دراسة أمريكية: زيادة الإنسولين عقب الأكل ليس ضارا كما كان يعتقد
تاريخ النشر: 23rd, December 2023 GMT
أفادت دراسة طبية أمريكية أجراها باحثون في مستشفى مونت سيناى بمدينة نيويورك أن زيادة مستوى الإنسولين في الدم عقب الأكل ليس ضارا كما كان معتقدا في السابق، وهو ما يغير من منظور العديد من الأطباء في تأثير مستويات الإنسولين بعد الأكل.
وأشارت الدراسة التي قادها الدكتور" رافي ريتناكاران"، الأستاذ في معهد " لونينفيلد تانينياوم للأبحاث "، التابع لمستشفى " مونت سيناى" ونشرت في عدد ديسمبر من مجلة " لانسيت" الطبية، وتبحث في كيفية تأثير مستويات الأنسولين بعد الوجبات على صحة القلب والتمثيل الغذائي على المدى الطويل إلى أن الكثيرين اعتقدوا لفترة طويلة أن الإرتفاع السريع في مستوى الإنسولين عقب تناول الطعام، خاصة عقب تناول الكربوهيدرات، كان ضارا، فقد كان يعتقد أن هذا الإرتفاع في الإنسولين يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن ومقاومة الإنسولين، وهي حالة لا يستجيب فيها الجسم بشكل جيد للإنسولين، مما يجعل من الصعب التحكم في مستويات السكر في الدم، حيث تزيد هذه الحالة من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
كما أشارت إلى أن الدكتور" زيتناكاران"، أخصائي الغدد الصماء في مستشفى "مونت سيناي"، والأستاذ فى جامعة "تورونتو" الكندية، لاحظ أن العديد من المرضى يعتقدون أن مستويات الأنسولين المرتفعة بعد تناول الطعام كانت مروعة لصحتهم ومع ذلك، فإن الأدلة التي تدعم هذه الفكرة لم تكن قوية للغاية، معظم الدراسات إما لم تدم طويلا أو نظرت فقط في مستويات الأنسولين دون النظر إلى عوامل مهمة أخرى مثل مستويات السكر في الدم.
كما أجرى فريق الدكتور "ريتناكاران" دراسة تابعت 306 أمهات جدد على مدى عدة سنوات لمعالجة هذه الفجوة، حيث إختار الباحثون أمهات جدد لأن مقاومة الأنسولين المرتبطة بالحمل يمكن أن تساعد في التنبؤ بمخاطر مرض السكر في المستقبل، فمنذ عام 2003 إلى عام 2014، خضعت هؤلاء النساء لاحتبارات مفصلة لصحة القلب والتمثيل الغذائي بعد سنة وثلاث وخمس سنوات من الولادة، تضمنت الاحتبارات اختبارات تحدي الجلوكوز، والتي تقيس مستويات الجلوكوز والأنسولين بعد شرب محلول سكرى، كان جزء رئيسي من هذه الدراسة هو النظر فى استجابة الإنسولين المصححة، وهو مقياس يأخذ فى الإعتبار مستويات السكر في الدم الأساسية، وهذا النهج مهم لأن استجابة الأنسولين لدى الجميع تختلف وتعتمد على كمية السكر الموجودة بالفعل في الدم.
كانت النتائج غير متوقعة، بحسب الباحثين، في حين ظهر أن استجابات الإنسولين الأعلى مرتبطة فى البداية بتدابير صحية أسوأ، مثل قياس محيط الخصر الأكبر، ومستويات أعلى من الكوليسترول الضر والإلتهابات، كانت هذه الإتجاهات مصحوبة بعمل أفضل لخلايا " بيتا" ( الخلايا فى البنكرياس المصنعة للإنسولين.. تعد وظيفة هذه الخلايا الجيدة أمرا بالغ الأهمية لتقليل خطر الإصبة بمرض السكر.. أوضح الباحثون أن نتائجهم لا تدعم فكرة أن الكربوهيدرات وإرتفاع مستوى الإنسولين يؤدي إلى السمنة.. فى واقع الأمر، بعد تعديل مستوى الجلوكوز، إرتبطت استجابة الإنسولين القوية بعد تناول الطعام بحصة جيدة فى التمثيل الغذائي في المستقبل.
وتتحدى نتائج هذه الدراسة الإعتقاد السائد بأن مستويات الإنسولين المرتفعة عقب الوجبات ضارة بطبيعتها، حيث يأمل الباحثون أن تشجع النتائج المتوصل إليها تشجيع الأطباء إلى إعادة التفكير فى كيفية تحليل تقلبات الإنسولين عقب الوجابت.. كما تشير الدراسة الحالية إلى أن استجابة الإنسولين القوية بعد الوجبات قد لا تكون مدعاة للقلق، بدلا من ذلك، يمكن أن يكون علامة على صحة التمثيل الغذائي الجيدة وانخفاض خطر الإصابة بأمراض مثل ما قبل السكر أو مرض السكر في المستقبل.
ويمثل هذا البحث تحولا كبيرا في فهمنا للأنسولين وتأثيره على الصحة على المدى الطويل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: دراسة طبية الانسولين الدم الاكل الأطباء الوجبات السکر فی فی الدم
إقرأ أيضاً:
ألمانيا غاضبة.. عدد المستوطنات الإسرائيلية بالضفة يصل مستويات قياسية!
أصدر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، تقريرًا كشف عن بلوغ التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية مستوى قياسياً في عام 2025، منذ بدء مراقبة الأمم المتحدة لهذه التطورات بشكل منهجي عام 2017، وأوضح التقرير أن النشاط الاستيطاني شهد تصاعدًا غير مسبوق، مما يعكس زيادة التوترات وتهديد حقوق الفلسطينيين في أراضيهمِ.
وجاء في التقرير أن إجمالي الوحدات السكنية التي تمت الموافقة عليها أو تقديم مقترحات بشأنها أو فتح مناقصات لها وصل إلى نحو 47,390 وحدة، مقارنة بحوالي 26,170 وحدة في عام 2024، وهو ارتفاع حاد مقارنة بالسنوات السابقة، حيث بلغ المتوسط السنوي بين 2017 و2022 نحو 12,800 وحدة، ما يعكس تسارع وتيرة التوسع الاستيطاني بشكل واضحِ.
وأشار غوتيريس إلى أن هذا التوسع يشمل الضفة الغربية والقدس الشرقية، ويستمر في تأجيج التوترات وعرقلة وصول الفلسطينيين إلى أراضيهم، ويهدد إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية وذات سيادة كاملة، مؤكداً أن هذه التطورات تعزز الاحتلال الإسرائيلي غير الشرعي وتخالف القانون الدولي وحقوق الفلسطينيين في تقرير المصير، مطالبًا بوقف النشاط الاستيطاني فورًاِ.
وأضاف الأمين العام أن استمرار هذا التوسع يزيد من العقبات أمام جهود السلام ويعقّد إمكانية تحقيق حل الدولتين ويؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة ككل، محذرًا من تداعياته على المدى الطويل ومؤكدًا ضرورة تحرك المجتمع الدولي لحماية حقوق الفلسطينيينِ.
وفي تطور موازٍ، أعلنت الحكومة الإسرائيلية بناء وإعادة تأهيل 19 مستوطنة جديدة في مختلف أنحاء الضفة الغربية، بعد موافقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينيت”. وأفادت المصادر أن القرار شمل إعادة بناء نقطتي “غانيم” و”كيديم” بعد نحو 20 عامًا من إخلائهما، ووصفته القناة السابعة الإسرائيلية بأنه خطوة سياسية هامة لتوسيع نطاق الاستيطان.
ويعود تاريخ الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية إلى ما بعد حرب 1967، حيث شهدت السنوات التالية توسعًا كبيرًا في بناء المستوطنات وإنشاء مجمعات سكنية جديدة، وهو ما يعتبره المجتمع الدولي غير قانوني وينتهك الحقوق الفلسطينية، فيما تعتبر قضية القدس الشرقية من أبرز نقاط النزاع التاريخية والسياسية بين الجانبين، ويشكل استمرار التوسع الاستيطاني تحديًا دائمًا أمام جهود السلام وحل الدولتينِ.
ألمانيا تدعو إسرائيل إلى وقف فوري لبناء المستوطنات في الضفة الغربية
دعت الحكومة الألمانية إسرائيل إلى الوقف الفوري لبناء المستوطنات في الضفة الغربية، مؤكدة رفضها القاطع لأي ضم رسمي أو فعلي ناتج عن توسيع هذه المستوطنات.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية للصحفيين إن لجنة التخطيط التابعة للإدارة المدنية الإسرائيلية وافقت، الأربعاء، على بناء أكثر من 750 وحدة سكنية جديدة في المستوطنات، وهو قرار ترفضه برلين «رفضًا قاطعًا».
وأضاف المتحدث أن عدد الوحدات السكنية التي تمت الموافقة عليها في المستوطنات خلال عام 2025 بلغ نحو 30 ألف وحدة، وهو رقم قياسي جديد يثير قلقًا بالغًا لدى الحكومة الألمانية.
وأكد أن بناء المستوطنات ينتهك القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ويقوّض فرص التوصل إلى حل الدولتين المتفاوض عليه لإنهاء الصراع وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية، كما أكدت محكمة العدل الدولية.
وشدد على أن ألمانيا لا تعترف بأي تغييرات على حدود الرابع من يونيو 1967، إلا تلك التي يتم الاتفاق عليها بين الطرفين.
وكان البرلمان الإسرائيلي قد وافق، في أكتوبر الماضي، في قراءات تمهيدية، على مشروعَي قانون لتوسيع السيادة الإسرائيلية لتشمل المستوطنات في الضفة الغربية، كما تبنى الكنيست في يوليو الماضي إعلانًا يدعو الحكومة الإسرائيلية إلى تنفيذ هذه الخطوة.