نزلات البرد لم تعد حكرا على فصل الشتاء والسبب كورونا
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
من بين أمور كثيرة غيرتها جائحة كوفيد-19 في حياتنا، فيروسات البرد "الزكام"، والتي لم تعد تفرق بين فصلي الشتاء والصيف والبرد والدفء.
وأجرى الدراسة، باحثون من مختبر الأجهزة وفيزياء الجسيمات في لشبونة بالبرتغال، ونشرت في المجلة العلمية "بلوس وان"، وكتبت عنها نيوزويك.
ومن خلال تحليل بيانات المرض من الولايات المتحدة وكندا بين عامي 2016 و2023، وجد الباحثون أن جراثيم الشتاء لم تعد مقتصرة على المواسم الباردة.
وقالت المؤلفة المشاركة في البحث، إيرما فاريلا لاشيراس، إنه قبل وباء كورونا، لعبت الظروف الجوية مثل التغير الموسمي في درجة الحرارة والرطوبة الدور المهيمن في تفسير عمل كل هذه الفيروسات، ولكن في فترة الوباء، كان التنقل البشري هو الذي لعب الدور الرئيسي في تفسير الديناميكيات الفيروسية، التي تغلبت على تأثيرات الظروف الجوية.
ويشير التنقل البشري إلى أمور أخرى مثل التنقل والإغلاق والعطلات المدرسية.
ومن خلال بحثهم، رأى الفريق أنه قبل عام 2020، كان التفاعل الموسمي بين هذين العاملين موجودًا في توازن دقيق يتجلى في موجة الشتاء من جراثيم الجهاز التنفسي.
جراثيم شتوية
ولكن خرج هذا التوازن عن السيطرة بسبب جائحة كوفيد، مما أدى إلى ظهور جراثيم شتوية طوال العام وتغيير في الديناميكية الفيروسية التي يقول الباحثون إنها قد لا تعود كما كانت مرة أخرى أبدًا.
ووجد الباحثون أنه على الرغم من أن الجراثيم الموسمية مثل الإنفلونزا لديها قدرة موسمية، فإن الشتاء ليس ضروريا ولا كافيا لانتشار هذه الفيروسات.
في حين أن إنفلونزا الصيف قد تبدو مصدر إزعاج بسيط، فإن هذه الديناميكيات الفيروسية المتغيرة تثير مخاوف جدية على الصحة العامة، مما قد يؤدي إلى ارتفاعات غير متوقعة في العدوى الفيروسية وما ينتج عنها من دخول المستشفى.
وقالت قائدة البحث جوانا غونسالفيس دي سا -في بيان- إنه "من الواضح أننا بحاجة إلى دراسة المزيد عن بيولوجيا وديناميكيات هذه الفيروسات، بما في ذلك التفاعلات المحتملة بينها".
وأضافت "يمكن أن تظهر العدوى التي كان يُعتقد سابقًا أنها موسمية شتوية على مدار السنة، وهذا له عواقب مهمة على مراقبة فيروسات الجهاز التنفسي وعلى الصحة العامة بشكل عام".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
كسوة الشتاء.. دفء إماراتي يصل إلى مناطق البرد القارس في حضرموت
تشهد محافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن مع مطلع فصل الشتاء انخفاضاً حاداً في درجات الحرارة في مناطقها المرتفعة، ما يفاقم معاناة الطلاب والأسر الذين يفتقرون إلى الاحتياجات الأساسية لمواجهة البرد القارس. في ظل هذه الأوضاع الإنسانية الصعبة، أطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، الخميس، حملة "كسوة الشتاء" لتقديم الدعم لطلاب المدارس المتضررين من موجة البرد، وتخفيف وطأة الظروف القاسية التي يواجهونها في المناطق النائية.
وجاءت الحملة ضمن سلسلة جهود إنسانية مستمرة تنفذها الهيئة في حضرموت، وتهدف إلى توفير الملابس الدافئة للطلاب والطالبات الذين يعانون من تدنٍ في درجات الحرارة في مرتفعات المحافظة، ما يؤثر سلباً على قدرتهم على حضور المدرسة ومتابعة تعليمهم بسلام. وذكرت الهيئة أن الحملة بدأت في عدد من مناطق المرتفعات، وذلك في إطار دعمها الإنساني المستدام لفئات المجتمع الأكثر حاجة.
وباشرت الهيئة توزيع سلال غذائية متكاملة على أطفال ذوي الهمم المرتبطين بمركز "رجاء الخير" لذوي الاحتياجات الخاصة في مديرية الديس الشرقية، في مبادرة تُكمّل حملة كسوة الشتاء وتُبرز الاهتمام بالفئات الضعيفة التي تواجه صعوبات مضاعفة، ليس فقط بسبب البرد ولكن أيضاً في ظل التحديات الاقتصادية الراهنة.
وأعرب القائمون على مركز "رجاء الخير" عن بالغ شكرهم وتقديرهم لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مؤكدين أن هذه التدخلات الإنسانية أحدثت فرقاً ملموساً في تحسين ظروف حياة الأطفال من ذوي الهمم، وساهمت في تخفيف الأعباء عن أسرهم في وقت حساس يزداد فيه الاحتياج للدعم والرعاية.
من جانبهم، عبّر المستفيدون من الحملة عن امتنانهم لدولة الإمارات العربية المتحدة وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مؤكدين أن المبادرات الإنسانية جاءت في وقت بالغ الأهمية في ظل موجة البرد الشديد وارتفاع تكاليف المعيشة، ما يضاعف الحاجة إلى الدعم في القطاعات الأساسية كالتعليم والغذاء والاحتياجات الشتوية الضرورية.
وتواصل هيئة الهلال الأحمر الإماراتي تنفيذ برامجها الإنسانية والإغاثية في محافظة حضرموت، ما يعكس التزامها الراسخ تجاه الشرائح المتضررة، وحرصها على دعم الاستقرار المجتمعي وتلبية الاحتياجات الأساسية للأسر المحتاجة والفئات الضعيفة من خلال مبادرات نوعية ومستدامة.
وتُعَدّ حملة "كسوة الشتاء" جزءاً من جهود إنسانية واسعة تبذلها الهيئة لدعم التعليم وتمكين الأسر في المحافظات اليمنية، لا سيما في الفترات التي تتطلب توفير الدعم بشكل عاجل لمواجهة آثار التحديات المناخية والاقتصادية، في مشهد يعكس التضامن والتعاون الإنساني بين الشعوب والجهات المنفذة لهذه المبادرات.