حقيقة تلاعب شركة هندية بعينات دواء سعال له صلة بوفاة 70 طفلا
تاريخ النشر: 24th, December 2023 GMT
نيودلهي - الوكالات
نفت شركة مايدن فارماسيتيكالز الهندية، التي ارتبطت أدوية السعال التي تنتجها بوفيات أطفال في غامبيا، اليوم السبت التلاعب بعينات الاختبار أو رشوة مسؤولين للقيام بذلك، كما جاء في شكوى قيد التحقيق من قبل مسؤولي الصحة المحليين.
وقال محقق من إدارة الغذاء والدواء بولاية هاريانا إنه على وشك الانتهاء من تحقيق حول ما إذا كان المسؤول عن مراقبة وتنظيم الإجراءات المتعلقة بالأدوية في الولاية قد تلقى رشوة لتبديل العينات التي اختبرتها الحكومة الهندية والتي تعارضت مع النتائج التي توصلت إليها منظمة الصحة العالمية بشأن وجود مواد سامة في دواء السعال.
وقال ناريش كومار جويال مؤسس مايدن لرويترز "لم أغير العينات قط. لا يوجد دليل ضدنا. أنا لم أعط رشوة".
وتابع أنه لم يتم استدعاؤه هو أو أي ممثل لشركته للمثول أمام المحقق جاجانديب سينغ، المدير المشترك للإدارة الحكومية.
وقال جويال إن أحد المنافسين كان وراء الشكوى لكنه لم يذكر اسمه.
ورفض سينغ التعليق على تصريحات جويال.
وربطت منظمة الصحة العالمية بين الدواء الذي أنتجته شركة مايدن ووفاة 70 طفلا في غامبيا العام الماضي، لكن الحكومة الهندية تقول إن الاختبارات اللاحقة التي أجريت في مختبر حكومي هندي أظهرت أن الدواء لم يكن ساما.
وقال سينغ إن إدارة الغذاء والدواء تلقت شكوى مفصلة مفادها أن المسؤول عن تنظيم ومراقبة الأدوية بالولاية، ساعد في تبديل عينات الاختبار قبل تسليمها إلى المختبر الهندي مقابل رشوة بلغت 50 مليون روبية هندية (600 ألف دولار).
ولم يستجب المسؤول، مانموهان تانيجا، للمكالمات الهاتفية ولا الرسائل بالبريد الإلكتروني التي طلبت التعليق. وقال لرويترز في أكتوبر إن الشكوى وراء التحقيق في الرشوة كانت "شكوى زائفة من شخص مزيف" وإن "أي شخص يمكنه إرسال أي شكوى زائفة ضد أي شخص".
ولم تتمكن رويترز من التأكد بشكل مستقل من مسألة دفع الرشوة.
وقال جويال إن مصنعه، الذي أغلقته الحكومة في أكتوبر 2022 بعد ورود أنباء الوفيات في غامبيا، يخضع الآن للتجديد وطلب من السلطات تفتيش المنشأة حتى يمكنه إعادة فتحها. ولم تستجب وزارة الصحة الهندية لطلب التعليق.
وأكد مصدران مطلعان على الأمر إن الحكومة الهندية ليست في عجلة من أمرها لإعادة فتح أي من مصانع الأدوية الثلاثة، ومنها مصنع مايدن في ولاية هاريانا، والتي على صلة بما لا يقل عن 141 حالة وفاة منذ العام الماضي في غامبيا وأوزبكستان والكاميرون.
وأضاف أحد المصدرين أنه من غير المرجح اتخاذ قرار قبل الانتخابات العامة المقررة في مايو المقبل تحسبا لردود فعل سلبية من المواطنين.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: فی غامبیا
إقرأ أيضاً:
كاتبة هندية: الحقيقة هي إحدى ضحايا حرب الهند وباكستان
قالت الكاتبة الهندية رنا أيوب إن وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان لا يعني نهاية الصراع، إذ إن هناك حربا إعلامية تخاض خلف الكواليس على الحقيقة وحرية التعبير.
وذكر مقال الكاتبة في صحيفة واشنطن بوست أن اتفاق وقف إطلاق النار تبعته حملة رقابة مشددة، استهدفت المنصات الإعلامية والصحفيين بدلا من تعزيز الشفافية وتهدئة النفوس.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوتان: بقصفهم وتجويعهم تحولت غزة إلى مقبرة للأطفالlist 2 of 2إلباييس: تونس تنقلب على الربيع العربي وأوروبا تشاهد بصمتend of listووجدت الكاتبة أنه مع تطور الصراع وانتشار "النزعة القومية والتشدق بالوطنية"، حُجب صوت المنطق من المنصات وبثت للجمهور ادعاءات غير موثقة وروايات قومية.
وتناوبت القنوات الإخبارية الهندية والباكستانية على بث لقطات حماسية للطائرات المقاتلة والمناظرات النارية في الأستوديوهات، وبث معلومات مضللة تحت ستار الأخبار العاجلة، وفق المقال.
وحسب المقال، كان للهند الدور الأكبر في الحملات التضليلية، ونقلت الكاتبة استنتاجات "موقع بوم للتحقق من الحقائق" بأن التقارير التي بثتها العديد من وسائل الإعلام الهندية "لم تستند إلى الحقائق ولم تؤكدها الجهات الرسمية وساهمت في نشر معلومات مضللة خلال فترة حساسة".
وأضافت الكاتبة أن الإعلام الباكستاني لم يكن بريئا أيضا، إذ بثّ مشاهد قديمة من حرب غزة على أنها عمليات قصف ضد الهند، مما فاقم مشكلة التضليل الإعلامي.
إعلان حملة رقابة هنديةوقالت الكاتبة إن منصة "إكس" أعلنت أن الحكومة الهندية طلبت حظر أكثر من 8 آلاف حساب، بينها حسابات منظمات إعلامية دولية ومحلية (مثل موقع ذا واير الهندي)، دون تقديم مبررات قانونية.
وأكدت أن هذه الإجراءات تمثل نوعا من الرقابة وتتعارض مع حق حرية التعبير، مشيرة إلى أن الحظر طال حتى الصحفيين الهنود والكشميريين الذين يهدفون لنقل الحقائق المجردة.
وذكرت الكاتبة أن الضحية الأكبر وسط هذا التعتيم كان سكان كشمير، الذين قُتل منهم 15 مدنيا خلال القصف، بينما مُنع الإعلام المحلي في كشمير من تغطية الحرب.
وللتعتيم على الرواية الكشميرية، اعتقلت السلطات الهندية الصحفي المحلي هلال مير بتهم تتعلق بـ"زعزعة السلم"، وحظرت حسابات صحفيين كشميريين آخرين مثل أنورادا باسن ومظمل جليل.
ولفتت الكاتبة إلى أن انتشار الأخبار الزائفة وكثرتها حوّل الإعلام إلى ساحة حرب دعائية موجهة ضد الحقيقة.
انتصارات إعلاميةوقالت الكاتبة إن المواطن العادي في الهند وباكستان لن يعرف الحقيقة الكاملة عن عدد الضحايا أو بنود الهدنة، أما سكان كشمير فهم يعيشون مجددا تحت الخوف والعزلة والمعلومات المشوشة.
وأضافت أن الزيف الإعلامي منح الطرفين انتصارات وهمية، فحظي القائد الباكستاني عاصم منير بشعبية مفاجئة، في حين احتفت حكومة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ببطولاته إعلاميا عبر حملات دعائية موسعة.
وقوبلت أي تساؤلات طرحها صحفيون مستقلون لتبيين الحقيقة باتهامات بـ"الخيانة" و"العمالة" -وفق المقال- واتهم البعض بأنهم جزء من مؤامرات خارجية ضد بلادهم.
وخلصت الكاتبة إلى أن الحرب على الحقيقة مستمرة، وأن السلام الحقيقي لن يُكتب له النجاح ما لم تُطلق الحرية للصحافة، ويُسمح للحقائق -مهما كانت مزعجة- بأن تشارك بلا عواقب في كلا البلدين.