المجد لله وحده لا شريك له وعلى الأرض السلام
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
كلام الناس
*منذ أن تفتح وعينا في مدينة الحديد والنار عطبره كنا نشارك الإخوة المسيحيين إحتفالاتهم بأعيادهم كما كانوا يشاركوننا إحتفالاتنا بأعيادنا الدينية.
*لم نكن نعرف في ذلك الوقت الفرق بين المسيحيين الكاثوليك والأرثوذكس قبل أن نعرف البروتستانت وغيرهم‘ وكان السودان يحتفل مع المسيحيين الكاثوليك في مثل هذه الأيام ويمنحهم عطلة ثلاثة أيام.
*عرفنا بعد ذلك أن هذه العطلة كانت للمسيحيين الجنوبيين قبل أن ينفصلوا عن السودان وتقوم دولتهم المستقلة‘ وكانت الحكومة تمنح المسيحيين الأرثوذكس عطلة يوم السابع من يناير لذات الإحتفال.
*لا أنسى ما حييت إجابة الدكتور زكريا إبراهيم الذي كان يدرسنا الفلسفة في جامعة القاهرة بالخرطوم على سؤالنا العفوي عن دينه‘ بعد أن قلنا له : حتى نهنئنك بالعيد‘ فقال : ليتكم تهنئوني في كل الأعياد.
*أقول هذا وأنا أشهد هذه الأيام طقوس الإحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة هنا في أستراليا وقد تزينت الشوارع وغالب البيوت بشجرة الميلاد واللمبات المضيئة.
*قي ذات يوم الخامس والعشرين من ديسمبر من كل عام كنت أشارك الإمام الصادق المهدي عليه رحمة الله ورضوانه إحتفال أسرته وأسرة مكتبه بعيد ميلاده في بيته بحي الملازمين وسط إحتفال تجتمع عليه الأسرة وكوكبة من أحبابه‘ وكان الإمام يحول الإحتفال إلى عملية جرد حساب لما مضى من عام والتطلعات المرتجاة في العام المقبل اسأل الله عز وجل لأسرته وأهله وأحبابه ولكل أهل السودان أن ينعموا جميعاً بالسلام والخير والعيش الكريم.
*هذه فرصة طيبة لتهنئة الإخوة المسيحيين في بلدي السودان وكل بقاع العالم بعيد ميلاد المسيح عيسى بن مريم عليه السلام‘ سائلاً المولى عز وجل أن يعيننا جميعاًعلى تعزيز السلام في بلادنا وأن نعمل سوياً من أجل عمران الدنيا وأن ندفع بالتي هي أحسن للتي هي أقوم دون أن ننسى التزود للدار الاخرة بصالح الأعمال
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
العبودية.. قبل ثورة ٢٣ يوليو والحنين إليها.. !!
في هذا الشهر من كل عام يتصادم الفَخْر والاعتزاز بأعظم ثورة مصرية حدثت في 23 يوليو ١٩٥٢م مع غُثَاء الكارهين والحاقدين والجاهلين بالتاريخ عندما يتباكون ويغلبهم الحنين إلى حذاء "أفنديهم" فوق رقابهم (الجد والابن وزوجة الابن وأحفاده) فهم ليسوا إلا خَدَماً حُفاة، وعبيد إحسان (كما وصفهم الخديوي "توفيق" عندما عرض عليه البطل "أحمد عرابي" مطالب الشعب في ميدان عابدين ١٨٨١م وبعدها استدعىٰ توفيق الانجليز لحماية عرشه فكان الاحتلال ١٨٨٢م).
* من يحنون إلى العبودبة الذين استعذبوا الإذلال ما دام سيدهم يُلقي إليهم من فضلاتِ الطَّعام ما يَسُد جوعهم، ويشعرون أنهم خُلِقوا ليكونوا خَدَماً.
ولكن الشرفاء من أبناء مصر الذين لا يملكون غير كرامتهم وعِزَّتهم وإن ماتوا جوعاً. لن يتركوا المتمسِّحين بأستار المَلَكيِّة أن يزيِّفوا التاريخ ليكون حنينهم إليها شعوراً وشعاراً.. هم لأولئك بالمرصاد..
* وفي ذكرى ثورة يوليو المجيدة يجب أن يَتذَّكر كل مصري ما كانت عليه حياة المصريين وكيف كان الملك وعائلته ينظرون إليهم على أنهم ليسوا إلا عبيداً..
وتلك هي سِمَات العبُودَّية التي يَحِنُّ إليها البعض (للأسف) كما وصَفَها أحد الرُواة (بتصرف):
* الخِدمة خُضوعٌ وانبهار.
* وتسليمٌ نهائى بالضآلة* وانسحاقٌ كامل أمام نفوذ طاغٍ.
* الخادم الحقيقى يستمتع بالطاعة، يعتز بخضوعه.
* فضيلة الخادم فى كلمة (حاضر) فمناقشة السيد جريمة.
* بين الخادم والسيد ليس هناك وجهات نظر، هناك فقط ما يريده السَّيد وما يأمرُ به، بل وما يتمنَّاه أو يفكر فيه.
* لا قيمة للخادم، وحتى أن سيدةَ القَصْر كانت لا تتحرَّج من استدعائه إلى حجرتها وهى ترتدى ملابس تكشف مفاتنها. فالخادم بالنسبة لسيدة القصر ليس رجلاً وإنما خادم أقل بكثيرٍ من أن يُعمَل له أى حسابٍ فى أمورِ الإثارةِ والغواية.
* كان الخدم لا يمشون بجوار أسيادهم أبداً، المحاذاة فى عُرْفِ الأسياد نِديِّة، كان على الخادم أن يتراجع خطوتين إلى الخلْف، ولا يتقدَّم إلّا إذا طَلَبَ منهُ سيدهُ أن يدُلَّه على مكانٍ ما، و ما أن يعلمه السيد حتى يعود الخادمُ إلى الخلف محافظاً على مسافة الذُّل والهوان بينه وبين سيده.
* في ٢٨ أبريل ١٩٣٦ توفى الملك فؤاد الأول والد فاروق تاركاً (٤٩٣٠٠ فدان)، وكان فاروق يملك وحده تفتيش المطاعنة (٣٣٠٠ فدان) وشرشيمة (١٨٠٠ فدان) وكان يخصُّهُ الربع في الباقي ( ١١٠٥ أفدانة).. .والثلاثة أرباع الأخرى ( ٣٣١٥٠ فدانا) لشقيقاته ووالدته.. أي أن نصيب فاروق وحده من هذه التركة كان (١٦١٥٠ فدانا ).
فماذا ترك لكم أجدادكم يا أحباب الملكية؟ يا من تتغنون بروعة العهد البائد، وتتحسرون على عطف الأسرة العلوية؟
وتتناسون، أو تجهلون ما كان عليه باقي أفراد الشعب من جوع، ومرض، وجهل، وحفاء. أما الأكثر إذلالاً ومهانةً كانت معاملة السيد للعبد.. ألا تخجلون؟!!