أسطورة الحياة والموت
تاريخ النشر: 26th, December 2023 GMT
بقلم : فراس الحمداني ..
الحياة والموت قدران ، هما كالليل والنهار ، يأتي أحدهما ليزيح الآخر ويضعفه ثم ينهار أمامه إلى أن تأتي اللحظة التي ينتهي فيها الإثنان فلا موت ولا حياة بالمعنى الذي نعرفه وتبقى الأمور بيد الخالق الكبير والعالم بالسرائر والخفايا الذي سيقرر اللحظة التي ينهي بها تلك العاصفة .
مررت بسلسلة تجارب طويلة من العذابات والآلام التي علمتني أن الصبر موت بذاته والألم ليس نزهة بل هو تحفيز آخر للحزن وتجرع الغصة التي تتجدد كل يوم وكل لحظة فكل الذين أحبهم رحلوا ولم تعد الحياة سوى محطة وهي كذلك في الحقيقة ولكننا لا ندرك ذلك إلا حين تحدث الصدمة القاتلة والقاصمة فنتحول إلى فلاسفة ومفكرين وآدميين بينما حين نكون في فسحة من العيش تحيط بنا السعادة ويرعانا الأهل والأحبة فنتحاشى التفكير في النهايات والموت .
عندما نمرض بقوة تبدأ الأبواب تنغلق وعندما يشتد المرض نتحسس الموت ونستشعره يقترب ونبدأ في التحول إلى كائنات مسالمة وادعة لا تريد سوى أن ترتاح وتطمئن وتهدأ والحقيقة إننا غير ذلك ففي داخل كل واحد منا شيطان وقوة رهيبة من الوقاحة وقلة الأدب والذوق وإنعدام الضمير والشر المتنقل من حارة إلى حارة ومن زقاق إلى آخر ولا هم لنا سوى تحصيل ما يمكننا من منافع مادية ، تغرينا الحياة بلذائذها ونركض خلف الجمال الزائل ولا نفكر بجمال الروح والخالق والوجود بل بالجمال الذي تقدمه المادة الفانية هو جمال غير حقيقي سرعان ما يزول كوجه المرأة حين تشيخ وكالشجرة حين تذبل وتتيبس أغصانها ونحن مثلها لا قيمة لنا حين نكبر ونتهاوى ونصارع المرض والموت .
حين يموت الذين نحبهم تصلنا الرسالة تلو الرسالة ومع مرور الوقت يتكرر وصول تلك الرسالة فلا هي بحاجة إلى عناوين بريدية ولا إلى مراكز بريد ولا إلى تقنيات إتصال بل أنها أشباح تتنقل من مكان إلى آخر وتتسارع معنا وتندهش حين ترانا نكابر ونعيش الوقاحة ونؤجل الإعتراف بحتمية النهاية وأننا لا شيء بل عدم لا قيمة له ولا تدوم سوى الكلمات الطيبة والأفعال الحسنة التي نجود بها على الآخرين من المستضعفين والجياع والمحرومين ، ولكننا لا نريد أن نقر بذلك بل نتجاهل وننسى ونسعى لتحقيق ما أمكن من منافع وضيعة فانية مثلنا فكلنا إلى الفناء والعدم ماضون غير مأسوف علينا وسينسانا الجميع بعد بضعة أشهر وربما يذكرنا أحدهم في التفاتة غير مقصودة .
Fialhmdany19572021@gmail.com.
فراس الغضبان الحمداني
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
نجوم من هوليوود ينضمون إلى رسالة تدين الصمت حيال الإبادة الجماعية في غزة
ضمّ عدد من النجوم السينمائيين العالميين أسماءهم إلى رسالة مفتوحة تدين "الصمت" حيال "الإبادة الجماعية" في غزة، من أبرزهم يواكين فينيكس، وبيدرو باسكال، وريز أحمد، وغييرمو ديل تورو، وجولييت بينوش، على ما أكد المنظمون، الجمعة.
كذلك نددت الرسالة التي وقعها أكثر من 370 ممثلا ومخرجا سينمائيا بقتل "إسرائيل" المصوّرة الصحفية الغزيّة الشابة فاطمة حسونة، الشخصية الرئيسية في فيلم "ضع روحك على كفّك وامشِ" الذي عُرض في المهرجان، الخميس.
وقال معدّو الرسالة إن الممثلة الفرنسية جولييت بينوش التي ترأس لجنة التحكيم في مهرجان "كان"، أضافت اسمها أيضا إلى الرسالة، إلى جانب روني مارا والمخرج الأمريكي المستقل جيم جارموش، ونجم مسلسل "لوبين" عمر سي.
وبدا للوهلة الأولى أن بينوش تراجعت عن دعم الرسالة مع افتتاح المهرجان، الثلاثاء، واستعاضت عن ذلك بتوجيه تحية إلى حسونة التي قُتلت مع عشرة من أفراد عائلتها في اليوم التالي لعلمها بعرض الفيلم في "كان".
وقالت بينوش في افتتاح الدورة الثامنة والسبعين بتأثر: "كان ينبغي أن تكون فاطمة معنا الليلة".
وتزامنت هذه المواقف مع تصاعد حدة العنف وارتفاع عدد الضحايا في القطاع الفلسطيني المحاصر.
واعتبر بطل فيلم "شيندلرز ليست" رالف فاينز ونجوم آخرون في مقدمهم ريتشارد غير ومارك رافالو وغي بيرس وسوزان ساراندون وخافيير بارديم، والمخرجين ديفيد كروننبرغ وبيدرو ألمودوفار وألفونسو كوارون ومايك لي، أنهم يشعرون "بالخجل" من عدم اتخاذ قطاع السينما والفن موقفا من حصار "إسرائيل" لقطاع غزة.
وفي كلمتها في "كان"، الثلاثاء، ذكرت بينوش في كلمتها "رهائن السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وجميع الرهائن والسجناء والغرقى الذين يقاسون الرعب ويموتون في شعور رهيب بالتخلي".
ومن بين الشخصيات السينمائية الأخرى التي أضافت أسماءها إلى الرسالة المخرج مايكل مور، والممثلة الفرنسية كاميّ كوتان.