بعد شهرين ونصف من الهجوم الإسرائيلي الغاشم على غزة أظهر الأداء الميداني نقاط الضعف في الجيش الإسرائيلي المعزز بالكثير من أنظمة القتال والدعم الأمريكي والعالمي نتيجة إنجازات ميدانية واضحة للمقاومة الفلسطينية حماس.

الجيش الإسرائيليسحب لواء جولاني من غزة

أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية منذ عدة أيام سحب لواء جولاني من قطاع غزة بعد ستين يوما من القتال تكبد فيها خسائر كبيرة.

وقالت القناة الثالثة عشرة الإسرائيلية، إن جنود جولاني غادروا غزة لإعادة تنظيم صفوفهم.

وكان لواء جولاني قد تكبد خسائر كبيرة خلال حربه في غزة، حيث قتل وأصيب المئات من ضباطه وجنوده.

ففي الرابع عشر من ديسمبر الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي أن ضابطا يتولى قيادة كتيبة في لواء جولاني، أصيب خلال انفجار وقع في قطاع غزة.

هروبًا من جحيم المقاومة|محلل سياسي يكشف أسباب انسحاب لواء جولاني من غزة يسيطر عليه طلاب المدارس الدينية المتشددة.. المقاومة تفقد لواء جولاني تاريخه بالمعارك

وقال الجيش الإسرائيلي إن قائد قاعدة التدريب في لواء جولاني المقدم شاعر بركاي، أصيب بجروح متوسطة في جنوبي قطاع غزة، مضيفا أن بركاي أصيب خلال انفجار، أصيب فيه أيضا 5 جنود آخرين بجروح وصفت بالخطيرة.

وجاء هذا التطور بعد يوم من إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل 10 جنوده وضباطه، 8 منهم من الكتيبة 12 في لواء جولاني.

واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مقتل جنود لواء جولاني خلال كمين في الشجاعية بأنه حادث صعب.

سحب لواء جولاني من غزةالجيش يسرح آلاف الجنود 

ونشر عدد من وسائل الإعلام، الجمعة، مقاطع فيديو تُظهر احتفالات جنود لواء جولاني بجيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد قرار سحبهم من قطاع غزة، عقب مرور أكثر من شهرين ونصف على الحرب التي تشنها قوات الاحتلال على القطاع.

ووفقًا لفيديو نشرته قناة الجزيرة، فإن جنود لواء جولاني احتفلوا بقرار سحبهم من قطاع غزة، بعد 60 يوما من القتال تكبد خلالها اللواء خسائر فادحة.

وفي وقت سابق، نقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن ضابط كبير، أن الجيش الإسرائيلي سرح الآلاف من جنود الاحتياط في غزة من دون إشعار رسمي، وذلك بهدف السماح بعودة النشاط الاقتصادي في البلاد.

وقال الضابط، لا نريد إرهاق القوات، سيتم بذل جهد إضافي لتسريح المزيد من جنود الاحتياط، بناء على تقييم الوضع.

وقالت الصحيفة إنه من دون إعلان رسمي، قلص الجيش الإسرائيلي نطاق قوات الاحتياط في الأيام الأخيرة للسماح بعودة الأفراد إلى الاقتصاد، إذ أن الآلاف من جنود الاحتياط الذين سرحوا لم يشاركوا أساسا في العملية البرية في قطاع غزة.

وكان الجيش الإسرائيلي حصل على الموافقة السياسية لاستدعاء 300 ألف عنصر من قوات الاحتياط قبل بدء الحرب على قطاع غزة.

تسريح الجنود تغيير بعض القيادات في إسرائيل

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، إن استدعاء لواء جولاني نتيجة لإعادة انتشار وتغير بعد القيادات في إسرائيل، خاصة بعد الإخفاقات الكبيرة التي تعرض لها لواء جولاني (النخبة العسكرية).

وأوضح فهمي ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن إسرائيل تستعد للمرحلة التالية وهي بدء الترتيبات الأمنية في عمق القطاع، وبالتالي تتطلب استخدام قوات النخبوية جديدة ولكن هذا لا يتم في لواء جولاني ولكنه يتم في 6 كتائب إسرائيلية و4 تشكيلات يتم استبدالهم وتغيرهم، ولكن القضية هنا ليس في استبدالهم وتسريح آلاف الجنود والعناصر وانما بطبيعة الحال فرض استراتيجية الامر الواقع وهي راحة الجنود والدخول في مرحلة جديدة من الاستعدادات.

إخفاقات في الجيش الإسرائيلي

وتابع: نحن أمام تطورات مفصلية وهيكلية فيها بالتأكيد إخفاقات في الجيش الإسرائيلي ويوجد تعاون مع وحدات وكتائب أخرى، وفي كل الأحوال ان الخسائر الكبيرة هي التي دفعت في تغيير هذه الأنماط من استدعاء الجيش وفق خطة عسكرية الاستراتيجية وهي محل تباين واختلاف كبير داخل مجلس الحرب والقرارات الكبيرة التي لم تحظى بقبول عام في هذا التوقيت.

وأكد أن هذا لا يعني انسحابات متتالية ولكن هو إعادة تموضع وإعادة انتشار وإعادة ترتيب الأولويات بعد الخسائر الكبيرة على المستويات النخبوية، وهذا يتم في مناطق جنوب وفي مناطق الالتماس الاستراتيجية وفي مناطق الشمال الغربي في قطاع غزة، بالإضافة إلى مناطق الوسط خاصة الأماكن الاستراتيجية المرتبطة بالمخيمات، فمدينة غزة سوف تحظى بتشكيل عسكري مختلف.

 الدكتور طارق فهميسبب استدعاء لواء جولاني 

ومن جانبه، قال الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الاحتلال الذي قام باستدعاء لواء جولان نتيجة الضربات العنيفة التي طلقتها هذه الوحدة في شمال غزة وقتل قائدها ونائبها لذلك يتم استدعاؤها لإعادة تنظيمها.

وأوضح الرقب ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن الاحتلال يجد بالفعل صعوبة في الحرب البرية على قطاع غزة وهو يعلن أرقام غير حقيقية عن قتلاه ولكن الأرقام الحقيقية هو أكبر من ذلك بكثير، فالاحتلال من هذا القرار يريد إعادة تموضع ويستغل التهدئة القادمة في ذلك للانتشار في غزة ويتمركز قواته في ثلاث جيوب عسكرية باتجاه معبر رفح ومحور فيلادلفيا على الحدود المصرية الفلسطينية ومحور آخر قد يكون في منطقة تفصل بين الوسطى وغزة.

وأكد أن الحرب البرية التي تنفذها الجيش الإسرائيلي ستتوقف قريب جدا وسيعيد الجيش التموضع لأن هناك صعوبة في التوغل البري وفشلوا بالفعل في تحقيق أهدافهم. 

لواء جولاني ونصب الكمائن 

ويذكر أن لواء جولاني تأسس في 22 فبراير 1948، وشارك في معارك عديدة منها في محيط بحيرة طبرية، بحسب موقع الجيش الإسرائيلي على الإنترنت.

هو أول الألوية التي انضمت إلى الجيش الإسرائيلي، لذلك يحمل أيضا اسم "اللواء 1"، وينتمي إلى سلاح المشاة، ويعتبر من قوات النخبة في الجيش.

ينظر إلى جنود هذا اللواء على أنهم نخبة الجيش، لكون بعض وحداته وخاصة "إيغوز" يخضعون لتدريبات قاسية واختبارات صارمة، تتعلق بنصب الكمائن واستراتيجيات الاستطلاع والتمويه، ويتطلب الأمر قدرات بدنية وقتالية عالية.

انسحاب لواء جولاني من قطاع غزة بعد تكبد خسائر كبيرة قائد لواء جولاني السابق يعترف: الفلسطينيون كبدوا الجيش الإسرائيلي ثمنا باهظا

ويعرف أنه يضم اللواء في صفوفه آلاف الجنود، لهذا اللواء رمز هو شجرة زيتون خضراء اللون على خلفية صفراء اللون، وله علم يتكون من مثلثين أخضر وأصفر.

وكانت أعلنت وزراه الصحة في قطاع غزة، السبت، عن ارتفاع حصيلة شهداء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وكشفت الوزارة، في بيان، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء معا الفلسطينية أن عدد الشهداء في القطاع، منذ بدء العدوان، وصل إلى 20.258 شهيدا، من ضمنهم أطفال ونساء و53.688 إصابة.

الدكتور أيمن الرقب 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة الجيش الإسرائيلي حماس لواء جولاني سحب لواء جولاني جنود لواء جولاني الجیش الإسرائیلی لواء جولانی من فی لواء جولانی من قطاع غزة فی قطاع غزة فی الجیش

إقرأ أيضاً:

“حماس” تكشف عن تفاصيل القتال الضاري في شمال غزة

#سواليف

قالت حركة المقاومة الإسلامية ” #حماس “، إن “مجاهدينا يخوضون #اشتباكات_ضارية مع #جنود_الاحتلال من المسافة صفر شرق مخيم جباليا، شمالي قطاع #غزة”.

وأضافت في بيان مساء اليوم الاثنين، “مجاهدونا يوقعون جنود العدو بين #قتيل و #جريح شرق مخيم جباليا و #الاشتباكات لا تزال مستمرة”.

وأكّدت أن “انتهاكات حكومة الاحتلال الوحشية لكل القوانين والمواثيق الدولية تتم بغطاء سياسي وعسكري أميركي”.

مقالات ذات صلة مقتل 3 جنود وإصابة 2 في استهداف سيارة عسكرية في جباليا شمالي قطاع غزة / فيديو 2025/06/02

وفي جنوب قطاع غزة، أعلنت كتائب “القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس”، تمكنها من “استهداف تجمع لقوات جيش الاحتلال شرقي بلدة القرارة شرقي مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة”.

وقالت “القسام” في بلاغ عسكري عبر حسابها على منصة “تيلجرام”، اليوم الاثنين، “بعد عودتهم من خطوط القتال.. أكّد مجاهدونا استهداف تجمع لقوات الاحتلال شرق بلدة القرارة بـ13 قذيفة هاون عيار 120 ملم و60 ملم”.

وأشارت إلى “استهداف موقع العين الثالثة شرق المدينة بثلاثة صواريخ (رجوم) قصيرة المدى، مبينة أن العملية وقعت في 31 أيار/مايو الماضي”.

وفي السياق أفادت وسائل إعلام عبرية مساء اليوم الاثنين بـ”استهداف عربة عسكرية من طراز (همر) بصاروخ مضاد للدروع في قطاع غزة”.

وأوضحت أن “3 جنود قُتلوا وأصيب اثنان في استهداف المركبة العسكرية بقطاع غزة”.

وكانت “سرايا القدس” الجناح العسكري لـ”حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين”، قد أكّدت تفجيرها عبوة ناسفة بآلية إسرائيلية شرقي مدينة غزة فجر الخميس الماضي.

وقالت في بيان مقتضب اليوم الاثنين، “بعد عودة مجاهدينا من خطوط القتال، أكّدوا تفجير عبوة شديدة الانفجار في جيب للاحتلال من نوع (همر) في موقع مستحدث للعدو شرق مدينة غزة فجر الخميس الماضي”.

ودأبت فصائل المقاومة في غزة على توثيق عملياتها ضد قوات جيش الاحتلال وآلياته في مختلف محاور القتال، وظهرت خلال المقاطع المصورة تفاصيل كثيرة عن العمليات التي نفذت ضد قوات الاحتلال.

كما دأبت على نصب كمائن محكمة ضد جيش الاحتلال كبدته خسائر بشرية كبيرة، فضلا عن تدمير مئات الآليات العسكرية وإعطابها، إضافة إلى قصف مدن ومستوطنات بصواريخ متوسطة وبعيدة المدى.

وتستمر فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة في التصدي لقوات الاحتلال المتوغلة في مناطق عديدة من قطاع غزة بعد استئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، عقب توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال فترة التهدئة.

ومنذ بدء العدوان على غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبدعم أميركي كامل، تواصل قوات الاحتلال هجومها العسكري، ما أسفر عن أكثر من 178 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين في ظروف إنسانية بالغة القسوة.

مقالات مشابهة

  • لواء اسرائيلي .. القضاء على حركة “حماس” بشكل كامل أمر غير ممكن
  • مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 2 في اشتباك مع حماس بالشجاعية / شاهد
  • "كمين جباليا".. الجيش الإسرائيلي يكشف تفاصيل مقتل جنوده الثلاثة في غزة
  • ضابط إسرائيلي يكشف عن أعداد القتلى والجرحى في الجيش
  • 3 عمليات عسكرية إسرائيلية وقعت في غزة يوم الاثنين
  • هكذا برر الجيش الإسرائيلي ما جرى صباح اليوم غرب رفح
  • سابقة خطيرة تطال أفرادا من الجيش الإسرائيلي حاربوا في غزة
  • الاحتلال الإسرائيلي يقتحم المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا
  • “حماس” تكشف عن تفاصيل القتال الضاري في شمال غزة
  • الجيش الإسرائيلي يشن غارات على مجمع قيادة وسيطرة حماس وسط غزة