كيف تتصرّف عندما تتلقى هدية لا تروقك.. هل تتخلّص منها؟
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- عندما رأت آبي إيكيل كيس المجوهرات الصغير الذي قدمه لها زوجها بمناسبة عيد ميلادها، اعتقدت أنّها تعرف ماذا يوجد داخلها: خاتم مرصّع بحجر "مورغانيتي" سبق وعبّرت عن رغبتها به. لكن عندما فتحت العلبة، رأت قلادة عوض الخاتم فلم تستطع إخفاء خيبة أملها.
أدركت إيكيل أنّها لن ترتدي القلادة لأنّها تفضل حلي معينة عندما يأتي الأمر للمجوهرات التي تستخدمها.
ولكن زوجها أهداها قطعة لم تحبها، وشعرت بالذنب لخيبة أملها.
بالنسبة للعديد من الأشخاص، يُعد الشعور بخيبة الأمل، التي يتبعها الشعور بالذنب، أمرًا طبيعيًا بعد تلقي هدية غير مناسبة.
والأمثلة كثيرة، كأن تتلقّى سترة من والديك لا تناسب مقاسك، أو قميصًا يحمل شعار فرقة موسيقية أحببتها عندما كنت مراهقًا (ولكن ليس الآن)، أو قطعة من المجوهرات الفضية مع أنّك شخص يفضّل ارتداء المجوهرات المصنوعة من الذهب.
وفي نهاية المطاف، تشغل الهدية مساحة في منزلك، ويتراكم عليها الغبار لأنّك لا تقوى على التخلّص منها. وقد تشعر بأنّ أحباءك لا يستمعون إلى ما ترغب به.
ما العمل عند استلام هدية لا تحبّها؟وشعرت إيكيل بالارتباك عندما تلقّت القلادة من زوجها، وسألت نفسها: لِمَ أعطاها القلادة بدلاً من الخاتم الذي أرادته؟
هي لم تعد تتذكر سبب عدم شرائه للخاتم، لكنها تتذكر المحادثة التي قرّرت إجراءها معه.
وقالت له إيكيل التالي: "لا أريد أن أبدو مدللة أو ناكرة للجميل.. لكن أريد أيضًا فهم كيف فكّرت بالأمر".
شعر زوجها بتحسّن بعد هذه المحادثة، وقال: "لا أريدك أن تشعري بالانزعاج من هذا من دون أن يكون لدي أي فكرة عن السبب".
وثم شعرت إيكيل بأنّها تستطيع إعادة القلادة، واستخدام المال لأمر آخر.
وأفاد ميلاد أوراغي، المعالج المرخص للزواج والأسرة في مركز الطب السلوكي بجامعة "لوما ليندا" بكاليفورنيا، أنّ إجراء هذه المحادثة قد يعود بالفائدة لجهة تخفيف مشاعر خيبة الأمل والذنب.
وقال أوراغي: "من المهم أن تجد التقدير والامتنان في الهدية نفسها"، ومن ثم أضاف: "لكن إذا كنت تشعر أنّك لا تحصل على الهدايا التي ترغب بها، فربما تحتاج إلى التواصل مع هذا الشخص أكثر قليلاً، كي يفهم ما الذي يجب أن تحصل عليه".
ورأت سوزان ديجيس وايت، المستشارة المرخصة، والأستاذة، ورئيسة قسم الاستشارة والتعليم العالي بجامعة إلينوي الشمالية في إلينوي، أنّ طرح الأسئلة لفهم سبب اختيار مُقدِّم الهدية لتلك الهدية قد يساعد المتلقي على فهم الفكرة ورائها.
وشرحت: "تخبرنا الهدايا كيف يفكّر بنا الأشخاص، وكيف اعتقدنا أنهم ينظرون إلى علاقتنا"، وأضافت: "وفي كثير من الأحيان مع الشركاء الرومانسيين، لا سيّما في المراحل المبكرة، نريد أن تكون الهدية رمزًا لمدى اهتمام شخص ما بنا".
وبحسب ديجيس-وايت، من المهم إجراء محادثات صادقة مع من تربطك بهم علاقة طويلة الأمد، لتحديد أنواع الهدايا التي تفضّلها، وتلك التي لا تحبها، كي لا يتكرر هذا النمط من الهدايا غير المرغوبة في موسم الأعياد التالي.
لكن إذا لم يكن من أهداك شريكًا رومانسيًا، أو صديقًا قريبًا، أو من أحد أفراد الأسرة، فالتزام الصمت وتذكر النوايا الطيبة لمقدم الهدية قد يكون أفضل طريقة للتعامل مع الأمر والمضي قدمًا.
التفكير بالآخر هو الأهمعندما يتعلق الأمر بفن تقديم الهدايا، يقول الاشخاص دومًا إنّ "التفكير بالآخر هو الأهم"، ولكن التفكير بشكلٍ أكثر من المعتاد قد يُفيدك.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أعياد عيد الميلاد نصائح
إقرأ أيضاً:
محاولة اسقاط فكرة الدولة والهوية
ان كان هناك بصيص أمل في ان نستعيد الدولة والهوية ، التي تفككت بسبب قوى الصراع، من مناطق وسلالات وقبائل ورايات (اعلام)، حتى جعلت من الوطن خرقة بالية يتنازعها الجميع، فجريمة اعتقال الشيخ الكازمي إمام وخطيب مسجد ساحة المنصورة، فجر يوم الخميس، بطريقة واسلوب المافيا( العصابات) لا توحي ان من امر باقتحام المسجد في وقت الصلاة الفجر رجل دولة، ولا القوة المقتحمة تمثل أمن الدولة.
الحقيقة ان الدولة اغتيلت بتشكيلات عسكرية لا تمثلها، ولا تواليها، بل تمثل من يدفع لها ومن شكلها بتشكيل مناطقي قبلي ومذهبي، أي تشكيل عسكر القبيلة والمذهب، وعسكرة القبيلة يأتي في اطار ضرب مفهوم الدولة المدنية التي ينشدها العامة من الناس، فالقبيلة مثخنة بالثأر، والمذهب مبتلى بالاختلاف، وعسكرتهما لغرض ترسيخ حالة الثأر الاجتماعي والسياسي الذي اتخذ من القبيلة وسيلة حسم معاركه القديمة مع الاخر، وهذا ما شهدناه في التصفيات الجسدية منذ الاستقلال حتى حرب 94م ، واتت حرب 2015م لترسخ الصراع العقائدي صراع المذاهب.
كل هذا من اجل اغتيال الدولة، بشواهد ان الشرعية التي كانت تحكم برئيس منتخب، صارت اليوم تحكم بثمانية رؤوس، تمثل القوى العسكرية المسيطرة على الاراضي، وهي الارضي الذي يتم اعدادها لتقسيم اليمن لكنتونات ضعيفة وهشة، بدون سلاح يحمي سيادتها، وبدون قرار وطني يعزز من مكانتها بين الدول، والهدف كنتونات مغتصبة، تديرها قوى مرتهنة للمغتصب، والهدف هي الارض البكر وما تحمله في باطنها من ثروة.
يمكن القول ان الحرب مع الحوثي انتهت، لتتحول لحرب في مواجهة فكرة الدولة اينما كانت، وفكرة وحدة الصف و وحدة الامة، هذه الحرب لا تحتاج لغير اعلام يروج للمزيد من الصراع المناطقي والمذهبي ، ليحول البلد لمناطق وهويات متناحرة، وهذا ما يحتاج لناشطين يعرفون من اين تؤكل كتف الوطن، والنتيجة انقسام مجتمعي حاد، وصراع بيني مدمر، انتج لنا لوبي من اللصوص والمنتفعين والفاسدين، ومجتمع مسحوق وناس محبطة، ومجتمع مدني مروّض، يتلقى الصفعة تلو الصفعة دون ان يوحد كلمته في مواجهة ما يحدث، ويشكل نخبة تؤمن بالوطن وحدته وسيادته، حتى صار الوطن يباع قطعة قطعه في سوق العمالة والارتزاق.
بدأ السقوط عندما سقطت راية الوطن، وكلا بدأ يبحث في الماضي عن بقايا راية منتهية الصلاحية ، وعندما سقط الوعي الوطني ليستبدل بالوعي المناطقي ، وثقافة الكراهية والعنصرية ، لتعرض الارض للبيع( خذوا الجنوب تبعكم ونبصم لكم بالعشر)، وعندما تم اقصاء كل مسؤول وطني رفض الانخراط في البيعة، ورفع راية السيادة، واستبدل بمسؤول تمرد على الدولة، وتماهى مع صفقة بيع الوطن، من تسليم الجزر وتعطيل المرتكزات الاقتصادية، وتشكيل تشكيلات عسكرية تتقاسم الارض وايرادات الدولة وتفرض الجبايات والاتاوات، ولا تعترف بمؤسسات الدولة ومصب ايراداتها البنك المركزي، حتى صار كل من تماهى مع المؤامرة مسؤولا تنفيذيا وسياسيا، يعيش واسرته خارج الوطن في نعيم الفساد والمال الحرام، والناس في الداخل تصارع الفقر والجوع والمرض، تصارع الحمى والظمأ.
عندما تحول السلاح من رمز لتحرير الارض، لأداة لاحتقار الدولة ، وحماية الاطماع والفاسدين والمرتزقة، عندما اصبح بعض رجال الامن مجرد كلب حراسة لكبار الناهبين وبياعي الارض والعرض.
بعد ان ضاقت الحياة بالناس وبلغت القلوب الحناجر، كان لابد لهم ان يتظاهروا رافضين لسياسة التجويع، والفشل المؤسسي وغياب الخدمات الضرورية، والمطالبة بحقوقهم المكفولة، وكان المتوقع ان تجد تلك التظاهرات صدى، والذي حدث انها قمعت، وتصدى لها رجال الامن والتشكيلات التي يفترض انها في خدمة الشعب ، مما يؤكد انها تشكيلات لا وطنية، وجدت من اجل ان تحمي الاطماع وادوات الارتزاق والتبعية، تحمي الفساد والناهبين للثروة وبياعي الارض، وتضرب بيد من حديد من يصرخ وجعا مما يحدث، وتدوس على الفقراء والجياع.
مع التأكيد ان ارادة الجماهير لا تقهر، وان بدأت التظاهرات صغيرة لكنها مؤثرة ستكبر وتكبر حتى تصير طوفان جارف، سيجرف كل هذا العبث وادواته المصطنعة، طوفان لن يستطيع ايقافه لا سلاح ولا طقم ولا مدرعة عسكرية، ولا ونان وهراوة، كلها ستسقط امام غضب الجماهير ، كما قال ابو قاسم الشابي
(إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر.. ولا بُدَّ للَّيْلِ أنْ ينجلي • ولا بُدَّ للقيدِ أن يَنْكَسِرْ)
فلن تنفع كل تلك المظاهر المسلحة والاقتحامات للبيوت والمساجد والاسواق، بل ستكون وابلا على اصحابها ،وسيكون النظام والقانون هو السائد، وكلا سيتحسس رقبته حينما يأتي الانصاف وان غدا لنظارة لقريب