أيام قليلة ويهل علينا العام الجديد 2024 والذي يحمل معه العديد من الآمال، إذ تتعدد مظاهر الاحتفال برأس السنة من دولة لأخرى وفقًا للطقوس الخاصة بها، ولكن تبقى شجرة الكريسماس هي أيقونة الاحتفال بهذا اليوم.

مظاهر الإحتفال بـ"ليلة رأس السنة" في دول العالم عروس البحر المتوسط تتزين لاستقبال راس السنة


وترصد"بوابة الوفد"، خلال التقرير التالي حكاية شجرة الكريسماس في سطور:
تاريخ الاحتفال بشجرة الكريسماس

يرجع الاحتفال بشجرة الكريسماس  إلى القرن العاشر في إنجلترا، وهى مرتبطة بطقوس خاصة بخصوبة الأرض، حسب ما وصفها أحد الرحالة العرب.


وكان أول ظهور لشجرة الميلاد عام 1509م
ومع مرور الوقت انتشرت العادة في أوروبا، خصوصًا في القرن الـ 15 في منطقة الألزاس في فرنسا، حين اعتبرت الشجرة تذكيرًا بـ "شجرة الحياة" الوارد ذكرها في سفر التكوين، ورمزًا للحياة والنور، لذا جاءت عادة تزينها بالأنوار.

نشأة شجرة الكريسماس
وتقول بعض الروايات أن نشأة شجرة الكريسماس تعود إلى القرون الوسطى بألمانيا ذو الغابات الصنوبرية دائمة الخضرة، إذ جرت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله "ثور" إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار، ثم تقوم إحدى القبائل المشاركة بالاحتفال بتقديم ضحية بشرية من أبنائها.
 ويرجع تحويلها للاحتفال بعيد المسيح إلى القديس "بونيفاسيوس" عندما أرسل مبشرًا إلى ألمانيا، فوجدهم يقيمون احتفالهم تحت إحدى الأشجار، وقد ربطوا ابن أحد الأمراء وهموا بذبحه كضحية لإلههم "ثور"، فهاجمهم وأنقذ ابن الأمير من أيديهم، ثم قام بقطع تلك الشجرة ونقلها إلى أحد المنازل ومن ثم قام بتزيينها، وأُلغيت منها بعض العادات كوضع فأس، وأضيف إليها وضع النجمة رمزًا إلى نجمة بيت لحم
 ومن ذلك التوقيت جرت العادة على اتخاذها رمزًا لاحتفالهم لعيد الميلاد، وانتقلت هذه العادة بعد ذلك من ألمانيا إلى فرنسا وإنجلترا ثم أمريكا، حتى انتشرت بكل دول العالم.
ويستمر  وضع أشجار عيد الميلاد في منازل مسيحيون العالم  حتى قدوم عيد الغطاس، ومنها أصبحت هذه الشجرة رمزًا متبعًا منذ آلاف القرون.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: شجرة الكريسماس الكريسماس العام الجديد 2024 شجرة الکریسماس

إقرأ أيضاً:

الدكتور أحمد علوش مدخلي.. حكاية تروى

عبدالعزيز التميمي

كيف يقيس الإنسان عمره، وكيف يحسب أيام حياته على الأرض؟ هل نحسبها بتلك الوريقات الصغيرة التي نتزعها من التقويم مطلع كل يوم، ثم نطويها ونلقيها في سلة المهملات يوما بعد يوم؟
إنها عند البعض أيام مرت من أعمارنا ولن تعود، وهي عند البعض الآخر، ساعات مضت كما يمضي كل شيء حولهم دون أن يستوقفهم، أو يشغل بالهم في قليل أو كثير. فهم يعيشون حياتهم في عبث ولهو، دون أن يحسبوا للزمن حسابًا، أو للوقت قيمة. وهناك من يغتنم وقته في عمل شيء مفيد لحاضره ومستقبله، ولحياته ومماته، يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدًا، ويعمل لآخرته كأنه يموت غدًا. فهو يعيش لحظات حياة مليئة بالنشاط والحركة، (وفي الحركة بركة)، يومه في غده، وعمله في إنتاجه، الوقت عنده عبادة، والحياة عمل.
طافت بمخيلتي هذه الخواطر، وأنا أشاهد تسجيلا قصيرا لحفل التكريم الذي نظمته مؤسسة “قدوات عطاء ووفاء للوطن”، في أبها تقديرا لنخبة من رواد التأثير والأسوة الحسنة على مستوى المملكة 1446هـ – 2025م، برعاية سمو الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، بحضور جمع غفير من المدعوين..وكان من بين المكرمين الدكتور أحمد علوش مدخلي، الذي أتى إلى الحفل بصحبة والدته الكريمة، وكأنه يعلن للعالم أن هذه المرأة هي من صنعت نجاحه بعد الله سبحانه وتعالى.
وفي كلمة له ثمّن رئيس مجلس إدارة مؤسسة “قدوات” ناصر بن عبدالله العواد، رعاية سمو أمير منطقة عسير للحفل، مبينًا أن هذه الليلة تشهد تكريمًا لأصحاب الأسوة الحسنة ورواد التأثير، الذين قدّموا الكثير في خدمة أبناء الوطن، مثل: قضاء الحاجات، رعاية الأيتام، علاج المرضى، التطوع، نشر الوعي والتأثير في العديد من قضايا المجتمع.
وقصة أحمد علوش مدخلي، تستحق أن تذكر. فهو كان يعمل(حارس أمن) بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، ورغم ذلك لم يدع للمصاعب مجالًا، ولم يترك للعمل تأثيرًا على طموحه، ولم يلتفت لشيء سوى تحقيق الأمل الذي رسمه لنفسه، في خطوات ثابتة، وباستمرارية لا تلين.
وبعد أن أكمل تعليمه الابتدائي ثم المتوسط والثانوي، وبعزيمة الرجال، دخل الجامعة، وبعد تخرجه فيها، سعى به طموحه، بعد توفيق الله له، للحصول على الماجستير ثم الدكتوراه التي حصل عليها في عام 1442هجرية، مستعينًا بالله سبحانه وتعالى، ثم تشجيع من حوله وفي مقدمتهم والدته وتحّفيزها له وشددّ أزره، ووقوف أسرته إلى جانبه.
وفي كلمات موجزة تعبر عن الكثيرمن المشاعر الصادقة قال أحمد علوش مدخلي: “إن كان في هذا التكريم فضلٌ يُذكر، فهو لأمي أولاً وآخراً؛ فهي التي غرست فيّ ما يُكرَّم، وربّتني على الصبر والعزم والعطاء. وكل مجدٍ نبلغه إنما هو ظلّ من ظلال تضحيات الأمهات، اللواتي نتقازم أمام سنا عطائهن، ونرتقي بما غرسن فينا من نور”.
وقصة نجاح الدكتور أحمد علوش، تستحق الوقوف عندها، لا لأنه نجح في الوصول إلى مدرجات الجامعة، وأصبح أستاذًا مساعدًا في جامعة جازان، ولكن لأن قصته رسالة للجميع: بأن الأهداف والطموحات لايمكن إيقافها إذا اقترنت بالتوكل على الله، ثم بالإرادة الصادقة والعزيمة، وإن طرق تحقيق الأهداف واضحة سهلة.أدواتها الجدّ والمثابرة، وسلاحها إيمان بالذات بعد الاعتماد على الله والتوكل عليه.
وفي مشوار حياته البسيطة، يقدم أحمد علوش مدخلي، مثالًا رائعًا لأولئك الذين يترددون كثيرًا عن تحقيق آمالهم وأمانيهم وأحلامهم عند مواجهتهم لأول عقبة صغيرة أو كبيرة صادفتهم أثناء سيرهم. إنه يقول لهم ولنا: إن الاستمرار في أي عمل تبدأه، هو الركيزة الأولى التي تحقق النجاح بعد توفيق الله سبحانه. إننا كثيرًا مانواجه في حياتنا بعشرات الحواجز، وما أكثر ماتمتلئ دروب حياتنا بالحجارة الصلدة من كل شكل ولون، ولو أن الإنسان منا أصابه الوهن والتعب من السير على هذه الأحجار، أو محاولة تكسيرها وتفتيتها، لما استقامت حياة أمة أو جماعة. إن كل شيء في بدايته صعب، ولكن مع الإصرار والاستمرار، تهون المصاعب، ويتحقق المستحيل، وتلين الحجارة. المهم ألا يتوقف الإنسان عند المحاولة. ويجلس أمام أول مشكلة يواجهها يلوم نفسه ويؤنبها، بل عليه أن يواصل الطريق فالخطوة الأولى والتي تليها رصيد يُضاف إلى خطوات سبقتها حتى نصل إلى نهاية الطريق محققين الهدف الذي نريد .
فيا عزيزي، لا تتوقف، ولاتبكي من حرقة الأحزان التي تلهب وجدانك، ولكن استمر ولاتتوقف تحت وهم أنك تبذل جهدًا ضائعًا؛ فقد تأتي لحظة النجاح في الوقت الضائع، أو الإضافي كمايقول المعلقون الرياضيون.
ولعلنا نختم بالأثر الشريف: “إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليفعل”، وهذا الحديث الشريف يحثّ على بذل الجهد حتى آخر لحظة من حياة الإنسان لإعمار الكون في كل مجالات الحياة في العلم والعمل، وبذل الخير والعمل الصالح، وفق الله الجميع.

مقالات مشابهة

  • حكاية محمد حسن برزو.. حين اختلطت دفاتر الشورجة بخرائط الثورة الكوردية
  • تجمع لافت لعشرات الحمام تحت شجرة بجوار مسجد السيدة عائشة.. فيديو
  • حميدتي العاتي ،،، واقع من شجرة
  • إعلامي مصري : خدماتكم للحجاج أيقونة في العالم الإسلامي
  • الدكتور أحمد علوش مدخلي.. حكاية تروى
  • إصابة 12 شخصا بينهم سيّاح إثر سقوط شجرة معمّرة في إيطاليا
  • وهبي: مدونة التجارة عائق أمام التطور التجاري في المغرب
  • طور الانقلاب الثقافي..عمان بين الميلاد والإسلام
  • في ذكراها.. سبب غريب لاستبعاد زيزي مصطفى من فيلم أبي فوق الشجرة
  • كريم خالد عبد العزيز يكتب: البساطة عنوان الرقي في الأعراس