ضابط إسرائيلي يعترف: قتلت 12 مستوطن في السابع من اكتوبر
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
سرايا - كشف ضابط صهيوني "رفيع المستوى" أنه أصدر أمرًا عسكريًا بقصف منزل في مستوطنة بيئري في غلاف غزة، أسفرت عن مقتل 12 مستوطنًا بحجة أن قوة من حماس كانت تتحصن في المنزل في حديث له لصحيفة نيويورك تايمز.
واعترف الضابط باراك حيرام، قائد الفرقة 99، لصحيفة نيويورك تايمز، أنه قال لسائق الدبابة: "يجب أن نقتحم المنزل، ولو كان ذلك على حساب سقوط ضحايا من المدنيين"، وأكد أنه أمر بإطلاق قذيفة على منزل في المستوطنة في السابع من تشرين الأولأكتوبر.
وبحسب الصحيفة فإن باراك حيرام، أمر بإطلاق قذيفتين على منزل باسي كوهين في مستوطنة بيئري، حيث تحصن العشرات من مقاتلي حماس، وانتهت الحادثة بمقتل 12 أسيرًا "إسرائيليًا".
وقالت الصحيفة، نقلًا عن حيرام، أنه وصل إلى مستوطنة بيئري الساعة الرابعة عصرًا، ووجد عدة وحدات من جيش الاحتلال تقاتل بطريقة غير منظمة في أجزاء مختلفة من المستوطنة، ثم وصلت دبابة واحدة، وتطور وضع معقد في منزل باسي كوهين حيث تم احتجاز 14 أسيرًا "إسرائيليًا"، ولإبطاء تقدم الجنود، نقل المقاومون حوالي نصف الأسرى إلى الفناء الخلفي للمنزل، ثم بدأوا بتبادل إطلاق النار ومع حلول الظلام، بدأت مشاجرة بين العميد حيرام وقائد وحدة اليمام الموجود في الموقع، الذي أراد الانتظار لأنه يعتقد أن المقاومين قد يستسلمون. وبعد دقائق، أطلق مقاتلو حماس صاروخ آر بي جي.
ومن ثم، كما صرح باراك حيرام لصحيفة نيويورك تايمز، قد قال: "لقد انتهت المفاوضات، واتخذت قرارًا باقتحام المنزل، حتى على حساب سقوط ضحايا من المدنيين، أطلقت الدبابة قذيفتين فقط. ونجا من الجحيم اثنان من الأسرى الأربعة عشر، هم ياسمين بورات وهاداس داغان".
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال ردًا على ذلك، بحسب ما أوردت صحيفة يديعوت أحرنوت: "استمر القتال ساعات طويلة وقام كل من شارك في القتال بكل ما في وسعه لوقف الهجوم وإنقاذ الأرواح. العميد باراك حيرام هو ضابط متميز، قاتل بشجاعة خلال أحداث 7 أكتوبر، ولا يزال يشارك هذه الأيام في الحرب في غزة، وسيجري جيش الاحتلال تحقيقًا مفصلًا ومتعمقًا لتوضيح التفاصيل حتى النهاية عندما يسمح الوضع العملياتي بذلك، وسينشر نتائجه للجمهور".
إقرأ أيضاً : بقوة 6.3 درجة .. زلزال عنيف يضرب تايوانإقرأ أيضاً : الاحتلال يعتقل 7 فلسطينيين في الضفة الغربية
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
الاحتلال الإسرائيلي يعترف بفشل سياسته في سوريا ويبدي قلقا من النفوذ التركي
رغم حالة الإحباط التي تسود الأوساط السياسية داخل الاحتلال الإسرائيلي حيال صعوبة إعادة تطبيع العلاقات مع تركيا في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية على غزة، تبرز في المقابل دعوات في تل أبيب إلى ضرورة استثمار التطورات المتسارعة على الساحة السورية لتعزيز ما تصفه بـ"المصالح المشتركة" بين الطرفين، في محاولة لإحياء قنوات التواصل مع أنقرة.
وتأتي هذه الدعوات في سياق إدراك الاحتلال الإسرائيلي لما تحمله المرحلة المقبلة من تحولات إقليمية، قد تتيح إعادة صياغة الاصطفافات السياسية في المنطقة، خاصة في ضوء ما شهدته العلاقات التركية-الإسرائيلية من توترات وتقلّبات خلال السنوات الماضية، على خلفية الموقف التركي من القضية الفلسطينية، لا سيما في غزة.
حيث أكد السفير والدبلوماسي الإسرائيلي مايكل هراري أنه "منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، كثفت تركيا بشكل كبير سلوكها العدائي تجاه الدولة الإسرائيلية وانتقلت من الخطاب العدائي القاسي بشكل خاص إلى الإضرار الفعلي بالعلاقات الاقتصادية، حتى أضافت التطورات الأخيرة في سوريا تحدياً جديدا للعلاقات، حيث أدى الانهيار السريع لنظام الأسد لجلب رئيس جديد يتمتع بعلاقات وثيقة مع أنقرة، ترى فيه فرصة استراتيجية لبناء علاقة فريدة مع سوريا، خاصة في ضوء مصالحها الحيوية في الأقلية الكردية في الدول المجاورة".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "انهيار الأسد خلق واقعاً جديداً لإسرائيل فقد أدى ذلك لخروج إيران من سوريا، وإضعافها في المنطقة، وفي الوقت نفسه صعود زعيم يحمل أجندة جهادية، مع أنه منذ اندلاع الثورة السورية في 2011، تراوح موقفه بين تناقضين: فمن جهة دعمت إسقاط الأسد، ومن جهة أخرى فضّلت "الشيطان المألوف"، واليوم فإنه مُطالب باتخاذ قرار، سواء إبقاء سوريا دولة فاشلة تفتقر لحكومة مركزية، أو إعطاء الفضل للحكومة الجديدة، رغم القلق المفهوم بشأن عقيدتها السياسية والدينية".
وأوضح أن "التطورات السورية كانت سريعة للغاية بالنسبة لإسرائيل فقد قرر اللاعبون الرئيسيون في المنطقة قبول النظام الجديد باعتباره متفوقاً على سابقه، وكانت تركيا، بطبيعة الحال، في المقدمة، وكذلك دول الخليج، وعلى رأسها السعودية، كما انطلق الرئيس دونالد ترامب في قراره، وقرر رفع العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا بشكل دراماتيكي، وكل ذلك يعني أن إسرائيل يواجه مرة أخرى واقعا جديدا، وهو واقع لم يكن له أي دور في تشكيله".
وأكد أن "الدولة العبرية فشلت في فهم نافذة الفرصة التي انفتحت أمامه في الشمال، وهنا ستجد صعوبة باستعادة علاقاتها مع تركيا قبل انتهاء الحرب في غزة، وربما لا ينبغي أن يكون هذا الأمر محسوساً بقوة، لكن الساحة السورية تتطلب منهما العمل معا لإيجاد مصالح مشتركة، من حيث خلق تفاهمات لا تضر بمصالحهما، وتندمج مع ما يُنظر إليه على أنه استعداد المجتمع الدولي للنظام السوري الجديد ببناء حكومة مركزية مستقرة، وتجري بالفعل اتصالات إسرائيلية تركية، بدفع أمريكي، ووساطة أذربيجانية".
وأوضح أن "هناك حاجة إلى نهج استراتيجي حديث في إسرائيل يستند لعدّة رؤى: خروج إيران من سوريا يخدم مصلحته العليا؛ لأن تفضيل "سوريا ضعيفة ومقسمة" يتعارض مع موقف أغلبية المجتمع الدولي والإقليمي، ويتطلب التحديث، لأن سياسة استخدام القوة والنطاق العسكري الذي فرضته إسرائيل على نفسها يجب أن يتم ضبطه بشكل كبير؛ صحيح أن القلق بشأن النفوذ التركي المفرط أمر مفهوم، لكنه مبالغ فيه".
وختم بالقول إن "سوريا تحت النفوذ التركي أقل خطورة على أمن إسرائيل من سوريا تحت النفوذ الإيراني، ومن المطلوب التوصل لتفاهمات مع أنقرة بشأن الساحة السورية بما يخدمهما، ويمكن أن يكون هذا بمثابة خطوة أولى نحو استعادة العلاقات بينهما".
أما الخبير في الشؤون الاستراتيجية، يهودا بالانغا٬ فقد طالب بأن "تتبنى إسرائيل استراتيجية تحافظ على مصالحها السياسية والأمنية في المنطقة، زاعماً أن أي تحسن في العلاقات الأوروبية والأمريكية مع سوريا قد يأتي على حسابها، كما حدث في الماضي مع لاعبين آخرين في الشرق الأوسط، ولكن حتى الآن، وباستثناء دخول المنطقة العازلة، وإلحاق الضرر بالبنية التحتية العسكرية السورية، لا يبدو أن التدخل الإسرائيلي في سوريا يسعى لتحقيق أي هدف شامل".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" أنه "من المهم ممارسة الضغط الإعلامي في أوروبا والولايات المتحدة بشأن ضرورة عدم تحول سوريا إلى مركز للعمليات المعادية لإسرائيل٬ لكن هناك حاجة أكبر لصياغة استراتيجية طويلة الأمد أصبحت أكثر إلحاحاً، مما يعني أن الإسرائيليين لا زالوا يحاولون استخلاص الدروس التي دفعوا ثمنها من الدماء في الحرب العبثية الجارية في غزة، استمرارا لدروس سابقة من حروب خاضوها في سنوات ماضية، داخليا وخارجيا".
وختم بالقول أن "التجارب العديدة، وآخرها التحولات التي تشهدها سوريا أثبتت أن إسرائيل تفتقر لصياغة استراتيجية طويلة الأمد، خشية الاحتكاك اليومي مع السوريين الذي قد ينفجر في وجهه، وآخرها ما تشهده سوريا من تطورات سياسية متلاحقة، يخشى أن يكون فيها خاسرا".