صحيفة الاتحاد:
2025-05-18@13:42:49 GMT

الكوارث الطبيعية تكبد العالم خسائر فادحة في 2023

تاريخ النشر: 25th, December 2023 GMT

شعبان بلال (القاهرة) 

أخبار ذات صلة تزايد مخاطر الفيضانات في معظم أنحاء ألمانيا دراسة لـ «تريندز»: إدارة تقليل الكوارث مهمة محورية لتحقيق الاستدامة والأمان

تعرض ملايين الأشخاص من سكان العالم إلى مخاطر غير مسبوقة خلال عام 2023 نتيجة الكوارث الطبيعية من زلازل وأعاصير وعواصف وفيضانات وحرائق غابات أدت إلى وفاة الآلاف، وإصابة ونزوح ملايين آخرين، وتعددت الكوارث التي ضربت العديد من دول العالم.


إعصار درنة
يُعد الإعصار الذي ضرب مدينة درنة شرقي ليبيا في 10 سبتمبر الماضي، الأخطر خلال عام 2023 من حيث عدد الضحايا وحجم الدمار نتيجة السيول والفيضانات التي خلفتها العاصفة «دانيال»، إذ تشير التقديرات إلى وفاة أكثر من 20 ألف شخص، بجانب آلاف المفقودين وتدمير المنازل والبنية التحتية وتسويتها بالأرض.
الزلزال
وضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير الماضي، زلزال بقوة 7.4 درجة على مقياس ريختر، ويعتبر الأقوى في البلدين منذ عقود، تبعته زلازل أخرى عدة، ما تسبب في وفاة أكثر من 50 ألف شخص في تركيا وآلاف آخرين في سوريا، ودمار المنشآت وتشريد مئات الآلاف.  واستيقظ الشعب المغربي في 8 سبتمبر الماضي على زلزال كبير بقوة 7.2 درجة على مقياس ريختر في منطقة «الحوز»، أسقط أكثر من 3 آلاف قتيل، و26 ألف جريح، وانهيار العديد من المباني، وتضرر مناطق أثرية، وامتدت آثاره من القرى الجبلية في مدينة مراكش القديمة حتى ساحل المغرب الشمالي. 
إعصار موكا 
خلال النصف الأول من 2023، شهِدت القارة الآسيوية مجموعة من الأحوال المناخية التي أودت بحياة الكثيرين، أبرزها موجة البرد التي أصابت أفغانستان في 10 يناير، ووصلت الحرارة إلى 33 درجة تحت الصفر وأودت بحياة أكثر من 160 شخصاً، وكذلك إعصار موكا الذي اجتاح ميانمار في مايو وتسبب في وفاة نحو 500 شخص وأضراراً تقدر بـ1.5 مليار دولار. 
كوارث طبيعية في الهند
أسفر إعصار «بيبارجوي» عن مقتل العشرات  في الهند خلال يونيو، وفي الشهر نفسه، عانت الهند موجة حرّ شديدة أدّت إلى انقطاع التيار الكهربائي مرات عدة ووفاة ما يقرب من 170 شخصاً، ومنذ يوليو، تستمر الفيضانات غير المسبوقة في الهند في حصد الأرواح، وتسببت في وفاة أكثر من 100 شخص.
فيضانات الصين 
تعرضت الصين إلى خسائر فادحة بسبب السيول والفيضانات، الناجمة عن ظروف جوية قاسية، كما تعرضت لهطول أمطار غزيرة للغاية 39 مرة خلال عام 2023، تسببت في فيضانات وغرق الطرق، خاصة في مقاطعتي خنان وشنشي، كما أثارت الزلازل الأرضية والأعاصير والجفاف والعواصف الثلجية وحرائق الغابات أضراراً بدرجات متفاوتة. 
وأثرت الأمطار والفيضانات على نحو 95 مليون شخص في الصين، وأدت إلى مقتل وفقدان 792 شخصاً، ونُقل حوالي 5.26 مليون شخص إلى أماكن آمنة أخرى، وأدت لخسائر اقتصادية مباشرة تقدر بحوالي 44 مليار دولار. 
حرائق الغابات 
يعد عام 2023 الأكثر احتراراً منذ عقود طويلة، ما أدى إلى ارتفاع معدل حرائق الغابات في الكثير من الدول، أبرزها حوض البحر الأبيض المتوسط التي شهدت موجة من الحرائق دمرت نحو 35 ألف هكتار في اليونان، وكذلك الجزائر وتونس وتركيا. 
وتشير تقارير رسمية إلى أن حرائق الغابات كلفت أوروبا نحو 4.43 مليار دولار من الأضرار هذا العام، حيث اجتاحت الحرارة الشديدة البحر المتوسط من اليونان إلى إسبانيا.
وتكبدت اليونان أكبر قدر من الأضرار، بقيمة 1.8 مليار دولار، وتدمير أكثر من 161 ألف هكتار حتى 30 أغسطس، وحلت إسبانيا فى المرتبة الثانية بين الدول الأكثر تضرراً، حيث أحترق أكثر من 84 ألف هكتار، بتكلفة تقدر بـ941 مليون دولار، تليها إيطاليا والبرتغال، ثم فرنسا، التي شهدت أسوأ موجة جفاف أجبرت على إجلاء 10 آلاف شخص. 
رئة الأرض
بدورها، شهدت غابات الأمازون خلال عام 2023، ارتفاع عدد الحرائق خلال النصف الأول من العام إلى 8344 حريقاً لتسجل أعلى مستوى لها منذ 16 عاماً، بسبب تغير المناخ، وخاصة موجة الجفاف الشديدة. 
الجفاف 
واجهت دول أفريقية عدة موجات جفاف وفيضانات غير مسبوقة، وتعد الصومال الأكثر تأثراً بتغير المناخ بصورة مباشرة، فبحسب الأمم المتحدة يعتمد نحو نصف سكان الصومال على المساعدات الإنسانية، وسيبلغ عدد المتضرّرين من الجفاف 8.3 مليون نسمة، وأشارت تقديرات صندوق الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» إلى وفاة 43 ألف شخص نصفهم من الأطفال دون سن الخامسة.
سلسلة كوارث 
قال الخبير المتخصص في تغير المناخ والموارد المائية الدكتور أسامة سلام، إن العالم شهد في عام 2023 سلسلة من الكوارث الطبيعية المدمرة التي تسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة، أبرزها زلزال تركيا، وحرائق الغابات في أوروبا، مما تسبب في تدمير مساحات شاسعة من الغابات والأراضي الزراعية. 
وأوضح سلام، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الفيضانات ضربت العديد من المناطق في الصين، وتسببت في مقتل وإصابة الآلاف، وشهدت الولايات المتحدة موجة حر شديدة خلال شهر يوليو، مما تسبب في وفاة أكثر من 100 شخص، وهذه مجرد عينة من الكوارث التي ضربت العالم في 2023، وتسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة، وأزمات بيئية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الكوارث الطبيعية الزلازل الأعاصير العواصف الفيضانات حرائق الغابات وفاة أکثر من ملیار دولار خلال عام 2023 فی وفاة

إقرأ أيضاً:

عُمان التي أسكتت طبول الحرب

في ركنٍ من هذا العالم العربي الملتهب، حيث تتشابك مصالح الإمبراطوريات وتتصادم استراتيجيات الدول الكبرى على حساب الجغرافيا والتاريخ، هناك دولة اختارت طريقًا مختلفًا.

سلطنة عُمان هذه الواحة الهادئة وسط صحراء النزاعات لم تسمح لنفسها أن تكون بيدقًا في رقعة الشطرنج الدولية، ولم تُبدّد مكانتها في لعبة المحاور والاصطفافات، بل وقفت كـ«السيدة الحكيمة»، كما يسميها المراقبون، تمسح عن الوجوه غبار الحروب، وتفتح للخصوم أبوابًا لم يكونوا يتوقعونها.

في منطقة تتوزعها الرياح بين الطموح النووي الإيراني، والوجود الأمريكي الصارم، والاشتباك العربي المزمن، رفعت سلطنة عمان راية أخرى: راية «الاحترام المشترك»، و«الحوار قبل الضربة»، و«اليد الممدودة بدل الإصبع على الزناد».

وهنا، يكمن الاستثناء العُماني: دولة لم تُقامر يومًا بدماء جيرانها، ولم تبنِ مجدها على ركام الدول الأخرى. بل آمنت أن دورها الحضاري ليس بالتحالف مع الأقوى، بل بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع.

في السادس من مايو، بينما كانت شاشات الأخبار تغرق في صور الانفجارات، وبينما كانت المؤشرات تنذر بتوسّع خطير في الصراع الدائر بين جماعة أنصار الله والتهديدات أمريكية المتصاعدة تجاه استهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر، خرجت مسقط باتفاق ناعم لكنه جلل: وقف إطلاق نار مؤقت بين واشنطن وصنعاء، يضمن سلامة الملاحة، ويمنح للسلام فرصة ليلتقط أنفاسه.

ولم تكن هذه المبادرة وليدة لحظة، بل هي نتيجة شهور من الحوار الصامت الذي أجرته سلطنة عُمان، بهدوء، بعيدًا عن الأضواء، في قنوات خلفية لا تعتمد على التصعيد، بل على بناء الثقة، حجرةً بعد حجرة.

لكن الأمر لم يتوقف عند اليمن.

إذ حملت الأيام التالية مفاجأة أكبر: إيران تُعلن موافقتها على مبادرة عُمانية لاستضافة جولة رابعة من المفاوضات مع الولايات المتحدة.

في وقتٍ كانت فيه التوترات تنذر بالانفجار، وبين تحركات بحرية ومواقف سياسية حادة، قررت طهران أن تستمع لصوت مسقط.

لماذا؟ لأن هذه الدولة التي لا تلوّح بالقوة، تملك ما هو أثمن من ذلك: تملك المصداقية.

لقد فهمت سلطنة عمان منذ بداية الجمهورية الإسلامية في إيران، ومنذ لحظة دخول الأساطيل الأمريكية للخليج، أن دورها ليس الوقوف في الضد، بل الوقوف في المنتصف، لا كحياد باهت، بل كوسيط نشط، بكرامة وهدوء.

فما الذي يجعل هذا البلد العملاق برسالته، ينجح فيما فشلت فيه دول كبرى، ذات أبواق وسفارات وميزانيات مهولة؟ الجواب، ببساطة، إنه لا يُمارس السياسة من أجل العنوان، بل من أجل الغاية.

ففي السياسة كما في الطب، لا يحتاج الطبيب الجيد إلى صخب، بل إلى يد ثابتة ونية خيّرة.

وهذا ما فعلته سلطنة عُمان.

اقتربت من الجراح وهي تهمس لا تصرخ، ووضعت الضمادة لا الحطب.

لقد وُلدت هذه الفلسفة من تاريخ طويل في العلاقات الإنسانية والسياسية.

فسلطنة عُمان، التي تفتح أبوابها للحجاج والدبلوماسيين على حد سواء، تعرف أن الكلمة الطيبة تُغيّر العالم أكثر مما يفعل الرصاص.

عرفت ذلك عندما وقفت على مسافة متزنة من كل صراعات المنطقة، وعندما شاركت في مساعي الاتفاق النووي مع إيران، وعندما رفضت أن تدخل تحالفات استنزفت الدول وأغرقتها في الرمال.

عُمان لا تُراهن على النصر، بل على النُبل.

لا تُقايض بالتحالفات، بل تُبادر بالثقة.

لا ترفع شعارات، بل ترسم جسورًا.

وفي لحظةٍ يخشى فيها العالم اندلاع حربٍ جديدة بين قوى كبرى، تُطفئ مسقط الشرارة قبل أن تصبح نارًا.

تجمع طهران وواشنطن تحت سقف واحد، لا لتفرض رأيًا، بل لتفتح نافذة.

هذا المقال ليس تمجيدًا لدبلوماسية، بل احتفاء بأخلاق دولة.

بدولةٍ فهمت أن القيادة لا تحتاج صراخًا، بل رقيًّا.

وأن التاريخ لا يخلّد الأصوات العالية، بل الأفعال العظيمة التي تمشي على أطراف الأصابع.

تحية إلى عُمان، دولة الأفعال الهادئة التي كلما اقتربت الحرب، قررت أن تكتب فصلًا جديدًا للسلام.

مقالات مشابهة

  • 1.87 مليون طن..الوزراء: مصر أكبر منتج للتمور على مستوى العالم
  • الجيش الليبي يحرر جنوده ويكبد مسلحين خسائر فادحة في عملية جنوب البلاد
  • السودان: توثيق أكثر من الف وثلاثمائة حادثة اغتصاب بمناطق سيطرة “الدعم السريع”
  • من الجزائر إلى إيفرست وبرلين.. موجة كوارث تهز العالم
  • فوبيا الكوارث الطبيعية.. متى تتحول المخاوف إلى اضطراب يستدعي تدخل الطبيب؟
  • ترامب: سألتقي بوتين بأسرع ما يمكن والعالم سيصبح أكثر أمانا بعد أسابيع
  • ترامب: العالم سيصبح أكثر أمانا خلال 3 أسابيع
  • “كابيتال دوت كوم” تواصل التوسع انطلاقاً من الإمارات.. ومنطقة الشرق الأوسط تستحوذ على أكثر من نصف أحجام التداول حول العالم في الربع الأول 2025
  • نشرة التوك شو| حجم خسائر قناة السويس خلال عام ونصف وتحذير من موجة شديدة الحرارة
  • عُمان التي أسكتت طبول الحرب