوية الدولية، مؤكدًا أن استهداف الجامعات والطلبة والمعلمين يشكّل جريمة حرب تتطلب المساءلة الدولية، وأن إنقاذ التعليم في فلسطين أصبح مهمة عاجلة للمجتمع الدولي.

جاء ذلك خلال مشاركة فلسطين في اجتماع اتحاد مجالس البحث العلمي العربية في مسقط، حيث أشار أبو زهري إلى أن التعليم والبحث العلمي، خصوصًا في غزة، يتعرضان لدمار غير مسبوق يهدد مستقبل المعرفة العربية.

 وأكد ضرورة دعم برامج التعليم في الطوارئ وتأمين التمويل المستدام لاستمرار العملية التعليمية، معتبراً التعليم بوابة نحو الحرية والكرامة.

وأكدت الأمم المتحدة، اليوم، أن الفلسطينيين عانوا لعقود طويلة من فقدان حقوقهم الأساسية، محذرة من الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، حيث لا توفر الخيام الحالية حماية كافية للسكان من الظروف الجوية القاسية. 

ودعت المنظمة المجتمع الدولي إلى التحرك بسرعة لضمان الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة، بما يشمل تحسين ظروف المدنيين وتأمين وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، والعمل على تثبيت وقف إطلاق النار، وحماية السكان من أي مخاطر إضافية تهدد حياتهم وأمنهم في القطاع.

وأعلن الدفاع المدني في غزة، امس الخميس، عن انهيار مبنى على سكانه في حي الزيتون جنوب شرقي المدينة نتيجة المنخفض الجوي الذي يضرب القطاع.

وأكدت الفرق أن الحادث أسفر عن أضرار مادية، محذرة المواطنين من السكن في المباني الآيلة للسقوط، خصوصاً مع استمرار الأمطار والرياح العاتية.

ودعت المديرية إلى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر، والابتعاد عن المباني غير المستقرة لتجنب وقوع ضحايا، مؤكدة على ضرورة تفعيل فرق الطوارئ والإسعاف لمتابعة حالات الطوارئ وحماية الأرواح والممتلكات من تداعيات الأحوال الجوية القاسية

 

مقالات مشابهة

  • «الهجرة الدولية»: الأمطار تعرض النازحين للخطر
  • الاحتلال يُجبر عائلات فلسطينية على ترك منازلهم في نابلس
  • تأهل 20 جهة من المرحلة الأولى في هاكاثون البرمجيات الحرة
  • المنظمة الدولية للهجرة: الأمطار تعرض النازحين في غزة للخطر
  • دعوى قضائية ضد شات جي بي تي لتشجيعه رجلاً على قتل أمه ثم الانتحار
  • قبل مقتلهم في غزة.. فيديو يظهر 6 رهائن إسرائيليين يحتفلون بعيد حانوكا في نفق
  • وفد من الصليب الأحمر يزور المستشفى الميداني الأردني جنوب غزة ويثمن جهوده الطبية والإنسانية
  • الصليب الأحمر: المدنيون في السودان يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية عالميًا
  • الصليب الأحمر اللبناني يُعرب عن تقديره لشركة ABC لالتزامها المستمرّ منذ العام 2024
  • تواصل التسجيل للمشاركة في بطولة السلم للدراجات الهوائية