معبر الخراب وحارسُ الفظائع
تاريخ النشر: 27th, December 2023 GMT
بما أننا نستهلك الميديا بجنون هذه الأيام، اسمحوا لي أن أرصد وأُعلق على بعض ما حدث الأسبوع الماضي. اسمحوا لي أيضا أن أُشارك أفكاري المتفرقة ونحن على أعتاب سنة أخرى.
(1)
عادة ما تكون مؤتمرات المناخ السنوية مناسبة للناشطين ليسلطوا الضوء على القضايا محل اهتمامهم، والتي لا تكون حِكرا على القضايا البيئية وقضايا المناخ.
(2)
كثير من منصات الإعلام «الغربي» تُصر على نحو أعمى وساذج تقريبًا على مواصلة التلويح بقصص السلام والتسامح. تنشر الجارديان مثلا تقريرا عن الطبيب الفلسطيني عزالدين أبو العيش (المرشح مرارا لنيل جائزة نوبل للسلام، والذي التقاه بيرس مورغان بدايات الحرب وقد خسر العشرات من أفراد عائلته منذ السابع من أكتوبر، وكان قد فقد بناته الثلاث في 2009) تقرير الجارديان حمل عنوان «قتلت غارة جوية إسرائيلية 22 من أقاربي، لكنني أرفض أن أكره»، وأنا أتساءل لماذا يُؤخذ منا الحق في الكراهية؟ نشأتْ عادات الثأر وترتيبات القصاص، ثم العقوبات القانونية تحديدا للتعامل مع هذا الشعور الإنساني الطبيعي عندما يُعتدى على أحبائه. واحدة من المشاكل الإجرائية (إذا ما أردنا تجنّب الجوانب النفسية) لخطاب كهذا أنه يُوهم بوجود حلول غير ممكنة على أرض الواقع.
«حشا.. حتى الكراهية استكثرناها!»
(3)
ثمة نفور -لا يحتاج فطنة لملاحظته- من متابعة الجلسات، المؤتمرات، القمم المحلية، الإقليمية، والعالمية على حد سواء. يأتي هذا من سأم وجزع من اتخاذ موقف (أو اتخاذ قرار) قوي بما يكفي للتغيير على نحو فوري أو راديكالي.
يبدو أن أهم مكسب للجيل الجديد هو التحرر من مارد المعرفة المُقيِد. يقولون: لا أحتاج لأن أكون خبيرا بالمناخ لأصبح ناشطا بيئيا أو ناقدا لسياسات الطاقة، ولا أحتاج لأن أقرأ كتب التاريخ لأعرف مع من وضد من أقف. أعني أن المعرفة بالمعنى التجريدي أساسية، مهمة، وهي أيضا محرِرة. يكمن الإشكال في استخدامها كأداة تسلُّط. فإقران حقك في التعبير عن رأيك، بمدى معرفتك بمجال ما، مُثبط، مُعطل، وظالم. ثمة حساسية تُخبر المرء أن نوعا من الظلم واقع عليه شخصيا أو على إنسان آخر، وهي تفوق في كثير من الأحيان أهمية امتلاك المعارف، أو أدوات الجِدال المنطقي.
(4)
دارت الأيام فعلا. ربما عجّل دورتها الحدث الاستثنائي الذي نعيشه. أشياء ظننا أننا كبرنا عليها. تجاوزناها. تعود لتأخذ مكانها. يعود مظفر النواب، ويعود الفيتوري، وأمل دنقل، بل ويعود نزار. تعود الأناشيد.. تعود الدفوف..
حساباتنا للأمور غريبة. عندما تُفكر بما هو مهم لك فعلا. بأكثر شيء يُمكن أن يُرضي ضميرك، وما تفعله بالمقابل.. شتان شتان بين ما تتمنى وما تفعل. وهذه الفجوة التي هي أساس كل غضب، ويأس، وانفصال، تأكلنا. كما يحق لها تماما أن تفعل. إلا أن هذا ليس غريبا تماما عنا. إننا نعرف قدرتنا على المضي ضد سعادتنا، لكن كنا نعتقد أنه ضرب من تدمير الذات، لم نعرف أن لنا قدرة على تحمل عذابات الآخرين كامتداد لعاداتنا التدميرية.
«أصيح بالخليج»، الخليج الذي صار معبرا للخراب، وحارسا للفظائع. أنت من بين الجميع تعرف العطش. أين دروس الصحراء منك؟ لطالما كانت مياهك، ضفافك، ورمالك مؤتمنة، ما الذي تغير؟ متى صرت مستخفا بالأرواح، همجيا، وأرعن؟ القسوة نعرفها. ما لا نعرفه عنك هو تعمدها. كذا يا خليج.. كذا؟
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
محافظ كفر الشيخ يناقش جهود حماية السواحل.. صور
ناقش اللواء دكتور علاء عبد المعطي، محافظ كفر الشيخ، اليوم الأربعاء، جهود حماية السواحل مع وفد مشروع “تعزيز التكيف مع تغير المناخ في دلتا نهر النيل والساحل الشمالي”.
جاء ذلك في إطار متابعة المشروعات القومية الكبرى، بحضور الدكتور محمد أحمد علي، المدير التنفيذي لمشروع تعزيز التكيف مع تغير المناخ في دلتا نهر النيل والساحل الشمالي، والدكتور محمد الجنزورى، مدير إدارة البيئة، والمهندسة فاطمة الشوادفى، مدير عام الإدارة العامة للتخطيط العمراني، وعدد من القيادات التنفيذية.
تناول اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون المشترك لتنفيذ هذا المشروع الحيوي، الذي يهدف إلى حماية المناطق الساحلية بالمحافظة من تأثيرات التغيرات المناخية.
ويُنفذ المشروع بالتعاون بين وزارة الموارد المائية والري وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، وبتمويل من صندوق المناخ الأخضر (GCF)، وتقوم على تنفيذه الهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ، بمشاركة وزارات البيئة، والخارجية، والتعاون الدولي، بالتنسيق مع الجهات المانحة.
وأكد محافظ كفر الشيخ، أهمية الدور المشترك الذي تقوم به الوزارات والأجهزة المعنية فى مشروع تعزيز التكيف مع تغير المناخ والذى يعكس الأهمية القصوى التي توليها الدولة، بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لمواجهة التحديات البيئية وحماية السواحل باعتبارها ثروة قومية، مضيفاً أن المشروع يستهدف حماية 69 كيلومتراً من شواطئ الدلتا كما يُعد ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وضمان مستقبل الأجيال القادمة.
وأوضح محافظ كفر الشيخ، أن المشروع يدعم إعداد خطة متكاملة لإدارة المناطق الساحلية، بالتعاون مع جميع الجهات المعنية، ويعتمد على أساليب مبتكرة ومواد صديقة للبيئة، كما يسهم في توفير فرص عمل وتعزيز الاستثمارات.
وأشار محافظ كفر الشيخ، إلى التزام المحافظة بتقديم كافة أشكال الدعم لضمان نجاح المشروع، مشيداً بالتعاون المثمر بين الشركاء المحليين والدوليين، مثمناً دور الدولة في مواجهة آثار التغيرات المناخية فى إطار رؤية مصر 2030.